خطاب عباس في الأمم المتحدة.. هل يلبي تطلعات الفلسطينيين؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
غزة - خاص صفا
يرى كتاب ومختصون بالشأن السياسي أن خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة "ضعيف ومكرر" ولم يحمل أي جديد بالنسبة لتطلعات الفلسطينيين في ظل تصاعد اعتداءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة.
وكان الرئيس عباس قال خلال كلمته أمام الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الخميس إن لدينا أمل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة رغم الواقع الأليم بعد مرور 30 عاما على اتفاق أوسلو
وأضاف أن حكومة الاحتلال تعتدي على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس وتخرق الوضع التاريخي والقانوني، داعيًا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه كل الدول المعنية بالسلام في الشرق الأوسط.
وأردف عباس أن شعبنا يدافع عن وطنه وحقوقه المشروعة من خلال مقاومته الشعبية السلمية كخيار استراتيجي، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عملية تستند لقرارات الشرعية الدولية للاعتراف بدولة فلسطين.
وحول الانتخابات قال الرئيس إننا "نريد إجراءها اليوم قبل الغد لكن يجب أن تشمل القدس"، داعيًا إلى تجريم إنكار النكبة وجعلها يوما عالميا لإحياء ذكراها.
خطاب مكرر
بهذا الصدد يعتبر رئيس الهيئة الوطنية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي أن "خطاب عباس مكرر وإن كان نسخة محسنة من خطاب العام الماضي".
ويقول عبد العاطي في مقال إن الخطاب استمرار لذات نهج القيادة في عدم تغيير قواعد اللعبة رغم التغييرات الدولية والإقليمية حتى داخل الاحتلال الإسرائيلي وصعود حكومة هي الأكثر فاشية وعنصرية والتي تعلن ليل نهار عدم اعترافها بالشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية.
ويرى أن الخطاب أكد الإبقاء على التزامات السلطة بالمقاومة السلمية وتبرير تأجيل الانتخابات برفض "إسرائيل" السماح بإجرائها في القدس، ما يعني بقاء الحال كما هو وعدم إجراء الانتخابات.
ويضيف "في حالة الرئيس وخطابه لا أحد بات يتوقع تغيير، حتى الاحترام العالمي لنا في تراجع فالقاعة كانت شبه فارغة".
ويوضح عبد العاطي أن المشكلة ليست في الخطاب بقدر غياب إرادة الفعل والفعل الحقيقي على الأرض، وهذا بات معلوما لـ"إسرائيل" والعالم.
ويتابع "كما أن الخطاب خلى من أي مؤشرات للتغيير في السياسة الرسمية وتهرب من ذكر عدد من المتغيرات الدولية والإقليمية والوطنية وخاصة قضايا التطبيع والعلاقات الأمريكية والدولية، وغياب أي خطوات جادة في تقديم طلبات الحماية الدولية لمجلس الأمن أو الجمعية العامة بصيغة متحدون من أجل السلام أو تقديم طلب بتعليق عضوية دولة الاحتلال حتى تنصاع لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ويشير عبد العاطي إلى أن الخطاب خلى أيضا من خطة عمل إجرائية لتفعيل مسار التوجه للمحاكم الدولية ومن بينها محكمة الجنايات الدولية واستخدام مبدأ الولاية القضائية الدولية في إبقاء على ذات السياسة كجزء من التزامات السلطة بسبب الرهان على الأوهام والوعود الأمريكية الإسرائيلية.
لكنه يلفت إلى أهمية بعض فقرات الخطاب والإشارات إلى ضرورة مراجعة عضوية دولة الاحتلال والمطالبة بتجريم إنكار النكبة والدعوة إلى التحرك لمحاسبة دولة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
ويختتم عبد العاطي بالقول: "للأسف أدت سياسات الرئيس إلى إفقاد النظام السياسي احترامه ومصداقيته، فهو يلوح بيدٍ تواصل التنسيق الأمني والعلاقات مع الاحتلال والرهان على ذات السياسية أوهام التسوية بعد ثلاثين عاما من أوسلو فيما اليد الأخرى مبتورة بالانقسام وتعطيل المؤسسات ومنع الانتخابات واستمرار الانتهاكات الداخلية والعجز المالي والفساد".
سرد تاريخي واستجداء
الكاتب والمختص بالشأن السياسي إياد القرا يرى أن "خطاب عباس في الأمم المتحدة كعادته، سرد تاريخي وتوصيف، واستجداء مالي للمجتمع الدولي، والذي يذهب لقيادة السلطة".
ويشير القرا إلى أن عباس تحدث عن المقاومة السلمية وتجاهل المقاومة الشعبية والمسلحة، على الرغم من عمليات القتل والارهاب الذي يمارسه الاحتلال.
ويؤكد أن الخطاب لا يرتقي لتطلعات شعبنا الفلسطيني، وقضيته العادلة، وحصرها في الدعم المالي، وفي المقابل تجاهل ملاحقة الاحتلال فعليًا، وحصرها في شعارات رنانة.
ويضيف القرا "المجتمع الدولي لا يحترم الضعفاء، وخطاب الاستجداء، ويمقت الخطابات المكررة الفارغة من مضمونها، فهي بلا طعم ولا لون ولا رائحة".
فشل سياسي
الكاتب عزات جمال يقول عبر صفحته في "فيسبوك" إن خطاب الرئيس عباس كعادته لم يحمل أي جديد.
ويرى جمال أن ما تطرق إليه عباس من أحداث وشواهد متعلقة بنكبة الشعب الفلسطيني ودور كل من بريطانيا وأمريكا الأساسي في وجود الكيان، إضافة لحديثه عن فشل الأمم المتحدة في إنصاف شعبنا على مدار 75 سنة، ورفض الاحتلال لتطبيق أي من قراراتها الدولية رغم التزام السلطة بها، كل ذلك يدين عباس ويثبت فشل نهجه السياسي الذي لا زال يراهن عليه ويتفاخر بالتزامه به.
ويضيف أن "شعبنا الفلسطيني لم يفوض عباس بإقامة دولة على 22٪ من أرض فلسطين ولم يسلم بباقي أرضه لدولة الاحتلال، كما ادعى عباس بل إنه يعبر عن نهجه ورؤيته، فشعبنا الثائر والمنتفض لا يفرط بشبر من أرضه التاريخية ولا يعترف للكيان بحق".
ويتابع جمال "البكاء على الأطلال والاستجداء لا يعني شيء في عالم آخر ما يمكن أن يفكر فيه القيم والحقوق؛ لذلك أي دعوة لمطالبة العالم بمنح شعبنا حقوقه هي دعوة عبثية لا تنسجم مع الواقع، لأن الحقوق تنتزع انتزاعاً".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: محمود عباس خطاب عباس في الأمم المتحدة الأمم المتحدة خطاب محمود عباس الأمم المتحدة دولة الاحتلال عبد العاطی أن الخطاب
إقرأ أيضاً:
أبرزهم القياديان دحلان والقدوة .. لهذه الأسباب قرر الرئيس عباس العفو عن مفصولي حركة فتح
سرايا - أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أخيرا “إصدار "عفو عام" عن جميع المفصولين من حركة فتح.
جاء ذلك في كلمته أمام القمة العربية الطارئة حول فلسطين بالعاصمة المصرية القاهرة الثلاثاء، مؤكدًا اتخاذ الإجراءات التنظيمية الواجبة لذلك ما أثار تساؤلات حول الخطوة المفاجئة.
ولأسباب مختلفة، قررت حركة فتح، الفصيل الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية، في السنوات الأخيرة فصل عدد من أبرز قيادييها، إثر خلافات حادة واتهامات متبادلة، تمحورت حول الصلاحيات وكيفية اتخاذ القرارات في الحركة.
وتقول مصادر في حركة فتح إن قرار الفصل لأعضاء بارزين فيها جاء إثر تفاقم الخلافات الداخلية خاصة بين الرئيس محمود عباس والقيادي محمد دحلان.
** محمد دحلان
ومن أبرز المفصولين، محمد دحلان رئيس ما يسمى التيار الإصلاحي في حركة فتح.
وفُصل دحلان من حركة فتح عام 2011، وتعرض لمحاكمة بتهم فساد، حيث قضت محكمة جرائم الفساد الفلسطينية عام 2016 بسجنه 3 سنوات بتهمة اختلاس 16 مليون دولار خلال فترة توليه منصب منسق الشؤون الأمنية للرئاسة الفلسطينية.
وتتهم فتح دحلان بأنه أحد المسؤولين عن فشل الأجهزة الأمنية في التصدي لهجوم حماس عام 2007 وسيطرتها على قطاع غزة عسكرياً، الأمر الذي دفع دحلان، إلى تشكيل التيار الإصلاحي الديمقراطي، والذي انضم له عدد من قيادات الحركة البارزين بينهم أعضاء في المجلس الثوري ونواب في المجلس التشريعي (البرلمان) عن حركة فتح.
وفي مارس/ آذار 2014 اتهم عباس، دحلان في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح، بعلاقة مع مسؤولين إسرائيليين، ومعرفته بمحاولة اغتيال صلاح الدين شحادة مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس التي نجا منها آنذاك، كما اتهمه.
وبدأ محمد يوسف دحلان (64 عاما) المولود في مخيم خان يونس للاجئين بقطاع غزة، حياته السياسية ناشطا في حركة “فتح”، التي كان يتزعمها في ذلك الوقت، الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ومع تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، إثر توقيع منظمة التحرير الفلسطينية، اتفاق أوسلو للسلام مع "إسرائيل"، ترأس دحلان جهاز “الأمن الوقائي”، في قطاع غزة.
واتهمت القوى الفلسطينية المعارضة لعملية التسوية مع "إسرائيل"، وخاصة حركتا حماس و الجهاد الإسلامي، دحلان، باعتقال وتعذيب آلاف من عناصرهما، بتهمة ممارسة العمل المقاوم ضد "إسرائيل".
وشارك دحلان، في فرق التفاوض مع "إسرائيل"، ومنها مفاوضات القاهرة عام 1994، ومباحثات كامب ديفيد الثانية عام 2000، وقمة طابا عام 2001.
** ناصر القدوة
وفي مارس 2021، قررت اللجنة المركزية لفتح فصل ناصر القدوة، من الحركة.
وقالت بيان حمل توقيع الرئيس الفلسطيني وزعيم الحركة، محمود عباس، إن قرار الفصل يأتي بعد انتهاء مهلة تم منحها للقدوة، مدتها 48 ساعة، للتراجع عن مواقفه المعلنة “المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها”.
وانتخب القدوة عام 2009 عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح.
وكان القدوة (72 عاما)، وهو ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والسياسي والدبلوماسي المعروف، ووزير خارجية فلسطين السابق، قد أسس الملتقى الوطني الديمقراطي، حيث أمهلته حينها اللجنة المركزية لحركة فتح 48 ساعة للتراجع عن قراره، لكنه رفض، وهو ما عُدَّ مخالفة للنظام واللوائح الداخلية، فاتُّخذ قرار بفصله.
ووجّه القدوة انتقادات لاذعة للقيادة الفلسطينية وحركة فتح.
كما سبق أن أعلن عزمه دعم القيادي في الحركة المعتقل في سجون "إسرائيل" مروان البرغوثي، في حال قرر الترشح للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة آنذاك.
** محاولة لملمة الحركة
ووفق المحلل السياسي الفلسطيني محمد هواش، فقدت حركة فتح بفصل القدوة ودحلان وغيرهما شخصيات وازنة فيها، ولها قدرات وإمكانيات مهمة.
واعتبر هواش في حديث للأناضول أن “عودة تلك القيادات لصفوف الحركة، سيؤدي لتوحيدها ولملمة صفوفها، ويشكل خطوة مهمة في طريق إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية”.
وقال إن “عودة واندماج قيادات مثل ناصر القدوة إلى حركة فتح ستكون له انعكاسات على قوة وحضور الحركة، وأنه عندما تتاح الظروف لإجراء أي انتخابات، فذلك يزيد من فرصة فوز حركة فتح بحصة كبيرة”.
وفي 30 أبريل/ نيسان 2021، قرر عباس تأجيل انتخابات كانت مقررة على مراحل لحين ضمان سماح "السلطات الإسرائيلية" مشاركة سكان مدينة القدس المحتلة.
وأجريت آخر انتخابات رئاسية عام 2005، كما أجريت ثاني وآخر انتخابات تشريعية عام 2006، فيما أجريت آخر انتخابات محلية عام 2021.
** ضغوط فلسطينية وعربية
بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، أن الخطوة “تأتي استجابة لضغوط فلسطينية وعربية ودولية، بضرورة تجديد هيكلية السلطة الفلسطينية وقدراتها ونشاطها”.
وأضاف عوض في حديث للأناضول أن الخطوة أيضًا هي “من أجل مواجهة التحديات والمهام الجديدة التي تفرض على السلطة، من ناحية الواقع السياسي وإعادة إعمار غزة وغيرها”.
وتحدث عرض عن “مطالبات قديمة ومستمرة على مستوى قاعدة حركة فتح وأعضائها من أجل ضخ دماء جديدة، والتخلص من الترهل والجمود والانقسام الذي تواجهه فتح، والمطالبات بعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية”.
واعتبر عوض أن من الأهمية بمكان، أن “توحد فتح كل تياراتها وتوجهاتها، للعمل تحت مظلة واحدة، لأن هناك رؤى واجتهادات مختلفة داخلها ولملمتها ستجعل الحركة قوية، وقادرة على تجديد علاقتها الداخلية والخارجية، وهو ما سينعكس إيجابًا على الوضع الفلسطيني العام”.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : أكسيوس: ويتكوف يتوسط لاتفاق جديد بين حماس والاحتلال
وسوم: #جرائم#فلسطين#الوضع#مدينة#القاهرة#الفساد#العمل#القدس#القمة#غزة#أحمد#الفصل#صلاح#محمود#محمد#رئيس#الرئيس#جنين
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 09-03-2025 10:27 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية