كواليس "اللحظة الأخيرة" في صفقة تبادل السجناء بين أمريكا وإيران
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
كشفت مصادر أمريكية أن المسؤولين الإيرانيين وضعوا العراقيل لإجبار الإدارة الأمريكية على تقديم تنازلات في اللحظة الأخيرة، من إتمام صفقة تبادل السجناء، بل وأوقفوا الصفقة، قبل أن يستعد السجناء للصعود على متن الطائرة للرحيل عن طهران.
وقال عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، لشبكة سي إن إن الأمريكية، إن القائم بأعمال المبعوث الأمريكي الخاص لإيران أبرام بالي والمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روغر كارستينز وصلا إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد ظهر السبت للتنسيق مع المسؤولين القطريين والسويسريين، بشأن الخدمات اللوجستية للإفراج عن المحتجزين الأمريكيين الخمسة، والتي توقعوا أن تتم، الإثنين الماضي.
وقال المسؤولون إن الإيرانيين هددوا بعدم إدراج الأمريكيين الخمسة في الصفقة، ما لم تفعل الولايات المتحدة المزيد.
لكن بعد أن وصلوا إلى هذا الحد، أوضح الأمريكيون أنهم لن يعودوا إلى ديارهم بدون الخمسة، ولقد كان الأمر غير قابل للتفاوض بالنسبة للولايات المتحدة، ورضخ الإيرانيون.
وتابع مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية: "نجحنا وتراجع الإيرانيون"، وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن المفاوضين لم ينظروا إلى هذه المحاولات الإيرانية على أنها تهديد كبير، يمكن أن يفشل الصفقة، بل كجزء من استراتيجية طهران.
تفاصيل جديدة حول ما دار في الكواليس.. مصادر تكشف لـCNN عن "عراقيل" وضعتها إيران قبل إتمام صفقة تبادل السجناء مع أمريكا https://t.co/RNPP4ydhKw
— CNN بالعربية (@cnnarabic) September 22, 2023وأوضح المسؤول قائلاً "إنهم يحاولون دائما التفاوض، ومحاولة الحصول على المزيد، ولقد اتخذنا موقفاً حازماً للغاية، لذلك وقفنا بثبات".
وأضاف أنه مع ذلك "في كل ساعة كان هناك شيء جديد يحاول الإيرانيون المماطلة فيه، من أجل أن يغلّظوا موقفهم".
وبموجب الصفقة، تم تحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية من حسابات مقيدة في كوريا الجنوبية إلى حسابات مقيدة في قطر لاستخدامها لأغراض إنسانية، وستطلق الولايات المتحدة سراح 5 إيرانيين من سجونها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أمريكا إيران
إقرأ أيضاً:
أمريكا وإيران..سياسة "حافة الهاوية"
الموضوع السياسي والأمني الأكبر الذي يتخلّق أمامنا، في منطقتنا الشرق أوسطية، هو، ما نهاية هذا التهديد المتبادل بين أمريكا، تحت قيادة ترمب، وإيران تحت "إرشاد" خامنئي؟
هذا الأمر بابٌ كبير من أبواب مدينة الاستقرار أو اللاستقرار، بالمنطقة، وعلى حسب نتيجة ونهاية هذا "الكِباش" الأمريكي الإيراني، سُيكتب تاريخٌ جديد، لأمدٍ زمني ليس باليسير.
ما نصيب الحقيقة ونصيب التهويل من المعركة اللفظية والدبلوماسية بين واشنطن وطهران اليوم؟
قبل أيام، خرج علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني ورئيس مجلس الشورى الأسبق، على التلفزيون الرسمي الإيراني، وقال إن أي هجوم على إيران "لن يمرّ دون عواقب"، داعياً الرئيس الأمريكي ترامب إلى "تحديد مصالح اقتصادية مع إيران" بعد يومين من تلويحه بذهاب إيران علنياً ناحية إنتاج سلاح نووي، ردّاً على أي ضربة أمريكية.
وهو الأمر "الجديد" رسمياً على اللغة الإيرانية، ما جعل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يسارع على حسابه في منصّة إكس للقول إن "إيران تؤكد مرة أخرى أنها لن تسعى في أي ظرف من الظروف إلى تطوير أو امتلاك أي أسلحة نووية".
ترامب كان قد هدّد إيران، الأحد الماضي، بقصفٍ "لم يروه من قبل"، وتشديد الضغوط الاقتصادية، إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن يضمن عدم تطويرها سلاحاً نووياً.
عراقجي استخدم اللغة المعتادة، النووي عندنا سِلمي، وصناعة السلاح النووي "مُحرّمة" دينياً عندنا بفتوى من المرشد، ونحن نريد الحلّ الدبلوماسي، وثمّة نغمة جديدة مع ترامب، وهي نغمة الإغراء الاقتصادي، وأن إيران فرصة اقتصادية لرجل الأعمال، الرئيس ترامب!
لكن رجل الأعمال هذا يجيد استخدام لغة الحرب والسياسة الخشنة أيضاً، وقد حذَّرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضرباتٍ كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال النصف الأول من العام الحالي.
ووفق مصداقية الكلام الإيراني وشفافيته حول استخدامات الطاقة النووية، وحسب المنظّمة الذرّية الدولية، فإن مستويات التخصيب في إيران، تُشعر بأمرٍ ما، لأنه حسب المنظّمة الدولية "أي دولة لم تفعل ذلك دون إنتاج قنبلة نووية"!
في العقود السابقة، كانت الثقافة السياسية في إيران تنتهج أسلوب "حافّة الهاوية" تعويلاً على أن الآخر سيخاف من عواقب هذا الـ"شبه جنون" في السلوك السياسي، سيخاف الطرف الآخر، ويرضى بالقليل، لكن اليوم هناك اختلافٌ في المزاج الأمريكي، وصارت واشنطن هي أيضاً تستخدم ذات السلاح "حافةّ الهاوية".