الأعياد اليهودية.. فرصة لإغلاق المساجد وحصارها والاعتداء على الفلسطينيين
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
في قلب مدينة الخليل يصدح الأذان من المسجد الإبراهيمي وحيدا حزينا، فالحصار المطبق عليه يكاد يخنق صوته ويبعد رواده عنه في سياسة إسرائيلية متعمدة، تزداد وتيرتها في أيام الأعياد الإبراهيمية.
ومع حلول الأعياد اليهودية فيصبح ممنوعا رفع الأذان من هذا المسجد الذي قسمته اتفاقيات الخليل بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994 فأصبح نصفه للمسلمين ونصفه الآخر للمستوطنين.
كما يمنع المصلون من دخول المسجد حين تحل هذه الأعياد، وتصبح جميع مصلياته مفتوحة للمستوطنين الذين يستبيحونه ويرقصون فيه لأيام.
القدس والخليل أكثر المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تأثرا بحلول الأعياد اليهودية، فالاحتلال يفرض إجراءات معقدة لحماية المستوطنين فيهما وجعلهم يحتفلون بأريحية على حساب التضييق على الفلسطينيين أصحاب الأرض.
إغلاق وتضييق
ومنذ عام 1994 تغير الواقع كثيرا في قلب الخليل، فالمستوطنون يتزايدون ويستولون على كثير من المنازل والمنشآت بتشجيع ودعم مستمرين من حكومات الاحتلال المتعاقبة، وتزامنا مع ذلك قام الاحتلال بإغلاق شوارع هامة كانت تعتبر قلب الخليل النابض وقرابة ألفي محل تجاري.
وفي هذا السياق، يقول رئيس تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو لـ "عربي21": إن الأعياد تؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين في الخليل من عدة نواحٍ، حيث يتعمد جيش الاحتلال فرض إجراءات مشددة في محيط المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة ومداخلها.
زيادة عدد الحواجز ومضايقات الجنود المتعمدة وتشديد الإجراءات عليها وإقامة الحواجز المفاجئة؛ كلها مظاهر يفرضها الاحتلال في الأعياد اليهودية لضمان أمن المستوطنين في المدينة.
وأوضح الناشط أن الاحتلال يتعمد منع العمال من المدينة من مغادرتها إلى الأراضي المحتلة عام 1948 للعمل فيها بحجة الأعياد، الأمر الذي يندرج في إطار العنصرية الإسرائيلية.
استفزاز المواطنين بالاعتداء عليهم وعلى أملاكهم، واستفزاز مشاعر الفلسطينيين بجلب مظاهر يهودية للمناطق الفلسطينية وتهويدها، هي مظاهر أخرى للأعياد في مدينة الخليل التي ينهش الاستيطان بلدتها القديمة.
وأضاف عمرو:" المسجد الإبراهيمي بات يغلق في كل عيد يهودي، ويمنع المصلون من الوصول إليه ويسيطر عليه المستوطنون، وتوضع الحواجز بكثافة في محيطه وتصبح أيدي الجنود على الزناد جاهزة لإطلاق النار صوب أي فلسطيني، ويتم إغلاق المحال التجارية ويحشر الفلسطينيون في منازلهم بينما يخرج المستوطنون للاحتفال في الشوارع واستباحة الأحياء المختلفة".
القدس
وفي القدس يتعمق المشهد أكثر، فهي المدينة التي يسعى الاحتلال لترحيل أهلها وفرض الطابع اليهودي عليها كي تكون عاصمة يهودية أبدية لدولة الاحتلال، وبالتالي فإن كل المظاهر التي يتم تطبيقها على مدن الضفة الغربية تزداد في القدس تطرفا وعنصرية.
الباحث في شؤون القدس والأقصى فخري أبو دياب قال لـ "عربي21" إن الاحتلال بدأ بفرض أجندته على المسجد الأقصى والتقسيم الزماني وترسيخ الوجود اليهودي داخله وفي محيطه والعمل على إبعاد المصلين وتفريغه من المرابطين لإتاحة الفرصة لغلاة المستوطنين أن يستبيحوه.
ويرى أن المسجد الآن في أحلك وأشد وأصعب أوقاته لأن الاحتلال بدأ بفرض وقائع يهودية عليه والتدرج بذلك مستغلا الأعياد التوراتية لزيادة عدد المقتحمين في ظل حكومة يمينية متطرفة.
