شهد المغرب وليبيا كارثتين طبيعيتين مدمرتين، لم يفصل بينهما إلا أياما بسيطة، ورغم ما خلفتهما من خسائر وخراب في الدولتين الشقيقتين، إلا أن «المعجزات» كانت حاضرة في مشهدين لافتين، بحسب ما وصفهما سكان الدولتين والمتابعين سواء داخل الوطن العربي أو خارجه، فما بين «المنزل المعجزة» في درنة الليبية، وشلالات وينابيع الحوز في المغرب، كثرت التأويلات والتفسيرات.

زلزال مدمر ضرب دولة المغرب، وتسبب في ما لا يقل عن قرابة 3 آلاف متوفي ونحو 5674 جريحا، وأعقبه بأيام كارثة جديدة ليست ببعيدة عن دول شمال إفريقيا، ففي ليبيا وتحديدا درنة ضرب إعصار دانيال المدمر المدينة، وتسبب في فاجعة كبيرة.

قصة «المنزل المعجزة» في ليبيا

ما يزال المنزل المعجزة، حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فكيف صمد إلى هذا الحد في وجه الإعصار؟ ولماذا لم تبتلعه المياه كما حدث في أغلب مناطق المدينة؟ أسئلة تعاد وتكرر آلاف المرات، مئات الفيديوهات التي تشير إلى «المنزل المعجزة» في ليبيا، الذي وقف صامدا رغم تضرر كل المباني من حوله جراء الإعصار المميت، مسجلا واحدة من المعجزات، التي ظهرت خلال الكارثتين الطبيعيتين.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم البارح من بعد ماضرب زلزال بالحوز تشق جبل و خرج منه الماء في عدد من النقاط ، وذلك بقرية تدارت ايت بوسعيد. pic.twitter.com/LUlm2B6Y6D

— حمودة المغربي (@MidoMidoti) September 9, 2023

مشهد المنزل الذي لم يصب بأي ضرر يذكر، حيّر المهندسون ورواد السوشيال ميديا، الذين حاولوا تفسير الأمر في البداية بأن المبنى قد يكون جديدا فلم يتأثر، حتى خرج أحد أقارب صاحب المنزل، وتحدث عن أن عدم إصابة المنزل بأي ضرر ليس معجزة، إنما كل ما في الأمر أنها إرادة الله، ولا يوجد ما يستحق البحث أو التفسير.

ينابيع وشلالات مياه جوفية

«المنزل المعجزة»، ليس الوحيد من عجائب الكارثتين، فقبله بعدة أيام ظهرت معجزة أخرى خلال زلزال المغرب، حينما تحدث الرواد عن مشهد لا يقل دهشة وغرابة، تحديدا في منطقة سوس والحوز.

وتداول الرواد ووسائل الإعلام المغربية تفجر ينابيع وظهور شلالات مياه جوفية في المنطقة، ظهرت فجأة من العدم بعد الزلزال المدمر، فيما أوضح متخصصون لصحف مغربية، أن حدوث تغير في المياه الجوفية أمر وارد خلال الكوارث الطبيعية.

التفسير العلمي لظهور شلالات المياه الجوفية، يمكن أن يكون بسبب الزلزال الذي سبب تزايدا قويا في صبيب المياه، بعدما تعرضت لضغط قوي جعلها تنفجر، بحيث تدفع قوة الحجر الماء المخزن تحته.

مكان البيت الذي لم يتأثر بفيضان درنة على الخريطة
———#درنة #درنة_المنكوبة #درنه_المنكوبه
المنزل المعجزة
بيت كافل الأيتام
حوش درنة
البيت الأبيض درنة pic.twitter.com/qjcFOHaXi6

— ناصر شفتر (@shaftar89) September 19, 2023

وشرح عبد النبي المندور الأستاذ الجامعي المتخصص في الماء، لصحف محلية مغربية -وقتها- حقيقة ما حدث، إذ قال إن عملية تخزين الماء تحت الأرض تكون في طبقات جيولوجية إما قديمة أو حديثة، أي أنه من الممكن أن تكون طبقات مكونة من الكلس وتحتوي على خزان قوي وكثيف من المياه في مغارات تحت الأرض.

وأوضح المندور، أن هذه المغارات تتعرض بعد الزلازل على وجه الخصوص إلى ضغط قوي يجعلها تنفجر، لينتج عنها ما شاهدناه وتداوله الرواد ووصفوه بـ«المعجزة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنزل المعجزة ليبيا زلزال المغرب إعصار ليبيا المنزل المعجزة

إقرأ أيضاً:

الدويري: المقاومة تقدم أداء ميدانيا متميزا وليّ ذراعها لا يزال بعيدا

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن العمليات الأخيرة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها كتائب القسام، تكشف قدرة على الأداء الميداني المتميز، رغم التفوق العسكري الإسرائيلي، وأن محاولات ليّ ذراع المقاومة لا تزال بعيدة.

