سودانايل:
2025-01-07@04:32:22 GMT

هلّا فكّرت معي في هذا

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

إن كل يوم يضاف للحرب يعني مزيداً من الموت للأطفال والكبار، للنساء والرجال وقبلها موت من هم في طرفي القتال ممن كانوا يمكن أن يكونوا معاً في وئام ويبقوا رصيداً قوياً لصد الغزاة على السودان وحماةً للديار، في عقيدة تعصمهم من قتل مواطنيهم، بدلاً من أن يكونوا لهم الحصن الذي بهم يُجَار. كل يوم يضاف للحرب تعني تشريد وحياة ذلّة في مختلف البلاد والأمصار، وقد وجد الجميع أنفسهم يهربون من الموت ومن بين الأنقاض والدمار تحت أزيز الطائرات القاذفات والشظايا والراجمات والدانات وأرتال المركبات ومقاتلون عددهم جرار.

استمرار الحرب لافتة يحملها دعاتها لتقرأ الأمم عنّا هول ما نكنّ لبلادنا من عداء وحجم ما يبين في السيماء من عار، وما نستهدي به في إدارة شأن بلادنا من عمى في البصيرة والأبصار.

وقف الحرب هي فرض عين على كل سوداني حادب على حفظ الأنفس والوطن من التمزّق، بل يعي ويدرك أن المسؤولية الأخلاقية لا تحتمل الصمت بل تفترض القول، ولا تدعو للتقاعس، بل للعمل في سبيل وقف إراقة المزيد من الدماء، في سبيل مسح دمعات الثكالى من النساء، في سبيل ألّا يجهر الرجال بالبكاء، في سبيل ألا يُذلّ ولا يُضام السودانيون في بلاد اللجوء وإن أبدوا في استقبالهم بعضاً من الحياء. في سبيل ألا يمد السودانيون أيديهم للأخذ بعد أن كانت ممدودة دوماً للعطاء. في سبيل ألا يطأطئ أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا الرؤوس تحت القهر والبأساء، وحتى لا تتمرغ دون رأفة أنوفنا بوطأة الحاجة وبنتائج ما صنعت أيدي دعاة الحرب من بلاء. بوقف الحرب نصون طاقات شبابنا وتُدّخَر للبناء بدلاً من تبديدها في حرب وإن طالت قروناً ستنتهي، ولكن يومها سيبكي من سيكون موجوداً وهو يحصي أعداد من حصدتهم حرب رعناء.

عندما ندعو لوقف الحرب، نحن بذلك لا نأت ببدعة، نحن فقط نكرر ونذكّر بما يعنيه المنطق وما يجب أن تجسّده الحكمة وما تمليه الواقعية. نحن فقط نأخذ من إرث التجارب البشرية وما أكثره، لنحفظ ما يقتضيه حفظ الإنسانية فما أوجبه. لقد كررنا وكرر غيرنا بأن هذه الحرب لا تعني إلا العبثية، قادة طرفي القتال، أسميا هذه الحرب بأنها حرب عبثية. إذن، فأولئك الذين يريدون لها أن تستمر، لا نملك إلا أن نقول أن طعامهم أشلاء وشرابهم دماء، وأمانيهم للأحياء منايا، بل يزيدون عليها بقتل الحوايا. "هذه الحرب عبثية" قالها البرهان، "دي حرب عبثية" قالها حميدتي، لماذا إذن مفتونٌ هوانا في العبثية؟
فإن كان رفضنا نثراً واضح في رابعة النهار، نقوله بالشعر أوضح كما العاري بلا كساء أو دثار.

دعاة الحـرب فــي بعدهم
يرفلون في نعيم وأمان

يلقوا الكلمات رصاصا يقتل
لا يطالهـم فــي ذاك المكـان

سـعيهم ماض بنفــخ أوارها
فـي وهـم البعد من النيـران

ليس للحــرب دار يـا هـؤلاء
ستندلع حيث يكون الإنسان

لا تعتقـدوا أنكم ناجـون منها
ستطالكم يوماً منها الســنان

يومهــا تندبــوا ســوء فعـال
قيـل اتركـوها فإنــها شــنآن

مضيتم بالغي غير عابئين
فلمّـا طـال لهيبهـــا الجَنَـان

حينها تقولـوا انقـذونا بربكم
ولكـن حسـرتاه، فـات الأوان

أيها السودانيون في كل مكان، هذا خطاب للعقول والضمائر والقلوب، هي هزّة عنيفة لذهنك ليلقي رطب ما يختزن من الآراء في ثمار، هي طَرْق بهدوء على أذنيك أن تسمع النداء وتعي الذي يقال سراً قبل أن تُجبر على سمعه جهراً. هو نداء لضميرك أن يستيقظ، لينام غداً في هدوء قبل أن يسبقه الموت فيميته أبداً، هو دغدغة للقلوب أن تهفو وتحتضن الوطن بعاطفتها فلا تقوم عليه وتلفظه بقساوتها. يجب أن يكون باب التواصل بينكم مفتوحاً، فإن دب الخلاف وأضحى نزاعاً بالقتال، فلا ينبغي أن يكون العنوان بين السودانيين المقاتلين وغيرهم هو العداء، إذن، فلا خطوط حمراء في سبيل واد الفتنة. من يرسم في ذلك خطوطاً حمراء، إنما يريد أن يجسّدها جداولاً تملأها الأجساد والجماجم وتغطّيها الدماء، وهي هدية لن تقبلها الأنفس التي أفزعها الخوف والهول والتشريد، بل لن يستطيع كائن أن يجد لها تبريرا.

