حصرياً لـCNN: صور أقمار صناعية تظهر توسع مواقع التجارب النووية للقوى العظمى
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تظهر صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها شبكة CNN حصرياً، أن روسيا والولايات المتحدة والصين قامت بتوسيع مواقعها للتجارب النووية في السنوات الأخيرة، مع تصاعد التوترات بين القوى النووية الثلاث الكبرى إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.
فليس سرا أن هناك توترات جيوسياسية متزايدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأن الجيوش الثلاثة تقوم بإجراء هذه التدريبات لإظهار قوتها لبعضها في منافسة مباشرة.
هذا من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى شيء لم يفكر فيه الناس كثيرًا منذ نهاية الحرب الباردة، وهي الترسانات النووية لهذه الدول الثلاث.
الأدلة تم الكشف عنها في صور الأقمار الصناعية التجارية التي حصلت عليها CNN حصريًا.
نوفايا زيمليا، أرخبيل روسي في المحيط المتجمد الشمالي. لوب نور، بحيرة مالحة جافة في منطقة شينجيانغ الصينية. وموقع الأمن القومي في نيفادا بصحراء شمال غربي لاس فيغاس. تُظهر الصور من كل موقع الأنفاق والطرق ومرافق التخزين الجديدة التي تم إنشاؤها خلال السنوات الخمس الماضية.
خبير منع انتشار الأسلحة النووية، جيفري لويس، قام أولاً بجمع هذه الصور وتحليلها، وأشار إلى أن "أحد العوامل المهمة بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا والصين هو الرغبة في التأكد من أن الأسلحة النووية التي صممتها واختبرتها في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين لا تزال فعالة".
من جانبه، قال سيدريك لايتون، عقيد في القوات الجوية الأمريكية متقاعد ومساهم في CNN، إن "الدول الثلاث استثمرت قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد والمال - ليس فقط في تحديث ترساناتها النووية - ولكن أيضًا في إعداد أنواع الأنشطة التي قد تكون مطلوبة للتجربة".
ورغم عدم وجود دليل على وجود اختبار وشيك، شهد موقع نوفايا زيمليا في روسيا موجة من أعمال البناء الجديدة على مدى العامين الماضيين.
وفي الذكرى السنوية الأولى لغزوه الكامل لأوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد روسيا لإجراء التجارب النووية، قائلًا: "بعض الشخصيات في واشنطن، ونحن نعرف ذلك حقيقة، يفكرون بالفعل في إمكانية إجراء اختبار فعلي لأسلحتهم النووية. إذا أجرت الولايات المتحدة اختبارات، فسنفعل ذلك أيضًا".
على صعيد آخر، كشفت صور التوسيع فوق الأرض لمجمع U1A، مرفق تحت الأرض في موقع الاختبار في نيفادا. وأكد متحدث باسم إدارة الأمن النووي الوطني الأمريكي لشبكة CNN أن الأمر "يعيد استغلال البنية التحتية والقدرات العلمية في مجمع U1a"، مضيفًا: "لم تقم الولايات المتحدة بإجراء تجربة تفجير نووي منذ عام 1992، وليس لديها أي خطط للقيام بذلك".
ومنذ انتهاء الاختبارات فوق الأرض، استخدمت الحكومات الأنفاق العميقة لإجراء تجاربها النووية. في حين تكشف صور الأقمار الصناعية عن نفق خامس جديد تم حفره في موقع اختبار لوب نور بالصين، جنبا إلى جنب مع أكوام متزايدة من الحطام المحفور.
وتتهم واشنطن الصين بتوسيع ترسانتها النووية بشكل كبير. بينما نفت وزارة الخارجية الصينية - في بيان لشبكة CNN - وجود خطط للتجارب، قائلة: "هذا النوع من التقارير لا يتحدث إلا عن إشاعات، ويضخم التهديد النووي الصيني بلا سبب".
وبحسب ما هو معروف، لم تقم أي من هذه الدول الثلاث بإجراء اختبار كامل للأسلحة النووية منذ التسعينيات، حيث كان آخرها في الصين في عام 1996 مع اختبار تحت الأرض.
وكانت الولايات المتحدة تجري منذ سنوات اختبارات يطلق عليها "التجارب دون الأساسية". والمقصود بذلك هو ضمان موثوقية أسلحتها النووية الحالية، والتي ظل بعضها موجوداً لمدة 30 عاماً أو أكثر، وهي فترة أطول مما قد يحتفظ به كثير من الناس بسيارة.
ومن الممكن أن تقوم بعض هذه الحكومات بتحديث مرافق الاختبار الخاصة بها في حالة قيام حكومة أخرى بإجراء الاختبار أولاً. وهذا ما يجعلك تدخل في سياسة حافة الهاوية النووية هذه والشك المحتمل الذي لم نره حقًا بين أكبر القوى العسكرية في العالم منذ أيام الحرب الباردة حقًا.
نشر الجمعة، 22 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
قال أنيرودا ساها، زميل الأبحاث في قسم العلوم السياسية بجامعة أكسفورد، إن السياسة الخارجية الأمريكية تمر بمرحلة حرجة، وأمام إدارة الرئيس الجديد ترامب 3 استراتيجيات رئيسة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، هي: إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي، وتكثيف العقوبات، والتفكير في توجيه ضربات عسكرية للمنشآت الإيرانية.
أكثر الخيارات تطرفاً هو توجيه ضربات جوية وقائية
وحفز هذا النقاش تقرير صادر عن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أكد أن تخصيب اليورانيوم في إيران يقترب من مستويات صالحة لصنع الأسلحة، وتخطط إيران لتثبيت آلاف أجهزة الطرد المركزي الجديدة. ويطرح كل خيار تحديات كبيرة، وفق المقال المنشور بموقع "آسيا تايمز". إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي
صُممت "خطة العمل الشاملة المشتركة"، التي تم التوصل إليها في عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، للحد من القدرات النووية الإيرانية في مقابل تخفيف العقوبات. وبموجب الاتفاق، خفضت إيران مخزونها من اليورانيوم بنسبة 98٪ وحددت مستويات التخصيب إلى 3.67٪، وهو أقل بكثير من العتبة المطلوبة للأسلحة النووية.
ومع ذلك، تخلى ترامب عن "خطة العمل الشاملة المشتركة" في عام 2018، واصفاً إياها بأنها "بالغة السوء"، و"تعمل من جانب واحد"، مشيراً إلى انطوائها على تدابير تحقق غير كافية، وفشلها في معالجة برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودعم الإرهاب. وساهم انسحابه في زيادة المشاعر المعادية لأمريكا داخل إيران، مما أدى إلى تعقيد احتمالات إعادة التفاوض.
وكشف الرأي العام في إيران عن انعدام ثقة عميق في الولايات المتحدة. فبعد انسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة، عارض 70% من الإيرانيين تقديم تنازلات من أجل اتفاق جديد. وتفاقمت موجة انعدام الثقة بسبب الضربة الجوية الأمريكية بطائرة دون طيار التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني في عام 2020، وهو الحدث الذي تعهد آية الله علي خامنئي بالانتقام منه، مما أدى إلى زيادة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
Trump has few good options to stop Iran from getting the bomb https://t.co/NzsVZK4P8b pic.twitter.com/fkNWNd3Tvb
— Asia Times (@asiatimesonline) January 21, 2025ورغم أن بعض صناع السياسات في واشنطن يؤيدون العمل على اتفاق نووي محسَّن، يرى الكاتب استحالة عودة طهران إلى المفاوضات، بالنظر إلى موقف النظام المتشدد والاستنكار المحلي الواسع النطاق للمبادرات الأمريكية.
تكثيف العقوباتوسعت حملة "أقصى ضغط" التي طبقها ترامب في فترته الأولى إلى شل اقتصاد إيران من خلال فرض عقوبات صارمة. لكن هذا النهج أدى إلى ترسيخ تحدي طهران، وتعزيز الخطاب المناهض لأمريكا. فقد صورت القيادة الإيرانية باستمرار العقوبات على أنها أعمال "إرهاب اقتصادي"، وأدوات "غطرسة عالمية".
وصاغ آية الله خامنئي هذه التدابير على أنها محاولات لإخضاع إيران للإمبريالية الغربية، وهي الرواية التي يتردد صداها لدى العديد من الإيرانيين. وفي استطلاع أجري عام 2024 وشمل 2280 إيرانياً، أيد ما يقرب من 70٪ السعي إلى الحصول على الأسلحة النووية، مما يعكس التحدي العام المتزايد ضد الضغوط الخارجية.
https://t.co/HyrhVaODPM
Trump has few good options to stop Iran from getting the bomb
Would Trump consider preventative airstrikes on Iran’s nuclear facilities if and when ‘maximum pressure’ tactics fail?
by Aniruddha Saha
January 21, 2025
وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية، يظل البرنامج النووي الإيراني صامداً. فتمتلك البلاد أكثر من 5 أطنان من اليورانيوم المخصب، وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في يوليو (تموز) 2024 من أن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة، في غضون 12 يوماً.
وقد يؤدي فرض المزيد من العقوبات إلى تعميق عزم إيران على مقاومة النفوذ الأمريكي، بدلاً من تحفيز المشاركة الدبلوماسية. علاوة على ذلك، فإن العقوبات تخاطر بدفع إيران إلى التحالفات الاستراتيجية مع الصين وروسيا، مما قد يقوض النفوذ الغربي.
توضح الأحداث الأخيرة العواقب المحتملة. في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية منشأة "طالقان 2" للأبحاث النووية الإيرانية في أعقاب الهجمات الإيرانية على الأراضي الإسرائيلية. ودفعت الضربات طهران إلى خطاب قوي، حيث هدد آية الله خامنئي "برد قاس"، وألمح إلى تحول محتمل في العقيدة النووية الإيرانية.
وبينما قد يؤخر العمل العسكري التقدم النووي الإيراني، فإنه يخاطر باستفزاز نظام الملالي، وتعزيز عزمه على تسريع طموحاته النووية. وقد تؤدي الضربات العسكرية إلى تنفير حلفاء الولايات المتحدة الحذرين من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، مما يعقد استراتيجية واشنطن الجيوسياسية الأوسع نطاقاً. موازنة المخاطر والنتائج وقال الكاتب إن أياً من الخيارات المتاحة لترامب لا تقدم مساراً مباشراً لمنع إيران من تحقيق أهدافها النووية، مستبعداً أن يتم إعادة التفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة، في ضوء عدم ثقة إيران بالولايات المتحدة، كما أن تصعيد العقوبات يهدد بترسيخ معارضة طهران، وقد تؤدي الضربات العسكرية إلى تصعيد الأزمة دون ضمان نتائج طويلة الأجل.
وبدلاً من متابعة هذه الاستراتيجيات المحفوفة بالمخاطر، يقترح الكاتب نهجاً أكثر حذراً يتمثل في مراقبة سلوك إيران، لتقييم ما إذا كانت صراعاتها الاقتصادية تدفعها إلى العودة إلى المفاوضات، أو التحالف الوثيق مع الصين وروسيا، ومن خلال تبني سياسة "المراقبة والانتظار"، يمكن للولايات المتحدة تجنب مخاطر التدخل العدواني، مع وضع نفسها في موقف يسمح لها بالاستجابة للتحولات في التحالف الجيوسياسي لإيران.