شارك صندوق الوطن، في قمة العلوم التي أطلقتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 في نيويورك، ونظم جلسة نقاشية في أبوظبي تحت عنوان “من الملح إلى البناء” تناولت أهمية تفعيل الطاقات البحثية والاقتصادية والبيئية لتصريف الملح على مستوى العالم، وشارك فيها عدد كبير من العلماء والباحثين الدوليين والمهتمين بشؤون البيئة البحرية، وعدد من مسؤولي المؤسسات الاقتصادية المحلية والدولية.

وتحدث في الجلسة التي عُقدت في مركز أبوظبي للطاقة وشاركت فيها عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد من خارج الدولة شيرين متولي، مديرة الحوار في “Onstage International”، والدكتور محمد عبد الحميد داود، أستاذ بالمركز الوطني لبحوث المياه ومستشار الموارد المائية بهيئة البيئة أبوظبي، والدكتور فيصل المرزوقي، من جامعة خليفة، والدكتور كمال سيليك، من جامعة نيويورك أبوظبي، ود. تانيجافيلان أروموغام، من جامعة خليفة.

وعبر ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، عن اعتزازه بتنظيم صندوق الوطن هذه الجلسة العلمية المميزة بمشاركة قامات علمية بارزة على المستوى العالمي، بالتنسيق والتعاون مع الأمم المتحدة، مؤكدا أن الجلسة التي تابعها العشرات سواء بالحضور أو عبر تقنية الاتصال المرئي، ناقشت العديد من البحوث المتعلقة بالتقنيات المتبعة لتحلية المياه وكيفية تطويرها، إضافة إلى مفهوم الاقتصاد الدائري.

وأضاف أن الجلسة التي تشرف عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشارت بكثير من التقدير إلى مبادرة “تحدي إعادة التفكير في الملح” التي أطلقها صندوق الوطن لاستنفار القدرات العلمية لأبناء الوطن ودعم أبحاثهم في هذا المجال، وصولا إلى تقنيات جديدة تستطيع الاستفادة من المياه المعالجة، وكذلك حماية البيئة والكائنات البحرية من أثار الملوحة الزائدة كنتيجة لإعادة ما تبقى من المياه المعالجة إلى البحر مرة أخرة، مؤكدا أن تقدير الأمم المتحدة لهذه المبادرة بمثابة اعتراف ضمني من جانبها بأهمية الجهود التي يبذلها الصندوق لحماية البيئة والاستدامة والاقتصاد الدائري، إلى جانب دعم وتشجيع الكوادر البحثية الإماراتية على الاضطلاع بدور بارز لتطوير تقنيات حديثة يمكنها معالجة التحديات التي تكتنف عملية معالجة المياه لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من النتائج الجانبية غير المرغوب بها.

وأشار القرقاوي إلى أن إطلاق صندوق الوطن جائزة “سنتوريوم” كان بمثابة منصة كبيرة تعمل على جذب واستقطاب المبدعين والمبتكرين من أبناء الدولة، لابتكار تقنيات متطورة يمكنها الإسهام في مسيرة التطور والازدهار التي تعيشها الإمارات مع التركيز على موضوعات الطاقة وإدارة المياه والبيئة، الأمر الذي يؤكد أن دور الصندوق لا يتوقف على تمكين ودعم الشباب، وريادة الأعمال، بل يتجاوز ذلك إلى آفاق أوسع بتشجيع الكوادر العلمية المواطنة على ابتكار تقنيات متقدمة تحمي البيئة وتكون ذات عائد اقتصادي جيد، وهو ما تراه الأمم المتحدة مثالا يمكن أن يأخذ به الجميع لتطوير هذه الصناعة الحيوية.

وقال القرقاوي إن اختيار موضوع من “الملح إلى البناء” ليكون عنوانا لهذه الجلسة العلمية الدولية، يعطي دلالات مهمة على البعدين البيئي والاقتصادي، حيث تعتمد معظم دول العالم حاليا على تحلية مياه البحر لتلبية الاحتياجات المتزايدة من المياه العذبة، موضحا أن تنظيم الجلسة في أبوظبي يؤكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بالدفع قدمًا نحو أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ويسلط الضوء على أهمية إطلاق الطاقات العلمية والاقتصادية والبيئية لتصريف الملح من خلال طرح أفكار وحلول الباحثين في الجامعات الإماراتية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف أن الجلسة شجعت التفاعل والمشاركة بين الباحثين المحليين والدوليين سواء المشاركين حضوريا أو افتراضيا، وهو ما أثرى المناقشات والأفكار المطروحة، والمبادرات التي يمكن أن تكون داعما لتوجه الجميع لحماية البيئة البحرية، والحياد المناخي.

