فيليكس يُطلق سراح ليفاندوفسكي في «الجزيرة المنعزلة»!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
أمضى الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم برشلونة الإسباني، المباريات الأربع الأولى للدوري «الليجا» صائماً عن تسجيل الأهداف، ووضح أنه يلعب وكأنه في «جزيرة منعزلة»، بسبب طريقة لعب الفريق وتكتيكه في ذلك الوقت، والذي اعترض عليه «ليفا» أكثر من مرة، لأن الكرة لم تكن تصله كثيراً، وكان يضطر أحياناً إلى النزول للخلف من استلام الكرة والانطلاق بها، ولهذا لم يكن قادراً على أن يفعل ما يريده بـ «أريحية».
غير أن الأمور تغيرت مؤخراً بانضمام «الشاب الموهوب» البرتغالي جواو فيليكس إلى الفريق هذا الصيف، والذي أجبر تشافي المدير الفني على تغيير خططه وتكتيكاته داخل الملعب، خاصة في ظل غياب بيدري للإصابة.
ولعب فيليكس دوراً مهماً في إضفاء مزيد من المرونة على هجوم «الكتالوني»، وخفف الرقابة على ليفاندوفسكي، ونجح في الإسهام في تسجيل 3 أهداف من الخمسة التي سجلها برشلونة في مرمى ريال بيتيس الأحد الماضي.
وقال موقع جول العالمي في تقرير له من «كتالونيا»: هنا تبرز أهمية وجود لاعب موهوب مثل فيليكس في خط الهجوم، لما يتميز به من رؤية جيدة ومهارة فائقة وتمريرات حاسمة كثيرة، فضلاً عن قدرته في الوقت نفسه على تسجيل الأهداف وصناعة اللعب.
وأثنى الموقع على الشاب «23 عاماً» والقادم من أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة لمدة عام، مع عدم وجود خيار شراء، والذي كان يوماً ما ثاني أغلى لاعب شاب في العالم عند انتقاله من بنفيكا إلى أتليتكو مدريد عام 2019، إذ كان سعره وقتها 126مليون يورو.
ومنذ قدومه إلى برشلونة ومشاركته في المباريات، يصنع فيليكس الفارق، وهكذا عثر تشافي على «ضالته المنشودة»، بعد أن كان يعارض في مرحلة سابقة فكرة ضم اللاعب البرتغالي الذي كان يراه لا يتمتع بالشراسة المطلوبة للاعب في مثل مركزه.
ولكنه أثبت له في المباراتين اللتين لعبهما أمام ريال بيتيس في «الليجا» ورويال أنتويرب البلجيكي في دوري الأبطال «الشامبيونزليج»، أن اللاعب «الحريف» يمكنه أن يقلب نتيجة أي مباراة في أي لحظة، سواء بتمريرة قاتلة إلى زميل، أو هدف مفاجئ من تسديدة صاروخية على مرمى المنافس.
أما النقطة المهمة جداً في حالة فيليكس، أنه يعشق برشلونة من نعومة أظافره، وهذا الحب يدفعه إلى مزيد من التألق، ولهذا ينظر إليه جميع خبراء الكرة الأوروبيين على أنه هو ومواطنه جواو كانسيلو أفضل صفقتين لـ «البارسا» هذا الصيف.
وإذا كان من المبكر جداً الحكم على أداء فيليكس مع برشلونة، لأن تاريخه مع أتلتيكو يؤكد أنه كثير الإصابات ولاعب «هش»، فإن موقع جول العالمي يتوقع أن تكون صفقة انتقال فيليكس إلى برشلونة مفيدة جداً للطرفين.
ولم تكن سنوات فيليكس في أتلتيكو على مستوى الضجة التي صاحبت وصوله، وقليلاً ما كان الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني يشركه أساسياً في المباريات، إلى أن وصلت العلاقة بينهما إلى طريق مسدود منذ الموسم الماضي، وتمت إعارة اللاعب إلى تشيلسي الإنجليزي لمدة 6 أشهر حتى نهاية الموسم، ولكنه لم ينجح هناك، وعاد يجر أذيال الخيبة إلى «دكة الأتليتي»، وكثيراً ما كان يخرج من قائمة المباراة تماماً.
ولجأ سيميوني إلى استغلال «الميديا» لتشويه صورة فيليكس ووصمه بعدم الالتزام، ولم يتحمل اللاعب النقد والهجوم، وانتهى الأمر باستبعاده تماماً، وأخراجه من حسابات سيميوني.
وكان من الطبيعي الدخول في مفاوضات مع برشلونة، بعدما أصر فيليكس على اللعب لهذا الفريق الذي قال أكثر من مرة بأنه يحلم منذ نعومة أظافره باللعب له.
ولم يندم تشافي على ضم جواو فيليكس، واكتشف أنه «خيار تكتيكي مهم»، إذ أن برشلونة كان فقيراً جداً في عدد الأهداف التي سجلها الموسم الماضي، رغم حصوله على لقب «الليجا»، ونجح فيليكس بموهبته وإبداعه وابتكاره، ولعبه غير التقليدي، في أن يفرض نفسه أساسياً في تشكيلة تشافي، وأنه قادر على إضفاء مزيد من المرونة والحيوية في الثلث الأخير من الملعب، ما يسهل مأمورية البولندي ليفاندوفسكي، لأن الفتى الذهبي البرتغالي يكون في أفضل حالاته، عندما يلعب تحت رأس حربة صريح، ولهذا استحق لقب «الخيار الأمثل» لـ «البارسا» والقادر على صنع الفارق لسنوات طويلة قادمة، إذ أنه لم يكمل بعد الرابع والثلاثين من عمره «مواليد 10 نوفمبر1999».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإسباني دوري أبطال أوروبا برشلونة جواو فيليكس أتلتيكو مدريد تشيلسي ليفاندوفسكي تشافي هيرنانديز
إقرأ أيضاً:
ما اتفقت قناتا الجزيرة والحدث على أمر .. إلّا والطائفية كانت معهما !!
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
لا أعرف لماذا أضع يدي على قلبي خوفاً على أهلي وأبناء وطني، وتحسباً لأمر جلل سيحدث، كلما رأيت قناتَي الجزيرة والحدث تتفقان على تغطية حدث ما، بلغة واحدة، ونفس إعلامي وسياسي واحد.. وسيزيد خوفي كلما كان في الجو دخان (طائفي)، أو رائحة لعفوية طائفية قريبة منا.. وقد أثبتت لي التجارب التي تنبهت لها مبكراً صواب شكي، ذلك الشك الذي أصبح يقيناً عندي منذ أن تأكد لي أن خلف أي اتفاق بين هاتين القناتين مصيبة تكمن… واليوم حين يرى المشاهد ( العادي ) هذا التشابه الغريب بين القناتين في تغطيتيهما وخطابيهما تجاه ما يحدث في الساحل السوري، فإنه ومن غير شك سيصاب بالدهشة، خاصة وأن أيّ متابع يعرف جيداً التاريخ المضطرب بين هاتين القناتين، ويعرف العلاقة المتوترة بينهما منذ تأسيسهما، حتى يقال إن تأسيس قناة الحدث جاء أصلاً لمنع تمدد قناة الجزيرة وانفرادها بالمشهد السياسي العربي.. وهكذا سارت قناة الحدث التابعة للملكة العربية السعودية، -تمويلاً وانتساباً وسياسة- في خط إعلامي وسياسي يتقاطع ويختلف ويتخالف مع خط قناة الجزيرة المملوكة لحكومة قطر .
