يضم مجموعة من الأعمدة التي تترأسها التيجان الملونة بصالة تتوسط المعبد،  قيل إنها من أجمل صالات الأعمدة في مصر، نتيجة لتماثل النسب، وطريقة النحت التي تم بها نحت تيجان الأعمدة وبقائها في حالة جيدة، هكذا وصف آثريون معبد إسنا بجنوب محافظة الأقصر.

من أهم مايميز معبد إسنا أو معبد خنوم في الأقصر، أنه شيد تحت الأرض، فحتى تصل إليه، عليك عبور سلم يبلغ طوله عشرة أمتار، نزولًا تحت سطح الأرض، لتجد قطعة فنية لاتزال محتفظة بذات النقوش الملونة في شكل يدعو للدهشة خاصة أنه يعود تاريخ بناءه إلى الفترة من عام 181 ق.

م – عام 250 م، ليستغرق تشييده وزخرفته نحو 400 عام.

معبد إسنا- تصوير أسماء حموده 

شُيد معبد خنوم على أطلال معبد قديم يرجع إلى عصر تحتمس الثالث، بعد عثور نقوش تحمل اسم الملك بالمعبد، إلا أن  المعبد الحالي؛  صُمم بحسب مؤرخين في عهد الملك بطليموس والملقب بـفليوماتر، أي المحب لأمه، ثم بعد ذلك أضيفت له قاعة أساطين في العصر الروماني.

معبد إسنا-تصوير أسماء حموده 

وترجع قاعة الاساطين إلى عصر الإمبراطور الروماني (كلاديوس) 40 ميلادية، بينما تم زخرفة الصالة في عصر كل من فيسبسيان، وهادريان،وتراجان، وكراكلا وجيتا وكموندس، فيما كانت آخِر نقوشها في عهد الإمبراطور ديكيوس،  حوالي سنة 249 م.

معبد إسنا-تصوير أسماء حموده 

جدران معبد إسنا الداخلية والخارجية، قسمت  إلى سجلات أو صفوف أربعة،  بكل سجل منظر متكامل بذاته،  وتمثل مناظر المعبد بصورة عامة الملوك البطالمة في الجدار الغربي والأباطرة الرومان،  في هيئات فرعونية،  وهم يقدمون الهبات والقرابين والزهور المقدسة لآلهة المعبد "خنوم – منحيت – نيبوت".

مُثل المعبود خنوم الذي نسب له اسم معبد إسنا،  برأس كبش وجسد إنسان، حيث كرس المعبد لعبادته وزوجاته "منحيت ونيبوت".
ويتكون معبد إسنا من 24 عمودًا ويختلف تاج كل عمود عن الآخر ما يعكس عبقرية الفنان المصري في هذه الآونة.

وعن تقسيمات المعبد، فقد أوضح الدكتور السيد رشدي، أستاذ التاريخ بأن بعض المشاهد الخاصة بسقف المعبد؛  تمثل الإله نوت لهذا تضم السماء وحيوانات خرافية لها مغزى سحري، كما توجد مناظر فلكية تمثل الأبراج السماوية في سقف الجزء الجنوبي للمعبد وفي سقف الجزء الشمالي، يمثل أيام السنة عند المصريين القدماء متمثلًا في 18 مركبًا على كل جانب وكل مركب تمثل 10 أيام بما يعادل جمعها 360 يومًا، أما الخمسة أيام الأخرى فكانت مخصصة للاحتفالات بأعياد إلهة الخمسة الكبرى سراهم أمام الإله خنوم إله المعبد بحجم كبير.

أما في الواجهة الغربية "مدخل المعبد القديم" ففي أعلاها منظر رئيسي يمثل الإله خنوم برأس كبش وجسد إنسان بالزي الإلهي داخل قرص الشمس سيد إسنا، ويعني هذا المنظر أن الإله خنوم محمي من قبل الإله رع.

وفي الجزء الجنوبي من الواجهة الغربية نجد منظر الملك بطليموس منشىء المعبد بهيئة فرعونية وهو يقدم رمز الإله خنوم إله المعبد، وبجواره منظر يمثل زوجته كليوباترا واسمها داخل خرطوش ملكي، على أن من أهم مناظر المعبد يوجد في نفس هذا الجانب وهو يمثل قصة خلق الكون ووظيفة الإله خنوم في هذه القصة وهي صانع البشر من الصلصال على عجلة الفخراني، وفى هذا المنظر يمثل خنوم جالسًا على العرش وهو يقوم بخلق جسد الإنسان من الصلصال على عجلة الفخراني ثم يقوم بخلق القرين أو الروح، ثم نجد الطفل بعد اكتمال نموه داخل المياه الأزلية أو داخل رحم الأم وهو يتأهب للخروج للعالم الجديد، ثم نجد الأم الحامل في جلسة استرخاء للولادة ونلاحظ انتفاخ البطن والطفل متدلي منها، وفي النهاية نجد شخصًا مساعدًا يرفع الوليد الجديد ويقدمه للآلهة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأقصر أعمدة تيجان 400 عام

إقرأ أيضاً:

استغرق 6 سنوات .. عراقي يخط أكبر مصحف بالعالم

استغرق 6 سنوات .. عراقي يخط أكبر مصحف بالعالم

مقالات مشابهة

  • “الأثاث الدمياطي” يتألق بأرض المعارض.. حرفية تنطق إبداعًا
  • وفد منظمة الصحة العالمية يشيد بمستوى الخدمات الطبية بمستشفى الكرنك الدولي بالأقصر
  • ربط قطاع الناشئين برؤية فنية طويلة الأمد.. خطة توسع منتظرة داخل الأهلي لدعم الفريق الأول
  • “الرعاية الصحية بالأقصر” تستقبل وفدًا من منظمة الصحة العالمية
  • تنسيق بين هيئتي الرعاية والتأمين الصحي بالأقصر لتطوير الخدمات للمنتفعين
  • مياه الأقصر تتابع أعمال تنفيذ مشروع الصرف الصحى المتكامل بقرى إسنا والطود
  • استغرق 6 سنوات .. عراقي يخط أكبر مصحف بالعالم
  • صندوق دعم الصناعات يتابع عددا من نماذج مشروعات التمكين الاقتصادي المنفذة بالأقصر
  • "التضامن": صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية يتابع مشروعات التمكين الاقتصادي بالأقصر
  • ينحني الزمن أمام مجد مصر.. عبارة تحولت إلى تحفة فنية على فستان السيدة إنتصار السيسي في افتتاح المتحف المصري الكبير