في الوقت الذي تحوّل واشنطن تركيزها إلى الحملات الانتخابية الرئاسية لعام 2024، باتت المساعدة المقدمة لأوكرانيا تواجه مزيداً من الانقسام الحزبي والحروب الثقافية.

على حكومتي كييف وواشنطن أن تكونا صادقتين بأن الحرب لن تنتهي قريباً



ويقول جوش روجين في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه في عندما يحين موعد طرح الشريحة الجديدة من المساعدات للتصويت أمام الكونغرس، فإن عدد الجمهوريين الذين سيقولون "لا" سيكون أعلى.

وإذا ما أرادت إدارة الرئيس جو بايدن الحفاظ على تدفق الدعم لكييف، سيتعين عليها تقديم حجة أقوى وأكثر صدقاً في شأن التكاليف بالنسبة للنواب والشعب الأمريكيين.

شبح الإغلاق


ومنذ الغزو الروسي الشامل الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022، التزمت الولايات المتحدة بتقديم 113 مليار دولار، على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية لأوكرانيا ولدول أخرى تأثرت بالحرب. ويفترض بإدارة بايدن أن تطلب من الكونغرس المصادقة على 24 مليار دولار أخرى.
وفيما الكونغرس غارق في فوضى بسبب شبح الإغلاق الفيدرالي الذي يلوح في الأفق، فمن المرجح مناقشة المساعدة المقدمة لأوكرانيا بشكل منفصل، على الأقل في مجلس النواب. وهذا يعني أنه لم يعد في إمكانها توقع ركوب مجاني، في ظل تشريع ضروري منفصل.

 

 

Breaking: Ukraine aid is hanging by a thread.

41 Members of congress and the Senate are calling for an END to sending money to Ukraine.#UkraineRussiaWar #USA
Read Here ⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️https://t.co/cv8ydL6FPo pic.twitter.com/xgz5tblrbo

— Jim Ferguson (@JimFergusonUK) September 21, 2023


ويوضح روجين أن عدد الجمهوريين الذين سيصوتون ضد المساعدة لأوكرانيا سيكون "على الأقل النصف"، إلا إذا لبى بايدن سلسلة من الشروط للجمهوريين، وفق ما قال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا مايكل وولتز، العضو في لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس النواب، خلال حلقة نقاش أدارها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقدم وولتز هذه الشروط في مقال رأي تحت عنوان "انتهى عهد الشيك على بياض بالنسبة لأوكرانيا في الكونغرس".
ويقول وولتز إنه يريد من إدارة بايدن أن تقول بدقة كيف تخطط للمساعدة في وضع حد للحرب. كما أنه يرغب في رؤية التزامات مالية جديدة من الشركاء الأوروبيين، وإلا سيصوت بـ"لا".

 

New: Ukraine aid is hanging by a thread https://t.co/40tdQckpf5 @michaelgwaltz @PatRyanUC @ConcordiaSummit @PostOpinions

— Josh Rogin (@joshrogin) September 21, 2023


وفي مايو (أيار) 2022، صوت 149 جمهورياً لمصلحة المساعدة المقدمة لأوكرانيا، بينما صوت 57 ضدها. وفي مجلس الشيوخ، صوت 11 جمهورياً فقط ضد المساعدة. وإذا ما كان تقدير وولتز التقريبي صحيحاً، فإن معارضي تقديم مساعدة اضافية سيكون مضاعفاً هذه المرة، حيث سيكون عدد الجمهوريين المستعدين للتصويت ضد المساعدة مرتفعاً بشكل ملحوظ في مجلس الشيوخ.

