اكتشاف قبر أحد شهداء ثورة 1919 .. كيف قتل الإنجليز «عباس أفندي»؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
كشفت أعمال تحريك عمائر الدفن بجبّانة الإمام الشافعي التاريخية فى القاهرة، خلال الأسابيع الماضية، النقاب عن قبر مجهول يُخص أحد شهداء ثورة 1919.
قال إبراهيم طايع الباحث فى تاريخ الجبّانات، إن قبر «عباس أفندي محمد أحمد» عُثر عليه فى جبّانة الإمام الشافعي التاريخية وقد دوّن على شاهد القبر اسم المُتوفي وتاريخ الوفاة المُحدد يوم الخميس 3 إبريل من العام 1919 الموافق 2 رجب من العام 1337 الهجري.
وتابع أن النصوص الكتابية لشاهد القبر حوت..«هو الحيّ الباقي، هذا قبر المرحوم عباس أفندي محمد أحمد، شهيد الحرية والوطن، توفي إلى رحمة ربه، يوم الخميس 2 رجب 1337 هجري».
وبيّن إبراهيم طايع، إنه من المُرجح أن «عباس أفندي» كان أحد الشهداء الذين سقطوا برصاص الدوريات البريطانية، تزامنًا مع تنظيم الاحتجاجات فى القاهرة ومن بينها الواقعة يوم وفاته الموافق 3 إبريل 1919 والذي كان يشهد تنظيم إضرابًا عامًا عن العمل فى القاهرة، حيث امتنع موظفي الحكومة عن ممارسة مهامهم وتدفقت الجماهير إلى الشوارع حيث جري تنظيم مظاهرات كبيرة وتلاقي المتظاهرين فى ميدان عابدين، فاتخذت السلطات البريطانية قرارًا بفض هذا العصيان ولجأت إلى إطلاق النار مما أسفر عن استشهاد 9 مصريين وإصابة 56 أخرين.
واستكمل الباحث، أن السيرة الشخصية للشهيد غير معروفة، وما توصلنا إليه معلومات تقول إنه كان مواطنًا بسيط يسكن فى حارة شعبية تسمي «أبو الليف» بمنطقة السيدة زينب، ودفن بقبر غاية فى البساطة فى الإمام الشافعي، منوهًا إنه لولا وجود القبر الذي يحمل اسم الشهيد ما كنّا سنعرف إن هناك شهيدًا سقط فى ثورة 1919 اسمه «عباس أفندي»!
وأوضح «طايع»، إن قبر شهيد ثورة 1919 كان ضمن القبور التي جري إزالتها فى الجبّانة التاريخية، لصالح المشروعات القومية، موضحًا إنه جري نقل شاهد القبر إلى مقابر أسرة محمد علي باشا الكبير «حوش الباشا» الكائنة بجبّانة الإمام الشافعي ضمن مجموعات كثيرة من شواهد القبور التي جري إنقاذها ونقلها إلى «حوش الباشا».
الشهيد المنسيورغم تضمين المُؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه «ثورة 1919»، أسماءً لعدد كبير من الشهداء منذ وقوع الثورة، إثر القبض على الزعيم سعد زغلول، فى 9 مارس 1919، إلا المؤرخ الرافعي لم يُضمن اسم الشهيد المعثور على قبره فى جبّانة الأمام الشافعي.
ومن الواضح من خلال شاهد قبر شهيد الثورة فى جبّانة الإمام، إنه يحمل لقب «أفندي» وهذا يدلل إنه كان من فئة المتعلمين أو موظفًا فى قطاعات الحكومة المصرية وقت إندلاع الثورة، وهو ما يرجح مشاركته فى الإضراب العام فى وقت الثورة.
وجدير بالإشارة أن المؤرخ الرافعي أرخ أن أول الشهداء كان محمد عزت البيومي وقد سقط فى مواجهة مع الإنجليز على كوبري شبرا فى 11 مارس، وسُجل سبب الوفاة فى سجلات وزارة الداخلية نتيجة جروح نارية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اكتشاف قبر شهداء ثورة الإنجليز الحركة الوطنية جبانة الإمام شهيد الثورة الجبانة إزالات الإمام الشافعی شهید ا
إقرأ أيضاً:
الخلايا الجذعية.. ثورة في الطب التجميلي وعلاج الأمراض المزمنة
تعتبر الخلايا الجذعية من أبرز محاور التطور الطبي، حيث تمثل ركيزة أساسية في مختلف مجالات الطب، إذ يمكن استخراجها من جسم الإنسان واستخدامها بشكل يعود بالفائدة على نفس الشخص، مما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقاتها في علاج العديد من الأمراض المزمنة، كما تسهم بشكل كبير في التقدم الطبي التجميلي والعلاجي.
"عمان" أجرت حوارًا مع الدكتورة فخرية بنت خميس الشبلية، أخصائية الجلدية والتجميل والليزر، التي أوضحت في حديثها عن الخلايا الجذعية أن هذا المجال يعد من أبرز التطورات الطبية ويُعد جزءًا أساسيًا من العلاج في العديد من الأمراض، مثل الأمراض المزمنة والتجميلية، حيث يعزز من قدرة الجسم على تجديد الأنسجة وعلاج العديد من الحالات الصحية.
وتقول الدكتورة فخرية: إن إنشاء بنك الخلايا الجذعية في سلطنة عمان يسهم في تجنب استخدام الأدوية الكيميائية الضارة، إضافة إلى أن إنشاءه سيضعنا في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال الطبي المتطور، مما سيسهم في تحقيق تقدم كبير في معالجة الأمراض المزمنة والمشاكل التجميلية من خلال حلول طبيعية وآمنة، مؤكدة أهمية تعزيز الابتكار في استخدام الخلايا الجذعية من أجل مستقبل طبي أفضل.
وتعد مقاومة الشيخوخة من أبرز أهداف العديد من الأشخاص الذين يسعون للحفاظ على شبابهم وجمالهم، ووفق الدكتورة الشبلية فإن هذه الرحلة لا تقتصر على خطوة واحدة، بل هي مسار طويل يتطلب التزامًا بنمط حياة صحي متكامل، موضحة أن رحلة الجمال تبدأ من الداخل من خلال ممارسة الرياضة والاهتمام بالتغذية السليمة، وصولًا إلى استخدام المنتجات المناسبة للعناية بالبشرة. وأضافت: "الجمال ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو ناتج عن مزيج من العوامل الصحية الداخلية والعناية الخارجية، وإذا تم الحفاظ على هذا التوازن، يمكن للمرء أن يواجه علامات الشيخوخة بشكل طبيعي".
كما أشارت إلى أنه من الضروري بث مفهوم "الجمال الطبيعي" في المجتمع، بعيدًا عن الإكثار من استخدام الحقن والمواد الكيميائية بشكل مبالغ فيه، مؤكدة أهمية أن يكون الجمال مستخلصًا من أجسادنا بشكل طبيعي وآمن. وقالت: "كلما كانت المواد المستخدمة مستخلصة من أجسادنا، كانت أكثر أمانًا للبشرة ولا تغير ملامح الوجه الطبيعية".
وتشير الدكتورة فخرية إلى أن الخلايا الجذعية المستخلصة من المشيمة تعد من أهم المصادر الطبية والتجميلية في العصر الحديث. وتُستخدم في علاج عدد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض المناعة الذاتية (كالتهاب المفاصل الروماتويدي)، بالإضافة إلى ترميم الأنسجة التالفة الناتجة عن الإصابات أو العمليات الجراحية. كما تُسهم في تحسين وظائف الأعضاء مثل الكلى والقلب في حالات الأمراض المزمنة.
وفيما يخص الاستخدامات التجميلية، تُستعمل الخلايا المستخلصة من المشيمة في علاج التصبغات الجلدية، والترهلات، والتجاعيد، مما يعزز مظهر البشرة ويعيد لها شبابها.
أما عن الخلايا المستخلصة من النخاع الشوكي، فهي تلعب دورًا محوريًا في الطب، حيث يمكن استخدامها في إعادة بناء الأنسجة التالفة في حالات إصابات العمود الفقري. كما تُسهم في علاج بعض الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري، إضافة إلى دعم الجهاز المناعي وتحسين وظائف الدم.
وفي جانب التجميل، تُستخدم خلايا النخاع الشوكي لتعزيز تجديد خلايا البشرة وتحفيز نمو الشعر، كما تُساعد في علاج الندوب العميقة وآثار الجروح.
وفيما يخص الخلايا الجذعية المستخلصة من دهون جسم الإنسان، تقول الدكتورة فخرية: إنها تُستخدم في تجميل الوجه والجسم بشكل واسع، حيث تساعد في استعادة نضارة الوجه، علاج التجاعيد، وتحديد معالم الوجه مثل الخدود والشفاه. كما تُستخدم هذه الخلايا في علاج تساقط الشعر وزيادة كثافته، كما توجد لها استخدامات طبية مهمة، مثل علاج الجروح المزمنة والقروح الناتجة عن مرض السكري، وتحسين التئام الجروح بعد العمليات الجراحية، وكذلك دعم العلاج في حالات إصابات الأوتار والعضلات.
كما تعتبر الخلايا الجذعية المستخلصة من البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) من أحدث التطورات في مجال العلاج والتجميل، حيث يُستخدم هذا النوع في علاج التهاب الأوتار المزمن، وتحسين التئام الجروح بعد الإصابات أو العمليات الجراحية. كما تسهم في تقليل الألم وتحسين حركة المفاصل في حالات التهاب المفاصل. ومن الناحية التجميلية، تساعد خلايا البلازما في تعزيز تجديد خلايا البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجين، مما يحسن مظهر البشرة ويقلل من الهالات السوداء تحت العينين.
وشرحت الدكتورة فخرية أن عملية استخراج الخلايا الجذعية تتم عبر مجموعة من الوسائل المتقدمة، مثل استخلاص مادة الكولاجين التي تسهم في شد البشرة، وإزالة آثار الحروق، وتخفيف ندبات الجلد، وهذه التقنيات تتيح الاستغناء عن عمليات ترقيع الجلد التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم في علاج الأمراض المزمنة مثل السكري، حيث يمكن الاستغناء عن الأنسولين، كما تسهم في علاج الأورام السرطانية، والتهابات العظام والمفاصل، وأمراض القلب.
كما أشارت إلى أن الخلايا الجذعية المستخلصة من لب الأسنان اللبنية تلعب دورًا مهمًا في العلاج الطبي والتجميل، كما تُستخدم في صنع المكملات الغذائية ومنتجات العناية بالبشرة. ووصفت المشيمة بأنها "كنز ثمين" من الخلايا الجذعية، كونها تسهم في علاج بعض الأمراض الجينية، مما يعزز من فرص تطبيقها في علاج مجموعة من الأمراض النادرة والمعقدة.