البرهان يحذر من امتداد الحرب لدول أخرى
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
سرايا - حذر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان الأمم المتحدة من أن الحرب في بلاده قد تمتد إلى الدول الأفريقية المجاورة.
وحث البرهان، في خطابه، المجتمع الدولي على تصنيف خصومه، قوات الدعم السريع، جماعة إرهابية.
في غضون ذلك، قال حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، إنه مستعد لوقف إطلاق النار.
ويشهد السودان منذ إبريل/نيسان الماضي حرباً أهلية أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص.
وبالعودة إلى عام 2021، قام الجنرالان بانقلاب، لكن في الأشهر الأخيرة أدى الصراع على السلطة بينهما إلى حمل رجالهما السلاح ضد بعضهما البعض.
وفي حديثه أمام الأمم المتحدة يوم الخميس، قال البرهان إن حزبه منفتح على محادثات السلام، ويريد "وضع حد لهذه الحرب وتخفيف معاناة شعبنا"، لكنه قال إن قوات الدعم السريع رفضت ذلك.
ومع ذلك، في رسالة فيديو نادرة إلى الأمم المتحدة، قال خصمه الجنرال دقلو - المعروف أيضًا باسم حميدتي - إنه مستعد للمشاركة في المحادثات.
واندلعت الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان عندما انتشر أفراد من قوات الدعم السريع في أنحاء البلاد في خطوة اعتبرها الجيش بقيادة البرهان "تهديدا".
وأدى القتال إلى مقتل ما لا يقل عن 7500 شخص ونزوح الملايين.
وفي كلمة البرهان أمام الأمم المتحدة، ألمح إلى علاقات قوات الدعم السريع مع فاغنر، وهي مجموعة مرتزقة روسية تعمل في جميع أنحاء إفريقيا في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وليبيا وموزمبيق ومالي.
وأضاف أن "خطر هذه الحرب أصبح الآن يشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، حيث يسعى هؤلاء المتمردون إلى الحصول على دعم الخارجين عن القانون والجماعات الإرهابية من مختلف دول المنطقة والعالم".
كما شدد البرهان على ضرورة اعتبار قوات الدعم السريع جماعة إرهابية لأنها "دعمت القتل والحرق والاغتصاب والتهجير القسري والنهب والسرقة والتعذيب والاتجار بالأسلحة والمخدرات وجلب المرتزقة وتجنيد الأطفال". وقال إن تلك الجرائم تتطلب المساءلة والعقاب.
ومع ذلك، واجه الجنرال البرهان أيضا انتقادات بسبب الأعمال العسكرية طوال الصراع.
وبعد استقالته في منتصف سبتمبر/أيلول، انتقد مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرثيس، بشدة كلا الجنرالين اللذين قال إنهما اختارا "إغراق البلاد في الحرب".
وألقى بيرثيس باللوم على قوات الدعم السريع في أعمال العنف الجنسي والنهب والقتل في المناطق التي تسيطر عليها. كما أدان القوات المسلحة السودانية بسبب القصف الجوي العشوائي.
يتمركز مقاتلو قوات الدعم السريع في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، ويبدو أن الجيش السوداني ينظر إلى هذه المناطق على أنها أهداف مشروعة.
وقد فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على قادة قوات الدعم السريع بما في ذلك الجنرال دقلو، لكن الغرب انتقد بشدة أيضًا الجنرال البرهان بسبب دوره في إزاحة الحزب الرئيسي في السودان في انقلاب عام 2021.
بي بي سي عربي
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل تبنت الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة باستهداف محطات الطاقة؟
الخرطوم- بعد 21 شهرا من الحرب في السودان، برز تطور جديد في ميدان المعارك بعدما قصفت قوات الدعم السريع عبر طائرات مسيرة انتحارية محطات طاقة لتوليد الكهرباء وتوزيعها مما أدى إلى انقطاع التيار بمناطق واسعة في الخرطوم وشمال البلاد وشرقها.
وعد مراقبون خطوة قوات الدعم السريع تحولا جديدا يقترب من سياسة الأرض المحروقة بعد أن تراجعت القوات عسكريا خلال الفترة الأخيرة.
ففي 13 يناير/كانون الثاني الجاري قصفت طائرات مسيرة انتحارية تابعة للدعم السريع محطة كهرباء سد مروي في الولاية الشمالية التي تنتج نحو 40% من الكهرباء في البلاد، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في عدة ولايات.
وفي 18 يناير/كانون الثاني الجاري أيضا استهدفت مسيرات الدعم السريع محطة كهرباء الشوك في ولاية القضارف، مما أسفر عن انقطاع الكهرباء المنتجة من سدي أعالي عطبرة وأدى إلى إظلام في ولايات القضارف وكسلا وسنار.
والأحد الماضي قصفت قوات الدعم السريع بمسيرات انتحارية محطة كهرباء دنقلا عاصمة الولاية الشمالية، وتبعا لذلك انقطع التيار الكهربائي في الولاية.
سد مروي في الولاية الشمالية ينتج نحو 40% من الكهرباء في السودان (رويترز) تداعيات الهجماتولم تؤثر الهجمات على أجسام السدود المستهدفة ولكنها أثرت على الخدمات الحيوية مثل المستشفيات ومحطات المياه، وإظلام المدن والأسواق مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية، بجانب الخسائر المادية حيث يكلف المحول الواحد الذي يوزع الكهرباء مليوني يورو.
