اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷﺟﻨﺒﻰ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻦ اﻷوﺑﺮاﻟﻰ
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
اضطراب فى بحر الأصوات، فثمة أصوات فريدة تخرج للساحة كل عام، وأخرى لا تصلح للغناء وتروج للقبيح والركيك تتصدر منافذ الإعلام الجديدة من سوشيال ميديا وقنوات تليفزيونية أيضاً، وتجدهم فى المهرجانات وأيضاً وبطبيعة الحال فى ساحات الأفراح، فوضى الأمر الذى دعانا لإجراء حوار مع د. سلوى حسن، رئيسة قسم الغناء بالكونسرفتوار سألتها.
- نحن هنا فى الكونسرفتوار مسئولون عن الأصوات الأوبرالية فقط، لكن الأزمة العامة للأصوات وللغناء أن كل من أراد أن يغنى فى أى مكان فيغنى، ولقد فتح «اليوتيوب» الأمر للجميع، فى الوقت الذى لا توجد فيه جهة تصفو من هذه الأمواج المتلاطمة من الأصوات، من يصلح للغناء من الذين لا يصلحون، الحال الذى جعل المستمع يترك أذنه لكل من هب ودب، وعلينا أن نذكر أنه منذ خمسين عاماً كانت هناك أكثر من جهة تصفى الصوت الغنائى، منها لجنة الاستماع الموحدة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمصنفات الفنية، ونقابة الموسيقيين، ولا تستطيع أن تخرج للساحة إلا أن يسمح لك من هذه الجهات، لكن الآن لا توجد أية جهة من هذه الجهات تمارس دور التصفية، حتى أصبح بذلك الغناء متاحاً للجميع، وانتقل الفن وبشكل أكثر شعوراً وبتطور سلبى من ملاهى الهرم إلى عالم «النت».
- الأصوات النخبوية التى تتخرج من الكونسرفتوار لا مكان لها إلا فى دار الأوبرا المصرية، ومن حسن الطالع بدأت جهات خاصة تقدم ألواناً من الفنون الأوبرالية مثل «أركان» ومن قبلها كانت «ساقية الصاوى» بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية.
- نفس تقنيات الغناء العربى والأوبرالى هى هى، لكن الغناء العربى لديه الفرصة فى عمل «حليات» وتصريفات، لكن الغناء الأوبرالى ملتزم.
- نعم إن الأوبرا ليست ذائعة، لكن هناك من يحب هذا الفن ويستسيغه والأجيال الجديدة لديها شغف بهذا الفن نتيجة التعلم الأجنبى، وأصبح الغناء الأوبرالى نتيجة لحفلاته المتعاقبة معروفاً لدى الجماهير وليس شرطاً أن تطلبه، وصورة أن الغناء الأوبرالى هو الذى يصرخ لم تعد عالقة بالأذهان.
- إشكاليتها المعضلة كانت فى الترجمة، إذ كانت بنية الكلمة لا تتماشى بانضباط مع بنية الحروف الموسيقية، الأمر الذى يثير النفور أو السخرية فكان لا يتناسب التقطيع اللغوى مع التقطيع الموسيقى، وكان من أجل حشر ذلك مع ذاك يمد ما لا يمد، ويقصر ما لا يقصر، وتجلى هذا الاختلاف فى أعمال كالناى السحرى وأعمال موتسارت ونحوها.
- هى «فورم» وهى عمل مغنى من الألف إلى الياء، تتخلله بعض مقاطع «الريستاتيف».
- إن الأصوات الجيدة، تكون قد دفعت مقابلاً مادياً للمؤلف والملحن والموزع، فكم سيكون عدد المشاهدات والأرباح بعد ذلك فى مواجهة الأغانى التافهة، فهذا الصوت يحتاج إلى دعم مادى كى يواصل ما بدأه، ويجنى الثمار المادية لفنه فلا يجد، فالمطرب لديه مشكلات مادية حتى فى وجود «اليوتيوب» فى الوقت الذى يجد فيه هذا المطرب المشاهدات والأرباح بالملايين لأصحاب الأعمال القبيحة والركيكة فيصاب بالإحباط، وغناء الأصوات الجيدة فى الحفلات يكون نادراً للغاية الأمر الذى لا يساعده على الانتشار الكافى، فلا بد لكمال نجاح الصوت أن يكون متواصلاً فى نشر فنه، مكثفاً لإنتاجه، فلو ظهر فى التليفزيون مرة واحدة فالناس تنساه، إذ إنها لا تكفى لتواصل الجماهير معه.
- الحل أن تعود الإذاعة والتليفزيون للإنتاج كما كان فى الماضى، وعلينا أن نذكر أن إذاعة الأغانى كان الهدف من بثها أن تكون نافذة للإنتاج الإذاعى، وهناك مطربون مشهورون فى الأوبرا لا يجدون فرصة للغناء إلا كل نصف عام.
- هذا فكرة مشروع جديدة رحبت به د. غادة جبارة وذلك من خلال الدارسين بالكونسرفتوار والمتفوقين من المبدعين الجدد أو أصحاب الإبداعات الجديدة ولتجد الأصوات الواعدة طريقها.
- أعقد الندوات لتعريف الجماهير بالألوان الأوبرالية، وتقديم التثقيف الفكرى لأشكال من الموسيقى، وأعمل من خلال بعض المنظمات الدولية مثل اليونسكو واليوسيسكو لتقديم الاستشارات الفنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكونسرڤتوار الفن أزمة سوشيال ميديا المهرجانات الافراح
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيلها الـ50.. باريس تحيي أجمل ليالي أم كلثوم
بمناسبة الذكرى الـ50 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، أُقيمت الليلة الماضية أولى الحفلات الموسيقية التي ينظمها مسرح مركز "فيلهارموني باريس" أحد أهم المراكز الثقافية والفنية الفرنسية، للتأكيد على قوة وعظمة الإرث الفني الذي قدمته "أم كلثوم" في حياتها وظل خالدا بعد رحيلها.
وأحيا المؤلف الموسيقي اللبناني ريس بيك وفرقة "غرام وانتقام" ليلة من ليالي سيدة الغناء العربي، على مسرح "فيلهارموني باريس" في "بارك دو لافيليت" شمال شرقي العاصمة الفرنسية، بعرض مميز تحت عنوان "أجمل ليالي"، للإحتفاء بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم.
وفي مزج فريد من نوعه، قدمت الفرقة عرضا يُعد من الروائع الفنية المبتكرة، حيث أعادت إحياء أشهر أغاني سيدة الغناء العربي ومقاطع من الأفلام السينمائية التي شاركت فيها، مع تحديث التوزيع الموسيقي برؤية حديثة معاصرة تجمع بين العود والموسيقى الإلكترونية، قدمتها فرقة "غرام وانتقام" والتي تشتهر بدمج الموسيقى الإلكترونية مع التراث الموسيقي العربي، ونجحت في تقديم تجربة فنية فريدة تجمع بين الماضي والحاضر.
وخلال عرض "أجمل ليالي"، قدمت الفرقة أشهر مقاطع لأغاني "أم كلثوم" "انت عمري" و"ألف ليلة وليلة" و"أنا في انتظارك"، مع إثراء موسيقاهم الحية بمقاطع مرئية من أفلامها وحفلاتها، نقلت الجمهور إلى زمن الفن الجميل ولكن بشكل مبتكر تفاعل معه الحاضرون بشكل كبير.
وقالت الفرنسية "بولين" لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "جئت أنا وصديقتي بالصدفة ولا نعرف الفرقة جيدا، لكن جئنا لسماع أغاني أم كلثوم لأننا سبق أن شاهدنا معرضا آخر لها ولفيروز، لكن الفرقة وموسيقاها جعلتنا في عالم آخر رائع .. ما جعلني أرغب في اكتشاف المزيد".
شاركتها الرأي "جابرييل" التي عبرت عن إعجابها الكبير بالحفل، وقالت "أحببت هذا العرض وأردت سماع موسيقى أم كلثوم، لكن سماع أغانيها مع أجواء هذه الموسيقى الإلكترونية، جعلتني أريد معرفة المزيد عن هذه الأغاني والاستماع أيضا إلى الموسيقى الإلكترونية مع هذه الفرقة التي لم أكن أعرفها من قبل". وأضافت "هذا المزج غريب .. لسنا معتادين على خلط القديم مع الحديث وهذا هو الشيء المبهر في الحفل".
في المقابل، عبرت "روان" من لبنان، عن شعورها بخيبة أمل كبيرة، حيث توقعت الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية لأم كلثوم، وقالت "أتيت في الأساس من أجل أم كلثوم، ولم يعجبني ذلك المزج من الموسيقى الكلاسيكية والإلكترونية .. كنت أود الاستماع إلى الموسيقى الشرقية الأصيلة لأم كلثوم .. كانت هناك مقاطع بصوت أم كلثوم فقط دون هذا المزج وهذا كان أفضل شيء".
بينما أعجبت "ماري" و"دانييل" بفكرة تكريم سيدة الغناء العربي في ذكرى رحيلها الـ50 بشكل حديث. وقال "دانييل": "هذا المزج من الموسيقى الإلكترونية الأوروبية مع الموسيقى العربية التقليدية .. لم أتوقع ذلك لكنه كان جميلا وخاصة أنه كان مصحوبا بمقاطع مرئية ".
ومن خلال هذا الحفل، سلط المؤلف الموسيقي ريس بيك وفرقة "غرام وانتقام" الضوء على أصالة وعبقرية أم كلثوم ، فبعد 50 عاما على رحيلها، "لا تزال أم كلثوم حاضرة في قلوبنا"، وأكدت الفرقة أن "أجمل ليالي" يعطي حياة جديدة لموسيقى أم كلثوم ومقاطع من أفلامها السينمائية، مع تحديث التوزيع الموسيقي برؤية حديثة تلامس المشاعر وتأخذ الجمهور إلى زمن الفن الجميل ولكن بشكل مبتكر.
وبهذه المناسبة، أعرب المستشار الفني لمركز "فيلهارموني باريس" آلان ويبر، والذي أعد هذا البرنامج الحافل لتكريم أم كلثوم، عن سعادته لإقامة الاحتفالية.
وقال لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، إنها فرصة عظيمة لإقامة حدث كهذا، تكريما لسيدة الغناء العربي، الصوت الوحيد الذي كان يحتفظ بالإرث الثقافي للأغنية المصرية والعربية.
ويُقام غدا السبت، الحفل الثاني الذي تحييه فرقة "موسيقيو النيل" من خلال العزف على الربابة والمزمار والطبلة، لتقديم روائع من التراث الموسيقي، مع خلق أجواء أمسية احتفالية تعيشها إحدى القرى المصرية لتنقل الجمهور في رحلة عبر الزمن وتذكرنا بالقرية مسقط رأس سيدة الغناء العربي أم كلثوم "طماي الزهايرة" بمحافظة الدقهلية.
ثم تُقام الاحتفالية الكبرى الأحد القادم، على مسرح "فيلهارموني باريس"، بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية، حيث يُحيي الحفل أوركسترا الموسيقى العربية بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام، وتشدو خلاله مطربتا الأوبرا رحاب عمر وإيمان عبد الغني، بباقة مختارة من الأعمال الخالدة لسيدة الغناء العربي.
وتُقام هذه الحفلات تكريما ل"نجمة لا تُنسى من نجوم الموسيقى العربية" كما وصفها مركز "فيلهارمونى باريس" على موقعه الالكتروني، مؤكدا أن "أم كلثوم" قادت مسيرة فنية مبهرة امتدت لأكثر من نصف قرن وحتى بعد خمسين عاما على رحيلها، لا تزال تتألق بنفس تألقها وإبداعها حتى يومنا هذا.