لا لحل الدولتين … فنحن لسنا فلسطين !!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
بعد أن خسر فلول النظام البائد المعركة في الخرطوم عاصمة البلاد السياسية والاقتصادية، ورمز سيادتها، يمموا وجوههم شطر ميناء السودان الأول بشرق البلاد، وأخذوا يهيئون البسطاء من بنات وأبناء الشعب للقبول بتقسيم الدولة الواحدة لدولتين، وهذا الطرح قد عملت على تسويقه أقلية جهوية منذ وقت قصير، اطلقت على نفسها جماعة دولة النهر والبحر، دون أن تدري بأن الشعوب السودانية المتّحدة قد ندمت أشد الندم على تمرير الإجراءات الخاطئة للمنظومة البائدة، التي دفعت شعب الجنوب للانفصال مكرهاً، بلا أدنى وازع للضمير الوحدوي المنتظم للوجدان الجمعي لهذه الشعوب، فكما وصف المرحوم خليل إبراهيم زملاء التنظيم من الجهويين، بأنهم لا يمانعون في جعل جزيرة توتي وطناً بديلاً، طالما أنهم باقين على أريكة الحكم، فهؤلاء (الأمويون الجدد) بحسب وصف زميلهم الراحل مكي علي بلايل، لن يتقبلوا حكمة الخالق في دفعه للناس بعضهم ببعض، ولا يؤمنون بحتمية نزعه للحكم من أي فئة ظالمة كانت أم عادلة، بعد أجل نافذ لا يؤخر ولا يقدم، إنّ ما ارتكبه الحالمون بالعودة لما قبل ديسمبر 2018م من جرائم حرب ضد المدنيين، بتوجيه ضربات بشعة ولا أخلاقية على سكان المدن، يعكس حالة الهيستيريا الضاربة لكيان هذا التنظيم الإرهابي المتطرف، الذي جثا على جسد الوطن المرهق بتطبيق سياساته الفاشلة، فأجهز عليه حتى هب شباب ديسمبر ففدوا عنق الوطن بالمهج من عسف عسس الإرهاب.
بالعودة لإرادة الأجداد المؤسسين لأول دولة وطنية نهاية القرن التاسع عشر، ندرك ضرورة وجود الأعمدة والركائز الثلاثة التي ارتكز عليها بنيان تلك الدولة – المهدي – الخليفة – دقنة، لقد أعاد قائد قوات الدعم السريع مجد الركن الثاني المؤسس للدولة عسكرياً، وتخاذل الجنرال البرهان عن القيام بمهمة الركن الأول، وما يزال الشرق يحلم بميلاد أمير يماثل كاريزما الأمير الأول، حتى يُستكمل مشروع البناء الوطني الملبي لطموح الشعوب التي تضافرت جهودها، وتلاحمت عزائمها قبل قرن ونيف، فأذهلت العالم بميلاد دولة قوية أرغمت أنف الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وذلك الإرث الوطني الخالص الذي أرسى دعائم المشروع الوطني الأول، المحدد لجغرافيا السودان قبل انفصال الجنوب، هو الذي يجب أن يكون ديدناً للجميع في ظل هذا المخاض العسير، الذي لابد وأن يبشرنا بمولود سالم وكامل ومعافى، لا أن يكون كمخاض الفيل الذي يأتينا بفأرين صغيرين كسيحين لا حول لهما، أحدهما لا يستطيع عبور ضفة الأزرق والآخر حبيس أمواج الأحمر، وطالما أننا نملك سفراً في التاريخ حافل برباطة جأش الوطنيين الأوائل، وغني بشجاعة رجال كالأسود الضارية استبسلوا على تخوم كرري، حري بنا أن نعيد للتاريخ مجده وللوطن الباسل سؤدده، وأن نغلق الباب أمام (الأمويون الجدد)، الذين لا يعني لهم الوطن سوى بستان نضير يتخيرون منه ما يشاؤون من الثمار ويحرمون مالكه (الشعب).
