أجرى الرئيس الصيني، شي جينبينغ، محادثات مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الجمعة، قائلا؛ إنهما سيكشفان عن "شراكة إستراتيجية جديدة".

وبدأ الأسد الذي يبحث عن أموال لإعادة إعمار بلاده، الخميس أول زيارة رسمية للصين منذ حوالي 20 عاما، على أمل الارتقاء في العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد"، كما سيحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الـ19 في هانغجو، بحسب ما أعلنت بكين.



وذكرت وسائل إعلام رسمية، أنّ شي والأسد التقيا في المدينة الواقعة في شرق الصين بعد ظهر الجمعة.

وقال شي: "سنعلن بصورة مشتركة اليوم إقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسوريا، التي ستصبح محطة مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية"، وفق تقرير لشبكة "سي سي تي في" التلفزيونية الرسمية.

وأضاف: "في مواجهة الوضع الدولي المليء بعدم الاستقرار وعدم اليقين، الصين مستعدّة لمواصلة العمل مع سوريا، والدعم القوي المتبادل بينهما، وتعزيز التعاون الودّي، والدفاع بشكل مشترك عن الإنصاف والعدالة الدوليين".

وأكد شي أنّ العلاقات بين البلدين "صمدت أمام اختبار التغيّرات الدولية"، وأن "الصداقة بين البلدين تعزّزت بمرور الوقت".

التقى الرئيس شي جينبينغ في مدينة هانغتشو بالرئيس السوري بشار الأسد الذي يزور الصين لحضور حفل الافتتاح للدورة الـ19 للألعاب الآسيوية. pic.twitter.com/XOomWlq30z — Hua Chunying 华春莹 (@SpokespersonCHN) September 22, 2023
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد علقت في تقرير على زيارة الأسد إلى الصين، مشيرة إلى أن الهدف منها هو البحث عن تمويل لإعادة إعمار البلاد التي دمرتها الحرب، وكسر العزلة الدولية.

وظلت العلاقات الصينية السورية قائمة حتى في وقت عزلت فيه دول أخرى الأسد؛ بسبب قمعه الوحشي للاحتجاجات الواسعة في سوريا، حتى تحولت إلى حرب أهلية.

ويتهم النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وتعذيب آلاف المعارضين في شبكة سرية من السجون، ومحاصرة المدن والبلدات في النزاع الذي خلف نصف مليون قتيل وفقا لتقديرات.

وترفض الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية تمويل عمليات إعادة الإعمار دون تسوية سياسية، كما نص عليها قرار الأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الصيني شي جينبينغ النظام السوري الأسد سوريا سوريا الأسد الصين النظام السوري شي جينبينغ تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عبد القادر الصالح حجي مارع.. ثائر سوري ترك تجارة الحبوب وحمل السلاح ضد الأسد

ثائر ضد النظام السوري السابق، ترك عمله في تجارة الحبوب وانخرط في الحراك السلمي ضد جيش الأسد ثم حمل السلاح في وجهه مع بداية تنكيل النظام بالمتظاهرين وقتلهم، وعرف في تلك الفترة بـ"حجي مارع". أسهم في تأسيس "لواء التوحيد" التابع للجيش السوري الحر، ومات متأثرا بجراحه في غارة استهدفته أواخر عام 2013.

المولد والنشأة

عبد القادر الصالح من مواليد بلدة مارع في الريف الشمالي لحلب عام 1979، وكان متزوجا وله 5 أطفال.

ويشتهر بلقب "حجي مارع" نسبة إلى بلدة مارع التي كان من أوائل المنظمين فيها للنشاط السلمي والمظاهرات، وأول من حمل فيها السلاح، كما يعتبره كثير من السوريين "الأيقونة الأغلى" للثورة السورية.

التجربة الثورية

وعقب إنهائه خدمته العسكرية في وحدة الأسلحة الكيميائية بجيش النظام السوري، اتجه للعمل داعية إسلاميا ونشطا في كل من سوريا والأردن وتركيا وبنغلاديش.

وكان يعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية قبل أن ينخرط في المظاهرات السلمية المطالبة بإسقاط النظام السوري عام 2011، ويقود فيها الهتافات، وأسهم في تأسيس وقيادة "المجلس الثوري في حلب وريفها" في 21 ديسمبر/كانون الأول 2011.

القائد الأعلى للواء التوحيد عبد القادر الصالح مع مقاتلي المعارضة بسوريا في سبتمبر/أيلول 2013 (الفرنسية)

كان الصالح من أوائل من انخرطوا في النشاط المسلح ضد النظام السوري ردا على بطش قوات النظام وقتلها المتظاهرين السلميين، وشكّل مطلع عام 2012 أول مجموعة مسلحة ضدها في الريف الشمالي لحلب، عرفت بـ"كتيبة قبضة الشمال"، واشتهر عنه بيع الكثير من أملاكه لشراء السلاح لمواجهة النظام وقواته.

