عذابات الإغتراب،، / عيسى الشبول
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
#عذابات #الإغتراب،،
#عيسى_الشبول
نحن جيل الستينات والسبعينات نحس بالإغتراب ونخاف منه، نحن الذين تربينا بالقرى الصغيرة الوادعة،ببيوت العقدات والعرايش والحواكير والبيادر والدراس وحت الزيتون والوديان والعراقيب، نحن الذين عشنا وتعايشنا مع الحلال وسراحة البهايم ونبعات المي ووادي القطارة والدفلى، نحن الذين ربّونا آباؤنا وأمّهاتنا على حبنا لبعضنا قبل حبنا للقرية او المكان.
لا أذكر أنَّ أبي رحمة الله عليه قال لي: حِبْ وطنك يابا.
كنا نحبه ببراءة ونغار اذا سنسلة الدار انكرعت ونحس أنَّ جزءا من هذا الحب يجب ترميمه.
مقالات ذات صلة الرائد والمصداقية 2023/09/21ومع أنَّ المسافة من عمان الى بلدتي الشجرة لا تتجاوز المئة كيلو متر الا أنّها غُربة، ومع أنني خلال الثلاثة والثلاثين سنة خلال تواجدي في عمّان (والحبل عالجرّار) لم أترك قريتي شهرا متواصلاً، لا أذكر أبداً، الا أنني أحس بالإغتراب، وعندما أعود أصلّي بالجامع الكبير لألاقي الأحباب والأصحاب الذين تربيت معهم،هم نفسهم الذين كبرت معهم، وكل منا ذهب لعمله خلال الثلاثين سنة الماضية، الا أننا على موعد في صلاة الظهر، عندما ألاقيهم نفهم على بعضنا دون كلام،نتذكّر تلك الأيام الجميلة دون شرح وتحليل، ومع فقدنا لأصدقاء وأخوة كرام من جيلنا، ورغم ما تركوه من لوعة وفقْدْ، نعود مرة أخرى ليقول لي زياد (ابو طارق): مُرْ اليوم، بنتظرك.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً: