تجميع العنب وعصره وتحويله إلي نبيذ، ثم تخزينه في أواني فخارية وتسجيل المنتج في دفاتر من أجل توزيعه بالتساوي على المحتاجين كافة، عملية صناعة كاملة أبدع فيها المصري القديم، وكشفتها لوحات «بيتوزيرس» في منطقة آثار تونا الجبل بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا.

إبداع الفنان المصري القديم في النحت

يقول فرج عبد العزيز الجهمي مدير مكتب تنشيط السياحة، في تونا الجبل لـ«الوطن»، إنّ لوحات مقبرة بيتوزيرس، كشفت إبداع الفنان المصري القديم في النحت، وطريقة عرضه لعملية عصر العنب وتحويله إلى النبيذ، إذ تُظهر إحدى لوحات المقبرة، ملامح عمال يبدو عليهم من علامات الوجه وتجاعيد الشعر، أنهم أفارقة، وكان يُستعان بهم كعمال زراعة في الحقول المصرية.

نقل النبيذ إلى مخازن معبد حجوتي لتوزيعه

ويضيف، أنّ اللوحة البديعة التي تستعرض مراحل صناعة عصير العنب أو النبيذ دون إضافة أي مواد أخرى، كانت تتم من خلال تجميع العنب ووضعه في المعصرة، ثم يضغط عليه 4 أشخاص من أصحاب الأجسام القوية، لعصره، وبعد ذلك، يُحفظ في إناء فخاري كان يسمى «الأنفورة» ولها أكثر من شكل، ثم تسجل القيمة التي صُنعت وتنقل إلى مخازن معبد حجوتي، كي توزع بالتساوي على المحتاجين.

ويوضح «الجهمي»، أن نفس اللوحة بمقبرة بيتوزيرس في تونا الجبل، تظهر فيها حيوانات ومنها البقرة وكانت ترمز إلي أنها مصدر من مصادر الغذاء، مشيرًا إلى أن الكثير من اللوحات داخل تونا الجبل، تُبرز مظاهر الحياة اليومية بمنتهى الدقة، إذ أبدع الإنسان المصري القديم في صنع حضارة تليق بتاريخ مصر العظيمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنيا نبيذ تونا الجبل مقبرة المصری القدیم فی

إقرأ أيضاً:

