استغرق تشييده وزخرفته 400 عام.. معبد إسنا بالأقصر تحفة فنية تنطق إبداعًا
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
يضم مجموعة من الأعمدة التي تترأسها التيجان الملونة بصالة تتوسط المعبد، قيل إنها من أجمل صالات الأعمدة في مصر، نتيجة لتماثل النسب، وطريقة النحت التي تم بها نحت تيجان الأعمدة وبقائها في حالة جيدة، هكذا وصف آثريون معبد إسنا بجنوب محافظة الأقصر.
من أهم مايميز معبد إسنا أو معبد خنوم في الأقصر، أنه شيد تحت الأرض، فحتى تصل إليه، عليك عبور سلم يبلغ طوله عشرة أمتار، نزولًا تحت سطح الأرض، لتجد قطعة فنية لاتزال محتفظة بذات النقوش الملونة في شكل يدعو للدهشة خاصة أنه يعود تاريخ بناءه إلى الفترة من عام 181 ق.
شُيد معبد خنوم على أطلال معبد قديم يرجع إلى عصر تحتمس الثالث، بعد عثور نقوش تحمل اسم الملك بالمعبد، إلا أن المعبد الحالي؛ صُمم بحسب مؤرخين في عهد الملك بطليموس والملقب بـفليوماتر، أي المحب لأمه، ثم بعد ذلك أضيفت له قاعة أساطين في العصر الروماني.
معبد إسنا-تصوير أسماء حمودهوترجع قاعة الاساطين إلى عصر الإمبراطور الروماني (كلاديوس) 40 ميلادية، بينما تم زخرفة الصالة في عصر كل من فيسبسيان، وهادريان،وتراجان، وكراكلا وجيتا وكموندس، فيما كانت آخِر نقوشها في عهد الإمبراطور ديكيوس، حوالي سنة 249 م.
معبد إسنا-تصوير أسماء حمودهجدران معبد إسنا الداخلية والخارجية، قسمت إلى سجلات أو صفوف أربعة، بكل سجل منظر متكامل بذاته، وتمثل مناظر المعبد بصورة عامة الملوك البطالمة في الجدار الغربي والأباطرة الرومان، في هيئات فرعونية، وهم يقدمون الهبات والقرابين والزهور المقدسة لآلهة المعبد "خنوم – منحيت – نيبوت".
مُثل المعبود خنوم الذي نسب له اسم معبد إسنا، برأس كبش وجسد إنسان، حيث كرس المعبد لعبادته وزوجاته "منحيت ونيبوت".
ويتكون معبد إسنا من 24 عمودًا ويختلف تاج كل عمود عن الآخر ما يعكس عبقرية الفنان المصري في هذه الآونة.
وعن تقسيمات المعبد، فقد أوضح الدكتور السيد رشدي، أستاذ التاريخ بأن بعض المشاهد الخاصة بسقف المعبد؛ تمثل الإله نوت لهذا تضم السماء وحيوانات خرافية لها مغزى سحري، كما توجد مناظر فلكية تمثل الأبراج السماوية في سقف الجزء الجنوبي للمعبد وفي سقف الجزء الشمالي، يمثل أيام السنة عند المصريين القدماء متمثلًا في 18 مركبًا على كل جانب وكل مركب تمثل 10 أيام بما يعادل جمعها 360 يومًا، أما الخمسة أيام الأخرى فكانت مخصصة للاحتفالات بأعياد إلهة الخمسة الكبرى سراهم أمام الإله خنوم إله المعبد بحجم كبير.
أما في الواجهة الغربية "مدخل المعبد القديم" ففي أعلاها منظر رئيسي يمثل الإله خنوم برأس كبش وجسد إنسان بالزي الإلهي داخل قرص الشمس سيد إسنا، ويعني هذا المنظر أن الإله خنوم محمي من قبل الإله رع.
وفي الجزء الجنوبي من الواجهة الغربية نجد منظر الملك بطليموس منشىء المعبد بهيئة فرعونية وهو يقدم رمز الإله خنوم إله المعبد، وبجواره منظر يمثل زوجته كليوباترا واسمها داخل خرطوش ملكي، على أن من أهم مناظر المعبد يوجد في نفس هذا الجانب وهو يمثل قصة خلق الكون ووظيفة الإله خنوم في هذه القصة وهي صانع البشر من الصلصال على عجلة الفخراني، وفى هذا المنظر يمثل خنوم جالسًا على العرش وهو يقوم بخلق جسد الإنسان من الصلصال على عجلة الفخراني ثم يقوم بخلق القرين أو الروح، ثم نجد الطفل بعد اكتمال نموه داخل المياه الأزلية أو داخل رحم الأم وهو يتأهب للخروج للعالم الجديد، ثم نجد الأم الحامل في جلسة استرخاء للولادة ونلاحظ انتفاخ البطن والطفل متدلي منها، وفي النهاية نجد شخصًا مساعدًا يرفع الوليد الجديد ويقدمه للآلهة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأقصر أعمدة تيجان 400 عام
إقرأ أيضاً:
كوب الإله بس يكشف أسرارا جديدة.. لغز مذهل عن عظمة المصريين القدماء
لا يزال العالم يتفاجأ بين لحظة وأخرى بالحضارة المصرية القديمة التي تمزج بين الغموض والإبداع، ويكشف العلم أسرارًا جديدة لممارسات المصريين القدماء التي طالما أدهشت العالم، إذ قدمت دراسة حديثة دليلًا مذهلًا على استخدام المصريين القدماء لمزيج فريد من «المواد المهلوسة» والنباتات الطبية في طقوسهم الدينية.
