سودانايل:
2024-11-22@12:30:08 GMT

ابوبكر محمد عبد القوي (ابو الرخاء) 1936 /2006

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

يقال ان الجغرافيا الوسيمة تصنع التاريخ الباذخ فالمدن هي صانعة العبقريات تخرج من ارحامها شخوص وعناوين لمعت علي الانسانية بابهي الاضواء فاصبحوا كالغيث اينما اصاب نفع وحيثما هطل اينع البور البلقع خرج الشيخ ابوبكر من هذه الارض ومن هذه المدينة ( امكدادة ) فقد غلب ماؤه طينه فتدفق نهرا فالتف ذراعه بخصر ها
ولد وسط اسرة انصارية زحفت بخيولها الي امدرمان نصرة للامام المهدي وعادت تحمل معها جراحها وسروج خيولها ورماحها بعد ملحمة كرري فوالده الشيخ محمد عبد القوي من قيادات الثورة المهدية تتدرج في المهدية حتي اصبح احد كبار قادتها شارك في معظم معاركها وكان من المقربين للمهدي ومن اهل مشورته نال ثقة الخليفة بعد رحيل المهدي عاد الي دارفور في العودة المشهورة لقيادات دارفور وكان في الفوج الاول مع السلطان علي دينار الذي ضم كبار قادة المهدية واستقر به المقام في منطقة ارمل فوجة بالقرب من امكدادة
واتجه نحو العلوم الدينية والشرعية درس الفقهه في خلاوي النهود واصبح مرجعا في علم الميراث وكان الناس في شرق دارفور يقصدونه ليفتي لهم في المواريث وكثير من الاحيان تتواصل معه الاسر لحل بعض المعضلات التي تواجه الورثة بل تشهد داره في اوقات كثيرة مجالس المتخاصمين في الميراث فيفتيهم ويقسم بينهم الميراث فيخرجون منه وقد ارتسمت علي وجوههم علامات الرضا والاستحسان
كانت تلك هي المشكاة التي خرج منها الشيخ ابوبكر فقد سلك هو الاخر طريقا يلتمس فيه العلم فدرس علي يدي والده العلوم الشرعية ثم دخل مدرسة الكتاب بمنطقة جبل الحلة وبع اكماله لها انتقل الي خلوة الشيخ ابوه ابراهيم عبد المحمود والد الدكتور ابو عبد المحمود بمنطقة غبيش في دار حمر وتعلم تجويد القران ودرس الفقهه علي مذاهبه الاربعة وحفظ الاربعين حديثا النبوية وحفظ راتب الامام المهدي
بعد اكمال دراسته هاجر الي الجزيرة ابا حيث كان من الملازمين للامام الهادي عليه رضوان الله وكثيرا ما كان يسافر الي دارفور حاملا رسائل الامام الي اهل دارفور ويتفقد حوزات الانصار وقد زار معظم انحاء الاقليم وفي عهد الرئيس نميري كان مطلوبا لاجهزه الامن ودونت ضده بلاغات تصل عقوبتها الي الاعدام فقد كان يقوم بجمع المساهمات من الانصار لمعركة فاصلة بين الانصار والعقيد جعفر نميري الذي حاصر الامام في الجزيرة ابا وحاصرها
كان الشيخ ابوبكر من الذين واجهوا صلف حكومة مايو وشارك مشاركة فاعلة في معارك مارس 1970 ولم يكتب الله له الشهادة فعاد الي دارفور موفدا من الامام لا ستقطاب الدعم والمؤازرة للامام ولكنه اعتقل في النهود قبل ان يصل الي دارفور وظل محبوسا حتي اطلق سراحه بعد عام من الاعتقال
استانف الشيخ ابوكر نشاطه الاقتصادي والاجتماعي بعد ان وضعت الحرب اوزارها فرغم مضايقات النظام المايوي لقادة الانصاري الا انه ظل حلقة الوصل بين قيادات الانصار وقواعدهم وقد تم تكليفه بامانة الاتصال بالحزب في اقليم دارفور
بعد سقوط نظام مايو قام الحزب بترشيحه في مدينة امكدادة ورغم انه كان الاوفر حظا للفوز الا انه تنازل للاستاذ احمد سليمان جلاب والذي فاز واصبح نائبا بالبرلمان الاخير الذي انتهي بانقلاب الانقاذ
كان الشيخ ابوبكر كثير الحركة والتسفار تعرف علي معظم قيادات الحزب وكانت تربطه علاقة خاصة مع الامام الصادق فالامام مجايل له وتربطه به صداقة خاصة وكان محبوبا وسط الانصار لصدقه ونبلة
كانوا هم الخمسة الكبار في امكدادة اقطاب حزب الامة وحملة رايته لا يقطع الحزب امرا الا بمشورتهم ومباركتهم كان اولهم القطب الكبير الامير ادم بشر ابراهيم وكيل دائرة الامام وكاتم اسرارة انفق معظم ماله لمصلحة الانصار وكان يتفقد مرضاهم ويقيل عثراتهم وساتحدث عنه في مكان اخر عن اثاره وجمائله وتسامحه انشاء الله وثانيهم الامير مصطفي محمد زائد المشهور بمصطفي الكردفاني الذي كان يدفع للحزب بسخاء من حر ماله واذكر عند بناء مسجد الانصار الحالي في امكدادة تبرع بفرشه بافخر انواع السجاد العجمي الذي مازالت بقايا خرقه تصارع الزمن لتبقي حتي تشهد له يوم يقوم الناس لرب العالمين .