من جانبه قال الدكتور فيصل المرزوقي، أستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة، إن العمل على تطوير تكنولوجيا تحلية مياه البحر مستمر منذ سنوات طويلة، وإن دول العالم كافة تشارك فيه، مؤكدا حرص الباحثين في الإمارات على الوصول إلى تكنولوجيا صديقة للبيئة، تكون قادرة على الاستفادة من مياه البحر لمختلف الأغراض بما فيها المياه الصالحة للشرب دونما إخلال أو تأثير على البيئة البرية والبحرية.

وأكد أن دعم ورعاية صندوق الوطن للباحثين في هذا المجال كان دافعا قويا للاستمرار والوصول إلى أفضل النتائج الممكنة، والتي يمكنها في المستقبل القريب تحويل هذه التحديات إلى فرص يمكن للبشرية الاستفادة منها، مؤكدا أنه لولا هذا الدعم لما تحققت الكثير من النتائج الإيجابية من الأبحاث المتعلقة بتقنيات تحلية مياه البحر والاستفادة اقتصاديا من منتجاتها الجانبية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: صندوق الوطن میاه البحر

إقرأ أيضاً:

دور البيانات في تغيير الثقافة الاقتصادية وتشكيل أسواق العمل العالمية على منصة “الإقليمي للبيانات والتنمية المجتمعية”

 

تناقش الدورة الأولى من “المنتدى الإقليمي للبيانات والتنمية المجتمعية”، الذي تنظمه دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية يومي 9 و10 أكتوبر المقبل في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، التأثير الواسع للبيانات على النمو الاقتصادي والتنمية المجتمعية وتطوير سياسات التخطيط وصناعة القرار، وذلك ضمن عدة محاور رئيسية تغطي قطاعات الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، بالإضافة إلى الاستدامة، والتكنولوجيا، وقطاعات الأعمال.
وضمن محور الأعمال، يستكشف المشاركون في المنتدى سبل الاستفادة من البيانات في تحليل الاتجاهات المستقبلية لمختلف القطاعات، وتطوير سياسات سوق عمل مرنة وفعالة، وتحسين بيئة العمل ومعدلات الإنتاجية، ودعم رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال عدد من الجلسات النقاشية المتخصصة التي تجمع نخبة من الخبراء وصنّاع القرار من القطاعين العام والخاص ورواد الأعمال.
ويفتح المنتدى باب التسجيل للمشاركة وحضور الفعاليات عبر الموقع الرسمي: https://dcdf.ae
كبسة زر لإنهاء البطالة في العالم
وتعقد في اليوم الأول من المنتدى جلسة نقاشية بعنوان “كبسة زر لإنهاء البطالة في العالم” في منصة “بيانات المستقبل”، حيث تناقش مجموعة من القضايا الحيوية المتعلقة بسوق العمل والبطالة. تتناول أسئلة جوهرية حول قدرة الحكومات ومدى امتلاكها للبيانات التي تحدد توجهات أسواق العمل، وكيفية تعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص للتنبؤ باحتياجات أسواق العمل.
وتبحث الجلسة في الشراكات اللازمة لبناء منظومة متكاملة لجمع وتحليل المعلومات، ودور تحليل بيانات الوظائف وسوق العمل في القضاء على البطالة، مع مناقشة تحدياتها في المنطقة العربية، وسبل رفع الوعي المجتمعي لتجاوز الثقافة السائدة المتمسكة بالمهن التقليدية، مما يسهم في مواجهة تحدي البطالة بشكل فعال.
4 أيام عمل… البيانات تحسم جدل الإنتاجية
وفي جلسة أخرى في اليوم الأول تبرز التجارب العالمية الرائدة لنظام العمل 4 أيام، حيث ينظم المنتدى جلسة بعنوان “4 أيام عمل – البيانات تحسم جدل الإنتاجية” في منصة “بيانات الابتكار”، والتي تستعرض تجارب محلية وعالمية في هذا الملف، وتركز على كيفية استخدام البيانات لرسم خارطة طريق للنهوض ببيئة العمل وتعزيز رفاهية الموظفين، وسبل تحويل البيانات إلى قرارات قابلة للتنفيذ، لتحسين بيئة العمل. كما تناقش الجلسة أهمية استبيانات وبحوث جودة بيئة العمل، لإجراء التحسينات المستمرة. ومن خلال هذه المناقشات، تهدف الجلسة إلى تقديم حلول مبتكرة ومبنية على البيانات لتعزيز الإنتاجية ورفاهية الموظفين في بيئة العمل في آن واحد.
لماذا تفشل المشاريع التجارية؟
ويجيب نخبة من المتحدثين ضمن فعاليات اليوم الثاني عن سؤال جوهري في عالم الأعمال، وهو “لماذا تفشل المشاريع التجارية؟” في منصة “بيانات المستقبل”، والذين يضيئون على مجموعة من التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في استخدام البيانات والاستفادة منها. كما تتناول الجلسة سُبل تيسير الوصول إلى البيانات للشركات، والخيارات المتاحة لمنصات بيانات العملاء المفتوحة والخاصة. كما تُناقش الجلسة كيفية تمكين الشركات الصغيرة والناشئة من المعرفة للاستفادة من بيانات سلوك العملاء وتوسيع فرص استفادتها من تجارب الشركات الكبرى.
البيانات التقليدية وغير التقليدية في خدمة سوق العمل
وبالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، ينظم المنتدى في اليوم الثاني جلسة بعنوان “إلى أي مدى تتكامل البيانات غير التقليدية مع البيانات التقليدية لاستشراف مستقبل العمل في المنطقة العربية؟”، والتي تناقش دور البيانات التقليدية، مثل الإحصاءات الحكومية والسجلات الرسمية، والبيانات غير التقليدية، مثل البيانات المستمدة من وسائل التواصل الاجتماعي، في تقديم رؤى وتحليلات دقيقة لدعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية. كما تستعرض الجلسة كيفية توظيف هذا التكامل للتنبؤ بالتحديات المستقبلية وتقديم حلول مبتكرة لتحسين الفرص الاقتصادية في المنطقة العربية.
ويمثل المنتدى الدولي للبيانات والتنمية المجتمعية منصة رائدة لكل من يسعى لتوظيف البيانات في خدمة الأفراد والمجتمعات؛ إذ يجمع الحكومات وصناع القرار، والمؤسسات في القطاعين العام والخاص، وخبراء الاقتصاد ورواد الأعمال، والباحثين والأكاديميين، وخبراء البيانات، ليكونوا جزءاً من تجربة إقليمية واسعة لتبادل الخبرات والرؤى. كما يوفر المنتدى فرصة لتوحيد الجهود وتطوير الاستراتيجيات المبتكرة لتعزيز التأثير الاجتماعي للبيانات، والمساهمة في تحسين جودة الحياة وتحقيق


مقالات مشابهة

  • خريطة توزيع منهج العلوم المتكاملة للصف الأول الثانوي العام الجديد
  • دور البيانات في تغيير الثقافة الاقتصادية وتشكيل أسواق العمل العالمية على منصة “الإقليمي للبيانات والتنمية المجتمعية”
  • “خوري” تطّلع على عمليات “إيريني” والتحديات التي تواجهها
  • رئيس “كاكست” : إشادة الخطاب الملكي بمنجزات أبناء الوطن في الابتكار والعلوم أكبر حافز لمواصلة مسيرة البناء
  • صندوق الاستثمارات يعلن تأسيس شركة “قَصص”
  • المهندس “بالقاسم حفتر” يلتقي مسؤولين أمريكيين لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • “دبي للثقافة” تنظم “صندوق القراءة ” أكتوبر المقبل
  • برنامج تدريبي تثقيفي حول معالم المنهج الأزهري
  • فرع وزارة “البيئة” بالمدينة المنورة يرصد مزادات تمور المدينة المنورة
  • صندوق الوطن يفتح باب التسجيل في برنامج “جسور النخبة”