وصف سفير أرمينيا بالقاهرة هراتشيا بولاديان، المشروعات التنموية التي تنفذها الحكومة المصرية في مجال تطوير البنية التحتية بالهامة، مضيفا أن العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات الأرمينية أبدت اهتمامها بتنفيذ مشاريع في العاصمة الإدارية الجديدة. 

وأشار السفير في تصريح خاص لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وأرمينيا تضاعف 4 مرات عام 2022 مقارنة بعام 2021، مؤكدا أن بلاده تسعى إلى توسيع وتعزيز هذا التعاون في المستقبل، فضلا عن تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات.

ويرى «بولاديان» أن مصر تقوم بدور حاسم في الحفاظ على الاستقرار والتعاون في الشرق الأوسط وإفريقيا وخارجهما، من خلال سياستها المتوازنة والموجهة نحو السلام، بالإضافة إلى قدرتها على التوسط في مختلف النزاعات الإقليمية، وهو ما ينعكس بدوره على أرمينيا، باعتبارها جارة مباشرة لمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح: «أستطيع القول إن الهدف المشترك الرئيسي لأرمينيا ومصر هو تحقيق السلام والاستقرار وتعزيز الشراكات التعاونية في المناطق المجاورة من أجل رفاهية وازدهار الشعوب».

ولفت السفير إلى أن القاهرة احتضنت أول سفارة لأرمينيا في الشرق الأوسط عام 1992، موضحا أن أرمينيا أولت أهمية كبيرة للتعاون مع مصر على الأصعدة كافة، وكانت العلاقات الثنائية غنية بالزيارات رفيعة المستوى، فعلى مدار هذه السنوات، زار ثلاثة رؤساء أرمنيين مصر، ومؤخرا زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، أرمينيا في يناير الماضي وهي أول زيارة لرئيس مصري لأرمينيا.

وتابع: «من المؤكد أن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي في يناير الماضي، وزيارة الرئيس الأرميني إلى مصر في عام 2022 لحضورCOP-27، أعطتا دفعة قوية للعلاقات الثنائية»، وقال إنه تقديرا لزيارة الرئيس السيسي التاريخية إلى أرمينيا، تم إطلاق اسم مصر على أحد ميادين العاصمة يريفان.

وأشار «بولاديان» إلى أن الجالية الأرمينية في مصر قامت وما زالت تقوم بدور كبير وملموس في تعزيز الصداقة التاريخية والتعاون الوثيق بين البلدين، وقد كان أول رئيس وزراء في مصر، نوبار باشا، أرميني الأصل، كما لعبت الجالية الأرمنية دورا مهما في الحياة الثقافية والتعليمية والاجتماعية للبلاد، من بين أبرز الفنانين من أصل أرمني الذين لعبوا دورا ملموسا في الثقافة المصرية الحديثة: «أنوشكا ولبلبة ونيللي وفيروز ورائد فن الكاريكاتير صاروخان».

وكشف السفير، أن حوالي 105 آلاف  سائح من أرمينيا زاروا مصر خلال عام 2022، ومن المتوقع أن يصل عدد السياح الأرمن في عام 2023 إلى 140-150 ألف سائح، معربا عن أمله أن تسهم الرحلات المباشرة بين البلدين، التي من المتوقع أن تبدأ قريبا، وتسهيل متطلبات التأشيرة في زيادة عدد السياح المصريين الذين يزورون أرمينيا.

وقال إن مصر وأرمينيا تتعاونان بشكل فعال في المنظمات الدولية، إذ تدعمان مبادرات بعضهما البعض، نظرا لأن البلدين يشتركان في العديد من القيم ولديهما مواقف مشابهة في العديد من القضايا الدولية، وبالتالي يسعيان لتنفيذ سياسات مشابهة في المنظمات الدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أرمينيا السفير الأرميني سفير أرمينيا العاصمة الإدارية الجديدة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط

د. عمرو محمد عباس محجوب

منذ ١٩٥٦ عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وبدأ مشروعه الوطني في بناء السد العالي المائي للتحكم في الزراعة وتوسعها وزيادة الإنتاج الكهربائي وانجز الإصلاح الزراعي. حدث العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ في قناة السويس وكانت اول مواجهة تحذيرية في وجه بناء الدولة المستقلة من اكبر الدول العالمية من إنجلترا وفرنسا واسرائيل. هذه الحرب كانت ايضاً تسليم وتسلم قيادة العالم لأمريكا التي تدخلت لإيقاف العدوان. وبدات الناصرية كنظرية ومنهج في الانتشار في العالم العربي وفي أنحاء العالم. وبدأت في إبراز القوة والقدرة من إنشاء الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب،صناعة السيارات، الأدوات الكهربائية، الغزل والنسيج وصناعة الملابس، صناعة السكر والأسمنت، الثورة العلمية والأبحاث والدراسات، ثورة السينما والمسرح والاداب والفنون وغيرها وغيرها.

عندما نتحدث عن دول الرؤية التي استطاعت تحويل هزيمتها إلى نجاح واستقلال من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهكذا، فقد كانت مصر الناصرية احد هذه الدول. لكن الفرق بين تلك الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة (في شكل وجود عسكري وتدخلات سياسية) لكن سمحت لها بالتطور العلمي والتكنولوجي ضمن السياق الامبريالي. هكذا نرى ان مصر تمت تصفية قدرتها وقوتها على ان تتطور وتصبح دولة زراعية صناعية مستقلة، وأصبح عليها فيتو ووضعت حولها كمية من الفخاخ والشراك من الإمبريالية والقوى الغربية واسرائيل ومن دول الخليج الغنية مع وجود التهديد الدائم من الاخوان المسلمين المتحالفين مع الإمبريالية واسرائيل.

في الشرق الأوسط ودولها التي ارادت النهوض من مصر، الجزائر، العراق، ليبيا، السودان وسوريا وايران كانت أسباب التدخلات والتعويق مختلفة عن باقي العالم. لكل الدول التي ارادت بناء دولتها المستقلة منذ الخمسينات تم زرع دولة وتنظيم. منذ نهايات القرن الثامن عشر بدات نقاشات إنشاء وطن اليهود، ١٩١٧ صدر وعد بلفور وفي ١٩٢٢ أسقطت الدولة العثمانية وفي ١٩٢٨ انشأ تنظيم الاخوان المسلمين تحت رعاية الإنجليز وفي ١٩٤٨ انشات دولة اسرائيل. هذه الدولة والتنظيم هي التي تقف ضد بناء أي دولة مستقلة تنموية وقد افشلت المشروع الناصري والمشروع البعثي وبدايات مشاريع أخرى.

في كل الدول التي رغبت في بناء الدولة والاستقلال في الشرق الأوسط فقد أصبحت تواجه اماً باسرائيل مباشرة في مصر، سوريا، لبنان، العراق، ايران او غير مباشر في ليبيا والسودان. وفي كل الدول تم إنشاء تنظيم الاخوان المسلمين لكي تعمل ضد بناء الدولة المستقلة، بل اثبتت أنها في السودان قد دمرت كل مأتم بنائه من سكك حديد ومشروع الجزيرة وخدمة مدنية وجيش وشرطة وفصلت الجنوب وغيرها.

منذ ١٩٧٩ بدات امريكا والغرب دعم المنظمات الجهادية في افغانستان واستمرت حتى الآن، وبالتعاون بين امريكا ونتنياهو تم وضع لستة السبعة دول التي يجب تدميرها عن طريق دعم الإسلام المتطرف والسياسي للتدخل. ومن محمد مرسي في مصر ومحمد الجولاني في سوريا فقد مدت يدها للكيان الصهيوني وجرت معها تنظيم حماس التي سحبها خالد مشعل - بعد استشهاد يحي السنوار وهنية- المتحالف مع الدول العربية المطبعة التي خلعت مفاهيم القوة البناء والتنمية والاستقلال.

لقد تغيرت موجبات الرؤية من العمل المفهومي إلى التخلص من أسباب الخزي والخذلان والتعويق التي زرعت في العالم العربي. ان الاتجاه العام الهابط للإمبريالية في اقتصادها وسياستها وهيمنتها (أي ضعف الأمة الأمريكية كما أشار بوتين كعامل مهم لقيام روسيا قوية)، عامل مشجع على العمل في تغيير معادلات وجود اسرائيل في فلسطين (٢٤٪؜ فقط في اسرائيل يرون إسرائيل قوية) ضعيفة او قابلة للعيش مع الفلسطينيين او نهايتها بالكامل. العامل الثاني هو اجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً واتحاد الشعوب حول موقفها. جزء من هذا هو تفكيك الظاهرة الأردوغانية التي بنت مجدها وقوتها من تبني تنظيمات الاخوان المسلمين وضخت فيها أموالها المنهوبة تحت دعاوي اعادة الإمبراطورية العثمانية.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

مقالات مشابهة

  • دبلوماسيون: مطلوب حلول سلمية تؤمِّن وحدة واستقرار الدول
  • «الشرق الأوسط».. حروب وتوترات وتفتيت لـ«الدول الوطنية»
  • اعتراضات في الكنيست على كلمة نتنياهو
  • تحديات النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. المشكلات الهيكلية
  • ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب بأوكرانيا
  • نظام إسرائيلي في الشرق الأوسط
  • قمة فوربس الشرق الأوسط للمرأة تكرّم داليا خورشيد
  • مستشار الرئيس التركي يقترح اسم جديد للشرق الأوسط
  • السيسي: المنشآت الحكومية بالعاصمة الإدارية الجديدة تتحمل تكلفتها شركات العاصمة
  • فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط