منذ أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته الحواريّة، التي دعا فيها إلى حوار لسبعة أيام يتناول ملف الانتخابات الرئاسية حصرًا، على أن تعقبه جلسات "متتالية" في مجلس النواب لانتخاب الرئيس، يصرّ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل على "التمايز" في موقفه حدّ "الغموض غير البنّاء"، فتارةً يرحّب بالحوار بلا شروط ولا مواقف مسبقة، وطورًا ينقلب على موقفه منه، وبين الموقفين يضع "شروطًا" تفرغ المبادرة من مضمونها وجوهرها.


 
هكذا، تدرّج موقف باسيل من "حوار الأيام السبعة" من دون أن يتّضح ما الذي سيفعله فعليًا في حال تمّت الدعوة إلى الحوار اليوم قبل الغد، فمن استمع إلى باسيل بعد لحظات من إطلاق الرئيس بري لمبادرته شعر أنّ الرجل سيكون أول المشاركين، لكن ما هي إلا أيام، حتى بدأ باسيل يغيّر "تموضعه"، وهو ما فُهِم من تصريحه الشهير، حين أوحى بـ"تصادم" بين حراك بري والمبادرة الفرنسية، الأمر الذي "دحضه" الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان حين أبدى دعمه الكامل للحوار.
 
وفي آخر مواقفه، يبدو وباسيل وكأنّه يحاول أن يقف "في الوسط"، بانتظار نضوج الصورة، فهو عاد لنغمة "الترحيب" بالحوار، بيد أنه وضع شروطًا عليه زادت موقفه التباسًا، فهو يريد الحوار، لكنه لا يريده تقليديًا، وهو يريد الحوار، لكنّه لا يريده جامعًا، بل عبارة عن مشاورات ثنائية وثلاثية، وهو يريد الحوار، لكنه يريده بلا رئيس ومرؤوس، وبإدارة محايدة، شروط تدفع كثيرين إلى التساؤل: أي حوار هو هذا الذي يطالب به باسيل؟ وهل فعلاً يريد الحوار كما يقول في كلّ المناسبات؟!
 
أي حوار يريد باسيل؟
 
في الأوساط السياسية، تُطرَح الكثير من الأسئلة عن نوع الحوار الذي يريده باسيل، خصوصًا بعد الشروط التي أثارها في خطابه الأخير، وأعاد التأكيد عليها في بيان الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر"، وقوامها حوار محصور بموضوع الانتخابات الرئاسية، وبفترة زمانية ومكان محدّدين، وأن يكون غير تقليدي، ومن دون رئيس ومرؤوس، بل بإدارة محايدة، ويأخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي ومتعدد الأطراف، بين رؤساء الأحزاب أصحاب القرار، للوصول إلى انتخاب رئيس إصلاحي.
 
تطرح "شروط" باسيل الكثير من علامات الاستفهام، فإذا كان رافضًا للحوار التقليدي الجامع، ويريد بدلاً عنه مشاورات ثنائية وثلاثية، فمثل هذه المشاورات قائمة أصلاً، بدليل الحوار المتواصل بينه وبين "حزب الله"، لكن بات واضحًا أنها لا تكفي للوصول إلى حلّ، لأن المطلوب بكل بساطة هو مشاركة الجميع، وليس إقصاء أي فريق، علمًا أنّ بعض القوى السياسية، ولا سيما في صفوف المعارضة، ترفض الحوار الجامع بسبب "حزب الله"، فكيف بالحري الحوار الثنائي معه.
 
باختصار، ثمّة في الأوساط السياسية من يعتبر أنّ مشكلة باسيل الذي يروّج منذ فترة بأنّه مع الحوار، بل "عرّابه"، هي مشكلة "مزدوجة"، فهو من ناحية لا يريد منح أيّ "امتياز" لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو لا يريد أن يشارك في حوار يسجّل "مبادرة" للأخير، استكمالاً لعلاقة "الخصومة" بينهما، ومن ناحية ثانية، يخشى أن ترتدّ مشاركته في الحوار بلا شروط عليه، في ضوء المزايدات القائمة على الساحة المسيحية، ما يفرض عليه إطلاق مواقف "شعبوية" هنا أو هناك.
 
حوار "غير تقليدي"
 
يقول العارفون إنّ مشكلة باسيل "المزدوجة" هذه تفسّر "الالتباس" الذي يطبع موقفه من مبادرة رئيس مجلس النواب، فهو مؤيّد للحوار، ومتحمّس له، ويريد أن يكون "رابحًا" من أيّ تسوية رئاسية يتمّ التوصل إليه، ولو رست على أكثر الأسماء التي "حاربها" على امتداد "البازار الرئاسي"، لكنّه يريد أن تكون المبادرة مبادرته، وأن يكون الإنجاز إنجازه، وكلّ ما يخشاه أن يخرج خصومه رابحين من هذه المعمعة، من الرئيس نبيه بري، إلى المعارضة المسيحية، ولا سيما حزبي "القوات" و"الكتائب".
 
لكنّ المحسوبين على "التيار الوطني الحر" يرفضون هذا المنطق، ويقولون إن منطق باسيل في مقاربة الحوار أبعد ما يكون عن هذه "النكايات الشخصية" التي لا تقدّم ولا تؤخّر شيئًا في المعادلة، مشيرين إلى أنّ باسيل حين يتحدّث عن حوار محصور في الزمان والمكان والموضوع، وغير تقليدي، فهو لا يفرغ الحوار من مضمونه، بل على العكس من ذلك، يسعى لمنحه مقوّمات النجاح، لأنّ التجارب التقليدية السابقة أثبتت فشلها، ولا أحد يسعى لتكرارها اليوم، بل إنّ الكثير من الأطراف ستقاطع أيّ حوار تقليدي.
 
يقول هؤلاء إنّ ما يقصده باسيل هو حوار بصيغة جديدة، يوافق عليها الجميع، بعيدًا عن منطق الطاولة، وحتى عن مجلس النواب، ولا سيما أنّ مبدأ المشاورات لا يفترض أن يلقى اعتراضًا حتى من أولئك المتحفظين على الحوار بوصفه "مضيعة للوقت". لكن ما يستغربه "العونيون" بل يستهجنونه، فيكمن في الاعتراض على طلب "الإدارة المحايدة"، ورفض "الرئيس والمرؤوس"، علمًا أنّ الرئيس نبيه بري سبق أن قال إنّه لا يمكنه إدارة الحوار، لأنه اضحى "طرفًا"، ولو عاد وتراجع عن موقفه أخيرًا.
 
فيما يقترب الشغور الرئاسي من إحياء "سنويته الأولى"، لا يزال اللبنانيون يتجادلون حول "شكل" الحوار، فقوى المعارضة ترفضه من الأساس، وتصرّ على الاحتكام فقط إلى صندوق الاقتراع، ولو كانت تدرك سلفًا أنّ لعبة "النصاب" هي الحَكَم. أما باسيل المؤيّد للحوار، فيلجأ إلى شعارات فضفاضة وجميلة، كالمطالبة بحوار غير تقليدي، بلا رئيس ومرؤوس، فيما المشكلة أن البلاد بأسرها باتت بلا رئيس، وهو ما يستوجب القفز فوق كل الحسابات الضيقة، لإنجاز الاستحقاق اليوم قبل الغد! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الرئيس عون: لا أحد في لبنان يريد العودة إلى الحرب

أكد رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، صقر غباش، خلال لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون حرص رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد، على وحدة لبنان وبناء الدولة الوطنية الجامعة لكل أطياف الشعب اللبناني، وعلى تعزيز العلاقات بين البلدين.   من جانبه، قال عون: "العلاقات اللبنانية–الإماراتية متجذّرة، وأتطلّع إلى زيارتي لأبو ظبي للقاء الشيخ محمد بن زايد وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. أمامنا تحدّيات كبيرة، من أبرزها إعادة الإعمار بدعم من الدول الشقيقة".   وأضاف: "أي مسألة خلافية تُحلّ بالحوار، ولا أحد في لبنان يريد العودة إلى الحرب. أنا متفائل بوجود التصميم والإرادة".        مواضيع ذات صلة الرئيس الإيراني: لا نريد الحرب مع أحد Lebanon 24 الرئيس الإيراني: لا نريد الحرب مع أحد 22/04/2025 13:24:38 22/04/2025 13:24:38 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس الوزراء البريطاني: لا أحد يريد حربا تجارية وأعمل من أجل مصلحة البلاد Lebanon 24 رئيس الوزراء البريطاني: لا أحد يريد حربا تجارية وأعمل من أجل مصلحة البلاد 22/04/2025 13:24:38 22/04/2025 13:24:38 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الأعمال والتجارة البريطاني: لا أحد يريد حرباً تجارية ونسعى جاهدين للتوصّل إلى صفقة Lebanon 24 وزير الأعمال والتجارة البريطاني: لا أحد يريد حرباً تجارية ونسعى جاهدين للتوصّل إلى صفقة 22/04/2025 13:24:38 22/04/2025 13:24:38 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: لا احد يُريد التطبيع مع اسرائيل في لبنان Lebanon 24 سلام: لا احد يُريد التطبيع مع اسرائيل في لبنان 22/04/2025 13:24:38 22/04/2025 13:24:38 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: لقرع الأجراس يوم دفن البابا Lebanon 24 مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: لقرع الأجراس يوم دفن البابا 06:17 | 2025-04-22 22/04/2025 06:17:08 Lebanon 24 Lebanon 24 ما حقيقة شنّ العدوّ غارة قرب مدرسة في عدلون؟ Lebanon 24 ما حقيقة شنّ العدوّ غارة قرب مدرسة في عدلون؟ 06:13 | 2025-04-22 22/04/2025 06:13:41 Lebanon 24 Lebanon 24 بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية.. "ودّ" لا يحجب "الاختلاف"؟! Lebanon 24 بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية.. "ودّ" لا يحجب "الاختلاف"؟! 06:00 | 2025-04-22 22/04/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 يوحنا العاشر وافرام الثاني في ذكرى خطف المطرانين: عملنا بلا كلل على كشف ملابسات القضية دون نتائج ملموسة Lebanon 24 يوحنا العاشر وافرام الثاني في ذكرى خطف المطرانين: عملنا بلا كلل على كشف ملابسات القضية دون نتائج ملموسة 05:54 | 2025-04-22 22/04/2025 05:54:17 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة الطقس هذا الأسبوع... بعد الرياح الخماسينيّة درجات الحرارة ستنخفض بشكلٍ ملحوظ Lebanon 24 مفاجأة الطقس هذا الأسبوع... بعد الرياح الخماسينيّة درجات الحرارة ستنخفض بشكلٍ ملحوظ 05:48 | 2025-04-22 22/04/2025 05:48:50 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة نتنياهو يهدّد لبنان: الردّ القاسي سيشملكم Lebanon 24 نتنياهو يهدّد لبنان: الردّ القاسي سيشملكم 11:21 | 2025-04-21 21/04/2025 11:21:04 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير ودعوة إلى أخذ الاحتياطات من الأب خنيصر.. عاصفة رملية ستضرب لبنان والأمور نحو الأسوأ Lebanon 24 تحذير ودعوة إلى أخذ الاحتياطات من الأب خنيصر.. عاصفة رملية ستضرب لبنان والأمور نحو الأسوأ 12:23 | 2025-04-21 21/04/2025 12:23:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الكشف عن هوية المستهدف في الغارة على سيارة في بعورتا Lebanon 24 الكشف عن هوية المستهدف في الغارة على سيارة في بعورتا 02:47 | 2025-04-22 22/04/2025 02:47:02 Lebanon 24 Lebanon 24 في لبنان.. هذا ما سيشهده سعر البنزين غداً Lebanon 24 في لبنان.. هذا ما سيشهده سعر البنزين غداً 15:49 | 2025-04-21 21/04/2025 03:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 "قنبلة نووية" في لبنان.. باحث إسرائيلي يتحدّث فماذا قال؟ Lebanon 24 "قنبلة نووية" في لبنان.. باحث إسرائيلي يتحدّث فماذا قال؟ 15:31 | 2025-04-21 21/04/2025 03:31:20 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:17 | 2025-04-22 مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: لقرع الأجراس يوم دفن البابا 06:13 | 2025-04-22 ما حقيقة شنّ العدوّ غارة قرب مدرسة في عدلون؟ 06:00 | 2025-04-22 بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية.. "ودّ" لا يحجب "الاختلاف"؟! 05:54 | 2025-04-22 يوحنا العاشر وافرام الثاني في ذكرى خطف المطرانين: عملنا بلا كلل على كشف ملابسات القضية دون نتائج ملموسة 05:48 | 2025-04-22 مفاجأة الطقس هذا الأسبوع... بعد الرياح الخماسينيّة درجات الحرارة ستنخفض بشكلٍ ملحوظ 05:38 | 2025-04-22 العلامة فضل الله: المرحلة تتطلب الكثير من الثبات والحكمة فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 22/04/2025 13:24:38 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 22/04/2025 13:24:38 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 22/04/2025 13:24:38 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون: لا أحد في لبنان يريد العودة إلى الحرب
  • وزير الإسكان يلتقي رئيس شركة "CSCEC" الصينية ببكين لمتابعة موقف المشروعات المشتركة
  • «انتخابات الصحفيين» قائمة تحديات وبرامج نقابية وخدمية.. و«الأسبوع» منصة حوار للمرشحين
  • رئيس هيئة الأمر بالمعروف يتفقد فرع الرئاسة بالمدينة المنورة
  • باسيل عزّى بالبابا فرنسيس: نفتقده مدافعًا عن لبنان ومناضلًا من أجل العدالة والسلام بين الشعوب
  • نائبة رئيس البرلمان الفرنسي: باريس تدعم حصول المغرب على مقعد دائم بمجلس الأمن
  • بالشيشة.. ظهور غير تقليدي لـ محمد رمضان خلال حفله الثاني بأمريكا
  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة يلتقي وفد حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة
  • بن شرادة: المجتمع الدولي يسعى لإطالة الأزمة ولا يريد انتخابات
  • البعض يتحدث عن وقف الحرب في السودان وكأنه يريد أن يقول (..)