برّ الوالدين.. واجب ديني وضرورة اجتماعية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
برّ الوالدين هو من أعظم الواجبات الدينية والأخلاقية، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين في كثير من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الإسراء: 23).
وحثّت السّنة النبوية الشريفة على برّ الوالدين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ” (رواه البخاري).
ولهذا فإن رجال الدّين والمدارس يجب أن يحثوا الناس على برّ الوالدين باستمرار، وذلك لأن هذا الموضوع مهمّ للغاية، وهو من أسس المجتمع السليم.
لبرّ الوالدين أهمية كبيرة، منها:
أنه واجب ديني وأخلاقي، فقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين في القرآن الكريم، وحثّت عليه السنة النبوية الشريفة. أنه سبب لرضا الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ” (رواه الترمذي). أنه سبب لسعادة الأبناء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَحْسَنَ إِلَى وَالِدَيْهِ طَوِيلَ الْعُمُرِ” (رواه ابن ماجه). أنه سبب لحصول الأبناء على البركة في المال والولد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَحْسَنَ إِلَى وَالِدَيْهِ فَأَنْبَتَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ حَسَنَةٍ شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ” (رواه الترمذي).هناك العديد من الطرق التي يمكن للأبناء من خلالها برّ والديهم، منها:
طاعتهما فيما يرضي الله تعالى، وذلك في حدود الشرع، وغير ذلك فأمرك الله وأمرنا في قوله تعالى (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ولا يحق لنا محاسبتهما أو زجرهما مهما كانت أفعالهما. الاستماع إليهما باهتمام، وعدم مقاطعتهما. تقبّل نصائحهما، وعدم الاستخفاف بها. رعايتهما في الكبر، وخدمتهما بكل ما يلزم. الدعاء لهما بالخير دائماً وفي كل دعاء، ولا تترك هذا الدعاء فهو من البرّ؛ ادع لهما سواء في حياتهما أو وفاتهما “رب اخفض لوالدي جناح الذلّ من الرحمة، واغفر لهما وارحمهما كما ربّياني صغيراً”.برّ الوالدين من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من أهم الواجبات الدينية والأخلاقية، ولهذا يجب أن يحثّ الناس على برّ الوالدين باستمرار، وذلك من خلال رجال الدين والمدارس وفي كل المجالس الاجتماعية ونصح العاق حتى هجره إلى أن يفيء لأمر ربه وبرّ والديه، فهذا الفعل غير مقبول إطلاقاً في المجتمع المسلم.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أخلاق بر الوالدين دين طاعات عادات وتقاليد عبادة الله تعالى
إقرأ أيضاً:
حكم تحديد جنس المولود في القرآن والسنة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان خلقًا متوازنًا؛ فجعله زوجين ذكرًا وأنثى، وميَّزَ كُلاًّ منهما بخصائص تتناسب مع الوظائف التي أقامه فيها، وبيّن أن هذه هي طبيعة الخلق التي تقتضي استمراره.
تحديد جنس المولود
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].
وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى ۞ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾ [النجم: 45-46]، وقال تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49].
وأوضحت الإفتاء أن هذا التنوع في الخلق، والتوازن في الطبيعة هو ما اقتضته حكمة الله تعالى العليم بكل شيء والقدير على كل شيء.
وأضافت الإفتاء أن الحكم الشرعي لتحديد نوع الجنين بالنسبة على المستوى الفردي هو الإباحة؛ إذ الأصل في الأشياء الإباحة، ولا تحريم إلا بنص، ولقد كان من دعاء سيدنا زكريا عليه السلام: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ۞ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ [مريم: 5-6]، فطلب من اللهِ الولدَ الذكرَ.
كما حمد سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه حين رزقه الولد فقال: ﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [إبراهيم: 39]؛ قال الإمام البيضاوي في "تفسيره" (3/ 201، ط. دار إحياء التراث العربي-بيروت): [وفيه إشعارٌ بأنه دعا ربه وسأل منه الولد، فأجابه ووهب له سؤله حين ما وقع اليأس منه ليكون مِنْ أجَلِّ النعم وأجلاها] اهـ.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ علَى مِائَةِ امْرَأةٍ، أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ، يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ» أخرجه البخاري واللفظ له (2664)، ومسلم (1654). وترجم له البخاري فقال: (باب مَنْ طلب الولد للجهاد).
وأكدت الإفتاء أنه ورد في السنة الإشارة إلى تحديد نوع الجنين؛ ففي حديث ثَوْبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ، أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ، آنَثَا بِإِذْنِ اللهِ» أخرجه مسلم (315). و«أذْكَرَا» أي: كان ولدُهما ذَكَرًا، و«آنَثَا» بالمد وتخفيف النون، وروي بالقَصْر والتشديد «أنَّثَا»، أي: كان الولدُ أنثى. ينظر: "الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج" للسيوطي (2/ 75، ط. دار ابن عفان للطباعة والنشر).