بعد ما فرقتهم السياسة.. كرة القدم توحد سكان غزة وتنسيهم هموم الحصار والانقسام
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تتنقل وفود رياضية من الضفة الغربية الى قطاع غزة بشكل دوري، إما بهدف تدريب مدربين او حكام أو حتى لاعبين، بتنسيق بين الهيئات الرياضية القائمة في الجانبين، أهمها اللجنة الأولمبية الفلسطينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة.
يجد سكان غزة في ملاعب كرة القدم متنفسا يبعدهم عن هموم الحصار والانقسام الداخلي المستمرين منذ العام 2007، ويعزز توافقا يقضي بإبعاد الرياضة عن السياسة.
وتشهد ملاعب كرة القدم في قطاع غزة إقبالا هائلا من الجمهور.
ويحرص راجح الشيخ خليل (62 عاما) على متابعة كل مباريات الدوري العام الفلسطيني. ويقول لوكالة فرانس برس، وهو يتابع مباراة الشجاعية والشاطىء على ملعب اليرموك، "آتي لحضور المباريات هربا من الملل ولكي ننسى الحصار الذي نعيشه، لا يوجد لنا أي مفر سوى المباريات والملاعب والبحر".
وتتنقل وفود رياضية من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بشكل دوري، إما بهدف تدريب مدربين أو حكام أو حتى لاعبين، بتنسيق بين الهيئات الرياضية القائمة في الجانبين، أهمها اللجنة الأولمبية الفلسطينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة".
في الملعب، ينتظر ناهض الرباعي (43 عاما) أيضا موعد المباريات بشغف مع زملاء له، وهم يعملون في القطاع الرياضي.
ويقول "ننتظر المباريات للترفيه عن النفس والهروب من الواقع الصعب الذي نعيشه من ضغوط نفسية واقتصادية وسياسية، لذلك نعتبر الرياضة المتنفس الوحيد لأهالي غزة ونتابعها بشغف".
ويقول عاهد حرارة (50 عاما) من مخيم الشجاعية "البحر نهرب إليه لمدة شهرين فقط، لكن الرياضة هي المتنفس الوحيد والدائم، لا يوجد شيء آخر".
ويشير اتحاد كرة القدم إلى أن الملاعب السبعة التي تقام عليها مباريات الدوري بمختلف الدرجات في قطاع غزة، تكون ممتلئة عن بكرة أبيها دائما، ولا تتسّع غالبيتها للجمهور.
شاهد: سيارتان فاخرتان صنعهما فلسطيني تجوبان شوارع قطاع غزة المحاصرشاهد: الحظر الإسرائيلي على الصادرات يوجه ضربة موجعة لاقتصاد غزةفيديو: تشييع جثمان شاب فلسطيني قتله الجيش الإسرائيلي بقطاع غزةويقول المدير التنفيذي لاتحاد اللعبة مصطفى صيام "الحقيقة أن الملاعب والدوري العام أعادا الروح للشباب في غزة خلال السنوات الثلاث الماضية".
وتتراوح نسبة الحضور في المباريات "الجماهيرية" ما بين سبعة آلاف وعشرة آلاف، وهو عدد كبير نسبة الى حجم الملاعب الصغير. ويبلغ سعر التذكرة حوالى 2 شيكل (0,52 دولار)، وتتراوح أعمار الحضور بين 5 الى 80 عاما.
ويؤكد متابعون ومشجّعون والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إن هذا الإقبال يُفَسّر خصوصا بالاتفاق الذي تم التوصل اليه منذ خمس سنوات بين حركتي فتح وحماس يقضي بالنأي بالرياضة عن السياسة.
وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة في الرابع عشر من حزيران/يونيو من العام 2007، عقب اشتباكات مسلحة مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وحركة فتح، ما تسبب بوقوع عشرات القتلى من الطرفين. وانتهت المواجهات بطرد حركة فتح من القطاع، وإن بقي لها مؤيدون بين الفلسطينيين العاديين. وفشلت محاولات كثيرة لتحقيق المصالحة بين الطرفين.
في الملاعب الكروية داخل غزة، تغيب مظاهر الانقسام تماما في ظل الحضور الجماهيري الكبير والعمل الإداري المشترك بين ممثلين عن الحركتين.
قبل وقت قصير، توفي نائب رئيس اتحاد كرة القدم المقيم في غزة، وحلّ محله عضو الاتحاد صلاح أبو العطا الذي يشغل منصب أمين سرّ المكتب الحركي الرياضي لحركة فتح، لتسيير أعمال الاتحاد إلى حين إجراء الانتخابات.