اليمين المتطرف


وكان المسؤولون في إدارة بايدن قد أبلغوا الصحافيين مراراً أن عدد المعارضين الجمهوريين للمساعدة المقدمة لأوكرانيا، يقتصر على أعضاء اليمين المتطرف- بينما زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قادر على الحفاظ على عدد الجمهوريين المصوتين لمصلحة المساعدة. لكن بعض النواب الديمقراطيين بدأوا في إطلاق التحذيرات، قائلين إنه يجب فعل المزيد للدفاع عن المساعدة في العلن وفي السر.
وقال النائب الديمقراطي بات ريان إن هناك تحولاً في صفوف الحزب الجمهوري، لا يقر به المؤيدون للمساعدة بشكل صحيح. ورأى أنه يجب فعل المزيد من أجل الدفاع أمام الشعب الأمريكي عن القضية، التي لا تعتبر حاسمة بالنسبة لكييف فقط، وإنما تعد استثماراً أمنياً مهماً بالنسبة لأمن الولايات المتحدة كذلك.
وأضاف أن "نسبة مهمة من الحزب الجمهوري لم تعد تؤيد ذلك.. لقد اختطف اليمين المتطرف الحزب الجمهوري، وقوّض الإجماع الحزبي الذي كان لدينا من أجل الديمقراطية والحرية".
ويذكر أن وولتز وريان من قدامى المحاربين الحائزين على أوسمة، وهما عضوان في لجنة الخدمات المسلحة. ويوافق كلاهما على أن الولايات المتحدة يجب أن توقف عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن، وإلا فإنه سيسيطر على مزيد من البلدان. لكن ما يختلفان عليه هو: هل لا يزال الرأي العام الأمريكي ملتزماً تقديم ما يلزم لأوكرانيا كي تنتصر؟.
وخلص روجين إلى أن على حكومتي كييف وواشنطن أن تكونا صادقتين حول حقيقة أن الحرب لن تنتهي  قريباً، وأنه يجب تقديم مزيد من التضحيات. ولذلك، يتعين عليهما حشد جهودهما لإقناع النواب والشعب اللذين يمثلانهما، بأن تكاليف التخلي عن مساعدة أوكرانيا، سيكون أكبر بكثير من تكاليف المضي فيها.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية المقدمة لأوکرانیا فی مجلس

إقرأ أيضاً:

من لبنان إلى أوكرانيا.. هذا ما يفعله بايدن في الوقت الضائع

قبل 60 يومًا من موعد مغادرته البيت الأبيض، والمشهد السياسي الأميركي عامة، بادر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، إلى اتخاذ مجموعة خطوات متسارعة وجادة على أكثر من صعيد، وجميعها يرتبط بملفات خارجية عانت إدارته من تبعاتها خلال العامين الأخيرين.

ويعتقد في واشنطن أن هذه الملفات كانت واحدة من الأسباب الكبيرة التي أدت بالحزب الديمقراطي إلى مواجهة كانت من أسوأ الخسارات في تاريخه الحديث خلال انتخابات الرئاسة والكونغرس الأخيرتين.

عودة إلى لبنان 
وتتمثل العودة القوية إلى لبنان من خلال قرار بايدن إرسال مبعوثه الرئاسي، آموس هوكستين إلى بيروت وإسرائيل، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.

ويقول مسؤولون في إدارة بايدن إن هذا الأمر بات أقرب إلى التحقق الآن أكثر من أي وقت مضى، وإن ظهر الأمر متأخرًا عن وقته بالنسبة لبايدن وفريقه، فإن المعطيات القائمة على الأرض هي من شجعت المبعوث الأميركي على العودة مجددًا إلى المنطقة، وذلك نتيجة ظهور ملامح اتفاق.

وكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان هدفًا محوريًا بالنسبة لهذه الإدارة، التي كانت ترى في ذلك منجزًا لها يمكن أن يؤدي إلى إعادة رسم الخريطة الأمنية في لبنان، من خلال خطة تسعى من خلالها إلى اعطاء دور أكبر للجيش في لبنان، كقوة أمنية تسيطر على كافة البلاد، مع التعهد بتقوية عناصره وتسليحهم وجعلهم جزءًا من منظومة  أمنية دولية، بالشراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، في سبيل تأمين المناطق الحدودية.

والمسألة كما يراها مسؤولو إدارة بايدن، هي بداية لعمل طويل الأمد، يسمح بإعادة رسم وتوزيع موازين القوة العسكرية في المنطقة مجددًا، كما يسمح لإدارة الجمهوري دونالد ترامب المقبلة بالبناء عليه.

إنهاء الحرب في غزة
باتت إدارة بايدن متحررة من كافة الضغوط السياسية بعد خسارتها الانتخابات، فهي تسعى الآن إلى محاولة تعزيز الإرث الشخصي للرئيس بايدن من خلال تحقيق بعض المنجزات التي سبق له الوعد بها، ومنها التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وهناك عودة قوية إلى هذه المحاولات، من خلال تكثيف المساعي بشأن ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس، كما كان عليه الأمر في خطاب بايدن أمام مجموعة العشرين، بدعوته أعضاء المجموعة إلى ذلك، إضافة إلى تأكيد البيان الختامي للقمة على ضرورة الدفع بالمزيد من المساعدات والجهود لأجل التخفيف من حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

وقد كان التوصل إلى وقف لإطلاق النار هدفًا متجددًا في خطابات هذه الإدارة، لكن نسبة التقدم فيه كانت محدودة جدًا، بل أن تقديرًا يطرح في واشنطن حول عدم قدرة هذه الإدارة على ممارسة ضغوط كافية على الحكومة الإسرائيلية في سبيل تحقيق أهدافها.

في مقابل ذلك، هناك ضغوط سياسية يمارسها الجناح التقدمي من الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، عبر مشروع القرار الذي تقدم به السيناتور اليساري بيرني ساندرز، والذي يدعو من خلاله إلى وقف تقديم المساعدات العسكرية المقررة لإسرائيل في حجم 20 مليار دولار، وهو مسعى لا يتوقع له أن يلقى تأييدًا كبيرًا من قبل الأعضاء في المجلس، لكنه بكل تأكيد سوف يشكل حرجًا إضافيًا من قبل  شيوخ الحزب على إدارة بايدن.

وذهب ساندرز إلى حد اتهام هذه الإدارة بالتواطؤ في الأزمة القائمة في غزة، وعدم القيام بالخطوات الأكثر صرامة وجدية في التعامل مع إسرائيل في مسألة استخدام الأسلحة الأمريكية في الهجمات، لذلك ذهب إلى اتخاذ مبادرة تقديم المشروع للمصادقة عليه.

الحرب في أوكرانيا 
لقد كانت خطوة إعلان الرئيس بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية البعيدة المدى في الحرب الدائرة في كييف، مفاجأة مدوية في واشنطن؛ لأن بايدن كان يرفض هذا التصعيد منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

لكن التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية في الداخل الأميركي، وفي الخارج، جعلت حسابات هذه الإدارة تتغير، بل وأكثر من ذلك، تظهر استعدادها لمواجهة مخاطر التصعيد الذي يمكن أن يترتب على هذا القرار.

وبين موسكو وواشنطن سلسلة اتهامات حول توسيع مدى الحرب في أوكرانيا؛ لأن واشنطن ترى في دخول 10 آلاف جندي كوري شمالي إلى روسيا للمساعدة في الحرب على أوكرانيا، يشكل تصعيدًا خطيرًا من جانب موسكو، وأنه كان يجب أن يصدر ردًا أمريكيًا موزايًا في نفس القوة والاتجاه.

وينظر الرئيس بايدن إلى هذه الحرب تحديدًا على أنها مركز الإرث الذي أراده لرئاسته، من خلال تعزيز قوة الحلف الأطلسي أوروبيًا، ومنع روسيا من التمدد إقليميًا، وكذلك بسبب رغبته في إعادة الولايات المتحدة إلى دورها القيادي العالمي في مخالفة صريحة لمساعي سلفه دونالد ترامب في ولايته الأولى.

ويسعى بايدن في أيامه الأخيرة إلى جعل أوكرانيا في موقع تفاوضي أفضل، حال اختار الرئيس المنتخب دونالد ترامب مسارات تفاوضية لإنهاء الحرب في كييف، وذلك من خلال إعطاء أوكرانيا أوراق ضغط قوية، وكذلك الأمر بالنسبة للحلفاء الأوروبيين.

وتجد وجهة نظر بايدن تأييدًا حتى في أوساط النواب الجمهوريين بدرجات متفاوتة، لكنها من الناحية الأمنية والإستراتيجية تجد مناصرين خاصة بين الشيوخ الجمهوريين مع اختلاف واحد، وهو مسألة حجم ونوع المساعدات الأمريكية المقدمة من واشنطن، وكيفية تنظيمها وتقنينها ومحاسبة المسؤولين الأوكران على استخدامها خوفًا من  الفساد وسوء الاستغلال.

هذا التأييد من قبل الشيوخ الجمهوريين لتصور بايدن سيجعل خيارات ترامب المتوقعة في الإدارة الجديدة تواجه معارضة داخل الجناح الجمهوري في مبنى الكونغرس؛ الأمر الذي سيكون في صالح الإبقاء على بعض خيارات بايدن في هذه الحرب تحديدًا. (ارم نيوز)

مقالات مشابهة

  • قبیل تسلّم ترامب.. لماذا سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى؟
  • إدارة بايدن تتحرك لإلغاء 4.7 مليار دولار من القروض لأوكرانيا
  • تصعيد خطير.. إدارة بايدن تعتزم السماح لأوكرانيا باستخدام سلاح جديد ضد روسيا
  • «بايدن» يسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ جديدة لضرب روسيا و«أردوغان» يعلّق!
  • من لبنان إلى أوكرانيا.. هذا ما يفعله بايدن في الوقت الضائع
  • أردوغان: قرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي خاطئ وسيصعد التوتر
  • في تحول كبير ولأول مرة .. بايدن يسمح بإرسال ألغام مضادة للأفراد إلى أوكرانيا
  • بايدن يوافق على توريد ألغام أرضية مضادة للأفراد لأوكرانيا
  • عاجل - الكرملين يرد على قرار بايدن: الغرب يستغل أوكرانيا لتدمير روسيا
  • أول تعليق من الكرملين على قرار بايدن: الغرب يستخدم أوكرانيا كأداة لتدميرنا