إعلان

صار جزءا من "لواء أحرار الشمال" عقب اندماج "كتيبة قبضة الشمال" في كتائب الجيش الحر في ريف حلب الشمالي في 9 مارس/آذار 2012. وأدى دورا بارزا في قيادة معارك الدفاع والتحرير، التي خاضها اللواء في ريف حلب الشمالي، وظهر في مقاطع مصورة أثناء مشاركته في معارك بمدينة إعزاز في محافظة حلب، وتركزت حول مفرزة الأمن العسكري في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2012.

اختير الصالح قائدا لأول مجموعة مسلحة تعمل ضد النظام، قبل أن يعلن رسميا عن تشكيل "لواء التوحيد" بالجيش السوري الحر منتصف 2012، واختير عبد العزيز سلامة قائدا عاما للواء، والصالح قائدا للعمليات العسكرية فيه، وضم غالبية مقاتلي الجيش الحر وكتائب في ريف حلب الشمالي والغربي والشرقي، ونفذ العديد من العمليات العسكرية ضد قوات النظام في الريف الشمالي.

أبرز المعارك

بدأ اللواء أولى معاركه باسم "الفرقان" للسيطرة على مدينة حلب، ودخل إلى المدينة عبر الأحياء الشمالية الشرقية في 21 يوليو/تموز 2012، وأصبح من أكبر التشكيلات العسكرية للجيش الحر في محافظة حلب.

وقاد الصالح وشارك في العديد من المعارك وأهمها معارك السيطرة على مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، ومدن الراعي وجرابلس وغيرها من البلدات الكبرى في ريف حلب الشمالي.

وكان لواء التوحيد من أوائل المجموعات التي دخلت إلى الطرف الغربي لحلب بعد أن بدأت اشتباكات بين ثوار حي صلاح الدين وقوات النظام، على الرغم من تخطيط اللواء المسبق للدخول من الطرف الشرقي لمدينة حلب.

تمكن لواء التوحيد من إدخال 275 مقاتلا في اليوم الأول للمعارك بقيادة أحمد يوسف الجانودي -الذي قتل في وقت لاحق على أيدي قوات النظام- فيما دخل الصالح مع نحو 500 مقاتل في اليوم التالي إلى الأحياء الشرقية لحلب.

شارك الصالح في العديد من المعارك الأولى في مدينة حلب، إذ أسهم في السيطرة على المراكز الأمنية في النيرب والشعار وهنانو والصالحين ومقر الجيش الشعبي وثكنة هنانو ومضافة آل بري ومدرسة المشاة بحلب ومشفى الكندي، واستطاعت قواته السيطرة على نحو 70% من المدينة في أيام.

إعلان

وشارك في معارك كبرى خارج حلب، إلى جانب المئات من المقاتلين من لواء التوحيد في معارك القصير في حمص قبل أن تسيطر عليها قوات النظام بمساعدة مقاتلي حزب الله اللبناني في يونيو/حزيران 2013.

كما شارك في قيادة معارك "قادمون يا حماة" في ريف حماة، وعاد في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه للمشاركة في معارك السفيرة في الريف الجنوبي لحلب، التي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها بعد معارك ضارية.

لم يقتصر موقف الصالح على معارضة النظام، بل امتد ليشمل رفضه لممارسات بعض الفصائل المسلحة. فقد اتخذ مواقف حازمة ضد الانتهاكات، كان أبرزها إقدامه على سجن أحد قادة الكتائب في حلب بعد تورطه في سرقة ذخيرة من مدرسة المشاة.

عرف بقربه من المدنيين وتفقده الدائم لأحوالهم وكان يشجعهم على الإبلاغ عن أي تجاوزات يتعرضون لها من المقاتلين، وعزز هذا النهج مكانته بين الناس، خاصة مع حرصه التمركز في الصفوف الأولى بالمعارك، ولأنه من أوائل من أعلن مواجهة النظام السوري جهرا في وقت لم يجرؤ أحد على ذلك.

شارك لواء التوحيد أثناء فترة قيادة الصالح في جهود توحيد وتنظيم فصائل المعارضة السورية، وشارك في تأسيس المجلس الانتقالي الثوري في حلب وريفها في 30 أغسطس/آب 2012، والمجلس الثوري العسكري في حلب وريفها في 10 سبتمبر/أيلول 2012. كما انضم إلى "جبهة تحرير سوريا" التي عُرفت لاحقا باسم "جبهة تحرير سوريا الإسلامية" بعد تأسيسها في 12 سبتمبر/أيلول 2012.

وكان اللواء أيضا جزءا من "الهيئة الشرعية الرباعية"، التي أصبحت المرجعية القضائية الأبرز في حلب بعد سيطرة الجيش الحر على أحيائها الشرقية منتصف ديسمبر/كانون الأول 2012. كما تم اختيار الصالح قائدا مدنيا للجبهة الشمالية في "هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر" وشارك في مؤتمر انتخابات "مجلس محافظة حلب الحرة" في 9 مارس/آذار 2013.

إعلان

عرف عن الصالح حرصه على الوحدة مع مختلف فصائل المعارضة في الشمال السوري، كما حافظ على تقارب مع الفصائل الإسلامية غير المنضوية تحت الجيش الحر، إضافة إلى الفصائل الجهادية المحلية والسلفية الجهادية مثل جبهة النصرة.

وشارك الصالح في مبادرات وهيئات مشتركة عدة مع هذه الفصائل، وحافظ على خطاب يجمع بين الروح الشعبية والثورية والتوجه الإسلامي المعتدل، وعلى الرغم من ذلك، كان له موقف واضح من الائتلاف الوطني السوري والحكومة المؤقتة، ووقع مع حركة أحرار الشام الإسلامية و"جبهة النصرة" على بيان رافض للاعتراف بهما، داعيا إلى التوحد ضمن "إطار إسلامي واضح".

وكان الصالح ولواؤه في خلاف مع تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه لم يصل إلى حد المواجهة المباشرة في حياته، وكان لكل منهما مقرات في مدينة حلب، ولم يسعَ الصالح إلى الصدام مع التنظيم الذي عمد إلى التمدد في المدينة واعتقال ناشطين مقربين من اللواء.

وعندما هاجم تنظيم الدولة الإسلامية لواء عاصفة الشمال في إعزاز في أكتوبر/تشرين الأول 2013، تدخل لواء التوحيد قوة فصل ووساطة، لكنه انسحب لاحقا.

خصص النظام السوري مكافأة نقدية قدرها 200 ألف دولار لمن يسلم الصالح أو يقتله، ووصفه المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بأنه "إرهابي تابع للقاعدة وسيجبر الأقليات في سوريا على الإسلام وإن لم يفعلوا سيقتلهم بالسيف".

حجي مارع يتحدث مع قادة في فصيله بحي العرقوب بمدينة حلب الشمالية في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2012 (الفرنسية)

سبق ذلك اللقاء ظهور الصالح في مقطع مصور يقول فيه "لكثرة ما تتحدثون عن الأقليات صرت أتمنى أن أصبح من الأقليات.. نحترم حقوق الأقليات، والله الأقليات سيعيشون حياة أطيب من الحياة التي يعيشونها في ظل هذا النظام، لن يظهر أي تصرف يهين أو يهضم حق الأقليات".

وشدد عبد القادر الصالح على أن الثورة السورية ليست طائفية، ودعا في أكثر من مرة إلى إقامة دولة معتدلة دينيا، مؤكدا أن "الدولة الإسلامية لن تُفرض على سوريا بقوة السلاح".

إعلان

سعى إلى توحيد الفصائل تحت راية واحدة، ولهذا اجتمع قبل محاولة اغتياله بأيام مع قادة كبرى الفصائل آنذاك، ومنها جيش الإسلام وحركة أحرار الشام وصقور الشام لتحقيق هذا الهدف.

تعرض الصالح لمحاولتي اغتيال، واحدة في يونيو/حزيران 2013، وتزامنت مع اغتيال قائد لواء "أحفاد محمد" عبر تفجير عبوة ناسفة في سيارته بمدينة الميادين في دير الزور. وقبلها أثناء استهداف قائد الجيش الحر العقيد المنشق رياض الأسعد، في محاولة اغتيال أسفرت عن فقدانه إحدى قدميه.

وأصيب الصالح بإصابات بالغة إثر قصف طائرة تابعة للنظام اجتماعا لقادة لواء التوحيد في مدرسة المشاة بحلب -سماها اللواء مدرسة الشهيد أبو فرات وهو قائد عملية السيطرة على المدرسة- كان مخصصا للتخطيط لاستعادة السيطرة على اللواء 80 قرب مطار حلب، والذي تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليه قبلها بأيام.

الوفاة

توفي عبد القادر الصالح يوم الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 في أحد مستشفيات مدينة غازي عنتاب التركية متأثرا بجروح أصيب بها في قصف لقوات النظام استهدف اجتماعا لقادة اللواء في مدرسة المشاة في حلب.

ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه ببلدة مارع، وجرى دفنه في قبر كان قد حفره بنفسه وأوصى بدفنه فيه عند وفاته.

مقالات مشابهة

  • مصر وتنزانيا نحو شراكة أعمق: بدر عبد العاطي يبدأ زيارة استراتيجية لتعزيز التعاون المشترك | صور
  • عبد القادر الصالح حجي مارع.. ثائر سوري ترك تجارة الحبوب وحمل السلاح ضد الأسد
  • مايكروسوفت وجي 42.. شراكة تسرع استراتيجية أبوظبي للتحول الرقمي
  • FA: كيف تستعد إيران للمواجهة مع ترامب.. وهل ستنقذ نفسها؟
  • ترامب: زيارة مرتقبة للرئيس الصيني إلى واشنطن لتعزيز العلاقات الثنائية
  • البنك المركزي الصيني يضخ 3ر273 مليار يوان في النظام المصرفي
  • 80 عاماً من الطاقة النووية.. حلمٌ مصري يتحقق عبر شراكة استراتيجية مع روسيا
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة خلال مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين حول سوريا: الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الأسد لكن المعاناة ما تزال مستمرة بسبب هذا النظام
  • الإمارات والولايات المتحدة..شراكة استراتيجية تعزز التنمية والاستثمار
  • البنك المركزي الصيني يضخ 481 مليار يوان في النظام المصرفي