وبحسب الباحث فإن الأولوية في المدينة المحتلة لليهود وأعيادهم، خصوصا بعد تقليص صلاحيات دائرة الأوقاف بشكل كبير، وتفريغ الوصاية الأردنية على الأقصى، وبالتالي ما حصل في المسجد الإبراهيمي يتم استنساخه في المسجد الأقصى.
وأوضح أن "الأعياد تكشف كل هذه المخططات لمشاركة المسلمين في هذا المكان كي تكون مقدمة لأن تصبح الأولوية فيه لليهود".
وتتعرض الأسواق المقدسية العتيقة والمحال التجارية للضغط في هذه الأعياد، فإما يتعرض أصحابها للاعتداء وتتعرض بضاعتهم للإتلاف على يد المستوطنين المحتفلين بمجموعات كبيرة تحميهم شرطة الاحتلال، وإما أن يغلقوا محالهم لتفادي هذه الخسائر.
ويتابع أبو دياب القول:" في فترة الأعياد اليهودية يعلم المقدسي أنه قد يتعرض دون أي سبب للاعتقال والاعتداء الوحشي، ذلك لأن الاحتلال يريد أن يظهر للمستوطنين فرض قوته وبسط نفوذه على المدينة".
كما يحاول المستوطنون في هذه الأعياد إثبات ما يحلمون به ويطمعون به على مدار سنوات وهو الاستيلاء على القدس بكل ما فيها وطمس الهوية الفلسطينية ومحو كل ما يتعلق بها.
ويشير الباحث إلى أن المستوطنين يتعمدون رفع الأعلام الإسرائيلية في أرجاء المدينة والبؤر التي استولوا عليها في شرق القدس والبلدة القديمة تحديدا، كما يحاولون القيام برقصات استفزازية مستمرة يوميا أمام أبواب المسجد الأقصى وطرد المصلين من هناك.
ورأس السنة العبرية، ويوم الغفران، وعيد العُرش، هي أسماء لأعياد يهودية تمتد على مدار 22 يوما، ويطلق على هذه المناسبات الثلاثة موسم الأعياد اليهودية الأطول الذي يدفع فيه المسجد الأقصى المبارك الثمن الأكبر، في ظل سعي جماعات الهيكل المتطرفة لتحقيق مكاسب أبرزها طقس النفخ في البوق وإدخال القرابين.
ويبدأ الموسم بعيد رأس السنة العبرية الذي يعد عيدا دينيا يحل في اليومين الأول والثاني من شهر "تشري" من التقويم العبري، ويطلق على الأيام العشرة التي تمتد من رأس السنة وحتى عيد الغفران "أيام التوبة".
وخلال هذا العيد ينفخ اليهود في البوق، ويحاولون إدخاله للمسجد الأقصى المبارك ونجحوا في ذلك عدة مرات كانت آخرها قبل أيام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الخليل الأعياد اليهودية القدس الاحتلال رأس السنة العبرية القدس الاحتلال الخليل الأعياد اليهودية رأس السنة العبرية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الإبراهیمی الأعیاد الیهودیة المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
حزب السادات: دعوات ذبح القرابين داخل الأقصى انتهاك صارخ لقدسية المسجد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، عن إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، الذي راح ضحيته الالاف من الأبرياء بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، في مشهد يعكس بوضوح وحشية الاحتلال واستباحته للدم الفلسطيني دون وازع من ضمير أو رادع من قانون، وذلك في ظل التصعيد العسكري الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، واستمرار آلة القتل الإسرائيلية في ارتكاب جرائمها بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، يُعرب
وأكد السادات أن هذا العدوان الممنهج، الذي تتزامن ضرباته مع أزمات إنسانية خانقة يعيشها سكان غزة في ظل حصار مستمر منذ أكثر من 17 عاماً، يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، ويُعد استمراراً لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وبالأخص في قطاع غزة المحاصر، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ واضح من قِبل بعض القوى العالمية التي توفر غطاءً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل لمواصلة جرائمها ضد الإنسانية.