إعلانوكانت أكثر المناطق تأثرا العاصمة الخرطوم حيث انقطع التيار الكهربائي عنها منذ 8 أيام تأثرا باستهداف محول الطاقة في منطقة المرخيات.
كما تعطل نقل التيار الكهربائي للعاصمة بعد قصف سد مروي، واضطر المواطنون إلى جلب المياه من النيل مباشرة إثر توقف محطات المياه، وتوقفت كذلك العمليات في المستشفيات، وأغلقت مخابز أبوابها ورفعت أخرى أسعارها لتشغيلها بمولدات خاصة حسب مسؤول في حكومة ولاية الخرطوم تحدث للجزيرة نت.
وفي الولاية الشمالية يقول المزارع عمر ساتي الذي تحدث مع الجزيرة نت إنهم يخشون على محاصيلهم التي تعتمد في ريها على الكهرباء لا سيما وأن الموسم الزراعي الشتوي في مراحله الأخيرة، واضطر مزارعون إلى تشغيل مولدات تعمل بالديزل لسحب المياه من النيل مما يزيد من كلفة الإنتاج.
ويوضح مسؤول في وزارة الطاقة للجزيرة نت أن ولايات نهر النيل والبحر الأحمر والشمالية والخرطوم تأثرت بالقصف الذي حدث قبل أسبوع في سد مروي، وجرى إعادة التيار بعد صيانة ومعالجة مؤقتة ونقلت محولات من ولاية لأخرى لأن محولات السد لا يمكن شراؤها من الأسواق وإنما تصنيعها.
طوابير من سكان أم درمان للحصول على المياه الصالحة للشرب (الفرنسية) خسائر باهظةويكشف المسؤول الحكومي -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته- أن المحول الواحد يكلف مليوني يورو، متهما قوات الدعم السريع بأنها تريد تعطيل الحياة في المدن والولايات التي لا توجد فيها بعد فشلها في تشغيل محطات الطاقة في الولايات والمناطق التي تسيطر عليها.
واعتبر وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة، خالد الأعيسر، أن قصف قوات الدعم السريع لمحطات الطاقة وخطوط نقل الكهرباء يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المنشآت الحيوية التي تقدم خدمات أساسية للمدنيين، كمحطات المياه والكهرباء مما يزيد من معاناة المواطنين.
إعلانوشدد في بيان له على ضرورة محاسبة قوات الدعم السريع والأطراف المسؤولة عن تزويدها بالطائرات المسيرة الإستراتيجية التي تستخدمها في ارتكاب هذه الجرائم.
وفي المقابل، نفى مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع صلتهم بقصف محطات الطاقة، وقال للجزيرة نت إنهم لا يملكون طائرات مسيرة.
ويتهم المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- طرفا ثالثا بأنه وراء ما حدث لمحطات الطاقة مما يعكس صراعا داخليا في دوائر السلطة.
انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع بسبب استهداف سد مروي (الصحافة السودانية) نشر الخوفمن جانبه، يقول الباحث والمحلل السياسي فيصل عبد الكريم إن قصف قوات الدعم السريع لمحطات الطاقة يهدف إلى تنفيس حالة اليأس لقواتها ورفع روحها المعنوية بعدما خسرت خلال شهرين ولايتي سنار والجزيرة وفشلها في نحو 170 هجوما على الفاشر.
وحسب حديث الباحث للجزيرة نت فإن قوات الدعم السريع تريد نشر الإحساس بعدم الأمان ونشر الخوف في الولايات الآمنة التي يسيطر عليها الجيش وزيادة الضغط على السكان، كما أن تدمير المنشآت الخدمية هي معاقبة للمواطن وليس الحكومة أو الجيش.
وأسهمت الهجمات المتعمدة للدعم السريع في تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بشكل كبير، وحُرم ملايين المدنيين من الخدمات الأساسية، مما زاد من معاناتهم في ظل النزاع المستمر وفقا للمحلل.
وبدوره، يرى مركز فكرة للدراسات والتنمية أن هجمات الدعم السريع على محطات الطاقة غير مبررة على الإطلاق وتشكل أعمالا إرهابية صريحة ومخالفة للقانون الدولي.
وحسب تقرير حديث للمركز فإن اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية، تحظر الهجمات على البنية التحتية المدنية الأساسية لبقاء السكان، كما تعكس هذه الممارسات ازدراء قوات الدعم السريع الصارخ للمعايير الدولية والمبادئ الإنسانية.
ظلت قوات الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى للحرب تستخدم طائرات مسيرة انتحارية مصنوعة من مكونات تجارية، بالإضافة إلى المسيرات الانتحارية، حيث امتلكت قوات الدعم السريع مسيرة من طراز كواد كابتر مصنوعة أيضا من مكونات تجارية، وبإمكانها إلقاء قذائف هاون من عيار 120 مليمترا.
وأسقط الجيش السوداني العديد من هذه المسيرات وعثر على صناديق تحتوي قذائف مخصصة لها، وفقا لصور ومقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل.
إعلان