موقع 24:
2024-12-21@04:45:54 GMT

كتاب يكشف تفاصيل حرب إسرائيل السرية على إيران النووية

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

كتاب يكشف تفاصيل حرب إسرائيل السرية على إيران النووية

سلّط مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد أدسنيك الضوء على كتاب "استهدِف طهران: كيف تستخدم إسرائيل التخريب والحرب السيبرانية والاغتيالات – والدبلوماسية السرية – لوقف إيران النووية، وإنشاء شرق أوسط جديد".

أثناء التخطيط عام 2016، أخفى الإسرائيليون العملية عن الولايات المتحدة

يظهر الكتاب الذي وضعه الصحافيان الاستقصائيان في صحيفة جيروزاليم بوست يوناه جيريمي بوب وإيلان إفياتار تفاصيل كثيرة عن الحرب السرية، التي تخوضها إسرائيل مع إيران، محللاً مدى نجاحها على المستويين التكتيكي والاستراتيجي.

جاسوسة.. بهذه المواصفات

أوضح أدسنيك في موقع "ذا ديسباتش" أن المؤلفين تمكنا من الوصول إلى ثلاثة مديرين سابقين للموساد ورئيسين سابقين للحكومة والعديد من كبار المسؤولين الآخرين. المصدر الذي يرشد القراء خلال معظم القصة هو مدير الموساد بين 2016 و2021 يوسي كوهين، الذي أشرف على السرقة المذهلة لأكثر من 100 ألف وثيقة من الأرشيف النووي كانت مخبأة ضمن مستودع غير موصوف في ضواحي طهران. كشف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن تلك العملية أمام جمهور عالمي في ربيع سنة 2018، لكن الكتاب تطرق إلى تفاصيل جديدة.

 

Nice review of my book with @jeremybob1 in @thedispatch. "To understand the Israeli campaign from the perspective of its architects, the indispensable source is Target Tehran" https://t.co/Engqs6ATnI

— ilan evyatar (@EvyatarIlan) September 22, 2023


يشير الكتاب إلى أن الموساد يعيّن عادة مدير مشروع للعمليات البارزة، لكن كوهين قرر إدارة هذا الملف شخصياً. لم يكن أحد في إسرائيل يعرف أين تم إخفاء الأرشيف، لكن عملاء الموساد عثروا عليه في غضون شهر من تولي كوهين المسؤولية. وعندما اصطدمت الوكالة بحاجز في مراقبتها، اختار كوهين إرسال عميلة تتحدث الفارسية بطلاقة ولديها شهادة في الهندسة، ما منحها المعرفة التقنية لالتقاط تفاصيل لم يلتقطها زملاؤها. كما أرسل الموساد عميلاً ليتظاهر بأنه زوجها خشية أن تلفت الانتباه كامرأة غير متزوجة في بيئة محافظة للغاية.

سال لعابه أثناء التخطيط سنة 2016، أخفى الإسرائيليون العملية عن الولايات المتحدة. تغير ذلك عندما تولى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصبه السنة التالية. واتفق كوهين مع نظيره في وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، الذي أصبح في ما بعد وزيراً للخارجية، وأعلن نتنياهو نتائج سرقة طهران في أواخر أبريل (نيسان) 2018، بعد نحو 3 أشهر على وقوعها.
انسحب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في الشهر التالي، لكن الكتاب يصر على أن محتويات الأرشيف النووي ليست هي التي غيرت رأيه. كان رده على عرض نتنياهو وكوهين هو التلويح لمستشاريه والقول: "ربما احتاجا إلى رؤية هذا. لم أكن (بحاجة إليها). لقد قررت بالفعل مغادرة الاتفاق".
لقد وجهت محتويات الأرشيف النووي الإيراني الإسرائيليين إلى مواقع لم تكن معروفة من قبل، والتي ستصبح أهدافاً لهم، لكن مر أكثر من عامين قبل بدء الهجوم. القيود السياسية لا نقص الفرص هي التي أعاقت الموساد. كان كوهين "يسيل لعابه عملياً على الثغرات التي كان يعلم بوجودها" في الأمن الإيراني. ضوء أخضر

