كتاب يكشف تفاصيل حرب إسرائيل السرية على إيران النووية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
سلّط مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد أدسنيك الضوء على كتاب "استهدِف طهران: كيف تستخدم إسرائيل التخريب والحرب السيبرانية والاغتيالات – والدبلوماسية السرية – لوقف إيران النووية، وإنشاء شرق أوسط جديد".
أثناء التخطيط عام 2016، أخفى الإسرائيليون العملية عن الولايات المتحدة
يظهر الكتاب الذي وضعه الصحافيان الاستقصائيان في صحيفة جيروزاليم بوست يوناه جيريمي بوب وإيلان إفياتار تفاصيل كثيرة عن الحرب السرية، التي تخوضها إسرائيل مع إيران، محللاً مدى نجاحها على المستويين التكتيكي والاستراتيجي.جاسوسة.. بهذه المواصفات
أوضح أدسنيك في موقع "ذا ديسباتش" أن المؤلفين تمكنا من الوصول إلى ثلاثة مديرين سابقين للموساد ورئيسين سابقين للحكومة والعديد من كبار المسؤولين الآخرين. المصدر الذي يرشد القراء خلال معظم القصة هو مدير الموساد بين 2016 و2021 يوسي كوهين، الذي أشرف على السرقة المذهلة لأكثر من 100 ألف وثيقة من الأرشيف النووي كانت مخبأة ضمن مستودع غير موصوف في ضواحي طهران. كشف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن تلك العملية أمام جمهور عالمي في ربيع سنة 2018، لكن الكتاب تطرق إلى تفاصيل جديدة.
Nice review of my book with @jeremybob1 in @thedispatch. "To understand the Israeli campaign from the perspective of its architects, the indispensable source is Target Tehran" https://t.co/Engqs6ATnI
— ilan evyatar (@EvyatarIlan) September 22, 2023
يشير الكتاب إلى أن الموساد يعيّن عادة مدير مشروع للعمليات البارزة، لكن كوهين قرر إدارة هذا الملف شخصياً. لم يكن أحد في إسرائيل يعرف أين تم إخفاء الأرشيف، لكن عملاء الموساد عثروا عليه في غضون شهر من تولي كوهين المسؤولية. وعندما اصطدمت الوكالة بحاجز في مراقبتها، اختار كوهين إرسال عميلة تتحدث الفارسية بطلاقة ولديها شهادة في الهندسة، ما منحها المعرفة التقنية لالتقاط تفاصيل لم يلتقطها زملاؤها. كما أرسل الموساد عميلاً ليتظاهر بأنه زوجها خشية أن تلفت الانتباه كامرأة غير متزوجة في بيئة محافظة للغاية.
انسحب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في الشهر التالي، لكن الكتاب يصر على أن محتويات الأرشيف النووي ليست هي التي غيرت رأيه. كان رده على عرض نتنياهو وكوهين هو التلويح لمستشاريه والقول: "ربما احتاجا إلى رؤية هذا. لم أكن (بحاجة إليها). لقد قررت بالفعل مغادرة الاتفاق".
لقد وجهت محتويات الأرشيف النووي الإيراني الإسرائيليين إلى مواقع لم تكن معروفة من قبل، والتي ستصبح أهدافاً لهم، لكن مر أكثر من عامين قبل بدء الهجوم. القيود السياسية لا نقص الفرص هي التي أعاقت الموساد. كان كوهين "يسيل لعابه عملياً على الثغرات التي كان يعلم بوجودها" في الأمن الإيراني. ضوء أخضر
مع ذلك، كان توجيه الموساد ضربة في وقت واصلت الدول الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية قول إن طهران تمتثل لقواعد الاتفاق النووي أمراً "لا يمكن التفكير به". لكن في 19 يونيو (حزيران)، أدان مجلس محافظي الوكالة إيران رسمياً. كان هذا الضوء الأخضر الذي احتاجت إليه إسرائيل. "منذ 25 يونيو (حزيران) وحتى 19 يوليو (تموز)، تعرضت منشآت إيران بلا توقف تقريباً لأكثر من 10 انفجارات غامضة وحرائق وحوادث أخرى".