من يقتل إبداع المعلّم؟

من يقتل إبداع المعلّم؟

بقلم: #عبدالبصير_عيد
كاتب وخبير تربوي


نحن لا نتحدث هنا عن المعلّم العادي، بل عن ذاك المعلّم المبدع، الذي خُلق ليكون مختلفًا، الذي يرى في #التعليم رسالة لا وظيفة، والذي يُمارسُ مهنته بشغفٍ نابع من إيمانه العميق بقيمة ما يقدّمه. إنه المعلّم الذي يزرع الأمل في عيون طلبته، بابتسامة مشرقة، ويد تمتد لتبني وتُسنِد.
هذا النوع من المعلّمين لا يعمل من أجل الراتب فقط، بل من أجل رؤية، ومن أجل غدٍ أفضل. لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا: من يقتل إبداع هذا المعلّم؟
السؤال مؤلم، لأنه يُعبّر عن واقعٍ مرير كُسرت فيه آمالٌ كثيرة لمعلمين مبدعين، وتلاشت فيه طاقات شابة كان يمكن أن تُغيّر وجه التعليم لو وجدت البيئة الحاضنة. بعضهم يعتقد أن مَن يقتل الإبداع هم أشخاص بعينهم تصرّفوا بعيدًا عن المهنية، لكن الحقيقة أكبر من ذلك. الإبداع يُقتل أحيانًا بأفكار قديمة، بقوانين لم تعد تواكب تطلعات هذا الجيل، أو بسياسات جامدة لا تحتمل الاختلاف والتجريب.
المعلّم المبدع طاقة متجددة، بحاجة إلى من يحتويه، لا من يُقيّده. بحاجة إلى بيئة تَسمع له، تُفسح له المجال ليبتكر ويجرّب، ولا تعاقبه إن أخطأ. فالمعلّم المبدع لا يخشى الخطأ، بل يعتبره جزءًا من رحلته نحو الأفضل. والقيادة الحقيقية هي من تحتَضِنُ هذه الروح وتدفعها نحو النُّمو والابتكار، لا من تُخضعها للقيود الإدارية والتفاصيل التي تقتل الشغف في مهده.
أخطر ما يمكن أن يُمارس ضد #المعلم المبدع هو الجمود الفكري، وحَصرِه في قوالب ضيّقة لا تَسمح له بالتنفس. والمؤلم أكثر، أن من يُفترضُ أن يكونوا داعمين له، هم أول من يَهدِمُ روحه، وهم يرفعون شعاراتِ الدعم بينما يمارسون الوصاية عليه تحت غطاء “الأنظمة والتعليمات”.
المعلّم المبدع لا يبحث عن مدحٍ ولا شهرة، بل عن فرصة حقيقية ليصنع الفرق. وإن أشغلته المؤسسات بالتفاصيل الصغيرة، وأثقلته بالإجراءات الروتينية، فإنها بذلك تخرجه تدريجيًا من دائرة الإبداع، حتى تَنطَفِئ فيه تلك الشُعلة التي لطالما أنارت لطلبته الطريق.
ولأن هذا المعلّم لا يقف عند حدود المنهج، بل يعيد اختراع الطرق، فإن تجريمه على محاولة لم تُثمر كما يجب، هو حكمٌ بالإعدام على روحه المبدعة. فالتجربة هي معمل الإبداع، والخطأ فيها ليس فشلًا، بل خطوة نحو النضج.
ولأن الإنسان لا يعيش بالمعنويات وحدها، فإن المعلّم بحاجة أيضًا إلى دعم مادي، خاصة في الظروف الاستثنائية. ومن المؤسف أن يتم التعامل معه كأداة، تُستبدَل عِند انتهاء الحاجة، دون أي اعتبار لإنسانيته أو لأحلامه أو لعائلته التي ينتظر أن يؤمّن لها أبسط الحقوق.
ومع كل هذا، يظلّ المعلّم المبدع قويًا بشكل مذهل. لينهض ويرمم ذاته ويواصل طريق الابداع الذي أصبحت سمة من سمات شخصيته. لأنه يعرف نفسه جيدًا، ويعي ما يريد. ولأن الشغف لا يُشترى، فإن بوصلة هذا المعلّم تظل ثابتة نحو الهدف، مهما كانت العوائق.
المعلّم المبدع يخرج من المحن وهو يقرأ:
“إنك لا تعرف كم أنت قوي، حتى تصبح القوة خيارك الوحيد.”

مقالات ذات صلة السقوط العربي 2025/04/14

مقالات مشابهة

  • تحفة فنية من العصور الوسطى.. منمنمة أرمينية تُجسد طقس «غسل الأرجل»
  • “أيقونة العشاء الأخير”.. لمسة فنية نادرة في قلب القاهرة
  • من يقتل إبداع المعلّم؟
  • قام بحذف المنشور”.. إطلالة الفنان المصري محمد رمضان تفجر غضبا واسعا
  • شاهدة على تشابك وقوة مصر.. وزير الداخلية يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة المجيد
  • خبير أثري: براعة المصري القديم تجلت في البناء والتعمير وصناعة المعادن والحلي
  • بعد تحطيمه رقم قياسي.. هنري يُشيد بصلاح: مثل النبيذ الفاخر
  • إقبال كبير على معرض طعام المصري القديم بـمتحف القاهرة
  • مهرجان شباب الجنوب يكرم 10 رموز فنية.. و17 عرضا يتنافسون على جوائز الدورة التاسعة
  • بعد ظهوره المثير ببدلة رقاصة.. التحقيق مع محمد رمضان بتهمة الإساءة للفن المصري