في مؤشر واضح على الدعم الرسمي الإسرائيلي لإرهاب المستوطنين، ضد الفلسطينيين، أشادت نائبة إسرائيلية من حزب "قوة يهودية" المتطرف الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، بالمستوطن عميرام بن أوليئيل الذي أقدم على حرق عائلة فلسطينية حتى الموت.

وأقدمت مجموعة من المستوطنين على إشعال النار في منزل عائلة دوابشة بقرية دوما جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 31 تموز /يوليو 2015، ما تسبب بجريمة هزت العالم، أدت إلى مقتل الأب سعد دوابشة وزوجته ريهام وطفلهما علي الرضيع (18 شهرا)، وإصابة شقيقه أحمد (4 أعوام) في حينه بحروق خطيرة.



قالت عضو برلمان الاحتلال (كنيست) ليمور سون هار ميلخ، من حزب (القوة اليهودية) اليميني المتطرف، الذي يقوده ايتمار بن غفير، إن عميرام بن أوليئيل، الذي أدين بقتل أفراد عائلة دوابشة الفلسطينية، هو "رجل صالح مقدس".#فريق_فرسان_الأقصى pic.twitter.com/e2QYELuxR3 — الدكتور ابن القدس (@ibnalquds589685) September 20, 2023
وخلال تحقيقات الاحتلال في تلك المذبحة، ألقى القبض على 17 مستوطنا ممكن شاركوا في إحراق عائلة دوابشة، لكن سلطات الاحتلال أطلقت سراحهم جميعا ما عدا المتهم الرئيس بن أوليئيل الذي ينتمي للمجموعات الإرهابية التي يطلق عليها جماعة "تدفيع الثمن"، حيث أدين بمحاولة القتل، والحرق العمد والتآمر لارتكاب جريمة قتل ذات دوافع عنصرية، كجزء من "عمل إرهابي"، و وحكم عليه بثلاث مؤبدات و 20 سنة.

ودافعت النائبة المتطرفة في الائتلاف الحاكم، ليمور سون هار ميلخ، عن القاتل بن أوليئيل، ووصفته بأنه "ولي قديس"، مطالبة في كتاب وقعت عليه ما لا يقل عن 14 نائبا بـ"مراجعة شروط اعتقاله"، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير أعده اليشع بن كيمون، حيث أكدت أن تصريحات النائبة تسببت بـ"عاصفة".

وجاءت تصريحات النائية اليمينية هار ميلخ، خلال حملة لجمع الأموال من أجل إطلاق سراح المستوطن المجرم، حيث تواصلت الحملة ونجحت بحسب الصحيفة في تجاوز مستوى المليون شيكل (دولار=3.83 شيكل).

وأوضحت أن "أكثر من 5 آلاف إسرائيلي تبرعوا لصالح القاتل، وعدد المتبرعين يرتفع من لحظة إلى أخرى، وستتواصل حملة التبرعات حتى السبت، وهدف الحملة التي يتصدرها جماعة القتال لعميرام، هو التشكيك بالإجراء القانوني الذي أدانه، والدفع قدما بالتخفيف من شروط حبسه".

وخلال حفل إطلاق الحملة، قال يونتان بولارد، الجاسوس الإسرائيلي الذي أفرج عنه مؤخرا من السجون الأمريكية: "نحن لا نريد لهذا المستوطن أن ينتهي مثلما انتهى رومان سدوروف أو عاموس برانس، لقد عانى الكثير ويجب أن يحصل على فرصة لعرض أدلة جديدة على المحكمة العليا بإثبات براءته"، بحسب زعمه.

وأضاف: "عزله يجب أن يتوقف، وحقيقة أنه عذب كي يقدم أدلة ضد نفسه يجب أن تؤدي لفتح الملف بشكل فوري، كرامتنا الذاتية تتطلب ذلك".



وأفادت "يديعوت" أن من بين المتبرعين للمجرم الإسرائيلي أسماء بارزة بينها الصحفي ورجل اليمين أرنون سيغال، الحاخام الياكيم ليفانون، موشيه فايغلين وبنتسي غوفشتاين، وتبرعت أيضا يعيل شيفح أرملة الحاخام رزئيل شيفح الذي قتل في عملية إطلاق نار، وقالت للصحيفة: "نحن لا يمكننا أن نرى طريقا ملتوية لمحاكمة الجمهور في إسرائيل ونمر عن هذا بصمت، يجب التخفيف من شروط اعتقاله".

بدورها، انتقدت "هآرتس" في افتتاحيتها الخميس بعنوان "من قاتل إلى ولي" تصريحات النائبة المتطرفة، موضحة أن طلبها الموقع عليه أيضا من 14 نائبا، رفع إلى رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار.

ونوهت أن الحملة لدعم "قاتل رضيع" والدعوة لتخفيف شروط حبسه "تتكشف كمرحلة في خطة لإثبات براءة "الولي المقدس وتحريره، من الأفضل أن نتذكر جيدا أسماء منتخبي الجمهور الذين وقعوا على هذا الطلب، وكل هذا يعمق الفهم بطبيعة المادة البشرية (يمينية متطرفة) التي تتشكل منها الكنيست، هو كهانية على الملأ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين عائلة دوابشة نابلس فلسطين نابلس الاحتلال الإسرائيلي عائلة دوابشة سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

معظم المنطقة عاشت وعانت من متلازمة التطرف التي يرمز لها بـ1979، وهي السنة التي وصل فيها آية الله الخميني إلى الحكم وأقام نظاماً ثيولوجياً آيدولوجياً متطرفاً نشر عدواه في أنحاء المنطقة. أصيبت به المجتمعات العربية وتسلل إلى عمق بعض الأنظمة، في التسعينات وما بعدها.