وطبعاً فإن هناك أمثلة ووقائع عديدة تؤكد هذا التقاطع والإختلاف.. فهما مختلفتان في سياستيهما وتغطيتيهما للأحداث السياسية في ليبيا ومصر، وتونس، وفي ما حدث ويحدث في تركيا وايران ولبنان واليمن وغير ذلك.. وكي لا نذهب بعيداً، فإني أدعو القارئ الكريم للعودة الى ما حدث في 7 أكتوبر، وما تلى هذا الحدث التاريخي. فقناة الجزيرة تبنت موقفاً إعلامياً مؤيداً تماماً لحماس ومحور المقاومة ووحدة الساحات، فهي مثلاً تسمي هجوم حماس بطوفان الأقصى، وكانت تطبل وتزمر لهذا الهجوم، وتصفه بأوصاف عظيمة.. بينما قناة الحدث تبنت موقفاً مشابهاً لموقف أمريكا والدول الأوربية، وبعض البلدان العربية كمصر والإمارات والأردن والبحرين وحكومة لبنان، وكثيراً ما تبنت قناة الحدث وجهة نظر تل أبيب في الكثير من القضايا المتعلقة بالحرب
وقد ظهر ذلك من خلال الشخصيات السياسية والعسكرية والأكاديمية التي استضافتها لتغطية معارك غزة ولبنان، فكان هناك أكثر من سبعة محللين صهاينة يتحدثون يومياً لشاشة قناة الحدث ومعهم عشرات المحللين العرب الذين يتحدثون بشكل مباشر أو غير مباشر عن معارضتهم لحماس ودول الممانعة، ولا يجدون حرجاً في إعلان تأييدهم للكيان الصهيوني بحجج مختلفة.
وقد كانت الحدث على سبيل المثال تسمي طوفان الاقصى (هجوم 7 أكتوبر)، وتسمي شهداء الحرب الفلسطينيين واللبنانيين بـ (القتلى)..!
بينما تسميهم قناة الجزيرة ب (الشهداء،) !وهذا الحال ينطبق على عشرات المسميات والتسميات التي تختلف بها القناتان فيما بينهما.
وقطعاً فإن هذا الاختلاف بين القناتين ليس اختلافاً فنياً ولا مزاجياً ولا تنافسياً على تقديم الأفضل، او من أجل كسب المشاهدين وزيادة عدد المشاهدات، إنما هو اختلاف جوهري وبنيوي، مرتبط بالاختلاف بين نظام الحكم في قطر وسياسته التابعة لسياسة الإخوان المسلمين، ونظام الحكم في السعودية الذي يتبع منظومة من التوجهات والاحكام والقوانين والاشتراطات الوهابية المتشددة، تلك المنظومة التي تتعرض اليوم إلى هزة عنيفة، والى قضم متواصل لقوانينها وقيمها على يد ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان، متمنياً أن ينجح الرجل في خططه الرامية للتخلص من هذه المنظومة الرثة والقمعية، رغم شكوكي بنجاحه، وسبب شكوكي يعود إلى أن اليد الواحدة لا تصفق في السعودية، وإن ثمة عقولاً متحجرة، وأشخاصاً لهم تأثير وسطوة وعقيدة دينية ومرجعية ومصالح نافذة يقفون بقوة ضد أية محاولة جادة للتغيير وتحديث الحياة السعودية، بدليل ما نراه اليوم من تقارب بين ربيب القاعدة وداعش، الإرهابي احمد الجولاني – الشرع – وبين نظام الحكم في السعودية، رغم العداوة التاريخية المعمدة بالدم بين تنظيم الأخوان المسلمين – الذي ينتمي له الشرع وحكم آل سعود تلك العداوة التي لم تنطفئ نارها منذ ساعة عبد العزيز آل سعود إلى هذه الساعة.
إن محاولات بن سلمان التحديثية لتهشيم المنظومة الوهابية هي حتماً محاولات حميدة، وهي لعمري تستحق الدعم والتأييد منا قبل غيرنا، فالعراقيون أكثر شعوب الأرض عانوا من ويلات وكوارث وجرائم الوهابية، عندما كان انتحاريو القاعدة السعوديون قبل سنوات، ومن ثم انتحاريو داعش يأتون من مختلف المدن السعودية محملين بكل قاذورات الاحقاد الوهابية ومدججين بالأحزمة الناسفة، فينفجرون مع أحزمتهم وأحقادهم في أسواق العراق ومدارسه وملاعبه مخلفين آلاف القتلى المدنيين الأبرياء . لذا فإن ما يحدث اليوم في الساحل السوري من جرائم طائفية بشعة ترتكب ضد مواطنين مدنيين أبرياء من الطائفة العلوية، وكذلك الدرزية، وبعض الفئات المسيحية أيضاً، لهو أمر يثير الغضب والأسى لما يرتكبه أتباع الجولاني الذين يشبهون إلى حد ما أتباع القاعدة وداعش .. حتى أن وزارة الداخلية السورية نفسها أعلنت حسب ما نقلته عنها وكالة الأنباء الرسمية “سانا” قائلة، أن ” حشوداً شعبية وعسكرية توجهت بأعداد كبيرة غير منظمة إلى الساحل، مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية، ونحن نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري”..!
وإذا كانت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الشرع ذاتها تعترف بتوجه (حشود) عسكرية ومدنية مسلحة(يعني مقاتلين من النصرة أو تحرير الشام) بأعداد كبيرة إلى الساحل السوري لتقتل المدنيين العلويين وتذبحهم، وهم الذين يسمون العلويين (أعداء الله)، فماذا نتوقع ونتخيل عن أعداد الجثث المرمية في الشوارع والأزقة من المدنيين؟!..
في الوقت الذي يقال فيه إن أكثر من 340 مدنياً (علوياً) قتلوا منذ يوم الخميس حتى مساء يوم الجمعة، وقد ازدادات اعداد القتلى بكثرة خلال يوم أمس السبت حتماً..
هذا وقد أفاد سكان من الساحل، ومنظمات مدنية بحصول انتهاكات إنسانية خطيرة خلال عمليات نفذتها قوات الأمن، ومعها عصابات مسلحة، تشمل تنفيذ إعدامات ميدانية، وقتل على الهوية، وحوادث خطف، كانت تضعها السلطات قبل أيام في إطار “حوادث فردية” وكانت تتعهد بملاحقة المسؤولين عنها، رغم أنها لم تحقق في هذه الحوادث الفردية ولم تعلن يوماً عن محاسبة ولو شكلية لمرتكبي هذه (الحوادث الفردية)، أما اليوم فقد بات القتل في الساحل السوري جماعياً كارثياً وليس فردياً، خاصة سواء في أعداد الضحايا !
وعودة لثيمة المقال، فإني أدعو إلى متابعة قناتي الجزيرة والحدث المختلفتين سابقاً في كل شيء، ومشاهدة شاشتيهما اليوم، لمعرفة تغطيتيهما الموحدتين، و (السبتايتلات) المتشابهة، وكي تروا كيف تقف هاتان القناتان هذه الأيام وقفة واحدة خلف طائفية ودموية أحمد الشرع و أتباعه، وكيف تحول وتصور هاتان القناتان -بلا حياء- ضحايا الساحل السوري، كمجرمين وقتلة، بينما تصور المجرمين والقتلة الحقيقيين أبرياء وضحايا ومظلومين، يدافعون عن الوطن والدين والناس..!!
إنها الطائفية اللعينة ليس إلا، وما مسؤولو هاتين القناتين والعاملون على سياستيهما، إلا بعض من المصابين بهذا المرض الخبيث، مرض الطائفية الذي لن يتخلصوا منه كما يبدو ، مهما كانت الظروف والإدعاءات، والمعالجات فـ( الجَرَب الطائفي) أبدي، ولن يشفى منه صاحبه أبداً..!
ختاماً أقول بضرس قاطع: إننا لاندافع عن العلويين الذين طغوا وتجبروا في عهد الأسد، ولا ندافع عن أزلام البعث القتلة، سواء أكانوا علويين او درزيين أو غيرهم، إنما ندافع عن المدنيين الأبرياء الذين يذبحون اليوم على الهوية على يد عصابات ارهابية سورية، وأخرى قدمت من بلدان ودول أجنبية.. كما نريد أيضاً من هاتين القناتين الواسعتين، تغطية إعلامية عادلة ونزيهة تفضح فيها جرائم القتلة والمجرمين مهما كانت هويتهم وطائفتهم، وتدافع بنفس القوة عن الضحايا الأبرياء مهما كانت طوائفهم أيضا، لا أن تنظر بعين عوراء إلى ( الساحات )، وتكيل بمكيالين!!
فالح حسون الدراجي