الولايات المتحدة.. المحصلة صفر والخسائر فلكية!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
الولايات المتحدة – خرجت الولايات المتحدة في أغسطس عام 2021 من أفغانستان خائبة تماما، ولم تفقد كل ما قدمته لتحتل هذا البلد لعشرين عاما، بل وعادت “طالبان” إلى السلطة حتى قبل أن يغادر آخر جندي أمريكي.
بدا الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كما لو أنه نهاية “بلا أي مجد” لسلسلة الغزوات والعمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر على عدة جبهات، إلا أن مضاعفات هذه الحروب ستبقى تلاحقها وتستنزفها لفترة طويلة وربما لعشرين سنة قادمة.
فواتير الحرب الأمريكية على مدى عشرين عاما كانت باهظة وصادمة، وهي تتضاعف وتربو على الرغم من “الانسحاب” الأمريكي الكامل من الجبهتين الرئيسيتين أفغانستان والعراق. هذا ما كشف عنه تقرير صدر عن جامعة براون في عام 2021.
تقرير جامعة براون الأمريكية أفاد بأن الغزوات والحروب التي شنتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر 2001 كلفتها حوالي 8 تريليون دولار، علاوة على أنها تسببت في مقتل أكثر من 900000 شخص.
شارك في إعداد هذا التقرير عن “تكاليف الحرب” ثلاث أكاديميات هن ستيفاني سافيل وكاثرين لوتز ونيتا كروفورد، فيما لفتت كاثرين لوتز، خلال نشاط بالمناسبة نظمه معهد واتسون التابع لجامعة براون إلى أن “الحرب كانت طويلة وصعبة ومرعبة وغير ناجحة… وتستمر الحرب في أكثر من 80 بلدا”.
القيمة التقديرية التي توصل إليها التقرير البالغة 80 تريليون دولار تشمل جميع مما أنفقته الولايات المتحدة مباشرة على الحروب التي شنتها بعد 11 سبتمبر 2001، بما في ذلك “نفقات وزارة الدفاع لعمليات الطوارئ في الخارج، والنفقات العسكرية لوزارة الخارجية والتكاليف المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بما في ذلك زيادة الميزانية الأساسية للبنتاغون فيما يتعلق بالحرب، ورعاية المحاربين القدامى حاليا وفي المستقبل، ونفقات وزارة الأمن الداخلي، ومدفوعات الفائدة على القروض لهذه الحروب”، كما يشمل المبلغ الإجمالي، الأموال التي كانت طلبتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو 2021.
أما بالنسبة للخسائر البشرية في هذه الحروب، فيقدر عدد القتلى ما بين 897000 إلى 929000، بمن فيهم العسكريون الأمريكيون ومن الدول الحليفة، والمقاتلون المحليون، والمدنيون والصحفيون وعمال الإغاثة الذين قتلوا مباشرة نتيجة للحرب، في حين لا تشمل هذه التقديرات الوفيات غير المباشرة الناجمة عن حروب الولايات المتحدة على الإرهاب، بسبب المرض والنزوح وعدم التمكن من الحصول على الغذاء ومياه الشرب النظيفة.
فواتير الحرب الأمريكية ليست نهائية، ولم تتوقف الولايات المتحدة عن دفع أثمانها بمجرد انسحابها من أفغانستان عام 2021، فتلك الحرب الأمريكية على الإرهاب تتواصل في عدة مناطق وفي أكثر من قارة، وخاصة في منطقة الحرب العراقية السورية، إضافة إلى الإنفاق المتزايد على تمويل القوات الأمريكية المنتشرة في عدة دول بالمنطقة، بما في ذلك الصومال وعدد من الدول الإفريقية الأخرى.
