صحيفة إماراتية: الانتقالي أصبح رقما صعبا لا يمكن تجاهله و”حلّ الدولتين” الطريق الأسلم للسلام في اليمن!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
قالت صحيفة العرب الإماراتية الصادرة من لندن إن تواتر الأنباء حول حدوث تقدّم في جهود إيجاد حلّ سلمي للصراع اليمني، دفع بقضية جنوب اليمن إلى السطح مجدّدا.
وقالت إن قوى وصفتها بالوازنة "تطالب باستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة اليمنية المنجزة في تسعينات القرن الماضي". ونقلت عن من وصفتهم بـ"المراقبين" أن "حل الدولتين" هو الطريق الأسلم لعملية السلام.
وأضافت أن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هو "أبرز القوى الجنوبية وأكثرها تنظيما وحضورا فعليا على الأرض"، وذكرت أنه طالب "بتسوية قضية استقلال الجنوب من خلال استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة".
الصحيفة اعتبرت أن "هذا أوضح مقترح عملي يتقدّم به المجلس لتسوية مسألة الوحدة اليمنية"، التي وصفتها بـ"القسرية" وقالت إن "الكثير من الأوساط السياسية والشعبية الجنوبية" يصفونها بغير الواقعية في ظل التطورات الكبيرة التي شهدها اليمن خصوصا منذ اندلاع الأزمة الحالية قبل تسع سنوات.
ونقلت عن "المراقبون" قولهم إن "المجلس الانتقالي بما له من حضور سياسي وعسكري ومن مساهمة فعلية على مدى سنوات الصراع في مواجهة الحوثيين والتصدّي للتنظيمات الإرهابية، أصبح رقما صعبا لا يمكن تجاهله في معادلة السلام المنشود".
وتساءلت الصحيفة باسم المراقبون، "حول كيفية توصّل المملكة العربية السعودية إلى اتّفاق مع جماعة الحوثي وتنفيذ مقتضياته على كامل الخارطة الحالية لليمن دون توافق وتنسيق مع المجلس الفاعل على جزء مهم من تلك الخارطة". وفق تعبيرها .
وذكرت أن رئيس الانتقالي قال في حديث لصحيفة الغارديان البريطانية إنّه تمّ بالفعل تهميش المجلس في المحادثات الجارية بين السعودية والحوثيين، مؤكّدا أنّه يعلم بما “يحدث من خلال وسائل الإعلام”.
وذكر أنه تلقى دعوة مؤخرا لزيارة الرياض لكنّه أمضى يومين هناك دون أن يتمكن من لقاء المفاوضين السعوديين.
وهنا نشير بأن عيدروس الزبيدي نفى هذه التصريحات الأخيرة، خلال مقابلة مع "بي بي سي عربي"، مساء أمس، تابعها "المشهد اليمني" .
الصحيفة نقلت عن "نشطاء سياسيون جنوبيون" قولهم إن "هذه الدعوة الشكلية قد تكون مؤشّرا على عدم وضوح رؤية السعودية بشأن المسار السلمي الذي تقوده وتريد أن يفضي بها إلى الخروج من الملف اليمني الشائك دون أن تكون قد عالجت تفاصيل كثيرة لا يمكن إغفالها والقفز عليها".
وبحسب الصحيفة الإماراتية فقال أحد النشطاء إنّ في ذلك علامة على أن الرياض لم تحسم قرارها بشأن قضية الجنوب، مؤكّدا أنّ “حلّ الدولتين” هو الأسلم والأقل كلفة للمملكة ذاتها إذا أرادت أن ترسي سلاما مستداما وتضمن الهدوء التام على حدودها.
ولفت الزبيدي إلى وجود مخاوف من أن يفضي أي اتفاق سلام إلى تسليم اليمن للحوثيين وإلى سيطرة إيران التي تقف خلفهم على ممرات الملاحة الدولية.
وأوضح أن مطالب الحوثيين بما في ذلك فتح الطرقات والموانئ ودفع رواتب الموظفين المدنيين المعينين من قبلهم تم تنفيذها جميعا.
ولوّح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالورقة الاقتصادية في وجه أي اتفاق يتجاوز على حقوق جنوب اليمن وقضيته، قائلا “الجنوب وحده هو الذي يمكنه اتخاذ القرار بشأن موارده”، مؤكّدا أنّ “إعطاء الإيرادات من الجنوب للحوثيين يقوض حقنا في تقرير المصير”.
وكان يردّ بذلك على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن السعودية تقترح أن تذهب ثمانون في المئة من الإيرادات في جنوب اليمن إلى الحوثيين، موضّحا أنّ “عائدات النفط لا تكفي حاليا لدفع رواتب الحكومة اليمنية في الجنوب.. فكيف يمكن تقاسم الإيرادات مع الشمال”.
ورأى رئيس المجلس الانتقالي أن الحفاظ على حالة الهدوء الراهنة أفضل من التوصّل إلى اتفاق سيء يلبي للحوثيين مطالبهم ويمثّل استجابة لابتزازهم.
كما طالب بإرسال قوة أممية لحفظ السلام في اليمن ولمراقبة أي وقف لإطلاق النار وفتح الباب لمفاوضات تؤدي إلى تسوية دائمة.
وقالت الصحيفة إن "ما ورد على لسان الزبيدي، مثّل في نظر مراقبين خطوطا عريضة لخارطة طريق تفصيلية قد يكون المجلس الانتقالي قد عكف على وضعها قبل سفر رئيسه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامّة للأمم المتّحدة".
ونقلت الصحيفة عن "ساسة وقادة رأي جنوبيون" قولهم "إنّ عدم تمثيل الجنوب في المحادثات الحالية لا يمثّل نهاية المطاف لقضيتهم وإنهم يمتلكون الكثير من الأوراق للحفاظ عليها والدفع بها ضمن أي تسوية سلمية يمكن أن تحدث".
وقال القيادي في المجلس الانتقالي أحمد عمر بن فريد إن الجنوب لن يكون كبش فداء لأي تسوية سياسية قادمة في اليمن.
عيدروس: أنا أمثل اليمن
وأمس أكد عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أن تواجده في نيويورك، جاءت لتمثيل الدولة اليمنية والشعب اليمني ككل.
وقال خلال مقابلة مع قناة "بي بي سي عربي"، تابعها "المشهد اليمني"، مساء الخميس، إنه يحترم موقعه في مجلس القيادة الرئاسي، وأنه متواجد في نيويورك، كمرافق لرئيس الجمهورية الدكتور رشاد العليمي.
وبشأن التصريحات التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية على لسانه، وقالت إن المسؤولين السعوديين تجاهلوا تواجده في الرياض ليومين متتالين، خلال مباحثات الرياض مع الوفد الحوثي، قال عيدروس إنه لم يقل أنه لم يقل بذلك المعنى ولم يتم تجاوزه.
وأوضح أن زيارته إلى الرياض قبل ايام، لم تكن بالأساس للقاء مسؤولين سعوديين، بل كانت ضمن رحلته إلى نيويورك كمرافق للرئيس العليمي، وتمثيل اليمن في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للأمم المتحدة .
ووصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي أجروها في الرياض على مدى خمسة أيام بـ”الجدية والإيجابية”، معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خارطة طريق لوضع حرب اليمن على سكّة الحل، رغم عدم الخروج باتفاق واضح.
وقال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على منصة إكس إنه التقى الوفد الحوثي، وأكد خلال اللقاء “وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار”. وأضاف “نتطلَّع إلى أن تحقّق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف”.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: رئیس المجلس الانتقالی
إقرأ أيضاً:
التحول الرقمي في كليات المجتمع : دراسة حديثة ترسم خارطة الطريق للتعليم الذكي في اليمن
الثورة / هاشم السريحي
في ظل التحديات الراهنة التي تواجه التعليم العالي في اليمن، سلطت دراسة حديثة الضوء على متطلبات تحويل كليات المجتمع إلى كليات ذكية. تهدف الدراسة المنشورة في مجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية، إلى معالجة الفجوات الحالية في الأنظمة التعليمية والتدريبية، مع تقديم توصيات عملية لتحسين الأداء الأكاديمي والإداري. وتُبرز الدراسة التي أعدها الباحثان إبراهيم المسوري وناصر الكعدني، الحاجة المُلِّحة لتحسين الأنظمة التعليمية والتدريبية بما يعزز جودة التعليم ويلبي احتياجات سوق العمل.
أهمية الدراسة
تكتسب الدراسة أهمية خاصة في معالجة الفجوات الحالية في البنية التعليمية، حيث تقدم رؤية استراتيجية لصانعي القرار لتحسين الأداء الأكاديمي والإداري. وتهدف إلى دمج التكنولوجيا الحديثة في التعليم، مما يعزز تجربة التعلم لدى الطلاب ويهيئهم للتحديات المستقبلية.
أهداف الدراسة
تحديد المتطلبات الأساسية: مثل البنية التحتية التقنية وتطوير الأنظمة الذكية.
تحليل الفجوات: تسليط الضوء على النقاط الضعيفة في الأنظمة التعليمية الحالية.
تقديم توصيات استراتيجية: وضع حلول عملية لتحسين التعليم والتدريب الفني.
نتائج الدراسة
أشارت الدراسة إلى عدد من النتائج، منها:
الحاجة إلى البنية التحتية: ضرورة تطوير البنية التقنية لضمان بيئات تعليمية متطورة.
التعلم التفاعلي: تشجيع تبني تقنيات ذكية لتحسين تجربة الطلاب.
تدريب الكوادر: تأهيل الكوادر الأكاديمية والإدارية لاستخدام التكنولوجيا بفعالية.
التوصيات
استنادًا إلى هذه النتائج، قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات الهامة، منها:
تعزيز الاستثمار في البنية التقنية: تخصيص موارد كافية لدعم التحول الرقمي في كليات المجتمع.
تطوير برامج تدريبية متخصصة: تحسين مهارات الكوادر في استخدام الأنظمة الحديثة.
بناء شراكات دولية: الاستفادة من الخبرات العالمية لتعزيز التعليم الذكي.
أفق المستقبل
تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تحسين التعليم العالي في اليمن، حيث تؤكد أهمية التحول الرقمي في تعزيز جودة التعليم وتلبية متطلبات التنمية المستدامة. من خلال تنفيذ التوصيات، يمكن لكليات المجتمع أن تلعب دورًا محوريًا في إعداد كوادر قادرة على المنافسة في سوق العمل، مما يسهم في نهضة التعليم العالي في البلاد.