4 تطورات وحدث غريب في سد النهضة.. رسالة مصرية لإثيوبيا وجفاف السودان
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تسعى مصر والسودان، إلى إيجاد صيغة اتفاق مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، في ظل اعتماد أديس أبابا أسلوبا غير واضحا في المفاوضات، منذ عام 2011، واتباع سياسة سياسة المراوغة والقرارات الأحادية، حول ملء وتشغيل سد النهضة ، حيث لم تسفر المفاوضات طوال 12 عاما، عن حل يطبق على أرض الواقع، سوى إعلان اتفاق المبادئ عام 2015 والذي ينص على ألا يتم إلحاق الضرر بدولتي المصب "مصر والسودان"، وهو ما انتهكته إثيوبيا أكثر من مرة في توقيتات ملء بحيرة السد دون الرجوع أو التنسيق مع أحد.
جولة المفاوضات الثامنة
في 13 يوليو الماضي، اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على استئناف مفاوضات سد النهضة، وذلك خلال زيارة آبي أحمد لمصر، على هامش قمة دول الجوار السوداني، وتم الاتفاق على استئناف مفاوضات سد النهضة مرة أخرى، ووضع إطار زمني للتفاوض، خلال 4 أشهر، ما اعتبره المحللون انفراجة في ملف سد النهضة، بعد تعليق مفاوضات منذ أن أعاد مجلس الأمن الملف للإتحاد الإفريقي، باعتباره قضية داخلية بالاتحاد.
التوصل لاتفاق خلال أسبوع..مصر تبعث برسالة عاجلة لـ إثيوبيا بشأن سد النهضة جفاف الروصيرص.. ماذا فعل سد النهضة بمنسوب النيل في السودان؟خلال هذه الفترة، عمدت إثيوبيا على الشروع في بدء الملء الرابع لبحيرة سد النهضة، بالتزامن مع بدء الجولة الثامنة للتفاوض، والتي بدأت في القاهرة، يوم الأحد 27 أغسطس الماضي وانتهت في اليوم الثاني، بمشاركة مصر والسودان وإثيوبيا، دون التوصل لاتفاق، فيما أعلنت إثيوبيا في ختام هذه الجولة على لسان وزارة خارجيتها، عن استقبالها لجولة المفاوضات المقبلة في أديس أبابا، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وزير الخارجية سامح شكري، أكد على هامش مشاركته في أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هناك إصرار إثيوبي، على ملء السد، والذي يعد مخالفة للالتزامات القانونية لاتفاق المبادئ الموقع عام 2015، حيث كان هناك اتفاق على أنه لن يتم الملء الرابع إلا بعد التوصل للاتفاق، وبالرغم من ذلك هناك اتفاق تم على هامش اجتماع دول الجوار، حيث اتفق الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد من خلاله على استئناف العملية التفاوضية، ولكن في إطار زمني محدد (4 أشهر)، وتمت الجلسة الأولى في القاهرة وخلال يومين ستكون الجلسة الثانية في أديس أبابا.
إنهاء القضية في أسبوعوأوضح أن القضية تم تناولها وبحثها على مدى عقد من الزمن، وإذا كانت هناك إرادة سياسية، فقد تتم صياغة اتفاق خلال أسبوع، أما إذا لم تتوافر هذه الإرادة فسوف نستمر في دوائر مغلقة، مشيرا إلى أن مصر دائما تبدي عدم الموافقة على الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا في قضية سد النهضة وأن إعلان إثيوبيا الملء الرابع تكرار للإجراءات الأحادية، ويضع شكوكاً حول ما هي النيات الإثيوبية.
في هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه بعد انتهاء الملء الرابع لسد النهضة في 9 سبتمبر الجاري، أصبحت المياه تمر أعلى الممر الأوسط، بما يقارب حوالي 300 مليون متر مكعب يوميا إلى السودان، الذي بدأ في تخزين حصته السنوية تدريجا، مشيرا إلى أن الكمية ستنخفض الشهر المقبل إلى 200 مليون متر مكعب من المياه، بإجمالي إيراد حوالي 6 مليار متر مكعب خلال أكتوبر، فيما يبلغ إجمالي ما تم تخزينه حاليا في بحيرة سد النهضة حوالي 41 مليار متر مكعب.
على رأسها سد النهضة.. شكري ونظيره الألباني يؤكدان خصوصية العلاقات ويبحثان ملفات مهمة كأنها نهاية العالم| تحذير من تكرار سيناريو درنة بالسودان بسبب سد النهضة.. 21 ألف ضحية بلبياوأضاف شراقي، أن هناك العديد من المناطق في السودان التي تشهد جفافا هذا العام بسبب حجز المياه في سد النهضة معظم موسم الأمطار، بجانب نقص مياه الامطار في السودان عن المتوسط هذا العام.
عدم تشغيل التوربيناتوفيما يتعلق بالأوضاع في سد النهضة، والذي يملء خزانه من أجل تشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء، أوضح شراقي أن صور الأقمار الصناعية، أظهرت غلق بوابتي التصريف منذ منتصف الشهر الجاري، حيث يظهر حوض التوربينات هادئا لعدم تشغيل التوربينين منذ أسابيع ويحتمل توقفها من أجل الصيانة الدورية، مشيرا إلى أنه طبقا لما أعلن سابقا من المفترض أن هناك اجتماعا في أديس أبابا لاستئناف الجلسة الثانية من مفاوضات سد النهضة التي كان الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اتفقا عليها خلال زيارة الأخيرة إلى القاهرة لحضور اجتماعات دول الجوار السوداني.
ولفت شراقي أن الجولة الأولى من هذه المفاوضات بدأت في القاهرة يومي 27 و28 أغسطس الماضي، متسائلا عن إمكانية أن تعقد إثيوبيا الجولة الثانية في موعدها وهل تحضرها أطراف دولية فعالة، هذا ما تكشفه الأيام المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سد النهضة اثيوبيا مصر والسودان مفاوضات سد النهضة الملء الرابع قضية سد النهضة الملء الرابع أدیس أبابا سد النهضة آبی أحمد متر مکعب
إقرأ أيضاً:
الغارديان : اللاجئون السودانيون في غابات في إثيوبيا .. أزمة مستمرة
أرغمت الحرب المستعرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع مئات الآلاف من المواطنين على النزوح إلى دول الجوار بحثا عن أمان افتقدوه في وطنهم، لكن من لجؤوا منهم إلى إثيوبيا وجدوا أنفسهم هاربين من صراع إلى صراع آخر.
التغيير _ وكالات
ونشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا ميدانيا عن أحوال اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة غربي إثيوبيا، حيث التقى مراسلها فيصل علي، 3 لاجئين أمضوا الصيف كله في إحدى الغابات، وتحدثوا عن محنتهم المستمرة بعد 19 شهرا من فرارهم من وطنهم بسبب الحرب.
وبينما لا يزال اثنان منهم يقيمان في غابة أولالا -هما عبد الله ومحمود- في مركز مؤقت تديره الأمم المتحدة بالقرب من الحدود السودانية، سافر الثالث، كرم، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتقول غارديان إنها عمدت إلى تغيير الأسماء في هذا التقرير لئلا تكشف عن هوياتهم من أجل حمايتهم.
من حرب لأخرىوأحد هؤلاء الثلاثة، مدرس لغة إنجليزية سوداني من الخرطوم، أطلقت عليه الصحيفة اسم عبد الله، فرَّ من الحرب في بلاده ولجأ إلى إثيوبيا ليضطر للهرب مرة أخرى بعد أن تعرض المخيم الذي استقر فيه لهجوم من قطاع الطرق والمجموعات التي تقاتل الجيش الإثيوبي.
كان الشاب، البالغ من العمر 27 عاما، من بين آلاف اللاجئين السودانيين الذين فروا من المخيمات التي تديرها الأمم المتحدة في إقليم أمهرة هذا العام، وأقاموا مخيمات مؤقتة في غابة أولالا، على بعد بضعة كيلومترات شرق مأواهم الأصلي. وفي تلك الغابة، وبعيدا عن السلطات وسبل كسب العيش، ازدادت أحوالهم سوءًا.
يتذكر عبد الله تلك الأمسية وهو جالس، في حلكة الليل البهيم، إلى جوار صديق له، عندما اخترق دوي إطلاق رصاص سكون المكان. قال “كنت أسمع صراخ النساء والأطفال، ففي كل ليلة كنا نتمسك بحبل النجاة”.
وحكى عبد الله أنه غادر الخرطوم إلى إثيوبيا بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، متجها إلى القلّابات، وهي بلدة على الجانب السوداني من الحدود المشتركة التي يسهل اختراقها. وقال إنه اعتُقل هناك “ظلما” وتعرض للضرب على يد حراس السجن، وعقب إطلاق سراحه عبَر الحدود إلى بلدة المتمة في إقليم أمهرة الإثيوبي.
هجوم على المخيماتوبعد 3 أشهر من وصوله لإثيوبيا، اندلع القتال بين عناصر الأمهرة والجيش الحكومي بسبب نزاع يتعلق بالاتفاقية التي أنهت الحرب في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا على الحدود مع دولة إريتريا. وفي أغسطس، أُعلنت حالة الطوارئ في أمهرة، وأُغلقت شبكة الإنترنت مع اشتداد القتال.
ويتذكر عبد الله أن المسلحين هاجموا مخيماتهم مرارا وتكرارا، وقاموا باقتلاع الخيام المنصوبة، وترويع الأطفال وضرب الناس ونهب هواتفهم المحمولة وأموالهم القليلة وممتلكاتهم الأخرى.
أما محمود -وهو عامل بناء من دارفور كان يعيش في الخرطوم قبل اندلاع الحرب- فقد فرّ إلى إثيوبيا. وكان يعتقد أن أحدا سيأتي لمساعدتهم، بعد أن تعرض المخيم لهجمات طيلة أسابيع، لكنه فقد الأمل.
وقال “كان الخوف ينتابني كل يوم من أننا قد نموت. فقد لقي بعض من كانوا معنا في المخيم مصرعهم، ونُهبت ممتلكاتنا، ولم يعد لدينا أي شيء. كل ليلة كانت تحمل معها الرعب”.
وبدوره، قال عبد الله عبر الهاتف وفي صوته نبرة استسلام، “ظننت أنني سأكون بأمان في إثيوبيا. والآن لا يوجد مكان ألجأ إليه”.
مأساة مستمرةوأكد اللاجئون الثلاثة أن الأمم المتحدة أوفدت قوة إثيوبية محلية لحماية مخيمات اللاجئين، لكنها فشلت في القيام بذلك. ولما سأل عبد الله قائد القوة عن لماذا لم يوقف المهاجمين، قال إنه يخشى من أن ينتقموا من عائلته.
الوسومأزمة إثيوبيا غابات اولالا لاجئون