فرن طين تشتعل النار أسفله، تجلس أمامه سيدة في نهاية العقد الثالث من عمرها، ذات وجه بشوش وابتسامة راضية وعيون محبة للحياة، تبدأ يومها وتُنهيه بحمد الله عز وجل، ميرفت حسن أو "أم يوسف" كما تحب أن يناديها الآخرون، نموذج للمرأة الريفية المصرية الأصيلة، عمود المنزل التي تحمل على عاتقها مسؤولية الكبير والصغير.

شهد مُصفى بلون الشمس.. البلح يفترش أرض دهشور في موسم حصاده أسهل وصفة لتحضر مربى البلح في المنزل.. لها مفعول السحر أثناء الحمل

في السابعة صباحًا، تبدأ "أم يوسف" يومها بإعداد الإفطار لأبنائها وزوجها، ثم نظافة المنزل وترتيبه وشراء ما يلزمها، لتتجه بعد ذلك لركنها الدافئ رمز الخير والبهجة والذي يعد أهم مظهر للريف المصري الجميل، أصبحنا لا نراه إلا في المسلسلات والأفلام حتى ظننا أنه تراث مندثر، الفرن الفلاحي.

"الفرن ده احنا اللي بنيناه من الطوب وطين أرضنا"، بهذه الكلمات بدأت "أم يوسف" حديثها، لتحكي عن صناعة الخبز الفلاحي ذي الرائحة التي تنعش القلب والروح، والمذاق المميز الذي لا يضاهيه أنواع الخبز كافة.

من القمح لرغيف الخبز.. مراحل صناعة العيش الفلاحيمن القمح لرغيف الخبز.. مراحل صناعة العيش الفلاحي

بداية من حبات القمح الذهبي حتى خروج رغيف الخبز من الفرن، تكون مهمة ميرفت حسن خطوة بخطوة، إذ تقوم على طحن القمح بنفسها ليصبح دقيقًا أبيض ثم مرحلة العجن بالماء والخميرة، لتعمل بعد ذلك على تقطيع العجين لكُرات دائرية ثم فرده على "المطرحة" ورميه في الفرن البلدي.

يدخل قرص العجين في التسوية ثم ينتفخ من حرارة الفرن، ليخرج رغيف الخبز الفلاحي ساخنًا يفتح الشهية من رائحته وشكله المُثير.

مذاق ورائحة.. سر حلاوة العيش الفلاحي

وبسؤالها عن سر الصنعة، أكدت "أم يوسف"، أن الفرن الطين هو سبب الطعم المختلف، قائلة: "الفرن الغاز بيسلق العجين ويخلي العيش مالوش طعم، أما الفرن الفلاحي المحمي بالحطب بيسوي العيش على الهادي، عشان كدا العيش الفلاحي طعمه أحلى وصحي أكتر".

من القمح لرغيف الخبز.. مراحل صناعة العيش الفلاحيحفظ القرآن حلم يُراود "أم يوسف"

"نفسي أحفظ القرآن كله".. بهذه الكلمات اختتمت "أم يوسف" حديثها، إذ قررت صاحبة الـ38 عامًا، الالتحاق بالكُتّاب في قريتها دهشور بمركز البدرشين، وتعلم القراءة والكتابة رغم كبر سنها، وذلك لتحقيق حلمها وحفظ القرآن الكريم.

من القمح لرغيف الخبز.. مراحل صناعة العيش الفلاحي

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العيش أم يوسف أم یوسف

إقرأ أيضاً:

مواطن تركي يختار العيش في كهف منذ عام 2023.. لماذا؟ (صور)

تركيا – انقلبت حياة المواطن التركي علي بوز أوغلان رأسا على عقب بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كهرمان مرعش، حيث قرر العيش في كهف للتغلب على خوفه من الزلازل والابتعاد عن الناس.

ورفض التركي علي بوز أوغلان، عرض السلطات بتوفير مسكن مؤقت له، وقرر بعد كارثة عام 2023، العيش في كهف، خاصة وأنه عانى من صعوبات نفسية خطيرة، موضحا أن الكهف سيساعده في “التغلب على خوفه من الزلازل والعيش بعيدا عن الناس”.

وأضاف علي بوز أوغلان أن الضيوف يأتون إلى كهفه في كثير من الأحيان، حتى أن أحدهم مكث معه طوال الليل”. وفي المستقبل، يخطط لتثبيت الألواح الشمسية التي ستعمل على تشغيل ثلاجته وغسالة ملابسه.

علي بوز أوغلان البالغ من العمر 55 عاما، الذي انقلبت حياته رأسا على عقب، يعيش في الكهف منذ عامين. وخلال وصفه لحياة الكهف، قال: “لا يمكن لأي إنسان أن يعيش حياة الكهف، لكنني أعيشها لأنني شخص مختلف”.

مر بوقت عصيب بعد الزلزال

وتعرض المواطن التركي، الذي يعيش في قضاء دفنة، لصدمة كبيرة عندما انهار المنزل الذي كان يعيش فيه مع زوجته وأطفاله الثلاثة.

وأشار إلى أنه مر بأيام صعبة من الناحية النفسية بعد الزلزال، واكتشف كهفا بالقرب من حي يايليجا بمدينة سامانداغ قبل عامين، وأراد التغلب على خوفه من الزلازل والعيش بعيدا عن الناس، فاختار الكهف كمأوى للعيش”.

علي بوز أوغلان، الذي اتخذ من الكهف منزلا له، وجد سلامة وراحة، حيث أوضح أن الوقت الذي أمضاه في الكهف منحه السلام، قائلا: “أعيش هنا منذ عامين بعد الزلزال، وقد وجدت السلام في هذا الكهف.. هذا الكهف موجود منذ آلاف السنين ولم يتم تدميره، وأيامي تسير بشكل جيد جدا هنا، الحقيقة أنا في سلام، وأنا بعيد عن الجميع، وعلى اتصال بالطبيعة”.

كما أضاف أن السلطات عرضت عليه سكنا مؤقتا لكنه رفض العرض لأنه وجد السلام في كهفه.

“ألبي احتياجاتي هنا”

وبخصوص الصعوبات التي واجهها، أكد علي بوز أوغلان، أنه وجد جميع احتياجاته هنا، قائلا: “أغسل الأطباق والملابس، وأنظف المكان، وأعد طعامي، ورغم أن الثعابين والفئران تأتي أحيانا إلى الكهف، إلا أنني أعاملها بطريقتي، وعندما أصلي، فإنها تذهب بعيدا.. لقد وجدت ثعبانا في سريري ذات مرة وتعاملت معه”.

وأوضح علي بوز أوغلان أنه يريد استخدام الألواح الشمسية لتلبية احتياجات كهفه من الكهرباء لتشغيل الغسالة والثلاجة إذا أتيحت له الفرصة، مضيفا أنه تمكن من الوصول إلى كهفه بالدراجة النارية والبقاء على قيد الحياة بمساعدة المحسنين.

وأكد علي بوز أوغلان أنه كان سعيدا رغم صعوبات الحياة في الكهف، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي شخص أن يعيش حياة الكهف.

 

المصدر: RT + وسائل إعلام تركية

مقالات مشابهة

  • أيقونةُ كلّ بني الإنسان.. تشييعٌ للبقاء
  • وفاة شخص جراء حادث سير في منطقة مقالع السليمة بريف دمشق
  • وسائل إعلام سورية: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارته بريف إدلب
  • وزير عراقي يعلن توقف هجرة المجتمعات من الاهوار وتحقيق فائض بإنتاج القمح
  • مواطن تركي يختار العيش في كهف منذ عام 2023.. لماذا؟ (صور)
  • خالد فكري يكشف مواعيد عمل مخابز العيش المدعم في شهر رمضان 2025
  • مسؤول إيراني يتحدّث عن لبنان: لا يمكن العيش بأمان من دون مقاومة
  • الأمم المتحدة تحذر من أزمة الخبز في سوريا
  • منظمة نسوية تطلق مشروع سبل العيش للإيزيديات في سنجار (صور)
  • قصف إسرائيلي يستهدف منطقة بريف حمص الغربي على الحدود السورية اللبنانية (صور)