طالب عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باعتبار قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، "مجموعات إرهابية لحماية الشعب السوداني والمنطقة والعالم".

وفي كلمة بلاده أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال البرهان إن الشعب يواجه حربا مدمرة منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل شنتها عليه قوات الدعم السريع التي وصفها بالمتمردة بالتحالف مع "ميليشيات قبلية وأخرى إقليمية ودولية ومرتزقة من مختلف أنحاء العالم".



وقال إنها ارتكبت "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في معظم أنحاء السودان ومارست التطهير العرقي والعنف الجنسي". وأضاف أن الجرائم التي حدثت في مناطق مثل الجنينة في غرب دارفور تمثل صدمة للضمير العالمي حسب تعبيره.

وأكد بذل كل السبل لإيقاف الحرب عبر الاستجابة لكل المبادرات، وأشار إلى اجتماعات جدة بدعوة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. وقال إنه تم تحقيق تقدم جيد في تلك الاجتماعات لولا ما وصفه بتعنت المتمردين ورفضهم الخروج من الأحياء السكنية.

وتحدث عن قبول مبادرة الإيقاد، ومبادرة دول الجوار التي عقدت في مصر. وقال إنه ما زال "حتى اليوم يمد يده من أجل السلام وإيقاف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب". واتهم قوات الدعم السريع برفض الحلول السلمية والإصرار على تدمير الدولة.

ورفض وصف الحرب بأنها داخلية بين طرفين مسلحين. وقال إن الاعتداء لم يتوقف عند القوات المسلحة بل شمل كل مقومات ومكونات الدولة، وأضاف: "المواطنون الأبرياء ليسوا جزءا من القوات المسلحة. والمساليت في غرب دارفور ليسوا جزءا من القوات المسلحة".

وقال إن هذه الحرب أصبحت تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين لاستعانة "المتمردين بمجموعات خارجة عن القانون وإرهابية".

وأعرب عن تقديره لجهود الأمم المتحدة، برعاية الأمين العام، لدعم الوضع الإنساني في السودان، وجهود وكالات الأمم المتحدة المختلفة والوكالات الدولية والإقليمية الأخرى.

وناشد الوكالات والدول بالإيفاء بتعهداتها لسد الفجوة الكبيرة في الغذاء والدواء والإيواء لقطاعات واسعة من الشعب السوداني تضررت من الحرب.

وأكد التزامه بالتعهدات السابقة بنقل السلطة إلى الشعب السوداني "بتوافق عريض وتراض وطني، تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائيا من العمل السياسي ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات".

وقال "نرى أن تكون هناك مرحلة انتقالية قصيرة تدار فيها الدولة من قبل حكومة مدنية من المستقلين تتم خلالها معالجة الأوضاع الأمنية والإنسانية والاقتصادية الراهنة وإعادة الإعمار، تعقبها انتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم".

وفي سياق تأكيده على التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة، ذكر أن وقف وتجميد المساعدات الدولية في الفترة السابقة قد أثر سلبا على تحقيق التنمية والحماية الاجتماعية ومواجهة التغيرات المناخية وأزمة الغذاء وفاقم أوضاع اللاجئين والنازحين.

وناشد المانحين ووكالات الإغاثة المختلفة الاستمرار في دعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان ومساعدة المحتاجين.

نص الكلمة التي ألقاها اليوم عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن  في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة 78

السيد الرئيس الســـادة رؤســــاء وأعضـــاء الوفــود الحضـــــــور الكريم

الســلام عليكم ورحمــــــــــة الله وبركــــــــاته

بإسم شعب وحكومة السودان أهنئكم السيد الرئيس على توليكم رئاسة هذه الدورة كما أشكر رئيس الدورة السابقة والسيد الأمين العام على جهودهم في مواجهة التحديات التي واجهت عالمنا في العام الماضي.

السيد الرئيس منذ الخامس عشر من أبريل المنصرم يواجه الشعب السوداني حرباً مدمرة شنتها عليه قوات الدعم السريع المتمردة، وتحالفت معها مليشيات قبلية وأخرى إقليمية ودولية وإستجلبت مرتزقة من مختلف بقاع العالم لتمارس أبشع الجرائم في حق السودانيين , مارست هذه المجموعات القتل والنهب والسرقة والإغتصاب والإستيلاء على منازل المواطنين وممتلكاتهم ودمرت الأعيان المدنية من مرافق للخدمات ومستشفيات ومقار الدولة ودواوين الحكومة وحاولت طمس تاريخ وهوية الشعب السوداني وذلك بالإعتداء على المتاحف والآثار وسجلات الأراضي والسجل المدني وسجلات المحاكم والمطارات , كذلك نهبت المصارف والبنوك والشركات العامة والخاصة وأطلقت سراح المساجين والمعتقلين الذين من ضمنهم مطلوبين للعدالة الدولية وإرهابيين.هذه المجموعات المتمردة مارست جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في معظم بقاع السودان، فمارست التطهير العرقي وتهجير السكان من مناطقهم والعنف الجنسي والقتل على أساس العرق والتعذيب وكل ما يرقى إلي أن يوصف بأنه جرائم حرب في دارفور والخرطوم .وما حدث بغرب دارفور في الجنينة كانت بمثابة صدمة للضمير العالمي كذلك في طويلة و مورني و منواشي وحتى في الخرطوم يمثل خير شاهد على ممارسات هذه القوات والمجموعات، التي نطالبكم السيد الرئيس والمجتمع الدولي إعتبارها مجموعات إرهابية يقف الجميع في وجهها ويحاربها لحماية الشعب السوداني والإقليم بل والعالم . حيث تسببت في مقتل الآلاف ونزوح وتشريد الملايين من الشعب الســوداني.

السيد الرئيس الحضور الكريم

رغم أن هذه القوات قد فعلت ما ذكرت إلا أننا منذ بداية هجومها على الدولة، طرقنا كل السبل من أجل إيقاف هذه الحرب فكانت الإستجابة لكل مبادرة قدمت من الأشقاء والأصدقاء فجلسنا في جدة بمبادرة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وحققنا تقدماً جيداً لولا تعنت المتمردين ورفضهم الخروج من الاحياء السكنية وقبلنا مبادرة منظمة الإيقاد ومبادرة دول الجوار التي انعقدت في مصر ومازلنا حتى اليوم نمد أيادينا من أجل السلام ومن أجل إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا , كذلك قبلنا مبادرة من الأشقاء في تركيا وجنوب السودان  ويوغندا لإيجاد حلول، لكن كلها اصطدمت برفض المتمردين للحلول السلمية وإصرارهم على تدمير الدولة وإبادة وتهجير شعبها.

الســيد الرئيــس هذه الحرب يصنفها البعض بأنها حرب داخلية بين طرفين مسلحين لكن الاعتداء لم يتوقف عند القوات المسلحة بل شمل كل مكونات الدولة لكني أؤكد لكم أن خطرها أصبح يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي , حيث إستعان المتمردون بمجموعات خارجة عن القانون ومجموعات إرهابية من عدة دول في الإقليم والعالم مما يعتبر شرارة لانتقال الحرب إلي دول أخرى في المنطقة حول السودان لأن التدخلات الإقليمية والدولية لمساندة هذه المجموعات أصبحت ظاهرة وواضحة مما يعني بأن هذه أول الشرارة التي ستحرق الإقليم والمنطقة وتؤثر مباشرةً على الأمن الإقليمي والدولي.