وفي سياق موازٍ لا يقل خطورة، أعرب النائب عفت السادات عن بالغ قلقه واستنكاره للدعوات التي أطلقها متطرفون إسرائيليون لذبح قرابين داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، مؤكداً أن مثل هذه الدعوات ليست مجرد استفزازات دينية فحسب، بل تمثل تهديداً مباشراً وصريحاً للسلم الأهلي والديني في المنطقة، ومحاولة فجة لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر إشعال حرب دينية لا تُحمد عقباها.
وأكد السادات أن المسجد الأقصى رمز قدسية، وأن أي محاولة للمساس بحرمته أو فرض طقوس دينية غريبة على قدسيته تُعد تجاوزاً خطيراً يستوجب الرد الحاسم من قبل المجتمع الدولي، ومن كافة الدول العربية والإسلامية، محذراً من مغبة التهاون أو الصمت تجاه هذه الدعوات المتطرفة التي تُهدد بإشعال المنطقة بأسرها.
وشدد رئيس حزب السادات الديمقراطي، على ضرورة تحرك عاجل وفاعل من قبل المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة، لوقف هذا العدوان المتواصل على قطاع غزة، وفرض حماية دولية للشعب الفلسطيني، وضمان احترام حرية العبادة ووقف الممارسات العنصرية والاستفزازية من قبل المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين في القدس، وخاصة داخل المسجد الأقصى، محذراً من أن استمرار الصمت والتقاعس الدولي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وانزلاق المنطقة إلى دوامة من العنف يصعب الخروج منها.
كما دعا السادات إلى تفعيل جميع الأدوات الدبلوماسية والقانونية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة، بما في ذلك اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، باعتبار أن ما يحدث في غزة والقدس يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهو ما يتطلب تحركاً قانونياً ودبلوماسياً جماعياً عربياً وإسلامياً لفضح الاحتلال وكشف ممارساته أمام العالم.
وأشاد النائب عفت السادات بالموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدور المحوري الذي تلعبه القيادة السياسية في دعم الشعب الفلسطيني، وفتح قنوات الحوار واحتواء التصعيد، مؤكداً أن مصر كانت ولا تزال الحاضنة الرئيسية للقضية الفلسطينية والمدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني، كما أنها الطرف الأكثر حرصاً على التهدئة وحقن الدماء، وهو ما ظهر جلياً في الجهود المصرية المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لأبناء غزة.
وأكد السادات أن مصر لا تدخر جهداً في دعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وتحرص في كل المحافل الدولية على التأكيد أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأن الحل العادل والشامل لا يتحقق إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ووجه السادات رسالة إلى الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، دعا فيها إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات والتركيز على دعم القضية الفلسطينية التي تمثل جوهر الصراع في المنطقة، مؤكداً أن الوقت قد حان لإعادة الزخم العربي والإسلامي إلى القدس وغزة، وأن واجب الأمة تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا يجب أن يكون خاضعاً لحسابات المصالح الضيقة أو التجاذبات السياسية.
وأشار إلى أن ما يحدث في الأقصى من محاولات لتغيير طابعه الديني وفرض طقوس دخيلة هو استهداف لكل مسلم ومسلمة في العالم، وليس مجرد شأن فلسطيني داخلي، مطالباً بموقف عربي موحد وقوي يرفض بشكل قاطع هذه الانتهاكات ويواجهها بكل السبل السياسية والقانونية والإعلامية.
واختتم النائب عفت السادات بيانه بالتأكيد على أن حزب السادات الديمقراطي يقف بكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني البطل في مواجهة الاحتلال، ويؤمن بعدالة قضيته، ويؤكد أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الظلم مهما طال لن يدوم، داعياً أبناء الشعب المصري والعربي إلى مواصلة التضامن الشعبي والضغط بكل الوسائل لدعم صمود الفلسطينيين، وتقديم كل أشكال الدعم الإنساني والطبي والإغاثي لأهالي غزة، وإعلاء صوت الحقيقة في وجه آلة التضليل والدعاية الصهيونية.
وقال السادات: "إن معاناة غزة ليست قدراً، وإن القدس لن تُقسّم، وإن المسجد الأقصى سيبقى للمسلمين رغم أنف الاحتلال والمستوطنين والمتطرفين"، مضيفاً أن "من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بكرامة على أرضه، وأن يحظى بالحرية كما سائر شعوب العالم، وهذه مسؤولية أخلاقية وإنسانية تقع على عاتق كل من يؤمن بالعدالة والحق".