في سبيل درء كل الذي أشرنا إليه والذي مدخله هو وقف الحرب، فالضرورة تقتضي أن يلتقي البرهان حميدتي، والضرورة ذاتها تفرض أن يلتقي حميدتي البرهان، في سبيل وقف الحرب وحقن الدماء وانتشال الوطن من التمزّق والفناء، والبحث عن حلول دائمة، هذا هو المنطق والحكمة والواقعية التي تفرض على أي مواطن يؤلمه الذي يجري في الوطن وتبدو له الصورة واضحة، وإلى أين سيذهب السودان إن استمرت الحرب، أن يقول ذلك. ترتيب الأولويات هو المفتاح الأقوى لمعالجة المعضلات. هذا لا يعني أنه سيكون هناك نسيان أو تجاوز، فالأخطاء ستُعالج حتماً، كما تؤخذ الخطايا أيضاً بمقتضياتها الجنائية، ويُسقَط عليها العُرف باستحقاقات التسامح، من الاعتراف والاعتذار والإقلاع والندم ورد الحقوق وجبر الضرر، ولكن كلها لها أوقاتها وتتم في أوانها ولها حلولها العادلة، كله بغرض الانتقال مما نحن فيه من فشل إلى مرافئ النهوض بالأمل والعمل. أما الآن، فلا يجب أن نقيّد الوطن ونسجنه في محراب العجز ونطعمه الشعارات ونسقيه الأمنيات، ذلك يحتاج أيضاً إلى أن نتبع الأمل بالعمل، ولكن بالمنطق والحكمة والواقعية. لن نعدم الحلول لأي مشكلة ولن نتقاعس عن التصدي للتحدي الذي هو الواجب الوطني والأخلاقي لكل السودانيين. لن تنزل الحلول من السماء إن صمتنا واستسلمنا لما هو ماثل من عجز اعترى غالبنا، بيد أن هناك من الحلول الناجعة ما لا يقال على الهواء، فإنها إن قيلت عياناً وجهراً أفسدها دعاة الحرب الهراء. تذكّروا دائماً، لن يرانا الآخرون إلا بمنظار السخرية، فهل هذا كافٍ لإيقاظ نخوتكم النائمة.

عبد الجبار محمود دوسة

jabdosa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وقف الحرب فی سبیل

إقرأ أيضاً:

عملية ” كدوميم “.. تأكيد فلسطيني بأنه لا سبيل لكسر المقاومة وهزيمتها

 

الثورة نت/..

رسائل فلسطينية، متتابعة حملتها العملية الفدائية التي نفذت صباح اليوم الاثنين، بالقرب من مغتصبة “كيدوميم” شرق قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، مفادها بأنه لا سبيل لكسر المقاومة وهزيمتها، وأنها ستبقى بكافة انتماءاتها، مستمرة في كفاحها ونضالها حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.

ففي الوقت الذي تُخرج فيه آلة الحرب الصهيونية كل ألوان وأصناف الإرهاب في الماضي والحاضر، نفذ مقاومان فلسطينيان، عملية إطلاق نار استهدفت حافلة ومركبة، في قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة وأسفرت عن مصرع ثلاثة مستوطنين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة.

وأكد الإسعاف الصهيوني، مصرع ثلاثة مستوطنين صهاينة كانوا يستقلون سيارتين خاصتين، فيما أصيب تسعة من ركاب الحافلة برصاص مقاومين فلسطينيين.. مشيرًا إلى أنّ بين الإصابات سائق الحافلة وقد وصفت حالته بالخطيرة.

وقالت إذاعة جيش العدو الصهيوني: إن أحد القتلى محقق في مركز شرطة الاحتلال في مستوطنة “أرئيل” يدعى “إلعاد يعقوب فنيكلشتاين”.

ولفتت القناة 14 الصهيونية إلى أنّ فلسطينيين نفذا العملية بعد وصولهما إلى مكانها بمركبة من مفترق “جينصافوط”.. مضيفةً: إنّ العملية وقعت في مكانين منفصلين الأول عند مدخل الفندق، والثاني داخل القرية نفسها.

نجاح عملية “كدوميم” النوعية تفضح هشاشة الأمن الصهيوني وفشله الذريع والقائم على مرتكزات الردع والحسم، وتُدلِّل بشكل لا يقبل التأويل على أن الإجراءات التي يقوم بها العدو الصهيوني وسلطة رام الله لمواجهة المقاومة لن تنجح في إخضاع الشعب الفلسطيني وإجباره على الاستسلام.

