قال الشيخ أحمد شرف الدين خطيب مسجد الأربعين بمحافظة الدقهلية، إذا كان النبي خير الأصحاب لأصحابه وكان الصحابة خير الأصحاب، فتشبهوا فإن التشبه بالرجال فلاح.

 

حال النبي مع أصحابه

ولفت خطيب مسجد الأربعين خلال خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان: "حال النبي مع أصحابه" إلى قول الشاعر إن الربيع له أوان ينقضى وربيعك البسام كل أوان دنيا الورى فيك الشموس كثيرة هل فيك يادنيا محمد ثان لا والذى خلق الخلائق إنه إنسان عينك من بنى الإنسان.

وبدأت شعائر أول جمعة من ربيع الأول، بتلاوة قرآنية مباركة للقارئ الشيخ عبدالله محمد عزب، وخطيبًا الشيخ أحمد شرف الدين من علماء وزارة الأوقاف وذلك تحت عنوان:"حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه".

النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن اسم النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ قد ورد في القرآن صراحة أربع مرات ،والمتأمل في مواطن ذكره ﷺ يعلم شيئاً من حقيقته المحمدية التى أرادها الله - سبحانه وتعالى - حقيقة لهذه الأكوان رسالة إلى العالمين إلى يوم الدين.

وأكمل من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: في الآية الأولى على ترتيب المصحف في آل عمران يقول ربنا - سبحانه وتعالى - {ومَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ومَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} إذًا القضية ليست قضية شخص إنما هي قضية تشير إلى الألوهية والتوحيد إلى الباقي - سبحانه وتعالى – ،سيذهب سيدنا محمد ﷺ ليلقى الرفيق الأعلى ويذهب عند ربه راضياً مرضياً فما حالكم؟ أذهبت القضية أم أن القضية باقية؟ فالله يقر لنا أن القضية باقية وأنه ينبغي علينا أن لا ننقلب على أعقابنا كفاراً مرتدين وإلا {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ} إذًا فلابد علينا أن نعلم أن سيدنا محمداً ﷺ قضية وليس هو مجرد شخص قد ولد في يوم وانتقل في آخر بل هو قضية, آية آل عمران تنبهنا إلى القضية.

وتابع علي جمعة: في سورة الأحزاب يقول ربنا - سبحانه وتعالى - {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ} لم يكن ملكاً ولم يكن خليفة ولم يكن حاكماً ولا قاضياً فقط بل كان رسول من عند رب العالمين إلى العالمين {ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ولَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} فسيدنا محمد ﷺ رسالة وانظر في سورة محمد {الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) والَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ} انظروا في هذه {بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وهُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) ذَلِكَ بِأَنَّ الَذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا البَاطِلَ وأَنَّ الَذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ}.

وأكد أن القضية قضية قرآن وكان خُلقه القرآن وهو نور قد تلقى القرآن {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وكِتَابٌ مُّبِينٌ} فإذا نظرنا إليه كان نوراً وسراجاً منيراً, وكان خُلقه القرآن " كان قرأناً يمشي على الأرض " يعلمنا بسنته كيف نطبق ذلك المطلق الذي تجاوز الزمان والمكان؟ كيف نطبقه في حياتنا اليومية مع أهلنا وأنفسنا وعشيرتنا والناس أجمعين كافرهم ومؤمنهم انظر وتدبر, سيدنا ﷺ السيد الأجل ﷺ قضية, سيدنا ﷺ رسالة, سيدنا ﷺ كتاب باقٍ إلى يوم الدين, سيدنا ﷺ أمة تحمل قرآناً لتبليغ رسالة تشتمل على قضية.

وأنشد قائلا:

فمبلغ العلم فيه أنه بشر * وأنه خير خلق الله كلهم

وكيف يدرك في الدنيا حقيقته * قوم نيام تسلوا عنه بالحلم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النبي حال النبي مع أصحابه مسجد الاربعين خطبة الجمعة اليوم النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن أول جمعة من ربيع الأول سبحانه وتعالى سیدنا ﷺ

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين والتفاوض على الأوطان

ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، ودار موضوعها حول «واجب الأمة في وقت الأزمات».

قال الدكتور محمود الهواري إنه يجب على المسلم أن يكون فطنا ويقظا ومدركا لما يدور حوله من حراك في مجالات الحياة كافة، وألا يخدع من هنا أو من هناك، وبخاصة في وقت الأزمات، والوقائع التاريخية تشهد على مكانة الأمة الإسلامية عندما كان المسلمين على يقظة ووعي حقيقي بكل شيء يدور حولهم، كما كانت لديهم الفطنة والذكاء في التعامل معه، وما تجرأ البعض على مقدرات ومصير هذه الأمة إلا نتيجة غياب الوعي والفهم الحقيقي لقضايانا ودورنا.

طبيعة العلاقة مع الصهاينة

وأوضح الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أنه يجب على كل فرد في الأمة الإسلامية، أن يفهم طبيعة العلاقة مع الصهاينة، والتي تجدها في العداوة القديمة مع أسلافهم، الذين رفضوا السلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم، رغم أنه لم يطلب منهم مالا ولا ملكا وإنما أراد أن يدلهم على الله سبحانه وتعالى، مبينًا أن موقف الصهاينة اليوم يعكس أن رفضهم للسلام هو أمر متجذر في نفوسهم، وأن عداوتهم للإنسانية شديدة، وأن كل المحاولات في التستر على جرائمهم، هي خيانة للإنسانية، لأن الأفعال الإجرامية التي يقترفونها لا تعبر عن تحضر ولا رقي كما تدعي تلك المجتمعات التي تساندهم.

خطيب الأزهر: يجب على الأمة أن تتكاتف وتتوحد

وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أنه يجب على الأمة أن تتكاتف وأن تتوحد، لأن الفرقة والخلاف أخطر عدو عرفته هذه الأمة، ولم تضعف مكانتها ولم تتأخر عن دورها إلا بسبب الفرقة، وهو ما يدركه الأعداء جيدا، لهذا يعملون على تنامي الخلافات بين المجتمعات المسلمة بشتى الطرق، ليفسح أمامهم الطريق لمحاولة تقرير مصيرها والتاريخ ينطق بهذا.

وذكر خطيب الجامع الأزهر، أن من واجبات الأمة في وقت الأزمات، أن تعلم أن تحرير الأرض مرهون بتحرير الفكر من خلال الفهم الكامل لقضايانا، ففلسطين هي قضيتنا الأولى، وعلينا أن نعيد إلى الأذهان تاريخنا المجيد، وأن نغرس في نفوس أبنائنا الحقائق كاملة لكي لا نسمح لأحد أن يضللهم، ففلسطين ليست قضيَّة، تقبل الربح والخسارة، بل هي حق ثابت، لا تغيره الاعتداءات ولا الحروب، ولا القتل، ومحاولة التعامل معها أنها قضية شعب فهو خداع لنا، لأن فلسطين قضية الأمة الإسلامية بأكملها، وما يحدث فيها من انتهاكات جعلها قضية الإنسانية بأسرها، وما يرد على ألسنة المسؤولين في العالم وما يتردد في وسائل الإعلام من تقسيمات، فكانت أولا قضية إسلامية، ثم اختصرت فأصبحت قضية عربية، ثم حُجِّمَت فأضحت قضية فلسطينية، ثم خُنِقَتْ فغدت قضية الأرض المحتلة، وكأن الأرض أرضان: أرضٌ محتلة، فهذا عبث وخداع بالقضية المصيرية الأولى لدى المسلمين، ولا نقبل بتقسيم القضية الفلسطينية إلى قضايا متعددة، فهي قضية واحدة لا يجوز التحدث عنها إلا بلفظ واحد وهو القضية الإسلامية، كما يجب ألا نتحدث عن الصهاينة إلا في إطار كونهم غرباء عن هذه الأرض، وأن الأرض تكرههم بمن فيها وما فيها.

الدكتور محمود الهواري: حب الأوطان والدفاع عنها هو جزء من عقيدة المسلمين 

وبين خطيب الجامع الأزهر، أن حب الأوطان والدفاع عنها، هو جزء من عقيدة المسلمين، لهذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، كيفية حب الأوطان من خلال درس عملي ظهر في حبه صلى الله عليه وسلم لوطنه مكة فلما استوطن المدينة دعا الله جل جلاله أن يحببها إليه كحبه مكة، فالأوطان لا تقبل المفاوضة، الأوطان ليست سلعة تباع وتشترى، كما أن حب الأوطان جزء من الفطرة، قال الله تعالى: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ»، مبينا أن المواقف المشرف لمصر بشعبها وأزهرها في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني يدعونا للوحدة خلف هذا الرأي الذي ينتصر لعقيدتنا وإنسانيتنا، وألَّا نسمحَ لأحدٍ أن يسلبَنا شخصيَّتَنا، وألا يمليَ علينا قواعدَه؛ فنحنُ لم نخلق لنجرَّ من آذاننا، ولم نُخلق لنقولَ لأيِّ مخلوقٍ- كائنًا من كان- سمعنا وأطعنا، وإذا لم نحرِّر فكرنا وإرادتنا فلن نستطيع أن نحرِّر أرضنا.

مقالات مشابهة

  • هبة النجار: سيدنا النبي بشر مصر وأهلها بالحفظ والرعاية الإلهية
  • داعية: سيدنا النبي بشر مصر وأهلها بالحفظ والرعاية الإلهية (فيديو)
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين والتفاوض على الأوطان
  • خطيب الأوقاف من المنوفية: نعلن جميعا أننا خلف قيادتنا بلادنا استوصى النبي بأهلها خيرا
  • خطيب الأوقاف: أهل مصر يعيشون فى أمان ببركة وصية سيدنا النبي ودعوة السيدة زينب
  • خطيب المسجد النبوي: الاستغفار هو أكبر الطاعات وأصل أسباب المغفرة
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: جاه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (1)
  • كيف تستعد بالشكل الأمثل لرمضان؟.. خطيب مسجد عمرو بن العاص يجيب
  • خطيب مسجد عمرو بن العاص: جبر الخاطر من أحب الأعمال إلى الله في ليلة النصف من شعبان
  • إمام مسجد عمرو بن العاص: الله أكرم النبي بليلة النصف من شعبان