مع ذلك، كان توجيه الموساد ضربة في وقت واصلت الدول الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية قول إن طهران تمتثل لقواعد الاتفاق النووي أمراً "لا يمكن التفكير به". لكن في 19 يونيو (حزيران)، أدان مجلس محافظي الوكالة إيران رسمياً. كان هذا الضوء الأخضر الذي احتاجت إليه إسرائيل. "منذ 25 يونيو (حزيران) وحتى 19 يوليو (تموز)، تعرضت منشآت إيران بلا توقف تقريباً لأكثر من 10 انفجارات غامضة وحرائق وحوادث أخرى".

 

Israel’s Less-Than-Secret War Against the Iranian Nuclear Program

A new book details the tactical success of Mossad’s efforts against the Islamic Republic. @adesnik in @thedispatch: https://t.co/GQ5mu5UjD6

— FDD (@FDD) September 21, 2023


وشملت الأهداف الإسرائيلية منشأة لإنتاج الصواريخ وموقعاً لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى محطات طاقة ومجمعات صناعية. بدت الجهود الإيرانية لمكافحة التجسس مشلولة. لكن الضربة الأكثر درامية ستأتي في نوفمبر ( تشرين الثاني ) 2020، مع مقتل محسن فخري زاده، الأب الروحي للبرنامج النووي الإيراني.

في منتهى الدقة كتب المؤلفان: "كان مهاجموه يعرفون طرق سفره، وجدول أعماله، وتفاصيل تتعلق بأمنه". كان السلاح الذي اختاره الموساد هو مدفع رشاش يتم التحكم به عن بعد "تم تعديله للعمل من قبل مشغّل على بعد آلاف الأميال باستخدام تقنية التعرف على الوجه لتقريب صورة فخري زاده. كان السلاح دقيقاً جداً إلى درجة أنه لم يمسّ زوجة فخري زاده، بالرغم من أنها كانت تجلس على بعد 10 بوصات فقط في السيارة نفسها. كان تجنب وفاتها هو الأولوية، التي ساهمت في تصميم العملية برمتها.
كقارئ، من الصعب ألا تندهش من النقاط التي استغلها الموساد، تابع أدسنيك. مع ذلك، إن الكتاب بعيد من أن يكون مجرد ملاحظات إعجاب بوكالة تجسس أسطورية بالفعل. من الواضح أن الكاتبين معجبان بالعمليات السرية التي يصفانها، لكنهما يصران على التساؤل عما إذا كانت الجهود الإسرائيلية قد أعاقت بالفعل البرنامج النووي الإيراني.
في هذا السياق، يشير الكتاب إلى أن فخري زاده كان في مرمى النيران لأكثر من عقد من الزمن. أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت المؤلفين أن 3 عمليات منفصلة كانت على وشك القضاء عليه، لكنها ألغيت في اللحظة الأخيرة. علامة استفهام من منظور تكتيكي، كانت العملية التي أدت أخيراً إلى القضاء على رئيس البرنامج النووي في طهران، بمثابة عرض مذهل لدقة الموساد ومدى وصوله. لكن من الناحية الاستراتيجية، كان الأمر أقرب إلى علامة استفهام. كان فخري زاده مديراً موهوباً بشكل استثنائي، وقد حاز على ثقة المرشد الأعلى علي خامنئي على مدار عقود. مع ذلك، بحلول وقت وفاته، كان فخري زاده قد بنى برنامجاً سيستمر بعده، ونقل الكثير من معرفته الأساسية إلى العلماء والمديرين التنفيذيين الشباب. لو أن إسرائيل شنت ضربة قبل عقد من الزمن، لكان التأثير أعظم بكثير.
أظهرت إيران أيضاً قدرتها على التعافي من الهجمات، وقد أذهلت الإسرائيليين في بعض الأحيان. في ربيع 2021، علمت إسرائيل أن منشأة تخصيب اليورانيوم التي دمرتها بشكل كبير في السنة السابقة عادت إلى العمل، وهو إنجاز بدا "شبه مستحيل". ولم يردع ذلك إسرائيل عن ضرب المنشأة مرة أخرى. علّق أحد كبار العلماء النوويين الإيرانيين على الهجوم قائلاً: "إن تخطيط العدو كان جميلاً للغاية". أعرب الموساد عن تقديره لهذا الثناء. وبالرغم من جمال الهجوم، تعافى الإيرانيون بسرعة مرة أخرى. حقبة جديدة... سياسة مماثلة في مارس (آذار) 2021، أوصلت الانتخابات الإسرائيلية الرابعة خلال عامين حكومة ائتلافية منقسمة بقيادة نفتالي بينيت، منهية فترة نتنياهو التاريخية التي استمرت 12 عاماً في رئاسة الوزراء. تقاعد كوهين من الموساد قبل أيام فقط من تولي الحكومة الجديدة السلطة، وسلم زمام الأمور لنائبه ديفيد بارنيع. تحرك بينيت وبارنيع على الفور لضرب إيران بقوة أكبر. كانت الهجمات السيبرانية مكملة للهجمات المادية، بالرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا أكثر التزاماً بالصمت حيال هذا الموضوع، مما ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال مسؤولية للجماعات المنشقة.
جاءت إحدى النقاط البارزة في حملة بينيت-بارنيع في فبراير (شباط) 2022، عندما حاولت إيران ضرب أهداف داخل إسرائيل من خلال طائرتين انتحاريتين بدون طيار عن طريق وكلاء في العراق. فشل الهجوم وردت إسرائيل في أقل من 24 ساعة، ودمرت 125 طائرة بدون طيار كانت متوقفة في قاعدة غرب إيران. مراراً وتكراراً، أثبت الإسرائيليون أنهم قادرون على اختراق دفاعات إيران. في الأغلب، أثبتت إيران عدم قدرتها على الرد، باستثناء المجال السيبراني، حيث فاجأت إسرائيل بقدرتها على اختراق شركات القطاع الخاص، بما فيها شركة التأمين العملاقة "شيربيت"، التي تحتوي ملفاتها على معلومات شخصية عن آلاف العسكريين. مستقبل حرب الموساد السؤال الذي يظل مفتوحاً في ختام "استهدِف طهران" هو ما إذا كانت براعة الموساد التكتيكية تتحول إلى نجاح استراتيجي في حرب الظل مع إيران. يقدم المؤلفان مساحة محترمة جداً لآراء المشككين – مثل مدير الموساد السابق تامير باردو –، الذين يعتقدون أنه كان ينبغي على البلاد أن تتبنى الاتفاق النووي مع إيران. يرفض بوب وإفياتار هذا الموقف، قائلين إن العمل السري أثبت أنه أفضل وسيلة لإبطاء البرنامج النووي. لكنهما يعترفان بأن نظام رجال الدين لا يزال مصمماً بشكل كامل على الوصول إلى العتبة النووية. وكتبا: "بعبارة أخرى، إن حرب الموساد السرية لما تنتهِ بعد. في الواقع، قد لا تنتهي أبداً". نصيحة إلى الإدارة يعيد كل هذا القرّاء إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن حسب الكاتب. كان نظام الملالي يتجه نحو الهاوية المالية عندما تولى بايدن منصبه، وذلك بفضل إعادة فرض العقوبات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. إن المليارات التي تدفقت على إيران في عهد بايدن جعلت من السهل على النظام إعادة بناء كل ما يدمره الموساد، بالإضافة إلى الصمود في وجه الاحتجاجات على مستوى البلاد، والتي تطالب بحماية المرأة والحياة والحرية. إلى أن تقرأ أمريكا وإسرائيل في الصفحة نفسها – وتبقيا هناك – ستظل طموحات طهران النووية ترفاً يمكن تحمله بالنسبة إلى ديكتاتورية تخوض حرباً مع مواطنيها، ختم أدسنيك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الملف النووي الإيراني الاتفاق النووی

إقرأ أيضاً:

إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الاتفاق النووي

اتهمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى "مستويات غير مسبوقة"، داعية طهران للتراجع عما وصفته بـ"التصعيد النووي"، في حين توعدت أميركا باستخدام كل ما أوتيت من قوة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.

وقالت الدول الأوروبية الثلاث في بيان أصدرته قبل اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء بشأن برنامج إيران النووي، إنه لا يوجد مبرر مدني موثوق به لزيادة مخزون اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب.

وأبلغت الدول الثلاث مجلس الأمن استعدادها لتفعيل العقوبات الدولية التي سبق أن فرضت على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي.

وقال جيمس كاريوكي نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن "سنتخذ جميع الإجراءات الدبلوماسية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، بما في ذلك تفعيل العودة السريعة للعقوبات إذا لزم الأمر".

وحثت رئيسة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو، القوى العالمية وإيران على العمل بشكل عاجل لاستعادة الاتفاق المبرم في عام 2015 والذي بموجبه ترفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، وشددت على أن نجاح تلك الخطوة أو فشلها أمر يهم الجميع، وأكدت أن الوقت حاسم وأن المنطقة لا يمكنها تحمل المزيد من عدم الاستقرار.

إعلان

وقالت ديكارلو لمجلس الأمن إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا تستطيع أن تضمن للمجتمع الدولي الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني".

إيران تتوعد برد حاسم

بدوره قال روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن إنه رغم أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل، فإن الولايات المتحدة كانت واضحة أيضا في موقفها الرافض لحيازة إيران أسلحة نووية.

وأكد أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كل ما أوتيت من قوة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.

من جانبه، أبلغ السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني مجلس الأمن بأن الاستعانة "بالعودة السريعة" للعقوبات على طهران سيكون أمرا مخالفا للقانون وغير بناء.

وقال إن "ما تسمى بالعودة السريعة للعقوبات ليست أداة فعالة لتهديد إيران. لقد أوضحت إيران تماما أن مثل هذه الخطوة الاستفزازية ستقابل برد حازم ومتناسب".

ويُعرف الاتفاق الإيراني مع دول هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وقد انسحبت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في عام 2018، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، وبدأت إيران في التحلل من التزاماتها النووية بموجب الاتفاق.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة هذا الشهر إن إيران تعمل على تسريع تخصيب اليورانيوم بشكل كبير، إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهو ما يقترب من مستوى 90% اللازم لصنع سلاح نووي.

وتقول الدول الغربية إنه لا توجد حاجة لتخصيب اليورانيوم إلى مثل هذا المستوى المرتفع في إطار أي برنامج مدني، وإن أي دولة أخرى لم تفعل ذلك من دون إنتاج قنابل نووية. لكن إيران تنفي الاتهامات الغربية الموجهة لها بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وتؤكد سلمية برنامجها النووي.

مقالات مشابهة

  • عميل في الموساد يكشف عن تفجيرات البيجر - تفاصيل
  • ليبرمان يدعو للخروج من غزة وضرب منشآت إيران النووية
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل الوثائق السرية عن البرنامج النووي الإسرائيلي.. فيديو
  • أرشيف الأمن القومي الأمريكي يكشف تفاصيل الاتفاق السري بشأن النووي الإسرائيلي
  • المناوي: هيئة الرقابة النووية تلعب دورا محوريا في تحقيق الحلم النووي المصري
  • كشف وثائق “خطيرة” من أرشيف الأمن القومي الأمريكي عن برنامج إسرائيل النووي - تفاصيل
  • إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الاتفاق النووي
  • الأمم المتحدة تطلق نداء عاجلا لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران
  • الأمم المتحدة: الوقت ينفد وضرورة عاجلة لاستئناف الاتفاق النووي مع إيران
  • "الوقت حاسم".. الأمم المتحدة تدعو لمحادثات بشأن الاتفاق النووي مع إيران