كان ثالثهم الشيخ الامير بن الامير احمد جمعة وهو الاب المؤسس لدعوة الانصار في امكدادة وقام الحزب علي كتفه وحمله في احلك ظروف السودان السياسية كان من المقربين للسيد عبد الرحمن وكان من اهل حظوته والمقربين عنده ويتذكر اهل امكدادة الزيارة التاريخية الامام الصادق المهدي في اواخر ستينات القرن الماضي وكيف استطاع جمعة حشد الانصار في المدينة التي تقاطروا اليها بجمالهم وخيولهم وحميرهم وركبانا وعلي اقدامهم وقد شاهدنا اللوحة الرائعة لذلك الحشد وهم متلزمين ومتحزمين بعممهم المشدودة علي بطونهم دلالة علي الجلد والصبر وسيوفهم بارقة وحرابهم تغازل اشعة الشمس في ذلك اليوم الغائط من شهر يونيو نحن كنا صغارا في تلك الايام ولكن بهرتنا تلك المشاهد الجميلة لتلك الحشود الحاشدة فقد امتد طابور الحشد من سلخانة امكدادة جنوب المدينة وتمدد الحشد حتي مطار (امكُنجد) حيث مهبط طائرة الامام كنا قد راينا الامام وهو يصافح ويقالد مستقبليه يلوح بيدية مع سيارة الميركر التي يقودها الشاب الانيق المرحوم يعقوب مختار وصل الركب الي ميدان الحرية والذي نصبت فيه الرواكيب التي هيأتها الايادي المهري لنزلاء السجن نزل الامام ونزل معه المحافظ والظابط بكر واحمد يوسف علقم والشيخ احمد جمعة ومصطفي الكردفاني والحاج عبد الرحمن اسحق من اعيان وتجار امكدادة والناظر ابراهيم الحاج ضوالبيت ناظر عموم شرق دارفور والحاج السيد ابوشوك القطب الاتحادي والاستاذ علي سعيد تكنة ضابط التعليم
ثم وصلت بقية السيارات المرافقة لسيادته والمستقبلة له من اهل شرق دارفور
وكنت قد اجريت مقابلة اذاعية مع الامام الصادق في باريس بضاحية فرساي وبعد انتهاء المقابلة عرفته بنفسي وذكرته بزيارته الي امكدادة وحكي لي الكثير ووجدته يعرف هؤلاء الستة ولكل واحد منهم معه قصة وسانشر حديثة وزيارته تلك وسالته اسئلة كثيرة جاوبها لي باريحيته المعهودة وخاصة سؤالي له حول ترشيح عبدالله خليل في امكدادة وللامانة والتاريخ فقد ذهلت من قدرة الرجل علي الحكي وربط الاحداث وتيقنت اني حقا امام زعيم نادر وشخصية مثقفة واسفت ان مثل هذا الرجل لم تتح له الفرصة لقيادة السودان
كان رابع هذه الانجم الزواهر الشيخ الامير مصطفي الفضل وهو المسئول عن الدعوة والارشاد كان مسئولا عن الزيجات الانصارية وهو اول من طبق زواج الكورة في دارفور كنت اراه في دكانه وهو جالس امام الميزان ولا يخلو يده من مصحف او كتاب فقهه وهو اول من اعتلي منبر مسجد الانصار الجنوبي منذ ان كان حصير ا من قصب حتي تم بناؤه بالمواد الثابته
خامسهم الامير سليمان حامد الماهر والحاذق بالقرآن الكريم وعلومه وهو واصبح مسؤل الدعوة والارشاد بعد وفاة الامير مصطفي كان رجلا بهي التقاسيم صبوح الوجه خفيف الحركة عليه سيماء الزاهدين فكان اذا مشي يجمع الارض بين قدمية ويطوها طيا كان له صوت رخيم عندما يتلو القران وتتزاحم مناكب المدينة للصلاة معه في شهر رمضان
كان سادسهم النجم الامير بن الامير ابوبكر عبد القوي فقد صعد نجمه وبزغ ابان ملازمته للامام الهادي ومشاركته في معارك الجزيرة ابا فتم اختياره رئيسا لمكتب الاتصال والتنظيم للحزب باقليم دارفور وقد ملأ هذا الموقع بجسارة فائقة ورغم تعرضه للاعتقالات والتهديدات من حكومة مايو الا انه ظل يسافر ويلتقي بقيادات الحزب ويحشد التاييد له ويبث الثبات والصبر وسط قيادات الحزب وقد صرف معظم امواله وبذلها بسخاءلايمانه الراسخ باهمية المال في العمل السياسي بل كان ينفق معظم مايجنيه من تجارته من اجل الحزب حتي اوشك ان يعلن افلاسة والادهى والامر كان جل بضاعته التي يجلبها من الخرطوم وامدرمان يعرضها بارخص الاثمان بل احيانا يعرضها بالخسارة عندما يشعر بعوز المواطنين وضعف مقدراتهم الشرائية حتي لقبه اهل امكدادة بلقب (آبو الرخاء) لانه كان سمحا اذا باع بل غير لافته دكانه وكتب عليها بيت شعر من تاليفه ( ياحسد يابليد خلي ابو الرخاء مع الشعب زي مايريد الصبر طيب بالتقوي يلين لك الحديد) كان ذلك شعاره وايمانه باهمية الصدق في التجارة وقناعته ان الربح القليل فيه بركة وخير ورضا المستهلك يجلب البركة والنماء في المال والتجارة
كان ابو الرخا رجل حفي التقاسيم بهي الطلعة ماشوهد الا وهو في كامل اناقته بجلابيته الناصعة البياض وعمامته المتدلية عزبتها ولحيته الدائرية ووجهه المشرق الوضاء وضحكته الخاشعه فقدكان رجلا يحب المرح ويرسل النكته ويداعب الصغير والكبير فقد كان رجلًا اجتماعيا كان يغيب عن امكدادة في اويقات وعند عودته يزور المرضي ويتفقد جيرانه ويتجول في المدينة لرفع الفاتحة في الوفيات التي لم يحضرها
لك شيئ اذا ما تم نقصان فقد انهك المرض جسد الامير وتوقف عن الحركة والتسفار حتي ادركته المنية في العام 2006 فقد لحق باصحابه واحبابه ( رحمة ربي تغشاهم جميعا ) فانهم ناضلوا وضحو ا بصبر وعزم لا يلين حتي اتاهم اليقين
مدير مركز الحضارات المتجاورة
باريس 19/10/2023
Ms.yaseen5@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الی دارفور ان کان کان من

إقرأ أيضاً:

المليشيا والدولة في السودان

عبد الله علي إبراهيم

(استغرب بعضهم قولي على الجزيرة مباشر أن من حق الجيوش توظيف مليشيات لأغراضها دون أن تتخلى عن احتكارها للسلاح الذي هو خصيصتها في الدولة الحديثة. والترخص في احتكار السلاح هو ما ارتكبه نظام الإنقاذ لا بخروج الدعم السريع من رحمه كما يذاع، بل لأنه جعله جيشاً ثانياً شريكا في حمل السلاح باستقلال. فكانت المليشيات قبله تنشأ بجانب الجيش ثم تنفض متى فرغت من مهمتها ليومها. ولكن الإنقاذ تعاقدت مع الجنجويد لا فكاك. ولو كانت القراءة عادة فينا لما استغرب هذا البعض مني قولي. فكنت نظرت في مادة المليشيا منذ 56 عاماً خلال عرضي لكتاب "مذبحة الضعين" (1987) لسليمان بلدو وعشاري أحمد محمود. وحررت هذه المادة في باب من كتابي "الثقافة والديمقراطية" (1996) في فصل عنوانه "أخرجت البادية أثقالها وقالت الصفوة مالها!" بعنوان جانبي هو "جدل القبيلة والدولة". وأنشر هنا طرفاً من الفصل عن سيرة الدولة المركزية السودانية والمليشيا في التاريخ).

وصفت بلين هاردن استخدام الدولة السودانية لـ "المليشيات القبلية"، في حربها ضد قوات الحركة الشعبية، بأنها الحرب بأدنى تكلفة. وليس هذا صحيحاً وحسب، بل أن هذه الحرب الرخيصة أيضاً ظلت أداة تاريخية تلجأ لها الدولة السودانية مع قوى البادية السودانية الخارجة على سلطانها. فغالباً لم يكن في مقدور هذه الدولة أن تطال تلك القوى في بواديها المستغلقة المستعصية. وكثيرًا ما وجدت تلك الدولة نفسها مضطرة للتحالف مع جماعات أخرى في نفس البادية لها خصومة مؤكدة مع تلك القوى الخارجة على الحكومة. وهذه الخصومة هي التي تجعل حلفاء الحكومة حريصين على ملاحقة الخارجين على الحكومة وترويعهم في بيئة لا قبل للدولة لشقها وفرض أدوات سيطرتها عليها.
وأستطيع من خبرتي بتاريخ عرب الكبابيش بشمال إقليم كردفان أن أدلل على رسوخ نسق تحالف الدولة القاصرة مع نظم اجتماعية وسياسية أدنى مثل القبيلة والطائفة لتصفية معارضيها في بيئات البادية والهوامش المستعصية. فقد طلبت الإدارة التركية في السودان (1821-1881) من بعض فروع الكبابيش أن لا يهبطوا مع بقية الكبابيش إلى النهر في موسم الصيف ليبقوا بجهات الصافية ونواحيها بشمال كردفان لردع أعراب دارفور، وبني جرار، خاصة الذين كانوا يقطعون طرق القوافل بين كردفان ودارفور. وواضح أنه لم يكن خافٍ على تلك الإدارة قوة إغراء هذا العرض على الكبابيش. فبين الكبابيش وبني جرار عداء مستحكم انتهي بتجريد بني جرار من دارهم بشمال كردفان، واحتلال الكبابيش لها ولياذ بني جرار بدارفور. والأكثر إغراءً في هذ العرض هو إباحة الإدارة التركية لفروع الكبابيش المأمورة بمطاردة بني جرار الغنائم التي تجنيها من قتالها لبني جرار وقبائل دارفور.
ووظفت دولة المهدية (1881-1898) خصومات الكبابيش في حملتها لإخضاع الكبابيش وكسر ثورتهم. فقد استخدم الخليفة عبد الله زعماء وقوى من قبائل حمر ودار حامد والكواهلة وبني جرار، وهي القبائل ذات الثارات على الكبابيش، في طور أو آخر من أطوار حربه وملاحقته للشيخ صالح فضل الله، زعيم الكبابيش المعارض، حتى قضى عليه وعلى ثورته.
وتحالفت الحكومة الإنجليزية مع الكبابيش خلال العقدين الأولين من هذا القرن، حين تطابقت استراتيجية الحكومة في حصر وضبط السلطان علي دينار، سلطان دارفور، مع استراتيجية الكبابيش للتوسع غرباً حتى مطالع حدود دارفور الشرقية. ولأن الكبابيش كثيرًا ما يخاطرون في نواحي دارفور المعادية، أصبحوا في نظر الحكومة حراس الأحراش الغربية، والمصدر الرئيسي للمعلومات الرسمية لما يجري هناك. فحين يغزو الكبابيش قبائل دارفور فمن الممكن تسويغ ذلك على أنه انتقال لما يكون قد وقع عليهم من تلك القبائل. ولم تشجع الحكومة السودانية غزوات الكبابيش في العلن ولكنها متواطئة في تفهم دوافعها ونفعها له على أية حال. ولذا لم تجد الحكومة السودانية نفسها بحاجة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لزجر الكبابيش وهو زجر كان سيصعب على الحكومة ومؤكد أنه قليل الأثر.
وحين قررت حكومة السودان إزاحة السلطان علي دينار عن حكم دارفور وضم دارفور للسودان كان للكبابيش موقع في خطة الإبعاد والضم. وقد زودت الحكومة فرسان الكبابيش بالسلاح والعتاد. ومع أن دور الكبابيش لم يكن كبيرًا في الحملة إلا أن فرسانهم فتحوا دارفور منن الشمال بينما دخلت قوات حكومة السودان من الوسط.
ومن المهم التذكير أن استخدام الدولة للمؤسسة القبلية العسكرية في حربها للحركة القومية الجنوبية تكتيك حكومي قديم. فقد عبأت حكومة الفريق عبود (1958-1964) قبائل المورلي في الجزء الجنوبي الشرقي من السودان لقطع الطريق أمام وصول قوات الأنانيا الأولى إلى مناطق القبائل النيلية من مركز قوتها في شرق الاستوائية.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • الشرطة البريطانية: الانفجار القوي بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن نفذه ضباط عن بعد
  • علي جمعة: المؤمن العاجز خير من الفاجر القوي عند الله
  • المليشيا والدولة في السودان
  • وفد علمائي يزور مقام الشهيد القائد بصعدة في ذكرى سنوية الشهيد
  • جنوى المتعثر يعين الفرنسي باتريس فييرا مدربًا
  • باتريك فييرا مدرباً في «الكالشيو»
  • حسن إسماعيل: (خاص ناس كنبة ورا)
  • هيونداي إلنترا مستعملة بـ 300 ألف جنيه
  • لبنان القوي: نتخوّف من عدم وجود اي نية اسرائيلية لوقف الحرب
  • الأهلي يفوز على مركز شباب الجزيرة 11-0 في دوري السيدات 2006