ستيفاني سافيل التي شاركت في إعداد هذا التقرير قالت متسائلة: “ما الذي حققناه حقا في 20 عاما من الحروب بعد 11 سبتمبر وبأي ثمن؟”، مضيفة في هذا السياق أن الأمريكيين سيظلون يحسبون “بعد عشرين عاما من الآن، التكاليف الاجتماعية الباهظة للحربين في أفغانستان والعراق، بعد فترة طويلة من مغادرة القوات الأمريكية”.
التقرير يكشف حجم الورطة الأمريكية بالقول إن “تكاليف الحروب الحالية دفعت بالكامل تقريبا عن طريق الاقتراض، كما أفضت هذه القروض إلى زيادة عجز الميزانية الأمريكية، وزيادة الدين الحكومي، وكانت لها عواقب أخرى على الاقتصاد الكلي، مثل زيادة أسعار الفائدة الاستهلاكية”.
وماذا سيحدث إذا لم تعد الولايات المتحدة على الفور الأموال المقترضة التي أنفقتها على الحروب؟
القائمون على التقرير يجيبون بالقول إن السلطات الامريكية إذا لم تفعل ذلك، فسيكون عليها “دفع فوائد في المستقبل. وبحلول عام 2050، قد تصل مدفوعات الفائدة إلى أكثر من 6.5 تريليون دولار”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أکثر من
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
بدأت في محافظة دهوك فعاليات المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط الذي تحتضنه الجامعة الأميركية في دهوك شمالي العراق.
ويشارك في المنتدى رئيسا الجمهورية والنواب، ورئيس إقليم كردستان، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية المحلية والعربية والدولية.
ويؤكد القائمون على المنتدى الذي سيستمر ليومين أنه يتضمن جلسات حوارية وندوات وورش عمل عن الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم، وأنه يهدف إلى مد جسور التعاون بين مختلف الدول المشاركة، والتباحث حول المشكلات والحلول، ودور المجتمع في الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الجمعة، أن بلاده والمنطقة يمران "بظروف عصيبة، تتطلب وضع حلول مناسبة لها ودراسة الأوضاع بشكل جيد"، معتبرا أن "الوقت حان لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب".
وعبر الرئيس العراقي في كلمة خلال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط بالجامعة الأميركية في محافظة دهوك، عن أسفه لتصعيد الحرب الدائرة في لبنان وقطاع غزة، خاصة ما يعانيه المدنيون جراء هذه الحرب.
وأضاف: "حان الوقت كي تعيش شعوب المنطقة بسلام واستقرار بعيدًا عن الحروب"، معتبرا أن استمرار النزاعات "سيؤدي إلى توسيع تأثيرها على التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد الدولي".
ودعا رشيد المجتمع الدولي إلى العمل من أجل إنهاء الحرب، والالتزام بتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
يذكر أن المخاوف تتصاعد من توسع دائرة الصراع، مع شن ميليشيات مسلحة موالية لإيران، بعضها في العراق، هجمات على إسرائيل، دعما لحركة حماس في غزة.
من جانب آخر، أوضح رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، أن العالم "يترقب تغييرات في السياسة الأميركية"، بعد فوز المرشح دونالد ترامب بالانتخابات وعودته المرتقبة إلى البيت الأبيض.
وأضاف بارزاني في كلمته بالمنتدى نفسه، أن التوقعات "تشير إلى أن إدارة ترامب الجديدة ستختلف كثيرا عن إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن، أملا في تحقيق السلام والخير للعالم والمنطقة"، على حد تعبيره.
وبشأن التحديات الأمنية في المنطقة، دعا بارزاني إلى وقف الحرب الدائرة في لبنان وقطاع غزة وإنهاء "المأساة" في المنطقة، مشيرا إلى أهمية أن يكون العراق "بعيدا عن تأثيرات تلك الحروب".
وحذر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني من انتشار المخدرات في المنطقة، وهو ما اعتبره "التحدي الأخطر"، مؤكدا انتشار الإتجار بتلك المخدرات، دون الإشارة إلى منطقة محددة أو شخصيات معينة.