الصين وسوريا ستقيمان شراكة استراتيجية جديدة
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
سرايا - أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال لقائه نظيره السوري بشار الأسد، أنّ الصين وسوريا ستعلنان الجمعة عن "شراكة استراتيجية" جديدة.
وقال شي، وفق تقرير لشبكة "سي سي تي في" التلفزيونية الرسمية عن الاجتماع، "سنعلن بصورة مشتركة اليوم إقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسوريا، التي ستصبح محطة مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية".
واستقبل شي جينبينغ، الأسد، في مدينة هانغجو شرقي الصين، على ما أفادت وكالة "الصين الجديدة" للأنباء (شينخوا).
وبدأ الرئيس السوري الذي يبحث عن أموال لإعادة إعمار بلاده، الخميس أول زيارة رسمية للصين منذ نحو 20 عاماً، على أمل الارتقاء في العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد"، وفقاً لبكين.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في موقف النظام السوري من الحرب مع حزب الله
تباينت الآراء الإسرائيلية تجاه موقف النظام السوري برئاسة بشار الأسد، من الحرب التي يخوضها جيش الاحتلال مع حزب الله اللبناني، وسط غارات جوية مكثفة وتقدم بري في جنوب لبنان، تزامنا مع رشقات صاروخية متواصلة من الحزب صوب المستوطنات والمدن الفلسطينية المحتلة.
وقال الأكاديمي الإسرائيلي "كافير تشوفا" إنه "في الصراع المستمر بين إيران وحزب الله ضد إسرائيل، هناك نقطة مفصلية تسمح بتغيير جذري للوضع الراهن، وخلق واقع جديد، ففي السنوات الأخيرة، تمكنت إيران من تثبيت نفوذها على دول المنطقة مثل العراق وسوريا ولبنان".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21": "ما خلق "حلقة النار" حول إسرائيل، مقابل ضعف أعداء إيران في السنوات الأخيرة مثل داعش والسعودية والعراق، بشكل كبير، مما سمح لها بتعميق قبضتها على الشرق الأوسط، وكانت نقطة التحول التي ساعدت التوسع الإيراني هي سقوط نظام الرئيس صدام حسين في العراق".
وتابع بقوله: "عندما ينشغل الروس اليوم بالقتال في أوكرانيا، فإن نظام الأسد يبدو معلّقا بخيط رفيع، وإسرائيل، التي تكاد تكون وحيدة في مواجهة إيران، ما يجعل من توسعها عرضة لأن يضرب في اللحظة المناسبة، ومن المحتمل أن الإطاحة بنظام الأسد قد تسمح لإسرائيل وحلفائها بإضعاف قبضتها على المنطقة، والحدّ من نفوذ حزب الله".
وأشار إلى أن "النظام العراقي السابق زمن صدام حسين كان بمثابة حاجز أمام طموحات إيران، في ظل 1400 سنة من التنافس التاريخي بين الشيعة والسنة، وقد حاربها صدام لمدة ثماني سنوات، لكن بعد سقوطه انفتحت فرص جديدة أمامها، فقد بدأت في تعزيز مكانتها في العراق، ووسعت فيما بعد نفوذها إلى سوريا ولبنان، بينما تتعاون الآن مع حزب الله ونظام الأسد".
وزعم أن "ضعف روسيا اليوم في الشرق الأوسط قد يكون فرصة ذهبية لدولة الاحتلال، ما يستدعي إجراء مناورة عسكرية إسرائيلية سريعة من هضبة الجولان إلى دمشق، والإطاحة بقوات النظام وبقايا الجيش السوري، وفي الوقت نفسه إمداد المعارضة المسلحة في الجنوب السوري بالسلاح والمال، وفي الشمال يتمكنوا من محاربة القوات الإيرانية التي ستبقى في سوريا، بما في ذلك حزب الله والميليشيات الأخرى، وهو طريق الإمداد الذي يشمل الأسلحة والمقاتلين والبضائع، التي تتدفق من سوريا إلى لبنان".
وأوضح أنه "إذا تدخلت إيران لحماية نفوذها في سوريا ضد قوات المعارضة، فقد يتعين عليها نقل قوات وموارد إضافية إلى سوريا، مما سيحدّ من قدرتها على العمل في وقت واحد ضد إسرائيل في ساحات أخرى، الأمر الذي يتطلب من تل أبيب التخطيط لمثل هذه الخطوة، والأخذ بعين الاعتبار ردّ فعل تركيا، التي لديها مصالح متضاربة في المنطقة، من التنافس التاريخي مع روسيا، وعدم الرغبة بأن تكون شريكا كاملا في التحركات الإسرائيلية".
مخاطر كبيرة
وزعم أن "الدعم المتزايد للقوى السنية في العراق، الذي قد يأتي من دول الخليج، وفي المقام الأول السعودية، قد يؤدي لتكثيف الضغوط على إيران، كما أن الإطاحة بنظام الأسد قد تشجع المعارضة الإيرانية المضطهدة، بحيث قد تؤدي الاضطرابات المدنية لتقويض استقرار النظام الإيراني، وتجعل من الصعب عليه مواصلة تثبيت موقعه المؤثر في الخارج".
وختم بالقول إن "هذه خطوة حساسة تنطوي على مخاطر كبيرة، وتتطلب تخطيطًا دقيقًا، وإدارة المخاطر والتعاون الوثيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين، صحيح أنها قد تفتح أمام دولة الاحتلال فرصة فريدة يجب استغلالها، بهدف تغيير ميزان القوى في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته تبدو مقامرة قد تزيد المنطقة تعقيداً، وفي كلا الحالتين فإن مثل هذه الخطوة من شأنها أن ترسم وجه الشرق الأوسط في السنوات المقبلة".
أنشيل فوهرا الصحفي المقيم في بروكسل، نشر له موقع زمن إسرائيل، مقالا مطولا حول "نجاح الأسد في البقاء بعيدًا عن الحرب الإقليمية المستمرة، لأن نظامه لم يكن أبدًا مهتمة حقًا بالتحرش بإسرائيل، وقد حاول طيلة عام كامل من الحرب الدائرة في المنطقة، عدم تفاقم العلاقات معها، لكنه سعى لإرضاء إيران من خلال السماح باستخدام أراضيه لنقل الأسلحة لحزب الله، ومع ذلك، يبدو أن دولة الاحتلال لديها مطلق الحرية في قصف الأصول الإيرانية، والقضاء على منشآتها وجنرالاتها داخل الأراضي السورية".
الحياد في الحرب
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "نظام الأسد يأمل بأن يُكافأ على هذا الموقف، وصولا لتخفيف موقف الغرب تجاهه، بما فيها إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة عليه، لاسيما بعد أن تبين أنه الأكثر وضوحاً في استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق احتياجاته الخاصة، لأنه عندما بدأ الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، تصور البعض أن سوريا قد تنضم للحرب، وتفتح جبهة أخرى، لكن السوريين الذين تواصلت معهم أكدوا أن الأسد لن ينضم للصراع".
ولفت إلى أن "الأسد الأب والابن لديهما دائما اتفاق صامت للحفاظ على هدوء الحدود مع إسرائيل، وبالتالي فإن سوريا لن تتدخل في حرب غزة، بزعم أن إسرائيل تشكل أداة للعلاقات العامة، وكبش فداء مناسب لتحميلها المسؤولية عن إخفاقاتها، ومحاولة كسب تعاطف الرأي العام العربي في مختلف أنحاء المنطقة، رغم أن النظام السوري شجع على تنظيم مظاهرات كبيرة دعماً للفلسطينيين في غزة، لكنها هذه المرة كانت قليلة، والدعم النضالي كان ضعيفاً، ولم يسمح بمظاهرات كبيرة ضد إسرائيل، ولم يدع لدعم محور المقاومة".
وبيّن أنه "رغم القصف الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، بشكل رئيسي على العناصر والأصول الإيرانية، فقد ظلت حكومة الأسد على الحياد منذ اندلاع الصراع الحالي قبل أكثر من عام، لأن أولوياته هي بقاء نظامه، ورغم نجاحه في قمع المعارضة، لكن البلاد لا تزال منقسمة، و40% من الأراضي خارج سيطرته، مع العلم أن إسرائيل حذرته من استخدام بلاده في أنشطة ضدها، لأنها ستدمر نظامه، حتى أن منزل شقيقه تعرض للقصف الإسرائيلي".
ونوه إلى أنه "رغم أن نظام الأسد يعتبر نفسه قوميا عربيا، لكن قضية فلسطين بعيدة كل البعد عن أولويته القصوى، ولديه أسباب أكثر للبقاء خارج الحرب، ويأمل أن يكافأ على ضبط النفس، وربما حتى تخفيف موقف الغرب تجاهه، بما في ذلك إمكانية تخفيف العقوبات، مع العلم أن دولة الإمارات العربية لاعب رئيسي في إعادة تسويقه، وقد حذرته من مغبة التصعيد فور اندلاع حرب غزة".
واستدرك قائلا: "الأسد ليس مستعداً لمسامحة حماس على وقوفها بجانب المعارضة، وعندما قتلت إسرائيل إسماعيل هنية في إيران، لم تقدم سوريا تأبيناً مفصلاً له، رغم أنها تصالحت رسمياً مع الحركة في 2022، وهو ما يناسب السعودية والإمارات، التي يعتمد عليهما الأسد لتمويل إعادة إعمار سوريا، وهما تهتمان بإضعاف حماس، وكبح تهديد الإسلام السياسي".
البقاء السياسي
وأضاف أن "الأسد الذي لا يستطيع طرد الإيرانيين بشكل مباشر من بلاده، لكن إسرائيل تتمتع بحرية التصرف في قصف أصولهم، والقضاء على جنرالاتهم داخل الأراضي السورية، في ضوء تفاهمها مع روسيا لفعل ما يتعين عليها القيام به في المجال الجوي السوري، مع نشر تقارير عن سحب إيران لقواتها من جنوب سوريا لتقليل خسائرها".
وختم بالقول إن "عدم انخراط سوريا في الصراع الحالي يسلط الضوء على الفشل الصارخ لاستراتيجية "وحدة الساحات" الإيرانية، كما يكشف أن البقاء السياسي يسبق الاصطفاف الأيديولوجي، وأن سوريا في وضعها الحالي لن تشكل مشكلة لدولة الاحتلال الاسرائيلي".