فهل الدور على سوريا التي تحتفل بالخلاص من واحد من أكثر الأنظمة فظاعة وقسوة في العالم؟ هل يعقل أن معظم العالم العربي الذي لفظ حديثاً التطرف وقضى على معظم «القاعدة» و«داعش»، وحاصر «حزب الله»، وأبعد «الإخوان»، يمكن أن يولد من جديد وفي دمشق؟
ليس خفياً أن هناك قلقاً إقليمياً ودولياً، وبالطبع سوريّاً، من أن يعتلي المتطرفون الحكم ويحيلوا حياة سوريا والمنطقة إلى أزمات وحروب في وقت يحتاج 23 مليون سوري إلى الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والعيش حياة كريمة.
«هيئة تحرير الشام»، حتى اليوم، أظهرت تقبلاً للأنظمة الاجتماعية والدولية، وتعاملت بحساسية مع مكونات البلاد المتنوعة، وصدر عن رئيسها أحمد الشرع العديد من التصريحات المطمئنة للحكومات والمواطنين، بأنه مع دولة للجميع، وأنهم ليسوا جماعة تريد تغيير سوريا والعالم وفق رؤية متطرفة.
ستتضح الصورة عندما يستقر الوضع، ويفعّل النظام الجديد نشاطه، ويدير عجلة مؤسساته. أما الآن فليس لنا إلا أن نفترض أن المنخرطين في الثورة السورية تعلموا دروساً صعبة من تجاربهم الطويلة. قائدهم، أحمد الشرع نفسه مر بتحولات فكرية كبيرة، وسبق له أن تحدث عنها. عندما كان شاباً في مطلع العشرينات يختلف عنه اليوم، 42 عاماً، حيث يبدو أكثر هدوءاً وحكمة. ونفترض كذلك أن المتطرفين لم يصلوا إلى أسوار دمشق إلا بعد سنوات من تجاربهم ومعرفتهم بما حدث للأمم التي في محيطهم الجغرافي.
لم ينجح نظام ديني متطرف واحد، كل ما وصل منها أو كاد يصل سقط، باستثناء نظام الخميني في طهران، وتجربته نموذج وعبرة يستحقان التأمل. نجح في نقل إيران من مزدهرة إلى فقيرة. سخّر كل إمكاناتها لأحلامه الدينية المتشددة، وها هو اليوم يواجه مخاطر مع سقوط الدومينو خارجياً، ورفضاً شعبياً واسعاً داخلياً لثقافته. استوطن المتطرفون أيضاً السودان وتركوه خراباً. مروا سريعاً على القاهرة، حكموها لعام واحد، كانت تجربة أيقظت المصريين وأعادتهم إلى الميادين للتظاهر لإقصائهم. وهناك الدول التي ابتليت قهراً بجماعات مسلحة متطرفة مثل «حزب الله» في لبنان، وميليشيات ليبيا والصومال واليمن وغيرها تسببت في تدمير بلدانها. ومن ثمّ ليس أمام حكام دمشق الجدد نموذج واحد ناجح.
تاريخ 1979 رمز يعبر عن تاريخ التطرف والفشل. يعبر عن كارثة نصف قرن حلت بالمنطقة. الخمينية، والقطبية، والسرورية، والسلالية مثل الحوثية، جاءت امتداداً لقطار الآيديولوجيات الساعية إلى الحكم، من شيوعية واشتراكية وبعثية.
سوريا البعثية أخذت نصيبها تحت نظام عسكري لجيلين من بيت الأسد. إنْ ترث الحكم وتحتكره آيديولوجيا إسلاموية متطرفة فسيعني ذلك أن ليل سوريا طويل. ولهذا تحث الأمم المتحدة والقوى الدولية المختلفة القابضين على السلطة في دمشق على تبني المشاركة السياسية لاستيعاب الجميع. ليس لأن المشاركة فقط تعكس تنوع الوضع الاجتماعي السياسي في سوريا، بل والأهم، لأنها الوصفة الوحيدة التي يمكن أن تتجنب الفوضى والاقتتال والتدخلات الخارجية.

مقالات مشابهة

  • فصائل فلسطينية: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • إيران تعلن الإطاحة بشبكة تكفيرية متطرفة على الحدود العراقية
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • مقتل 7 أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة
  • قصف إسرائيلي يقتل 7 أطفال من عائلة واحدة شمال غزة
  • مطالب إسرائيلية تُطيل أمد مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • مقتل 35 طفلا على الأقل في تدافع بجنوب نيجيريا
  • صاروخ باليستي من اليمن يهز تل أبيب وغارات إسرائيلية عنيفة على صنعاء والحديدة
  • هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟
  • شروط صارمة.. مشروع قانون إسرائيلي جديد لمنع إقامة دولة فلسطينية