وأوضح الدويري، في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أن ما جرى في بيت حانون وحي التفاح لا يمكن حصره في إطار عملية واحدة، بل هو انعكاس لعدة كمائن منفصلة، استُخدمت فيها تكتيكات متقدمة، بما فيها تفجير الأنفاق، والرصد الاستباقي لتحركات العدو.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد بثت مقطع فيديو لكمين "كسر السيف" الذي نفذته شرق بلدة بيت حانون شمالي القطاع، وأسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين، كما أعلنت استدراج قوة هندسية لعين نفق مفخخة بحي التفاح، وتفجيرها فيهم ليسقطوا ما بين قتيل وجريح.

وأشار الدويري إلى أن الهجوم على القوة الإسرائيلية شرق حي التفاح، والذي نُفذ عبر تفجير نفق مفخخ، يُعد عملية مستقلة بذاتها، معتبرا أن توالي هذه العمليات يؤكد عودة المقاومة إلى تكتيكات المرحلة الأولى من الحرب، حين كانت تملك زمام المبادرة.

إعلان

ويرى الخبير العسكري أن هذه الهجمات تعكس جاهزية فصائل المقاومة لاستخدام أساليب متعددة في المواجهة، بينها التفخيخ، والقنص، والتعامل المباشر من مسافات قريبة.

ولفت إلى أن مشاهد الفيديو التي بثتها كتائب القسام من بيت حانون، وأظهرت تسلل المقاومين من نفق، تدل على درجة عالية من الاحتراف، خاصة أن العناصر خرجت من نفق رُصِد سابقا من قِبل الاحتلال، ما يشير إلى فشل استخباراتي إسرائيلي في تقدير حجم التهديد.

5 مراحل

وأوضح هذا الكمين المركب جرى تنفيذه على 5 مراحل، من بينها الرصد، واستهداف العربة الأولى، ثم مباغتة قوة الإسناد، مبينا أن المقاومة استعملت أسلحة متنوعة مثل قاذفات آر بي جي، والرشاشات، وقذائف الهاون، وهو ما يشير إلى تنسيق ميداني محكم.

وأكد اللواء المتقاعد أن اللافت في العملية أن الكمين وقع في منطقة عازلة يفترض أن الاحتلال لم ينسحب منها، وتحديدا على شارع العودة، على بعد نحو 300 متر فقط من الخط الفاصل، ما يدل على جرأة كبيرة لدى المقاتلين وقدرتهم على اختراق العمق الإسرائيلي في وضح النهار.

وأشار إلى أن المعطيات الميدانية التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، مثل بتر ساقي مجندتين نتيجة الهجوم، تؤكد أن الخسائر كانت فادحة، كما أن الجيش الإسرائيلي اضطر لاستخدام قذائف هاون 60 مليمترا لمحاولة استعادة السيطرة على المنطقة، بعد فقدانه للجنود والمعدات.

وشدد الدويري على أن استمرار هذه الكمائن، وتعدد أنماط تنفيذها، يثبت أن المقاومة لم تفقد زمام المبادرة، بل باتت قادرة على التحرك متى سنحت لها الفرصة، سواء بالوصول إلى عمق المنطقة العازلة أو استهداف قوات الاحتلال عند اقترابها من مواقع معدة سلفا.

وأشار إلى أن تكتيك النفق الذي فُجّر شرق حي التفاح يختلف عن نفق بيت حانون، مبينا أن الأول نُفذ فيه استدراج مباشر لقوة إسرائيلية إلى داخل نفق جرى تفخيخه، ما يعكس دقة عالية في الرصد، وقدرة على الصبر الميداني حتى اللحظة المناسبة للتنفيذ.

إعلان

ويرى اللواء فايز الدويري إن الأداء الميداني للمقاومة خلال الساعات الأخيرة يعكس حقيقة مهمة، وهي أن توظيف الأنفاق لا يزال يشكل صندوقا أسود بالنسبة لجيش الاحتلال، مضيفا أن القدرة على استغلال هذا التفوق التكتيكي تعني أن ليّ ذراع المقاومة لا يزال بعيد المنال.

يشار إلى أنه منذ مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • أخنوش في مؤتمر المناخ بورزازات: الطاقات المتجددة رهان المغرب لمواجهة تحديات الماء والمناخ
  • مريم حسين تثير الجدل بطريقة تناولها الغريبة للكافيار.. فيديو
  • السوداني: نعمل وفق رؤية تقدم مصلحة العراق العليا أولاً بعيداً عن الانفعالات
  • جهاز البحث الجنائي يضبط شحنة مخدرات كبرى في درنة
  • المياه تكفي لسنة ونصف: نزار بركة يعلن بلوغ 40.2% من ملء السدود و6.7 مليارات متر مكعب من المخزون
  • الدويري: المقاومة تقدم أداء ميدانيا متميزا وليّ ذراعها لا يزال بعيدا
  • رئيس مدينة يوسف الصديق تتابع أجواء الاحتفال لشم النسيم بوادي الريان والشلالات.. صور
  • "مؤتمر العمل العربي" يكرم 25 شخصية من الرواد
  • ذكرى وفاته.. قصة زواج بدر الدين جمجموم من فيروز
  • طريقة تلوين البيض في المنزل بخطوات بسيطة