كما تُدلّل هذه العملية بأن المقاومة بالضفة ما تزال تمسك بزمام الأمور، ولديها أوراق قوة، أبرزها عمليات المواجهة الفدائية التي تلحق الخسائر الفادحة بالكيان الصهيوني ومستوطنيه.

وفي هذا الصدد، أشار محللون سياسيون إلى أن العملية تؤكد أن “أمن الصهيوني لا يمكن فصله عن أمن الفلسطيني في غزة والضفة، وأنه لطالما استمر القتل في غزة والضفة فلن يشعر الصهيوني بالأمان في كل مكان”.

وأكد المختص بالشؤون الصهيونية، ياسر مناع، في حديثه لـ”قدس برس”، أن “عملية إطلاق النار في قرية الفندق، تعيد إلى الواجهة قضية حساسة في المشهد الصهيوني، تتمثل بهشاشة المنظومة الأمنية أمام العمليات الفدائية، وتراجع فاعلية سياسة الردع التي يتفاخر بها كيان الاحتلال في الإعلام ومن خلال التصريحات الرسمية”.

ورأى أن هذه العملية وبما تحمله من دلالات رمزية واستراتيجية، فإنها تبرز عمق المعضلة الأمنية في الضفة الغربية، ويثير تساؤلات جادة حول قدرة المنظومة الأمنية الصهيونية على حماية المستوطنين، رغم الإجراءات المكثفة التي تتبعها.

ونوه بأن العملية تكشف مرة أخرى “محدودية فعالية الإجراءات الأمنية الصهيونية، رغم اعتمادها على التكنولوجيا المتقدمة، الحواجز، والانتشار العسكري الواسع”.

بدوره قال المختص في الشأن الصهيوني، مأمون أبو عامر: إن عملية قلقيلية اليوم، تؤكد فشل سياسات الاحتلال في وأد النضال الفلسطيني بالضفة وقطاع غزة.

وأضاف أبو عامر، في تصريح خاص لوكالة شهاب للأنباء: إن استمرار كيان الاحتلال في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، بزعم القضاء على المقاومة، يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تزداد دافعية الفلسطينيين لتبني نهج المقاومة في التصدي لتلك الجرائم.

وأعتبر أبو عامر أن تلك العمليات تشكل رعباً للمستوطنين في الضفة الغربية بشكل عام، لا سيما في المناطق الحساسة كالتي نُفذت فيها عملية اليوم.. مؤكدا أن العمليات تعد رادعا لتغول ميليشيات المستوطنين، وتزيد من رغبة الفلسطينيين في الرد على جرائم الاحتلال والانتقام لدماء الأهالي في غزة والضفة على حد سواء.

ولفت إلى أن العملية كشفت الوجه الحقيقي لحكومة العدو ، التي يتسابق كلاً من كاتس وسموتريتش وبن غفير في إطلاق تصريحات تهدف إلى ارتكاب إبادة جماعية في شمال الضفة، كما حدث في مخيم جباليا.

ونوه بأن تلك التصريحات تكشف تبني حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة سياسة التطهير العرقي والإبادة بحق الفلسطينيين، في ظل صمت دولي وعربي ودعم أمريكي لا محدود.

وتابع قائلاً: “تتزامن هذه العملية مع استمرار السلطة الفلسطينية في حملتها ضد المقاومة في جنين، مما يخدم أهداف الاحتلال في الاستفراد بالمقاومة بالضفة، ولا يحقق الهدوء الذي تدّعيه قيادة السلطة”.

وأكد أن على السلطة الفلسطينية إدراك ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية في مواجهة المخططات الصهيونية ، التي تهدف إلى القضاء على السلطة والمقاومة والوجود الفلسطيني ككل.

مقالات مشابهة

  • بكفالة 2000 جنيه.. إخلاء سبيل شاب انتحل صفة ضابط شرطة بالمحلة
  • عملية ” كدوميم “.. تأكيد فلسطيني بأنه لا سبيل لكسر المقاومة وهزيمتها
  • إخلاء سبيل متهم بالاتجار في النقد الأجنبي
  • إخلاء سبيل مطرب شعبى صدم شابا بسيارته بكفالة 10 آلاف جنيه
  • الأزهر: الأمر بالغمس في حديث الذباب النصح وليس على سبيل الوجوب
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشكر السيسي لكلِّ ما يبذله في سبيلِ الحفاظِ على سلامةِ الوطن
  • إخلاء سبيل مطرب شعبي تسبب في إصابة شاب بإمبابة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تقابل “خالها” الذي يعمل بالقوات المسلحة لأول مرة منذ بداية الحرب بالشارع العام.. يتبادلان العناق ويذرفان الدموع في لقطة مؤثرة
  • الاتحاد السكندري يتعاقد مع يوسف أسامة نبيه على سبيل الإعارة
  • الاتحاد السكندري يتعاقد مع المهاجم يوسف أسامة نبيه على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم