عين ليبيا:
2025-03-31@12:45:00 GMT

برّ الوالدين.. واجب ديني وضرورة اجتماعية

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

برّ الوالدين هو من أعظم الواجبات الدينية والأخلاقية، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين في كثير من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الإسراء: 23).

وحثّت السّنة النبوية الشريفة على برّ الوالدين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ” (رواه البخاري).

ولهذا فإن رجال الدّين والمدارس يجب أن يحثوا الناس على برّ الوالدين باستمرار، وذلك لأن هذا الموضوع مهمّ للغاية، وهو من أسس المجتمع السليم.

لبرّ الوالدين أهمية كبيرة، منها:

أنه واجب ديني وأخلاقي، فقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين في القرآن الكريم، وحثّت عليه السنة النبوية الشريفة. أنه سبب لرضا الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ” (رواه الترمذي). أنه سبب لسعادة الأبناء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَحْسَنَ إِلَى وَالِدَيْهِ طَوِيلَ الْعُمُرِ” (رواه ابن ماجه). أنه سبب لحصول الأبناء على البركة في المال والولد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَحْسَنَ إِلَى وَالِدَيْهِ فَأَنْبَتَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ حَسَنَةٍ شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ” (رواه الترمذي).

هناك العديد من الطرق التي يمكن للأبناء من خلالها برّ والديهم، منها:

طاعتهما فيما يرضي الله تعالى، وذلك في حدود الشرع، وغير ذلك فأمرك الله وأمرنا في قوله تعالى (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ولا يحق لنا محاسبتهما أو زجرهما مهما كانت أفعالهما. الاستماع إليهما باهتمام، وعدم مقاطعتهما. تقبّل نصائحهما، وعدم الاستخفاف بها. رعايتهما في الكبر، وخدمتهما بكل ما يلزم. الدعاء لهما بالخير دائماً وفي كل دعاء، ولا تترك هذا الدعاء فهو من البرّ؛ ادع لهما سواء في حياتهما أو وفاتهما “رب اخفض لوالدي جناح الذلّ من الرحمة، واغفر لهما وارحمهما كما ربّياني صغيراً”.

برّ الوالدين من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من أهم الواجبات الدينية والأخلاقية، ولهذا يجب أن يحثّ الناس على برّ الوالدين باستمرار، وذلك من خلال رجال الدين والمدارس وفي كل المجالس الاجتماعية ونصح العاق حتى هجره إلى أن يفيء لأمر ربه وبرّ والديه، فهذا الفعل غير مقبول إطلاقاً في المجتمع المسلم.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أخلاق بر الوالدين دين طاعات عادات وتقاليد عبادة الله تعالى

إقرأ أيضاً:

العيد.. قنديل سعادة

نعيمة السعدية

العيد كلمة تشير إلى نبض يحرك سواكن القلب فرحة وسعادة، خاصة إذا كان يعني اكتمال الفرحة من كل الجوانب النفسية والشعورية والاجتماعية.

قد لا نجيد التعبير عن معنى العيد بين ردهات ذواتنا الإنسانية، لكننا نستطيع أن نشعر بذلك في أوقات العيد التي تجمعنا بمن نحب، وهذا الشعور وحده يكفي.

ويكفي لأن يقول لك: افرح من القلب فرحة لا تضاهيها فرحة؛ فأنت وسط أحبتك الذين يشعلون قناديل السعادة وأنت تحتضن قلوبهم.

للعيد معنى جميل ينغرس في القلوب؛ فيُترجم إلى أفعال حية نابضة بالحب في الحركات والسكنات دون أن نحس بذلك؛ لأن الشعور هنا هو ما يحركنا.

إن كُنَّا لا ندرك حجم السعادة التي تحتوينا في ذاك اليوم، فنحن نعلم كم نحب يوم العيد.

