صراحة نيوز:
2024-11-18@15:27:51 GMT

ما الذي سيتغير .. في الإنتخابات القادمة ؟

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمه

( الإحلال ) ، نعم الإحلال هو المتغير الجديد ، الوحيد ، الفاعل في الإنتخابات النيابية القادمة . في الإنتخابات النيابية القادمة سيتم تفعيل ( الإحلال ) بشكل إنتقالي غير مسبوق . وهو في الواقع إحلال ، او بديل يجسد الإنتقال من سيء الى أسوأ .

في الإنتخابات النيابية القادمة سيتم إستبدال إنتقاء القبائل والعشائر والعائلات لأبنائها ، الى دورٍ آخر جديد ، تم إستحداثة ، تمارسه الدولة العميقة لإعادة إنتاج رجالاتها بشكل منفرد .

حيث ، وبكل وضوح ستحل رابطة المصالح بدل رابطة العصب ، او الدم ، او القُربى . ومع سوء الإنتقاء وفق رابطة الدم ، التي في معظم الحالات تنتقي وتختار الأقل كفاءة ، وثقافة ، ومعرفة ، وإستقامة ، وقِيماً . الا أنها أقل سوءاً من الإنتقاء على أساس المصالح وتبادل المنافع . ومما يزيد رابطة المصالح سوءاً ان المراكز العليا في الوطن سيجترها ، ويحتكرها فئة محددة ، محدودة العدد لعقود طويلة ، وبعد ان يودع المُنتقىٰ الحياة ويُغادر الدنيا بموته — اي بعد ما يُفطس — سيتم إعادة إنتاج الأبناء والأحفاد ، وربما أحفاد الأحفاد ، وبهذا يتمركز ويتعمق الفصل الطبقي الكريه البغيض .

رابطة الدم بالرغم من مثالبها الكثيرة ، وخلوها من المناقب ، الا انها أقل سوءاً من الإنتقاء على أساس رابطة المصالح . لأن رابطة الدم لا بد وتراعي توازنات عديدة ، مما يقلل من مساوئها ، فهي تنتهج إعطاء دور لأفخاذ وتفرعات العشيرة . حيث يتبادلون إشغال المواقع النيابية بالتناوب بين تفرعات العشيرة . بينما رابطة المصالح تصل العلاقة حد التأليه ، والتماهي ، والتفاني للحفاظ على تلك المكاسب . وعندما تطغى المصلحة والمادة تسقط كل القيم ، ويتوحش المُتكسب ، لزيادة مكتسباته ، وينصهر مع كل الأشخاص الذين يُشبِعون نَهمه المادي والمَصلحي .

لن تأتي الإنتخابات النيابية القادمة بشيء مما يأمله الشعب . وسينحصر التغير ، بتغيير رابطة الدم ، لتحل محلها رابطة المصالح . وسيزداد تأثير رابطة الدم ضعفاً عندما يتم تطبيق التوجه بأن ينتخب المواطن في مكان إقامته الفعلي . وسيعزف غالبية ابناء المحافظات الذين يقيمون في عمان وغيرها من المدن الكبرى عن المشاركة في الإنتخابات . وسيتم تهميش المواطن ، ونسيان مصالح الوطن .

وليَغرق أصحاب نظرية ضرورة النظر الى النصف المملوء من الكأس في تفاؤلهم غير المنطقي البعيد عن الواقع . وسيحدِّقون طويلاً في النصف الفارغ ، وهم يتألمون على أملهم بمن لا أمل فيهم .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة فی الإنتخابات

إقرأ أيضاً:

الأمة بين سيف بايدن المكسور وسيف ترامب المشهور.. قراءة في المصالح والمطارح

منذ فوز الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بالانتخابات الرئاسية؛ انشغل الجميع بتحليل تأثير ذلك على العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وتركز قسم كبير من وجهات النظر هذه في تحديد حجم التأثير الذي يمكن أن يحدثه ترامب في السياسة الأمريكية الخارجية والداخلية، ومدى نجاحه في الصراع المحتمل مع الدولة العميقة والمؤسسات السيادية هناك.

وما يعنينا في هذا المقال هو تسليط الضوء على نقطة هامة فيما يخص فلسطين والشرق الأوسط، وهي أنّه سواء كان ترامب أم بايدن أو أيا من كان، فعلاقة واشنطن بتل أبيب لا تقوم فقط على دوافع دينية وعقدية -تحدثنا عنها في المقال السابق- ولكنها تقوم على مصالح استراتيجية عليا بين الطرفين تحتاج فيها واشنطن إلى وجود إسرائيل في المنطقة؛ حتى مع تغيّر أوزان هذه المصالح صعود وهبوطا بين الحين والآخر، لكن تظلّ ثوابت هذه العلاقة قائمة وثابتة لا تتغير في المنظور القريب والمتوسط.

من يحكم الشرق الأوسط يحكم العالم

فمنطقة الشرق الأوسط هي قلب العالم كما يقول منظّرو الجيوبوليتك، لذلك حظيت باهتمام كبير من جميع الحضارات والإمبراطوريات عبر التاريخ الإنساني. والحروب الصليبية شاهد على ذلك.

لكن فيما يخص موضوعنا تحديدا، نجد محمد حسنين هيكل في كتابه "المفاوضات السرّية بين العرب وإسرائيل" 37، يقول إن "نابليون بونابرت منذ ثلاثة قرون لكي يضمن عدم التقاء الضلعين عربيا وإسلاميا -المصري والسوري- فإنه زرع عند مركز الزاوية هذه شيئا آخر لا هو عربي ولا هو إسلامي.. وهكذا تشكلت رؤية نابليون الاستراتيجية من خلال "الورقة اليهودية" التي أظهرها أمام أسوار القدس، ووُزِّعت على كل يهود العالم، تصوُّرا للمستقبل ورؤية ربما لا تتحقق بسرعة لكنها قابلة للتحقيق في مستقبل الأيام" انتهى.

لذلك ليس مستغربا أنه بعد قيام دولة الاحتلال بخمس سنوات فقط -عام 1953م- أبرمت "إسرائيل" تحالفا مع فرنسا لتعزيز الأمن في دولة الكيان، وكان أهم بنوده مساعدة تل أبيب في بناء مفاعل "ديمونا"، فضلا عن تزويد وتطوير الكيان لمنظومة صواريخ بعيدة المدى بموجب هذه الاتفاقية.

الكيان كدولة حاجزة
فكرة الحاجز بين شرق وغرب العالم العربي موطن الحضارة والإسلام كانت حاضرة في ذاكرة قادة الغرب منذ قرون طويلة، واختراع إسرائيل لم يكن الّا الترجمة الحرفية لهذه السياسة، لذلك من التبسيط المخل والمعيب جعل التضامن الغربي الكبير الحاصل مع الكيان بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر مرده فقط لقوة النفوذ الصهيوني وتأثيره في دوائر صنع القرار في الغرب، وليس لأن الكيان هو مصلحة غربية عليا
وعليه ففكرة الحاجز بين شرق وغرب العالم العربي موطن الحضارة والإسلام كانت حاضرة في ذاكرة قادة الغرب منذ قرون طويلة، واختراع إسرائيل لم يكن الّا الترجمة الحرفية لهذه السياسة، لذلك من التبسيط المخل والمعيب جعل التضامن الغربي الكبير الحاصل مع الكيان بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر مرده فقط لقوة النفوذ الصهيوني وتأثيره في دوائر صنع القرار في الغرب، وليس لأن الكيان هو مصلحة غربية عليا يجب الحفاظ عليها لضمان بقاء العرب تحت السيطرة.

أمَّة يهودية مستقلة في يهودا

على الجانب الآخر من المحيط، نجد الرئيس الأمريكي جون آدامز (1767- 1848م) يعبّر عن دعمه لعودة اليهود إلى وطنهم، في رسالة بعثها إلى صديقه الكاتب اليهودي مانويل نوح في عام 1818م، تضمنت أمنية آدامز برؤية "أمَّة يهودية مستقلة في يهودا" مرة أخرى(1)؛ لأن مَن يسيطر علـي هذه المنطقة يسيطر على العالم". وهنا يتكرر الحديث عن أنّ مفتاح السيطرة على العالم لا يتأتّى إلا من السيطرة على فلسطين، وبهذه يجتمع قادة الغرب على جانبيّ الأطلسي على نفسه الرؤية من وجود الكيان المحتل منذ مئات السنين.

عقيدة ترومان

هذه المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة مع إسرائيل عبرت عن بعضها مبكرا مذكرة سرية لوزارة الدفاع الأمريكية في عهد ترومان، أرسلت إلى مجلس الأمن الدولي، في 16 أيار/ مايو 1949م، بعنوان "مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية في إسرائيل.. أهمية إسرائيل الاستراتيجية للولايات المتحدة". وقد ركزت المذكرة على موقع إسرائيل الاستراتيجي في الشرق الأوسط، ودورها في حماية المصالح النفطية الأمريكية في الخليج العربي والمنطقة الممتدة بين القاهرة والسويس(2).

شكلت هذه المذكرة السرية أساس "عقيدة ترومان" المتعلقة بدور إسرائيل الاستراتيجي، والتي حكمت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ عام 1948م وحتى اليوم، وتبناها جميع الرؤساء الأمريكيون بعد ترومان. لاحقا، اعتبرت واشنطن "إسرائيل" حليفا استراتيجيا من الدرجة الأولى، رغم عدم عضوية إسرائيل في حلف شمال الأطلسي(3).

المصالح المتبادلة بين الطرفين

بعد انتهاء الخلافة العثمانية التي كانت مظلة سياسية للأمة الإسلامية، وانتهاء حقبة الاستعمار المباشر للوطن العربي خلال العقود الأولى من القرن الماضي، وانتقال العالم إلى نظام ثنائي القطبية، تربعت واشنطن وموسكو على قيادة العالم.

في ظلال الحرب الباردة وبعد نكسة 1967 وهزيمة العرب على يد الكيان الصهيوني في فترة بسيطة، وتنديد فرنسا بالهجوم الإسرائيلي، اتجهت تلّ أبيب بكامل طاقتها إلى واشنطن وبدء الزواج الكاثوليكي بين الطرفين، بكل تأكيد كما أسلفنا كانت العلاقة بينهما تنمو قبلها بقرون، ولكنه يمكن أن نقول إنّها كانت علاقات ما قبل الزواج!!

بعد النكسة وبروز تل أبيب كقوى إقليمية لا يستهان بها احتاج الغرب أكثر إلى إسرائيل ككيان وظيفي في مواجهة الاتحاد السوفييتي ولاحقا في ضمان التحكم والسيطرة على المنطقة، ليقدم مجموعة من الخدمات الحيوية للغرب عموما ولواشنطن خصوصا.

عبّر عن هذا التحول على سبيل المثال لا الحصر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، حين قال: "طبيعة النظام الإسرائيلي وتشدّده يشكلان أوراقا رادعة يمكن استغلالها"، كذلك جوزيف شوربا، وهو مستشار للرئيس ريغلن، حين قال "إسرائيل منذ تأسيسها أدّت دور مانع صواعق، يُبعد اهتمام الراديكاليين بعيدا عنا".

ولماذا نذهب بعيدا والرئيس الأمريكي الحالي بايدن هو الذي كرر أكثر من مرة "لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعناها" لتدليل على أهميتها الاستراتيجية لواشنطن!

المصالح الاستراتيجية بين الطرفين

تمثلت هذه المصالح الاستراتيجية بين الطرفين في عدة نقاط مهمة هي:

1- الحفاظ على الممرات المائية الحيوية (قناة السويس، وباب المندب) التي تمثل شريان حياة للغرب، لأن معظم صادرات النفط تأتي من قبلها، فضلا عن التجارة العالمية مع الشرق الأدنى.

العلاقات الأمريكية الصهيونية هي أكبر من تغيير رئيس بآخر، وأن ما ننتظره من ترامب هو ذاته ما سننتظره من كامالا هاريس إن كانت هي الناجحة، فلا فارق في السيناريو، ولكن فقط في طريقة الإخراج والديكور المستخدم ومساحيق التجميل من حقوق الإنسان والديمقراطية ونحو ذلك
2- ضمان السيطرة على مصادر النفط في الخليج العربي، لأن مَن يسيطر على مصادر النفط يسيطر على العالم وقتها.

3- إنهاك وإلهاء المحيط العربي بالكيان الصهيوني، واستنزاف موارده في الصراع العربي الإسرائيلي، مما يجعله في حالة تخلف وتبعية دائمة لتحالف (واشنطن- تلّ أبيب).

4- استخدام إسرائيل كقاعدة أمريكية متقدمة في الشرق الأوسط، لردع وتحجيم النفوذ السوفييتي سابقا والروسي والصيني حاليا.

5- ضمان وجود قوي للنفوذ الأمريكي من خلال إسرائيل بالقرب من سواحل البحر المتوسط، لما يمثله ذلك من أهمية استراتيجية كبيرة؛ فهو البحر الذي يعتبر ملتقى ثلاث قارات، ويمثل المجال الحيوي الأهم للأمن القومي الأمريكي، فضلا عن اعتبار إسرائيل ذاتها أداة تأمين وحماية للأسطول الأمريكي المرابض بشكل دائم في البحر المتوسط.

وبذلك يتضح من خلال هذه الإطلالة السريعة الموجزة على أنّ العلاقات الأمريكية الصهيونية هي أكبر من تغيير رئيس بآخر، وأن ما ننتظره من ترامب هو ذاته ما سننتظره من كامالا هاريس إن كانت هي الناجحة، فلا فارق في السيناريو، ولكن فقط في طريقة الإخراج والديكور المستخدم ومساحيق التجميل من حقوق الإنسان والديمقراطية ونحو ذلك.

مطارح الدماء

لكن ما يحزنني ويوجع قلبي حقيقة هي أننا مشكلتنا كأمة -إلا من رحم ربي- نعيش حاليا كأيام غزو التتار، حين كان الجندي التتاري ينكسر سيفه من كثرة القتل في المسلمين، فيطلب من المسلم أن يقف مكان وينتظره محني الرأس حتى يذهب ويحضر سيفا آخر ليقتله به، فيظل المسلم المهزوم نفسيا ينتظر في مكانه حتى يأتي الجندي بسيف جديد فيطرحه أرضا ويقتله دون أن يحرك ساكنا.

بل نقل ابن الأثير أن الجندي الواحد من المغول كان يقف أمامه مئة مسلم مستسلمين للذبح على يديه، فيطرحهم على وجوههم للذبح ولا يفكر واحد فيهم في مقاومته حتّى ينتهي منهم جميعا!!

حاليا نحن -إلا نقاط مضيئة في فلسطين وهنا أو هناك- نشاهد وننتظر أنّ يتغير سيف بايدن المكسور بسيف ترامب الجديد ليتم الذبح!! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

--------------
(1) إسرائيل وأمريكا من الرصيد إلى العبء الاستراتيجي، د. هيثم مزاحم، مركز المتوسط للدراسات الاستراتيجية.
(2) "مستقبل العلاقات بين إسرائيل والغرب بعد طوفان الأقصى"، ممدوح المنيّر، شباط/ فبراير ٢٠٢٤.
(3) العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية: النشأة والمستقبل، عماد أبو عوّاد.

* للنقاش حول المقال:
x.com/Mamdouh_Almonir
t.me/Mamdouh_Almoner
facebook.com/@Mamdouh.Almonir

مقالات مشابهة

  • الأمة بين سيف بايدن المكسور وسيف ترامب المشهور.. قراءة في المصالح والمطارح
  • بـ470 مليون جنيه.. رئيس مياه سوهاج يتفقد أعمال الإحلال والتجديد للمرحلة القديمة
  • الاقاليم النيابية: طريق المادة 140 مغلق
  • رئيس مياه سوهاج يتفقد أعمال الإحلال والتجديد بمحطة معالجة الصرف الصحى الثلاثية
  • رابطة العالم الإسلامي تدين استهداف قوات الاحتلال لوكالة (أونروا)
  • لفتيت..المصالح المختصة تراقب باستمرار المواد الغذائية والمشروبات المعروضة
  • أصحاب المصالح التجارية في لبنان.. بين الفرار ومخاطر الاستمرار
  • أحمد العيسي ينافس نفسه في انتخابات اتحاد كرة القدم باليمن.. تعرف على القائمة النهائية للمرشحين
  • “باجميل” .. أمل أندية أبين يقترب من نيل عضوية الإتحاد اليمني العام لكرة القدم
  • أوقاف الفيوم تفتتح ثلاثة مساجد بعد الإحلال والتجديد