ويقول أبو العطا لوكالة فرانس برس "تحقّق الوفاق الرياضي بين الحركتين منذ بداية الانقسام قبل 16 عاما، والرياضيون كانوا السباقين إلى هذا الوفاق بعيدا عن كل المناكفات والتجاذبات السياسية".
ويعتبر عبد السلام هنية، نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والمعروف بدعمه الدائم للرياضيين، من جهته أن التوافق الرياضي في غزة "أنبل ظاهرة جاءت في عهد الانقسام"، ويضيف "هذا التوافق ساهم في رفع نسبة متابعة الجمهور للمباريات".
ويقول هنية "الرياضة يمكن أن تؤثر إيجابا على إنهاء الانقسام، خصوصا إذا أخذنا بالحسبان أن قياديين مثل اسماعيل هنية الداعم للرياضة وجبريل الرجوب (رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم) يمكنهما أن يحققا تقدما سياسيا مثلما حققا التوافق الرياضي".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الرئيس الصيني شي جينبينغ سيستقبل نظيره السوري بشار الأسد (وسيلة إعلام رسمية) استئناف الصادرات من غزة إلى إسرائيل مع إعادة فتح معبر كرم أبو سالم القضاء الإسرائيلي يأمر الحكومة بأن تعيد لصياد من غزة قاربه غزة إسرائيل كرة القدم فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة إسرائيل كرة القدم فلسطين إسرائيل روسيا فرنسا جو بايدن الملك تشارلز الثالث محكمة أوكرانيا فنزويلا نيويورك أرمينيا إسرائيل روسيا فرنسا جو بايدن الملك تشارلز الثالث محكمة کرة القدم قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مثلث الموت والجوع والمرض يهدد حياة سكان القطاع وحماس تدعو إلى حراك عمّالي عالمي
الثورة / / متابعات
تحتفل دول العالم اليوم بعيد العمال الذي يصادف الاول من مايو من كل عام في حين تشتد الاعتداءات الصهيونية على ابناء فلسطين في قطاع غزة الذي يعيش أسوأ كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ البشرية جراء تواصل جرائم الابادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على الاراضي الفلسطينية خاصة قطاع غزة منذ اكثر من عام حيث يعيش العمال الفلسطينيون وأسرهم في جحيم نتيجة ممارسات الكيان الصهيوني الغازي والنازي، فقد نتج عن هذا العدوان أكثر من 161 الف شهيد وجريح ونزوح ملايين الفلسطينيين وتدمير آلاف المنازل والمؤسسات الاقتصادية..
وفي هذا السياق قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن يوم العمال العالمي، الذي يوافق الأول من مايو من كل عام “يأتي في الوقت الذي يتصاعد العدوان الصهيوني ضدّ شعبنا، والعمَّال جزءٌ أصيلٌ من نسيجه، وفي قلب نضال شعبنا من أجل الحرية والاستقلال”.
وأكدت “حماس” في بيان لها أمس الأربعاء، على أن “معاناة عمّال فلسطين جزء من المأساة التي يعيشها شعبنا بفعل الاحتلال، المستمر منذ أكثر من سبعة عقود، والمتصاعد منذ ما يزيد على 18 شهراً، ولا انتهاء لهذه المعاناة إلا بزوال الاحتلال، وأنَّ شعبنا بكل مكوّناته سيبقى متمسّكاً بحقوقه حتّى تحقيق تطلعاته في الحريّة وتقرير المصير”.
وشددت على أن “جرائم الاحتلال ضدَّ عمَّال فلسطين هي جرائم مُمنهجة تستهدف تعطيل كلّ مقوّمات الحياة الإنسانية، في انتهاك صارخ لكلّ القوانين والمواثيق الدولية، ممّا يستدعي تحرّكاً أممياً ودولياً عاجلاً لوقف جرائم الاحتلال ضدّهم”.
وجددت “حماس” رفضها “لكلّ أشكال الاستهداف الذي تتعرّض له وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من قبل الاحتلال وداعميه”، ودعت “الدول كلها إلى مواصلة دعم الوكالة، لاستمرار تحمّل مسؤوليتها ودورها الإنساني”.
ودعت “المنظمات الحقوقية والإنسانية عبر العالم إلى الوقوف عند مسؤولياتها في فضح جرائم وانتهاكات الاحتلال المتصاعدة ضدّ عمّال فلسطين.. ومنع الاحتلال من التضييق على العمّال؛ في حريّتهم وأرزاقهم وأعمالهم”.
وثمنّت “حماس” ما اعتبرته “مواقف النَّقابات والاتحادات العمَّالية الحرَّة عبر العالم، التي كانت دوماً مساندة وداعمة لشعبنا وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة”، ودعت “إلى مواصلة تصعيد كلّ أشكال الحراك ضدّ الاحتلال الصهيوني، حتّى يوقف عدوانه ضدّ شعبنا وأرضنا”.
وأهابت بـ “الحركات العمَّالية واتحادات النقابات في العالم، إلى جعل الفاتح من مايو محطةً نضالية لتجديد الدعم لشعبنا الفلسطيني، عبر تنظيم فعاليات تضامنية، ورفع الصوت العمالي في وجه العدوان والإجرام الصهيوني، والمطالبة بوقف الحرب وإنهاء الاحتلال”.
من جهتها قالت وزارة العمل الفلسطينية، إن العمال الفلسطينيين يمثلون روح الصمود الوطني، ويواصلون العطاء رغم التحديات السياسية والاقتصادية الخانقة، خاصة في قطاع غزة المحاصر.
وشددت الوزارة في بيان بمناسبة يوم العمال العالمي، على أن العمال يبنون الوطن ويصونون كرامته، رغم الأوضاع القاسية والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وأشارت إلى فقدان أكثر من نصف مليون عامل لمصدر رزقهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم القانونية والإنسانية بسبب العدوان وتداعياته.
وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتحرير هذه الأموال، ووقف الاقتطاعات المجحفة من أموال المقاصة.
ولفت البيان إلى الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها العمال على الحواجز، وظروف العمل القاسية التي تفتقر لمعايير السلامة والصحة المهنية.
وأكدت أهمية تحرك أممي حقيقي لضمان حماية حقوق العمال، ووقف السياسات الإسرائيلية التعسفية بحقهم
من جانبه قال الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، إن معدلات البطالة في قطاع غزة بلغت خلال الربع الرابع من عام 2024 الماضي حوالي الـ 68% مقابل 45% في الربع الثالث من 2023.
وأشار “الإحصاء” في بيان له أمس، إلى انخفاض نسبة المشاركة في القوى العاملة لتصل إلى حوالي 30% مقابل 40% في الربع الثالث 2023 قبل 7 أكتوبر.
كما أظهرت نتائج مسح القوى العاملة في قطاع غزة، تضرر فئة الشباب (15-29 عامًا) بشكل كبير، وبيّن “الإحصاء” أنّ حوالي 74% من الشباب أصبحوا خارج التعليم والتدريب وسوق العمل.
وصرح الجهاز الفلسطيني الرسمي، بأن الأوضاع انعكست على الضفة الغربية أيضاً، وإن كان بشكل أقل، مؤكدًا أنّه “كان هناك أثر كبير لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما تبعه من تداعيات في الضفة الغربية”.
وتمثلت التداعيات، وفق “الإحصاء”، في تشديد الخناق على محافظات الضفة، وتقطيع التواصل بينها، ومنع وصول العمال للعمل في أراضي الداخل المحتل، ما أدى إلى شل الحركة الاقتصادية.
من جهة اخرى أكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “اونروا”،عدنان أبو حسنة، أن الوضع الإنساني في غزة خطير وغير مسبوق في تاريخها.
وقال “أبو حسنة” في تصريحات صحفية:” إن غزة تدخل أيامًا حاسمة بعد نفاد المخزون الغذائي تقريبًا”، مشيرا الى أن مثلث الموت والجوع والمرض يهدد حياة مئات الآلاف من سكان القطاع.
وبين أن عشرات الآلاف من العائلات تتناول وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة بسبب انعدام الغذاء، لافتا إلى أن مئات الآلاف من الأطفال يعانون من أعراض سوء تغذية حاد.
وأوضح المستشار الإعلامي للأونروا، تسجيل عشرات الآلاف من حالات فقر الدم وسوء التغذية بمستويات متقدمة، مشددا على أن استمرار الوضع الحالي يعني كارثة إنسانية غير مسبوقة خلال أسابيع قليلة.
وأشار إلى أن “الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي” لا يمتلكان شيئًا للتوزيع حاليًا، مضيفا ” القطاع مقبل على أزمة صحية كارثية ناجمة عن انهيار النظام الصحي وتلوث المياه”.
ولفت إلى أن سكان قطاع غزة لا يمتلكون مناعة لمقاومة أي أمراض جديدة قد تنتشر في القطاع، مؤكداً أن كل يوم تأخير في إدخال المساعدات أرواح تُزهق.