ومنذ سالف الأزمان ومنذ أن سن الله مناسبة العيد، والإنسان يسعى لأن يسعد في يوم السعادة الإنسانية، يوم العيد الذي اختص الله به المسلمين دون غيرهم من البشر؛ لحكمة أرادها سبحانه وتعالى؛ فمن حقنا أن نفخر ونتفاخر بهذا اليوم المبارك الذي أكرمنا الله به في مناسبتين عظيمتين وفي وقتين جليلين بعد شهر رمضان المبارك، وفي شهر ذي الحجة المبارك.

وكلا الوقتين من أعظم الأوقات المكرمة من رب العالمين والمقدسة عند المسلمين؛ فأي شرف هذا الذي يناله المسلم من رب العباد الذي أكرمه بعظيم المَنِّ والعطاء والرفد الذي يستقي منه كرامته وعزته وشرفه.

فإذا كان رب الأرباب منحنا هذه المنح العظيمة؛ فلماذا لا نشكره عليها بحسن القبول والاستقبال والتجسيد شكلًا ومضمونًا؟!

إن هذه المناسبات الإنسانية الدينية التي وهبنا الله إياها؛ لهي فضائل يجب علينا حسن تقديرها حق التقدير، وحسن التبجيل لخطوط السعي في تطبيقها أفضل تطبيق؛ فهي شعائر اختصنا الله بها، فله حق الشكر على ذلك، ولها حسن الاحتفال بها حسب ما سنَّه الله تعالى.

يوم العيد هو يوم المشاعر الإنسانية الصادقة التي تملأ القلوب بفيض السعادة الغامرة التي تغمر المسلم الغني والفقير؛ فهو يوم يرسم البهجة في النفوس والابتسامة على الوجوه.

وعيد الفطر مكافأة للمسلم بعد صيام شهر بأكمله لتعزيز الجانب النفسي والمعنوي والانفعالي في داخله بين أركان قلبه.

وقد جعل الله تعالى يوم الفطر عيدًا؛ ليفرح المسلم بنعمة إتمام الصيام، ويُعينه على فعل الخير بعد قضاء شهر كامل في الصيام والاجتهاد في العبادة.

وهو سعادة يرسلها الله إليه مباركةً لمساعيه وإرادته وعزيمته المتمثلة في صبره على كل لحظة صيام امتثل فيها لأمره عز وجل.

فكيف لنا أن لا نسعد بهذا الكرم والتكريم؟! وكيف لنا أن لا نستشعر شعائر يوم عظيم بعظمة هذا اليوم الأغر؟! فالاحتفال بيوم عيد الفطر شعيرة من الشعائر الدينية التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.

يوم العيد هو خير ما كتب لنا، وشرفنا، وكرمنا به؛ فلنا الحق كل الحق أن يكون يوم سعدنا وأُنسنا، أينما كنا على وجه الكرة الأرضية؛ فهو يوم يجمعنا تحت راية خفاقة واحدة وكنف نابض واحد.

فاسعدوا به أيها المسلمون مهما كانت ظروف الحياة؛ فهو سُنة الله على وجه الخليقة، ولا تبديل لسُنة الله تعالى؛ فلن نجد لقوانين الله في هذا الكون أي تبديل؛ فهي قوانين تسير في نظام دقيق، غاية في العظمة والتنسيق والترتيب، وفي ذلك قال الله تعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” (القمر: 49) صدق الله العظيم.

مقالات مشابهة

  • متى ظهرت علامات ليلة القدر 2025؟ إعجاز قرآني بالأدلة يوكد حدوثها في هذه الليلة
  • الاثنين أول أيام عيد الفطر المبارك
  • العيد.. قنديل سعادة
  • على سنة وهدي خير البرية
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • دعاء وداع شهر رمضان .. تعرفوا عليه
  • ندوات تثقيفية للمرضى بمستشفى رمد بنها حول الجلوكوما ومخاطرها
  • مفتي الجمهورية: حماية البيئة واجب ديني وأخلاقي على كل مسلم
  • «المفتي»: حماية البيئة ليست خيارًا بل واجب ديني
  • دعاء ختم القرآن الكريم وفضل التلاوة.. تعرف عليه