السيد الرئيس الحضور الكريم

أسمحوا لي أن أشكر الجهود المقدرة التي بذلتها الأمم المتحدة برعاية الأمين العام لدعم الوضع الإنساني في السودان , كذلك نقدر جهود وكالات الأمم المتحدة المختلفة  والوكالات الدولية والإقليمية الأخرى وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي بادرت جميعها في تقديم المساعدات الإنسانية والوقوف بجانب الشعب السودان لتخفيف آثار هذه الحرب الإجرامية , ومن جانب حكومة السودان قد تم فتح المطارات والموانئ وتسهيل حركة وعبور وتقديم المساعدات للقوافل وتذليل الصعاب التي تواجه العمل الإنساني , حيث تم تنسيق الجهود بحيث تصل المساعدات لكل المحتاجين والمتضررين وهنا نناشد الوكالات والدول للإيفاء بتعهداتها لسد الفجوة الكبيرة في الغذاء والدواء والإيواء لقطاعات واسعة من الشعب السوداني تضررت جراء الحرب التي يشنها متمردو الدعم السريع بقيادة أســرة دقلو.   السيد الرئيس الحضـور الكـرام إننا مازلنا عند تعهداتنا السابقة بنقل السلطة إلي الشعب السوداني بتوافق عريض وتراض وطني تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائياً من العمل السياسي ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات ,حيث أننا نرى أن تكون هنالك مرحلة إنتقالية قصيرة تدار فيها الدولة بحكومة مدنية من المستقلين يتم خلالها معالجة الأوضاع الراهنة الأمنية والإقتصادية وإعادة الأعمار تعقبها إنتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم , كما نؤكد التزام الدولة بمواصلة الحوار مع الممانعين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور للإنضمام إلي مسيرة البناء الوطني , حيث أننا في ظل إلتزامنا التام باتفاقية السلام الموقعة في جوبا في العام 2020م قد قطعنا شوطاً مقدراً في إحلال السلام ومعالجة جزء كبير من معضلات بناء الدولة السودانية.   السيد الرئيــس أؤكد إلتزام السودان بدعم المرأة والطفل والقطاعات الهشة لضمان تمتعهم بكافة حقوقهم وحمايتهم في ظل النزاعات القائمة حالياً مع تجديد إلتزام حكومة السودان بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي هذا الصدد فإن وقف وتجميد المساعدات الدولية في الفترة الماضية قد أُثر سلباً في تنفيذ تلك الأهداف وأثر بصورة مباشرة في توسيع فجوة الحماية الإجتماعية ومجابهة التغيرات المناخية ومواجهة أزمة الغذاء وفاقم من أوضاع النازحين واللاجئين وهنا نناشد المانحين ووكالات الإغاثة المختلفة بالإستمرار في دعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان وتقديم المساعدة للمحتاجين من النازحين واللاجئين.

قبل أن أختم، أجدد التأكيد بالمطالبة بتصنيف مجموعات الدعم السريع المتمردة والمليشيات المتحالفة كمجموعات إرهابية إرتكبت كل الجرائم التي تضعها في هذا التصنيف وضرورة التعامل الحاسم مع من يدعمها فالقتل والحرق والإغتصاب والتهجير القسرى والنهب والسرقة والتعذيب ونقل الأسلحة والمخدرات وإستجلاب المرتزقة وتجنيد الأطفال جرائم تستوجب المحاسبة والعقاب كما أؤكد أن مؤسسات الدولة الشرعية القائمة من حكومة وقــــوات مسلحة وأجهــزة أخرى لن تسمح بإنتهاك ســـيادة الدولــة أو النيل من كرامة شعبها مهما كانت الكلفة ، هنا لابد ان اذكر منظماتنا الاقليمية ان تتحرر من الوصاية وتنظر الي مصلحة الشعوب الافريقية حتى تستعيد ثقة الافارقة فلحلول مشاكلنا لن نستجدي احداً ليشاركنا في حلها حسب مصالحه او مصالح بلده.   السيد الرئيس الحضــور الكريم.

ختاماً أشكرك السيد الرئيس وأشكر معالي الأمين العام لتفهمهم لأوضاعنا الداخلية والوقوف بجانب الشعب السوداني ودعمه المستمر , كما أشكر دول جوار السودان وأشقاءه وأصدقاءه الذين وقفوا إلى جانبه , كذلك منظماتنا الإقليمية فشعب السودان يتقدم لكم جميعاً بالشكر على مساندته لتجاوز هذه المحنة والهجمة البربرية التي تعرض لها من مجرمي الدعم السريع الإرهابيين. كما أنتهز هذهـ السانحة لنعرب عن تضامننا مع أشقائنا في المغرب وليبيا لما أصابهم من كوارث مؤخراً.

لابد لي من أن اشكر جموع الشعب السوداني التي وقفت وساندت وتحملت طيلة الأشهر الماضية كل تلك التضحيات لتخليصها من غدر المجموعات الإرهابية والمتمردة.

أشكر لكم جميعاً حسن إستماعكم والســـــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الشعب السودانی القوات المسلحة الأمم المتحدة الشعب السودان الأمین العام السید الرئیس فی السودان هذه الحرب من أجل

إقرأ أيضاً:

الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان

أعلن الجيش السوداني استعادته السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار وسط السودان، وذلك بعد معارك ضارية شهدتها المدينة منذ يومين.

وقال الجيش إن قواته استعادت قيادة الجيش في سنجة التي كانت تخضع لسيطرة الدعم السريع، وأشار إلى أنهم ماضون في طريق تطهير كامل لتراب الوطن ممن وصفها بالمليشيا الإرهابية.

معارك ضارية

وشهدت مدينة سنجة منذ يومين مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي اتخذت موقعا دفاعيا في المدينة لإيقاف تقدم الجيش الذي طوّق المدينة من 3 محاور.

ويقول ضابط برتبة رفيعة في الجيش السوداني للجزيرة نت إن قواتهم طوقت سنجة شرقا عبر قوات قادمة من مدينة الدندر وجنوبا عبر قوات قادمة من الدمازين وغربا عبر قوات قادمة من مدينة سنار مرورا بمدينة مايرنو.

وأشار الضابط إلى أن الطائرات الحربية نفذت طلعات جوية عنيفة فجر اليوم استهدفت مواقع الدعم السريع في سنجة أعقبها تقدم للمشاة من محور الدندر، إذ تمكنوا من عبور جسر سنجة واستلام مواقع الدعم السريع في المدينة، من بينها مقر قيادة الجيش بالفرقة 17 مشاة.

وتابع الضابط أنهم كبدوا الدعم السريع خسائر في الأرواح وسيطروا على عدد من قطع الأسلحة الحربية، وقال إن عناصر من قوات الدعم السريع هربوا نحو منطقة رورو في النيل الأزرق.

وكانت قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على مدينة سنجة في أواخر يوليو/تموز الماضي بعد معارك استمرت 3 أيام انسحب عقبها الجيش من سنجة.

وفي الأثناء، قال مصدر بالدعم السريع للجزيرة نت إن قيادة الدعم السريع وجهت قواتها بالانسحاب من سنجة، وإنهم انسحبوا إنفاذا لتوجيهات القيادة، ولم يفصح المصدر عن وجهة قواتهم المنسحبة.

معارك سنار

وفي يوليو/تموز الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على مدن عدة بولاية سنار جنوب شرقي السودان، من بينها سنجة وأبو حجار والدالي والمزموم.

وتشير المصادر التي تحدثت للجزيرة نت إلى أن قوات الدعم السريع ما زالت تحتفظ بوجودها في مدينة أبو حجار جنوب سنجة وفي الدالي والمزموم المتاخمتين لمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق.

وأضافت المصادر أن الجيش بات قريبا من استعادة أبو حجار عبر قواته المتقدمة من منطقة جلقني البحر في النيل الأزرق، وأكدت أن الجيش عازم على استعادة السيطرة الكاملة على ولاية سنار في الساعات القادمة.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يستعيد سنجة.. البرهان يتعهد بتحرير المزيد (شاهد)
  • إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من قوات "الدعم السريع"  
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من قوات الدعم السريع
  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها
  • عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها