ليفربول يعود في «البطولة المرفوضة»!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
فيينا (أ ف ب)
عاد ليفربول الإنجليزي من بعيد، وقلب الطاولة على مضيفه لاسك النمساوي، ليفوز عليه 3-1، في الجولة الأولى من منافسات مسابقة «يوروبا ليج» لكرة القدم، والتي شهدت تعادلاً مثيراً بين أياكس الهولندي ومرسيليا الفرنسي 3-3.
وفي مسابقة لا يرغب ليفربول بالتواجد فيها، لا سيما بعدما استعاد مكانته بين كبار «القارة العجوز»، وشارك في مسابقتها الأهم دوري الأبطال في المواسم الستة الماضية، وحتى أنه أحرز اللقب عام 2019 للمرة الأولى منذ 2005 والسادسة في تاريخه، كان السبق مفاجئاً لأصحاب الأرض.
وافتتح لاسك التسجيل في الدقيقة 14 عن طريق فلوريان فليكير الذي أطلق تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، سكنت شباك الحارس الإيرلندي كايومين كيليهير.
وفيما بدا ليفربول عاجزاً في الشوط الأول، كانت العقلية مغايرة في الشوط الثاني، إذ أدرك «الريدز» التعادل في الدقيقة 56 من ضربة جزاء احتسبها حكم المباراة وترجمها الأوروجوياني داروين نونييز بنجاح.
وبعد سبع دقائق، أحرز الكولومبي لويس دياز هدف السبق للنادي الإنجليزي، بعدما حوّل في المرمى عرضية جميلة من الهولندي راين جرافنبيرخ «63».
وأكمل النجم المصري محمد صلاح الثلاثية، بعد دخوله بديلاً في الدقيقة 74، عندما تسلّم داخل منطقة الجزاء تمريرة من نونييز، وراوغ مدافعين قبل أن يمرّر الكرة بين قدمي حارس المرمى توبياس لافال ويسكنها المرمى «88».
وفي مباراة أخرى في المجموعة نفسها، تعادل تولوز الفرنسي مع أونيون سان جيلواز البلجيكي 1-1.
وضمن منافسات المجموعة الثانية، تعادل أياكس الهولندي ومرسيليا الفرنسي 3-3 في مباراة جنونية، وافتتح أصحاب الأرض التسجيل عن طريق البرتغالي كارلوس بورخيس «9»، قبل أن يضيف ستيفن برخيس الثاني «20»، وأدرك مرسيليا التعادل بعد ذلك بهدفي جوناثان كلوس (23) والجابوني بيار-إيمريك أوباميانج «38».
عاد أياكس ليتقدم مجدداً بهدف كينيث تايلور «52»، لكن أوباميانج كان حاضراً مجدداً لفرض التعادل «79».
وفي المجموعة ذاتها، استهل برايتون مشاركته الأولى على الإطلاق في المسابقة، بخسارته أمام ضيفه أيك أثينا اليوناني 2-3، وفاجأ برايتون الجميع في الموسم الماضي باحتلاله للمركز السادس في الدوري الممتاز، ما شرّع الباب أمامه للمشاركة القارية الأولى في تاريخه.
وأظهر برايتون أن ما حققه الموسم الماضي لم يكن وليد المصادفة، إذ بدأ هذا الموسم بقوة أيضاً، وأحرج مانشستر يونايتد، بإسقاطه في معقله «أولد ترافورد» بنتيجة 3-1.
ولكن على ملعب «أميكس»، لم تكن بداية فريق «النوارس» بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي تزيربي على قدر الآمال، إذ خسر بثلاثية المدافع الفرنسي دجبريل سيديبيه «11»، والصربي ميات جاسينوفيتش «40»، والبديل الأرجنتيني إيزكييل بونس «84»، فيما سجل هدفيه البرازيلي جواو بيدرو «30 و67 من ضربتي جزاء».
وفي المجموعة السابعة، عاد روما الإيطالي، وصيف المسابقة في الموسم الماضي، بفوز ثمين من مولدافيا على حساب مضيفه شيريف تيراسبول 2-1.
وخاض روما المباراة بمعنويات مرتفعة جداً، نتيجة الفوز الكاسح الذي حققه فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في الدوري على إمبولي بسباعية نظيفة، بينها هدف أول للبلجيكي روميلو لوكاكو بألوان نادي العاصمة، ليعود ويسجل هدف الفوز في مباراته القارية الاولى مع ناديه الجديد في الدقيقة 65.