الجهويون والمتطرفون والاقصائيون لا يبنون وطناً متنوعاً متعدد الخصال مثل السودان، لأن طبعهم وتطبعهم جُبل على التفريق بين أبناء الوطن الواحد، وتثبيط همم الرجال وإثارة الكراهية والبغضاء بين كيانات المجتمع، ولنا في هذا الخصوص ملفات تفوح منها الروائح النفّاذة جراء تكدسها بمتعفنات الدسائس الماكرة، والفتن العرقية الجائرة، التي يرعاها جهاز الدولة صاحبة البضاعة البائرة (المتاجرة بالدين)، فمثل هؤلاء القوم الجائرين لا يتمتعون بخصيصة واحدة من خصائص العظماء بناة الحضارات، ولا يشبهون في شكلهم ومضمونهم روّاد الأنظمة الاقتصادية والسياسية المنتشلة للشعوب من حضيض الفقر والمرض والجهل، ولا يحملون فكراً يؤمن بالوحدة وتقديس الأوطان، إنّهم جوقة من المخربين الذين تغلغلوا في جسد الدولة على حين غرة من الطيبين، ففتكوا بالمؤسسات وأكثروا فيها الفساد وأشعلوا على قمم أبراجها النار حتى صارت رماد، وما نزال نحن الضعفاء الذين اكتوينا بنار فلول النظام البائد، على يقين من بروز أمير للشرق يخرج الأشرار من دياره كما فعل الأمير عثمان دقنة، ونترقب نهوض مهدي يوقف عبث الجنرال العابس والهائم على وجهه يستجدي زعماء الدول أعطوه أومنعوه، فهذا الطموح مشروع وليس بعزيز على حواء الشمال التي انجبت الأفذاذ، الذين لم يلن عزمهم كليونة قائد الجيش، الذي استسلم للتعليمات واستجاب للأوامر الصادرة من الإرهابيين والدواعش فأورث الشعب شظف العيش.
إسماعيل عبدالله
22سبتمبر2023
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عهدٌ متجدد لمجد الوطن
عهدٌ متجدد لمجد الوطن
بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة الخير والنماء، وتوجيهات سموه وما يعتمده من استراتيجيات تمثل خارطة طريق نحو أعلى القمم، تواصل الإمارات صعودها المتسارع مؤكدة قوة نموذجها الأكثر تفرداً وتميزاً في تاريخ العالم المعاصر، حيث أن الاستثناء في الريادة والإنجازات والتفوق والإلهام والنهج المستقبلي ورفع سقف الطموحات واستدامة البناء على إرث عقود من النجاحات يمثل سمة عامة، وهو ما تعكسه نتائج العام الماضي الذي شكل محطة نوعية في مسيرة رفعتها، إذ أنه “أفضل عام اقتصادي وتنموي يمر على دولة الإمارات منذ تأسيسها”، وشهد ترسيخ دور الدولة التي أصبحت محور اهتمام كافة مكونات المجتمع الدولي لتعزيز العلاقات معها، وذلك كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال ترؤس سموه الاجتماع الأول لمجلس الوزراء في العام الجديد بالقول: “عززت دولتنا حضورها العالمي بقيادة أخي رئيس الدولة حفظه الله .. ووقعت أكثر من 140 اتفاقية دولية خلال العام 2024 في مجالات الاقتصاد والاستدامة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأمن والدفاع والعمل الإنساني الدولي وغيره”.
النجاحات العملاقة المحققة في كافة المجالات ومنها “استقبال المطارات الوطنية 150 مليون مسافر، والمنشآت السياحية أكثر من 30 مليون نزيل، وإطلاق الشباب المواطنين 25 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، ومضاعفة عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص 350% ليصل إلى 131 ألف مواطن، وإطلاق الحكومة أكثر من 750 مشروعاً ومبادرة لدعم التنمية ولاستقطاب أفضل الكفاءات والمواهب والاستثمارات لدولة الإمارات، وإصدار 1300 قرار لخلق أفضل بيئة تنظيمية تدعم النمو المتسارع للدولة خلال العقدين القادمين، وإنجاز 80% من مشروع تحديث كافة التشريعات الصادرة منذ قيام الاتحاد بمشاركة 2500 مسؤول عملوا لمدة 3 سنوات، وإصدار أكثر من 87 سياسة ومبادرة وقراراً تنظيمياً في قطاعات الاستدامة، وغير ذلك الكثير مما يبشر بالمزيد نحو مراتب أعلى من التفرد بفضل حرص الحكومة الذي عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، بقول سموه: “تعاهد حكومة الإمارات في أول اجتماع لها في العام الجديد رئيس الدولة وشعب الإمارات وجميع المقيمين وجميع من يراهن على نموذجنا التنموي على الاستمرار في نهج التطوير والانفتاح والتحديث المستمر بما يضمن أفضل بيئة للأعمال.. وأفضل حياة للبشر، وقادمنا في 2025 أجمل وأعظم وأفضل بإذن الله تعالى”.
الإمارات صنعت لنفسها ولشعبها أبهى تاريخ، وتنعم بحاضر هو الأجمل بين الأمم، وتُعِد بكل ثقة وديناميكية لمستقبلها، وتمضي لتدوين فصول جديدة لتكون دائماً في صدارة الدول الأرقى والأكثر نهضة وازدهاراً.