الصين – طوّر علماء التكنولوجيا الحيوية الصينيون سلالة معدلة وراثيا من ديدان القز التي تنسج يرقاتها شرانق من ألياف بروتينية مماثلة في التركيب والقوة لخيوط شبكة العنكبوت.

ويمكن استخدام هذه الخيوط كـ”بديل أخضر” للخيوط الجراحية وخيط الصيد المصنوع من النايلون وبوليمرات أخرى، ونشر العلماء مقالا بهذا الشأن في مجلة Matter.

وقال مي جون بينغ، الباحث في جامعة “دونغهوا” في شنغهاي: “إن حرير العنكبوت هو مورد استراتيجي، ويجب على البشرية أن تبدأ في استغلاله في أسرع وقت ممكن. وتعد المتانة العالية للألياف التي حصلنا عليها كجزء من هذا البحث خطوة كبيرة نحو حل هذه المشكلة. وعلى وجه الخصوص، يمكن استخدام هذه الخيوط كمادة خياطة في أكثر من 300 مليون عملية جراحية تُجرى سنويا  في  العالم.”

ويدرس المهندسون والكيميائيون والفيزيائيون بنشاط كيفية هيكلة المواد الطبيعية المختلفة، والتي يتفوق الكثير منها إلى حد بعيد على تلك التي أنشأها الإنسان من حيث القوة والخفة والمتانة والعديد من المعايير الأخرى. وعلى سبيل المثال فإن الحرير الناتج عن شبكات العنكبوت أقوى بكثير من الفولاذ. وفي الوقت نفسه، لديه وزن منخفض وقوة شد عالية.

كان مي جون بينج وزملاؤه من أوائل مَن ابتكروا سلالة معدلة وراثيا من فراشات دودة القز التي تنسج يرقاتها شرنقة من ألياف مماثلة في تركيبها وخصائصها لحرير العنكبوت. وتمكن علماء التكنولوجيا الحيوية الصينيون من حل هذه المشكلة بفضل استخدام محرر الجينوم ” CRISPR/Cas9، والذي استبدل به العلماء الجين الذي يشفّر إنتاج بروتين MiSp ، وهو أحد المكونات الرئيسية للحرير.

واكتشف الباحثون الصينيون أن هذا الببتيد كان له وزن أقل بكثير وبنية مختلفة اختلافا جذريا في حرير العنكبوت، مما أدى إلى تفوق خيوط هذه المادة بمقدار عدة أضعاف في القوة وخصائص ميكانيكية أخرى على نظيرتها من شرانق دودة القز العادية. واستخدم العلماء تكنولوجيا  CRISPR/Cas9  لإزالة جزء رئيسي من جين الفراشة الذي يشفر MiSp واستبداله بجزء مماثل من الحمض النووي للعنكبوت.

ونتيجة لذلك، حصل العلماء على ديدان القز المعدلة وراثيا، التي يتمتع حريرها بقوة شد تبلغ ضعف قوة شد نظيراتها التقليدية، وكان أيضا أكثر مقاومة للتمدد وضغوط ميكانيكية أخرى. ومن ناحية أخرى لم يكن أقل فاعلية من حرير العنكبوت الحقيقي، مما يفتح الطريق أمام الإنتاج الصناعي الواسع النطاق  لخيوط حرير العنكبوت.

علاوة على ذلك، يشير العلماء إلى أن الأسلوب الذي طوروه يجعل من الممكن إنشاء سلالات أخرى معدلة وراثيا من دودة القز، والتي سيحتوي حريرها على أحماض أمينية اصطناعية وجزيئات أخرى غير موجودة في الطبيعة. وخلّص مي جونبينج وزملاؤه إلى أن ذلك سيؤدي إلى زيادة القوة والمتانة والمقاومة الكيميائية لألياف الحرير.

المصدر: تاس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

باحثون سعوديون يطورون تقنيات مبتكرة لزراعة الزعفران في 10 أيام

طوّر باحثون سعوديون بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست” تقنيات مبتكرة لزراعة الزعفران وإنتاج أزهاره في 10 أيام، باستخدام أنظمة الزراعة العمودية والإضاءة الصناعية، وأنظمة التحكم بالمناخ، وذلك مقارنة بالزراعة التقليدية التي تستغرق من أربعة إلى ستة أسابيع، حيث ابتكر الفريق مجموعة من الأطوال الموجية الصادرة من الإضاءة الصناعية، التي عملت على تحفيز نمو إنتاج أزهار الزعفران في وقت وجيز، بالإضافة إلى إيجاد البيئة المثلى للنمو في ظل الظروف المناخية القاسية للمملكة.


ويُعدّ محصول الزعفران ذا قيمة اقتصادية عالية، وبلغت القيمة السوقية له عالميًا 372.9 مليون دولار أمريكي في عام 2021، ويتوقع أن يصل السوق إلى 756 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، مسجلًا نموًا مرتفعًا بمعدل سنوي 8.6 % خلال الفترة المتوقعة (2030-2022)، فيما بلغت ورادات المملكة من الزعفران خلال العشر سنوات الماضية 497 طنًا من الزعفران الجاف بقيمة إجمالية تقدر بـ 175 مليون دولار، مما يجعله ذا قيمة وأهمية اقتصادية عالية.
وتفتح هذه الأنظمة آفاقًا جديدة لتنمية القطاع الزراعي خاصة في ظل التوسع في إنشاء المزارع العمودية لتلبية احتياجات السوق المحلي، إذ بلغ حجم سوق الأنظمة الزراعية المتحكم بها عالميًا 74.4 مليار دولار في عام 2022، ويتوقع أن يصل إلى 377.6 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي 18.13 %، حيث لا يقتصر تطبيق هذه الأنظمة على زراعة الزعفران فقط بل يشمل محاصيل أخرى، مما يساعد في تحسين إنتاجية الزراعة وجودة المحاصيل وتحديد الظروف المُثلى لنمو النباتات.


ويأتي هذا الإنجاز ضمن جهود المختبر الوطني في تطوير حلول زراعية مبتكرة تسهم بشكل كبير في تحسين الاستدامة البيئية، وزيادة كفاءة الإنتاج المحلي؛ بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 والتطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار من خلال ابتكار تقنيات إنتاج حديثة تفي بمتطلبات الحياة وتعزيز قدرات المملكة على مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول الزعفران الذي تستورده المملكة بكميات كبيرة.
ويهدف المشروع إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية من خلال توطين تقنيات الزراعة العمودية لتسريع النمو الزراعي، وابتكار تقنيات حديثة لإنتاج كرومات الزعفران مما يسهم في زيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف، وتحسين كفاءة النظم الزراعية بشكل مكثف في المساحات الصغيرة من خلال التوجه العمودي بدلًا من التوجه الأفقي في الزراعة والإنتاج.
ويوفر مشروع الزراعة العمودية المعتمد على أنظمة إضاءة صناعية، وأنظمة تحكم بالمناخ، وأطوال موجية في بيئات محكمة العديد من الفوائد الاقتصادية والبيئية، من أبرزها تقليل استيراد الزعفران وتوطين الإنتاج، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد من طاقة ومياه.

مقالات مشابهة

  • الروبوت العنكبوت.. ابتكار ثوري يغزل هيكله عند الطلب
  • درك أم البواقي يحجز 315 رأس “بوزلوف” من سلالة السداون
  • 10 اعراض تنتج عن متلازمة جفاف العين.. ما هي؟
  • النبات الراقص.. الظاهرة التي يعجز العلماء عن تفسيرها
  • باحثون سعوديون يطورون تقنيات مبتكرة لزراعة الزعفران في 10 أيام
  • هل ستشكل زراعة أعضاء من خنازير معدلة وراثيا حلا لمشكلة النقص؟
  • وزير الاتصالات للمرأة في يومها العالمي: كل عام وأنتِ القوة التي تبني المستقبل
  • فرنسا تقرض المغرب 781 مليون يورو لاقتناء 18 قطارا فائق السرعة
  • AMD تُطلق كارات شاشة Radeon RX 9070 XT.. أداء فائق وسعر منافس
  • فرنسا تسلم المغرب 18 قطاراً فائق السرعة الأحدث بقروض تفضيلية