قال فاتن سلامة، مدربة مهارات حياة وممارس معتمد لعلم النفس الإيجابي، إنَّ الحديث عن الطلاب المغتربين لا يتضمن فقط طلاب العام الدراسي الأول بالجامعة، بل أيضاً الطلاب الجامعيين بالمراحل المتقدمة وربما يتخرج الطالب وهو لا يزال يعاني من «تروما» أو صدمة الاختلاف وعدم تقبله بسبب الصدمة الجامعية، كما أن عدم الإدراك لما يُراد تغييره من أكبر المشكلات التي تواجه الإنسان.

خطوات لا بد من تعلمها لتفادي صدمات التغيير

وأضافت «سلامة»، خلال استضافتها ببرنامج «8 الصبح» والمُذاع على شاشة «قناة dmc»، أنَّ هناك خطوات لا بد من تعلمها وتطبيقها لتفادي مثل هذه الصدمات وتقبل الحياة الجديدة، وأولها تعلم أن التغيير هو «الحاجه الوحيدة الثابتة في الحياة»، وبالتالي فالدخول على مجتمع جديد ووجود اختلاف في القيم والمبادئ وأشياء كثيرة سيتعرض لها الشخص لأول مرة، أمر لا بد منه.

الاختلاط بالآخرين والاعتماد على النفس

وتابعت مدربة مهارات الحياة، بأنَّ نسبة كبيرة من الشباب سيمثل لهم الاختلاط بالجنس الآخر تجربة جديدة لأول مرة يمروا بها، بسبب التنشئة والفصل في المدارس بين الجنسين، وكذلك التحول من الاعتماد على الوالدين بصورة كبيرة إلى الاعتماد على النفس في مهام الحياة اليومية، وللتغيير لا بد من اتباع عدة مراحل أولها تحديد ماذا تريد أن يتغير فيك، مثل تقبلك للآخر، وعليها الوقوف على المشاعر التي ستعود على الشخص من التغيير والسير على خطة بخطوات منتظمة تتحول إلى عادة وبالتالي سيحدث التغيير في النهاية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصدمات النفسية التغيير الاختلاف الحياة الجامعية الغربة الاغتراب لا بد من

إقرأ أيضاً:

التكنولوجيا الأمريكية.. أداة ابتزاز تهدد المصالح الأوروبية

في ظل التحولات السياسية الأخيرة، أعرب القادة الأوروبيون عن قلق متزايد إزاء اعتمادهم على التكنولوجيا والدعم العسكري الأمريكي، خاصة في ظل تبني إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسات تتماشى بشكل متزايد مع الكرملين.

على أوروبا خطوات حاسمة لتعزيز استقلاليتها الاستراتيجية

ودفع هذا التغير أوروبا إلى إعادة تقييم استقلالها الاستراتيجي، والسعي لتعزيز قدراتها الدفاعية والتكنولوجية لمواجهة التحديات المستقبلية، حسبما أفاد ديفيد كيريتشنكو، صحافي مستقل وباحث سياسي في مقال بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.

هل يستطيع الناتو البقاء بدون الولايات المتحدة؟ - موقع 24تواجه أوروبا واقعاً صارخاً جديداً يتمثل في احتمالية أن الولايات المتحدة، التي كانت لعقود العمود الفقري لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، التحالف الذي ضمن أمن القارة لنحو 80 عاماً، لم تعد شريكاً مضموناً في الأمن الأوروبي.

وبحسب الكاتب مارست إدارة ترامب ضغوطاً هائلة على أوكرانيا لإجبارها على القبول بصفقات غير عادلة من شأنها المساس بسيادتها، إذ طالبت واشنطن كييف بتعويضات تصل إلى 300 مليار دولار، وهو رقم مبالغ فيه مقارنة بمستوى الدعم الأمريكي السابق البالغ 120 مليار دولار.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه القاطع لهذا المقترح، مما أثار غضب إدارة ترامب، حيث وردت تقارير تفيد بأن فريقه بدأ في التفكير بإزاحة زيلينسكي عن السلطة. 

جدل "ستارلينك" والمخاوف الأوروبية

وأضاف الكاتب  لم يكن الاقتصاد والسياسة وحدهما وسيلة للضغط على أوكرانيا، بل امتدت إلى التكنولوجيا أيضاً، إذ حاولت واشنطن استغلال شبكة "ستارلينك" التابعة للملياردير إيلون ماسك كورقة ضغط على كييف، من خلال التلميح بإمكانية فرض قيود على استخدام هذه الخدمة الحيوية.

ووفقاً لتقارير صحفية، جاء ذلك عقب رفض زيلينسكي لمقترح من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت. 

https://t.co/V1k09BPtsN

— toomas ilves, ex-verif (@IlvesToomas) March 13, 2025

وأثارت هذه الأنباء قلقاً واسعاً، ما دفع بولندا إلى التدخل سريعاً لإزالة اللبس، إذ أعلن نائب رئيس الوزراء البولندي كشيشتوف غافكوفسكي أن وارسو تموّل اشتراك أوكرانيا في ستارلينك، وستواصل ذلك بغض النظر عن أي قرارات أمريكية، مشيراً إلى أن بولندا قدّمت 20,000 وحدة ستارلينك وتحملت تكاليف تشغيلها منذ بداية الغزو الروسي.