Israel’s Less-Than-Secret War Against the Iranian Nuclear Program
A new book details the tactical success of Mossad’s efforts against the Islamic Republic. @adesnik in @thedispatch: https://t.co/GQ5mu5UjD6
وشملت الأهداف الإسرائيلية منشأة لإنتاج الصواريخ وموقعاً لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى محطات طاقة ومجمعات صناعية. بدت الجهود الإيرانية لمكافحة التجسس مشلولة. لكن الضربة الأكثر درامية ستأتي في نوفمبر ( تشرين الثاني ) 2020، مع مقتل محسن فخري زاده، الأب الروحي للبرنامج النووي الإيراني.
كقارئ، من الصعب ألا تندهش من النقاط التي استغلها الموساد، تابع أدسنيك. مع ذلك، إن الكتاب بعيد من أن يكون مجرد ملاحظات إعجاب بوكالة تجسس أسطورية بالفعل. من الواضح أن الكاتبين معجبان بالعمليات السرية التي يصفانها، لكنهما يصران على التساؤل عما إذا كانت الجهود الإسرائيلية قد أعاقت بالفعل البرنامج النووي الإيراني.
في هذا السياق، يشير الكتاب إلى أن فخري زاده كان في مرمى النيران لأكثر من عقد من الزمن. أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت المؤلفين أن 3 عمليات منفصلة كانت على وشك القضاء عليه، لكنها ألغيت في اللحظة الأخيرة. علامة استفهام من منظور تكتيكي، كانت العملية التي أدت أخيراً إلى القضاء على رئيس البرنامج النووي في طهران، بمثابة عرض مذهل لدقة الموساد ومدى وصوله. لكن من الناحية الاستراتيجية، كان الأمر أقرب إلى علامة استفهام. كان فخري زاده مديراً موهوباً بشكل استثنائي، وقد حاز على ثقة المرشد الأعلى علي خامنئي على مدار عقود. مع ذلك، بحلول وقت وفاته، كان فخري زاده قد بنى برنامجاً سيستمر بعده، ونقل الكثير من معرفته الأساسية إلى العلماء والمديرين التنفيذيين الشباب. لو أن إسرائيل شنت ضربة قبل عقد من الزمن، لكان التأثير أعظم بكثير.
أظهرت إيران أيضاً قدرتها على التعافي من الهجمات، وقد أذهلت الإسرائيليين في بعض الأحيان. في ربيع 2021، علمت إسرائيل أن منشأة تخصيب اليورانيوم التي دمرتها بشكل كبير في السنة السابقة عادت إلى العمل، وهو إنجاز بدا "شبه مستحيل". ولم يردع ذلك إسرائيل عن ضرب المنشأة مرة أخرى. علّق أحد كبار العلماء النوويين الإيرانيين على الهجوم قائلاً: "إن تخطيط العدو كان جميلاً للغاية". أعرب الموساد عن تقديره لهذا الثناء. وبالرغم من جمال الهجوم، تعافى الإيرانيون بسرعة مرة أخرى. حقبة جديدة... سياسة مماثلة في مارس (آذار) 2021، أوصلت الانتخابات الإسرائيلية الرابعة خلال عامين حكومة ائتلافية منقسمة بقيادة نفتالي بينيت، منهية فترة نتنياهو التاريخية التي استمرت 12 عاماً في رئاسة الوزراء. تقاعد كوهين من الموساد قبل أيام فقط من تولي الحكومة الجديدة السلطة، وسلم زمام الأمور لنائبه ديفيد بارنيع. تحرك بينيت وبارنيع على الفور لضرب إيران بقوة أكبر. كانت الهجمات السيبرانية مكملة للهجمات المادية، بالرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا أكثر التزاماً بالصمت حيال هذا الموضوع، مما ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال مسؤولية للجماعات المنشقة.
جاءت إحدى النقاط البارزة في حملة بينيت-بارنيع في فبراير (شباط) 2022، عندما حاولت إيران ضرب أهداف داخل إسرائيل من خلال طائرتين انتحاريتين بدون طيار عن طريق وكلاء في العراق. فشل الهجوم وردت إسرائيل في أقل من 24 ساعة، ودمرت 125 طائرة بدون طيار كانت متوقفة في قاعدة غرب إيران. مراراً وتكراراً، أثبت الإسرائيليون أنهم قادرون على اختراق دفاعات إيران. في الأغلب، أثبتت إيران عدم قدرتها على الرد، باستثناء المجال السيبراني، حيث فاجأت إسرائيل بقدرتها على اختراق شركات القطاع الخاص، بما فيها شركة التأمين العملاقة "شيربيت"، التي تحتوي ملفاتها على معلومات شخصية عن آلاف العسكريين. مستقبل حرب الموساد السؤال الذي يظل مفتوحاً في ختام "استهدِف طهران" هو ما إذا كانت براعة الموساد التكتيكية تتحول إلى نجاح استراتيجي في حرب الظل مع إيران. يقدم المؤلفان مساحة محترمة جداً لآراء المشككين – مثل مدير الموساد السابق تامير باردو –، الذين يعتقدون أنه كان ينبغي على البلاد أن تتبنى الاتفاق النووي مع إيران. يرفض بوب وإفياتار هذا الموقف، قائلين إن العمل السري أثبت أنه أفضل وسيلة لإبطاء البرنامج النووي. لكنهما يعترفان بأن نظام رجال الدين لا يزال مصمماً بشكل كامل على الوصول إلى العتبة النووية. وكتبا: "بعبارة أخرى، إن حرب الموساد السرية لما تنتهِ بعد. في الواقع، قد لا تنتهي أبداً". نصيحة إلى الإدارة يعيد كل هذا القرّاء إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن حسب الكاتب. كان نظام الملالي يتجه نحو الهاوية المالية عندما تولى بايدن منصبه، وذلك بفضل إعادة فرض العقوبات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. إن المليارات التي تدفقت على إيران في عهد بايدن جعلت من السهل على النظام إعادة بناء كل ما يدمره الموساد، بالإضافة إلى الصمود في وجه الاحتجاجات على مستوى البلاد، والتي تطالب بحماية المرأة والحياة والحرية. إلى أن تقرأ أمريكا وإسرائيل في الصفحة نفسها – وتبقيا هناك – ستظل طموحات طهران النووية ترفاً يمكن تحمله بالنسبة إلى ديكتاتورية تخوض حرباً مع مواطنيها، ختم أدسنيك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الملف النووي الإيراني الاتفاق النووی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: ضربنا جزءا من برنامج إيران النووي في هجوم أكتوبر
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 26 أكتوبر الماضي أصاب جزءا من برنامجها النووي.
وأضاف نتنياهو في كلمة أمام الكنيست: "تحدثت مع (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترامب ونحن متوافقان حول التهديد الإيراني".
وأوضح: "ألحقنا ضررا بمحور إيران وبإيران وصواريخها، لكن لن نحقق النصر الكامل ما لم نتخلص من برنامجها النووي".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن: "حربنا بالمقام الأول مع جهة واحدة هي إيران، التي تشكل تهديدا بثلاث وسائل: الأذرع في المنطقة، والصواريخ، والبرنامج النووي".
قطاع غزة
وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "الولايات المتحدة طلبت منا عدم الدخول البري في الكثير من المناطق بغزة على رأسها رفح، و(الرئيس الأميركي جو) بايدن قال إن دخلتم رفح ستكونون معزولين ولوح بوقف شحنات السلاح".
ولفت إلى أنه: "لو وافقنا على وقف الحرب والانسحاب كنا سنفقد استقلاليتنا وهيبتنا. ضربنا حماس عسكريا لكن لم نضرب قدراتها السلطوية بما فيه الكفاية".
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "حركة حماس هي العائق أمام صفقة التبادل، وهو نفس الأمر الذي تتبناه الولايات المتحدة".
لكن حديث نتنياهو عن صفقة التبادل لم يمر مرور الكرام، حيث رد عليه زعيم المعارضة يائير لابيد في نفس الجلسة بالقول: "رؤساء الأجهزة يقولون إنه بالإمكان إبرام صفقة تبادل، لكن أنت لا تريد لأسباب سياسية".
لبنان
وبشأن الجبهة اللبنانية قال نتنياهو إن إسرائيل قررت "شن ضربة كبيرة على قدرات حزب الله، ثم شن ضرب قوية ضده في أكتوبر".
وأوضح: "ضربنا قدرات حزبا لله الصاروخية والمدفعية وقضينا على قادة كبار في الحزب ثم قررنا اغتيال (الأمين العام السابق لحزب الله حسن) نصر الله".
وتابع: "نطالب بالحفاظ على حقنا في شن عمليات عسكرية ليس فقط كرد مباشر علي أي هجوم وانتهاك وإنما لوقف أي محاولات لتعزيز حزب الله قدراته".
وأكمل: "نطالب بإبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني لا على الورق فقط، بل نريد ضمان ذلك عن طريق قيامنا بالعمليات العسكرية".