فمن أكواب منحوتة على شكل «الإله بس» إلى مشروبات خاصة من العسل والعرقسوس والخشخاش، تتجلى أبعاد مدهشة من معتقداتهم. فما الذي كان يدفع المصري القديم لاستخدام هذه الوصفات؟ وكيف استخدموا هذه المكونات في عالمهم الروحي؟
العقاقير المهلوسة في الحضارة المصرية القديمةالبحث الذي نُشره في مجلة «ناتشر» و«لايف ساينس» العلمية، أشار إلى أنّ كوبًا عمره 2000 عام قدّم أول دليل مادي على أن المصريين القدماء استخدموا المواد والعقاقير المهلوسة في أثناء ممارساتهم المقدسة، وفي إطار مشروع علم الآثار الخاص بالنظام الغذائي المتوسطي، أجرى فريق دولي من الباحثين تحليلات كيميائية، وتحليل الحمض النووي لمحتويات كوب مصري قديم على شكل «الإله بس»، وبعد كشط جدران الكوب، تأكد أنّ المصريين القدماء استخدموا مواد مهلوسة، للمرة الأولى.
هذا الكوب الذي يعتبر أحد الأكواب المصرية القليلة المتبقية، ويُعد جزءًا من متحف تامبا للفنون منذ عام 1984، وربما يوفر نحت «بس» بعض الأدلة حول كيف كان المصريون يعبدونه باعتباره إله الحماية والخصوبة والشفاء الطبي والتطهير السحري، إذ تساءل العديد من علماء المصريات عن سبب استخدام المصريين لهذا الكوب المنحوت على شكل رأس «بس»، وهل كان ذلك من أجل الماء المقدس، أو الحليب، أو النبيذ.
وقال برانكو فان أوبن، أمين الفن اليوناني والروماني في متحف تامبا للفنون، لجامعة جنوب فلوريدا: «لم يعرف الخبراء ما إذا كان المصريون يستخدمون هذه الأكواب في الحياة اليومية، أو لأغراض دينية، أو في طقوس سحرية»، وبعد مرور 2000 عام، توصلوا إلى اكتشاف مذهل بعد إجراء اختبارات مبتكرة، فقد جمعوا بين سلسلة من التقنيات التحليلية، التي تشبه إلى حد كبير «الكوكتيل» الذي وجدوه داخل الكوب.
وفقًا لبيان صحفي صادر عن جامعة جنوب فلوريدا، لا يزال من الممكن اكتشاف بقايا بيولوجية لمزيج من المواد المخدرة، إلى جانب الكحول، حتى أن المصريين القدماء أضافوا نكهة إلى الإكسير بالعسل وبذور السمسم وجوز الصنوبر والعرقسوس والعنب لجعل المشروب يبدو وكأنّه دم، إضافة إلى بعض النباتات التي تتمتع جميعها بخصائص نفسية وعلاجية، إذ يعتقد الباحثون أنّ هذا الشراب السحري كان مصاحبًا لطقوس الخصوبة، لأن الحمل في العالم القديم كان محفوفًا بالمخاطر.
وقال تاناسي، أستاذ بجامعة فلوريدا: «لا يوجد بحث على الإطلاق توصل إلى ما توصلنا إليه في هذه الدراسة»، إذ ترجح الدراسة أن الناس في العصر اليوناني الروماني كانوا يزورون حجرات «بس» في مصر في سقارة لأداء هذه الطقوس خلال فترة خطيرة من الولادة.
زخرة الخشخاش في الحضارة المصريةالدكتور عماد مهدي عضو اتحاد الأثريين المصريين والمتخصص في الآثار المصرية القديمة، علق في حديثه لـ«الوطن»، على هذه الدراسة الحديثة والتي لم يتطرق إليها أحد من قبل بحسب تعبيره، مؤكدًا أنّ هذا المشروب يمكن أن يكون جرى استخدامه بالفعل داخل المعبد أثناء طقوس العبادة داخل حجرة «الإله بس» الذي كان يرتبط بالخصوبة.
وأضاف عضو اتحاد الأثريين المصريين، أنّ المصري القديم كان يستخدم زهرة الخشخاش أيضًا، والذي كان شعارًا لـ«سشات» التي يرجع لها الفضل في اختراع الكتابة، إذ كان المصري قديمًا يلجأ إلى المواد المخدرة عن طريق زهرة الخشخاش، فين حين لم يتم التوصل إلى أي معلومات بشأن استخدامها في الحياة اليومية أو داخل المعابد فقط.
وأكد الدكتور عماد مهدي، أنّ هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، فلم يتم التوصل إلى مثل هذه النتائج من قبل، بخلاف زهرة الخشخاش فقط، مؤكدًا أنّ الحضارة المصرية دائمًا ما تبوح بالأسرار من حين إلى آخر.