وسجل لوكاكو «30 عاماً» الذي يلعب بالإعارة، قادماً من تشيلسي الإنجليزي هدفه الـ 16 في مبارياته الـ 12 الأخيرة في المسابقة القارية، علماً أنه استهل سلسلته التهديفية في نوفمبر 2014، عندما كان يدافع عن ألوان فريق إيفرتون الإنجليزي، حين هز شباك فولفسبورج الألماني في الفوز 2-صفر.
وكان روما الذي حلّ الموسم الماضي وصيفاً للمتخصص في المسابقة إشبيلية الإسباني، تقدم بفضل «النيران الصديقة»، بعدما حوّل الكاميروني غابي كيكي الكرة خطأ في مرمى فريقه، قبل أن يدرك شيريف تيراسبول التعادل مع بداية الشوط الثاني عبر الكولومبي كريستيان توفار.
وضمن المجموعة ذاتها، فاز سلافيا براغ التشيكي على مضيفه سيرفيت السويسري 2-0، سجلهما لوكاس ماسوبوست والنيجيري إيجو أوجبو.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ليفربول محمد صلاح برايتون روما لوكاكو
إقرأ أيضاً:
الذات الدقيقة في مواجهة التهميش.. قراءة في مجموعة نافذة للصمت لهشام ازكيض
في كتابه "منابع الذات وتكوّن الهوية الحديثة" تحدث تشارلز تايلر عن مجموعة من طرائق البحث عن المنهجية التي تساعد الإنسان في فهم صفاته ورغباته وميوله وعاداته الفكرية والشعورية التي تمكنه من بناء المواقف وردود الأفعال تجاه محيطه والتفاعل معه. وقد أطلق عليها (البحث عن الذات الدقيقة) التي تشكل ماهية العوالم الداخلية لإنسانية الفرد. ومن النصوص التي تتناول حداثة الشخصية وألفتها وسط صخب من الأفكار والحوادث والأزمات الفردية والجمعية المجموعة القصصية للكاتب والأديب المغربي هشام أزكيض المعنونة باسم "نافذة للصمت" والتي تتكون من عشرين قصة مختلفة لكن رابطا دقيقا وشفافا يكاد يجمعها داخل حزمة غير مرئية من حيث اختلاف التناول والمضمون لكنها متشابكة تماما إلى حد اللاانفكاك من حيث الشعور وتدفق الفكرة الإنسانية متقاسمة الوقوف بإخلاص وثبات على نافذة للصمت. وكما أن الكلام له القدرة الأعظم على تفسيرالإنسان والتوغل في أعماقه فإن للصمت في حياتنا المعاصرة وزنه الراجح في كفتي الميزان بل ربما أطاح بالكفة الأخرى أرضا في كثير من المواقف حتى وإن "لم يكن في الغرفة المظلمة المغلقة الإحكام سوى نافذة صغيرة جدا خلفها جدار أكثر إعتاما من محاولات النافذة للإمساك بخيوط الشمس".
يبدو هشام أزكيض في مجموعته القصصية "نافذة للصمت" كأنه يمارس أسلوب التعلم الذاتي الذي تحدث عنه أحمد خالد توفيق في كتابه (اللغز وراء السطور) مبينا حقيقة الكتابة والكاتب الذي يجد نفسه منغمسا بلا إرادة أو وعي في حاضنته الاجتماعية المتشابكة التي تضخ ألاف الأفكار الملاحقة للفرد بلا رحمة حتى تلجئه قسرا إلى ذلك الجدار وتلك النافذة .
عشرون قصة تقترف خطيئة البحث عن الذات الدقيقة ، تلك الإنسانية الصافية المتمردة بطبعها جنوحا لحرية منحها لها الخالق - سبحانه - عند أول صرخة في هذه الحياة ، ولكن هشام أزكيض يضعنا منذ العتبة الأولى لمجموعته في مواجهة صادقة مع الذات مقرا أن كتابه مثقل بالحزن الذي يستوجب من قارئه ان يحتمي احترازا بالبكاء بين الحين والأخر. وهذا يحيلنا إلى سؤال مكرور لماذا يلجأ الكاتب إلى صبغ عتبته الأولى لكتابه بصبغة الضياع والألم غير أبه لقارئ يبحث عن بصيص أمل أو خيط نجاة بين دفتي كتاب أو في متن قصصي مختزل.
تبدأ المجموعة بقصة "تحت المجهر" التي تأخذنا منذ الجملة الأولى إلى مجهر من نوع مختلف ، إنه مجهر الذات التي تترنح على شعرة فاصلة بين العقل والجنون في مستشفى للطب النفسي حيث يبدو أعقلهم ذلك المنكمش على نفسه يراقب بصمت ما يحاوله الأطباء من استجداء بارقة وعي وإدراك ما مع مرضاهم .لتخلص بنا القصة إلى أن الصمت أكبر دلائل العقلانية والتعقل في كثير من دروب الحياة .وفي قصة " نافذة للصمت " التي سميت المجموعة باسمها نجد منصورا الذي اغتال السجن زمانه الماضي ويلتهم زمانه الحاضر ممعنا في التغول على مستقبله أيضا ، هكذا يقبع الجسد المقهور في الزنزانة وكأن الروح انفصلت عنه لتعذب تعذيبا خاصا يليق بها بعد أن استبدلوا خلاياه الحية النابضة بأخرى مصنّعة ، مادتها الأولى الصمت . إن التحليق الذي يحاوله الكاتب أزكيض في فضاءات نصوصه محاولة جيدة للاقتراب من الداخل الإنساني الذي مهما ظننا أننا كشفناه تماما وعريناه بالكلية يبقى قابلا للبحث والحفر في العمق هناك حيث تقبع الذات الدقيقة للفرد التي ترسمأناه وهويته النفسية والروحية والفكرية.وفي قصة " على الهامش " نجد مفهوم التهميش الدقيق متجسدا في شخصية الموظف البائس الذي تصفعه الحياة من كل جانب بالمطالبات والاستحقاقات التي لا تنتهي ، ويكفي أن نقول موظفا في عامنا العربي لنتخيل كمية "الحزن الثقيل الذي نشعرأنه يمتلك موهبة العدوى " فحن جميعا على حد اعتراف الكاتب في قصته " نستطيع أن نحزن سريعا لأن الأوطان قامت بتوريث هذه الجينات لنا منذ الصغر".
تبدو الهوية الذاتية في مجموعة هشام أزكيض في مهب (التشييء) الذي يطمس تفردها بذلك الوميض الروحي النابع من حقيقة الكينونة الإنسانية الأولى قبل أن تمتد أياد كثيرة للنيل من تلك الحقيقة لصالح عولمة مزعومة أحيانا أو حداثة وما قبلها وبعدها جعلت الإنسان في مهب الاختبار المتواصل وانعدام الثبات في ظل دعاوى كثيرة للتخلص من ذلك الذي يسمونه عبئا قيميا وإرثا فكريا ودينيا يقاوم تجدد الأفكار، غير أن الإنسان انغمس في تشتته وضياعه حتى بات يبحث عن ذاته الدقيقة وأناه المتفردة في كومة من الفلسفات والنظريات وعبثا يفعل.
وبين قصص "الهاتف الأخير " و " أحلام منهوبة" و " ذاكرة غيمة صيفية " يظل السرد عالقا في فخ الوصف المكثف الذي يحمّل الكلمات القليلة معان عظيمة تماما مثلما قال ستيفن كينغ عن احتفائه باستدعاءات الزمان والمكان قبل شروعه في الكتابة وهو بذلك يوقظ قدرة حواس الكاتب على تصيد المعنى بلغة طازجة ومشبعة بالشعور والمعنى .
لقد أثبت الكاتب المغاربي هشام أزكيض وهو الموغل عميقا في عالم الكتابة على اتساع مستوياتها أن القاص يمكنه أن يتحول إلى أكثر من سارد داخل نصه سيما إذا كان النص من النوع الذي يستدعي انثيالات نفسية واجتماعية عميقة تلامس وجدان الإنسان إلى أعمق نقطة حيث تتجلى ذاته الدقيقة في إشارة سيمائية إلى معنى الهوية والأنا والذات في تناولاتنا الأدبية والفكرية ووعينا الجمعي.
• زينب المسعود الروائية والناقدة من الأردن