من جهته، نفى إيلون ماسك هذه التقارير، لكن هذا النفي لم يبدد المخاوف بشأن إمكانية استغلال التكنولوجيا الأمريكية كورقة ضغط دبلوماسي وسياسي مستقبلاً، خاصة مع تقارب إدارة ترامب المتزايد مع فلاديمير بوتين.

هل تصبح أوروبا رهينة تكنولوجيا أمريكية؟

وبرز اعتماد أوروبا على التكنولوجيا الأمريكية كنقطة ضعف حرجة.

وسلّطت حالات، مثل رفض ماسك تفعيل شبكة ستارلينك فوق شبه جزيرة القرم، مُتذرّعاً برغبته في تجنّب تصعيد النزاعات، الضوء على مخاطر الاعتماد على أنظمة يُسيطر عليها أفراد أو شركات خارج نطاق السلطة القضائية الأوروبية.

هل أوروبا قادرة فعلاً على التحول إلى قوة جيوسياسية؟ - موقع 24أصبحت أوروبا في عجلة من أمرها بعد مبادرات الإدارة الأمريكية تجاه روسيا وتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما أثار في قادة القارة شعوراً بالضغط وذكّرهم بالمقولة الساخرة: "إما أن تكون جالساً إلى الطاولة أو ستكون على لائحة الطعام".

وأوضح الكاتب أن هذه السيناريوهات تُؤكّد على حاجة أوروبا إلى تطوير بنيتها التحتية الرقمية الآمنة والمستقلة لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية.

الاتحاد الأوروبي يتوجه نحو استقلالية الدفاع

واستجابةً لهذه التحديات، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تخصيص قروض دفاعية من الاتحاد الأوروبي بقيمة 150 مليار يورو حصرياً للأسلحة المصنوعة في أوروبا، تهدف هذه المبادرة إلى تقليل الاعتماد على الأسلحة الأمريكية ودعم صناعة الدفاع في القارة. 

وينصّ الاقتراح على أن تقتصر القروض على المشتريات من دول الاتحاد الأوروبي وحلفاء مُختارين مثل المملكة المتحدة والنرويج وسويسرا. وبينما تدعم فرنسا هذه القيود لتعزيز "الاستقلالية الاستراتيجية"، تدعو ألمانيا إلى مزيد من المرونة نظراً للشراكات الدولية لشركاتها الدفاعية.

 سيطرة أمريكية على المعدات العسكرية

وتتزايد مخاوف الدول الأوروبية من اعتمادها على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، خشية أن تُعطّل الولايات المتحدة أسلحةً وطائراتٍ عسكريةً متطورةً نتيجةً لهذا الاعتماد، وسط تساؤلات عن موثوقية الدعم الأمريكي في النزاعات المستقبلية.
يُجسّد الفشل السريع لطائرات هليكوبتر بلاك هوك التابعة لكابول عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021 هذه المخاطر. 

وأدى تحالف شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى مع إدارة الرئيس ترامب إلى تعقيد موقف أوروبا أكثر، فشركات مثل غوغل وميتا وبالانتير وتيسلا - التي كانت تُعد في السابق مدافعة عن الديمقراطية – يُنظر إليها الآن على أنها تدعم سياسات تتحدى القيم الأوروبية والأعراف الدولية.

ويُبرز هذا التحول المخاطر الجيوسياسية التي تواجه أوروبا، وضرورة الاستثمار في تطوير بنية تحتية رقمية أكثر استقلالية وأمناً، مما يُقلل الاعتماد على شركات التكنولوجيا الأمريكية.

توصيات للاستقلالية الاستراتيجية لأوروبا

للتخفيف من هذه المخاطر، يؤكد الكاتب ضرورة اتخاذ أوروبا خطوات حاسمة لتعزيز استقلاليتها الاستراتيجية، منها: تطوير تقنيات محلية لإيجاد بدائل محلية للتكنولوجيا الأمريكية وضمان السيطرة على البنية التحتية الحيوية؛ وتعزيز القدرات الدفاعية بتخصيص الموارد اللازمة لبناء صناعة دفاع قوية تقلل الاعتماد على الدعم العسكري الخارجي؛ وإنفاذ الأطر التنظيمية بتطبيق لوائح مثل قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي واللائحة العامة لحماية البيانات للحد من تأثير شركات التكنولوجيا الأجنبية على الديمقراطية الأوروبية؛ وتعزيز التعاون الأوروبي بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتجميع الموارد والخبرات وتعزيز الأمن الجماعي والابتكار التكنولوجي.

مقالات مشابهة

  • باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
  • مستقبل وطن: الشعب المصري سر نجاح الدولة في التغلب على التحديات
  • الصحة النفسية والصوم
  • مساع أوروبية لتقليل الاعتماد الاستخباراتي العسكري على أميركا
  • المنفي: أولوياتنا تتمثل في حفظ الاستقرار واستدامته.. والتحديات يمكن التغلب عليه
  • برنامج تدريبي لتعزيز مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي لطلاب جامعة قناة السويس
  • كيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح
  • مدير هيئة كبار العلماء: الأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله شرك
  • التكنولوجيا الأمريكية.. أداة ابتزاز تهدد المصالح الأوروبية
  • السلطات الموريتانية تعلن التغلب على تسرب الغاز من حقل بحري مشترك مع السنغال