قالت صحيفة العرب الإماراتية الصادرة من لندن إن تواتر الأنباء حول حدوث تقدّم في جهود إيجاد حلّ سلمي للصراع اليمني، دفع بقضية جنوب اليمن إلى السطح مجدّدا.

وقالت إن قوى وصفتها بالوازنة "تطالب باستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة اليمنية المنجزة في تسعينات القرن الماضي". ونقلت عن من وصفتهم بـ"المراقبين" أن "حل الدولتين" هو الطريق الأسلم لعملية السلام.

وأضافت أن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هو "أبرز القوى الجنوبية وأكثرها تنظيما وحضورا فعليا على الأرض"، وذكرت أنه طالب "بتسوية قضية استقلال الجنوب من خلال استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة".

الصحيفة اعتبرت أن "هذا أوضح مقترح عملي يتقدّم به المجلس لتسوية مسألة الوحدة اليمنية"، التي وصفتها بـ"القسرية" وقالت إن "الكثير من الأوساط السياسية والشعبية الجنوبية" يصفونها بغير الواقعية في ظل التطورات الكبيرة التي شهدها اليمن خصوصا منذ اندلاع الأزمة الحالية قبل تسع سنوات.

ونقلت عن "المراقبون" قولهم إن "المجلس الانتقالي بما له من حضور سياسي وعسكري ومن مساهمة فعلية على مدى سنوات الصراع في مواجهة الحوثيين والتصدّي للتنظيمات الإرهابية، أصبح رقما صعبا لا يمكن تجاهله في معادلة السلام المنشود".

وتساءلت الصحيفة باسم المراقبون، "حول كيفية توصّل المملكة العربية السعودية إلى اتّفاق مع جماعة الحوثي وتنفيذ مقتضياته على كامل الخارطة الحالية لليمن دون توافق وتنسيق مع المجلس الفاعل على جزء مهم من تلك الخارطة". وفق تعبيرها .

وذكرت أن رئيس الانتقالي قال في حديث لصحيفة الغارديان البريطانية إنّه تمّ بالفعل تهميش المجلس في المحادثات الجارية بين السعودية والحوثيين، مؤكّدا أنّه يعلم بما “يحدث من خلال وسائل الإعلام”.

وذكر أنه تلقى دعوة مؤخرا لزيارة الرياض لكنّه أمضى يومين هناك دون أن يتمكن من لقاء المفاوضين السعوديين.

وهنا نشير بأن عيدروس الزبيدي نفى هذه التصريحات الأخيرة، خلال مقابلة مع "بي بي سي عربي"، مساء أمس، تابعها "المشهد اليمني" .

الصحيفة نقلت عن "نشطاء سياسيون جنوبيون" قولهم إن "هذه الدعوة الشكلية قد تكون مؤشّرا على عدم وضوح رؤية السعودية بشأن المسار السلمي الذي تقوده وتريد أن يفضي بها إلى الخروج من الملف اليمني الشائك دون أن تكون قد عالجت تفاصيل كثيرة لا يمكن إغفالها والقفز عليها".

وبحسب الصحيفة الإماراتية فقال أحد النشطاء إنّ في ذلك علامة على أن الرياض لم تحسم قرارها بشأن قضية الجنوب، مؤكّدا أنّ “حلّ الدولتين” هو الأسلم والأقل كلفة للمملكة ذاتها إذا أرادت أن ترسي سلاما مستداما وتضمن الهدوء التام على حدودها.

ولفت الزبيدي إلى وجود مخاوف من أن يفضي أي اتفاق سلام إلى تسليم اليمن للحوثيين وإلى سيطرة إيران التي تقف خلفهم على ممرات الملاحة الدولية.

وأوضح أن مطالب الحوثيين بما في ذلك فتح الطرقات والموانئ ودفع رواتب الموظفين المدنيين المعينين من قبلهم تم تنفيذها جميعا.

ولوّح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالورقة الاقتصادية في وجه أي اتفاق يتجاوز على حقوق جنوب اليمن وقضيته، قائلا “الجنوب وحده هو الذي يمكنه اتخاذ القرار بشأن موارده”، مؤكّدا أنّ “إعطاء الإيرادات من الجنوب للحوثيين يقوض حقنا في تقرير المصير”.

وكان يردّ بذلك على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن السعودية تقترح أن تذهب ثمانون في المئة من الإيرادات في جنوب اليمن إلى الحوثيين، موضّحا أنّ “عائدات النفط لا تكفي حاليا لدفع رواتب الحكومة اليمنية في الجنوب.. فكيف يمكن تقاسم الإيرادات مع الشمال”.

ورأى رئيس المجلس الانتقالي أن الحفاظ على حالة الهدوء الراهنة أفضل من التوصّل إلى اتفاق سيء يلبي للحوثيين مطالبهم ويمثّل استجابة لابتزازهم.

كما طالب بإرسال قوة أممية لحفظ السلام في اليمن ولمراقبة أي وقف لإطلاق النار وفتح الباب لمفاوضات تؤدي إلى تسوية دائمة.

وقالت الصحيفة إن "ما ورد على لسان الزبيدي، مثّل في نظر مراقبين خطوطا عريضة لخارطة طريق تفصيلية قد يكون المجلس الانتقالي قد عكف على وضعها قبل سفر رئيسه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامّة للأمم المتّحدة".

ونقلت الصحيفة عن "ساسة وقادة رأي جنوبيون" قولهم "إنّ عدم تمثيل الجنوب في المحادثات الحالية لا يمثّل نهاية المطاف لقضيتهم وإنهم يمتلكون الكثير من الأوراق للحفاظ عليها والدفع بها ضمن أي تسوية سلمية يمكن أن تحدث".

وقال القيادي في المجلس الانتقالي أحمد عمر بن فريد إن الجنوب لن يكون كبش فداء لأي تسوية سياسية قادمة في اليمن.

عيدروس: أنا أمثل اليمن

وأمس أكد عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أن تواجده في نيويورك، جاءت لتمثيل الدولة اليمنية والشعب اليمني ككل.

وقال خلال مقابلة مع قناة "بي بي سي عربي"، تابعها "المشهد اليمني"، مساء الخميس، إنه يحترم موقعه في مجلس القيادة الرئاسي، وأنه متواجد في نيويورك، كمرافق لرئيس الجمهورية الدكتور رشاد العليمي.

وبشأن التصريحات التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية على لسانه، وقالت إن المسؤولين السعوديين تجاهلوا تواجده في الرياض ليومين متتالين، خلال مباحثات الرياض مع الوفد الحوثي، قال عيدروس إنه لم يقل أنه لم يقل بذلك المعنى ولم يتم تجاوزه.

وأوضح أن زيارته إلى الرياض قبل ايام، لم تكن بالأساس للقاء مسؤولين سعوديين، بل كانت ضمن رحلته إلى نيويورك كمرافق للرئيس العليمي، وتمثيل اليمن في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العمومية للأمم المتحدة .

ووصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي أجروها في الرياض على مدى خمسة أيام بـ”الجدية والإيجابية”، معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خارطة طريق لوضع حرب اليمن على سكّة الحل، رغم عدم الخروج باتفاق واضح.

وقال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على منصة إكس إنه التقى الوفد الحوثي، وأكد خلال اللقاء “وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار”. وأضاف “نتطلَّع إلى أن تحقّق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف”.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: رئیس المجلس الانتقالی

إقرأ أيضاً:

صقر غباش: الحوار نهج إماراتي لإرساء السلام والاستقرار


الرباط: «الخليج»
أكد صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن المتغيرات الدولية وتحقيق المصالح الوطنية لا ينفصلان عن الإسهام الفاعل في استقرار النظام الدولي وترسيخ توازناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبنت نهج الحوار الشامل لتعزيز مساهمتها في محيطها الإقليمي والدولي، وصياغة شراكات تخدم المصالح المتبادلة في عالم تتقاطع وتتشارك فيه التحديات والفرص.
جاء ذلك في كلمته خلال أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الحوار البرلماني (جنوب ـــ جنوب) التي تعقد تحت رعاية الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وينظمها مجلس المستشارين المغربي بالتعاون مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي «أسيكا»، بمقر المجلس بالعاصمة الرباط، تحت شعار: «الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب: رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة».
وشارك في المنتدى وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية كل من، سعيد راشد العابدي، وعائشة خميس الظنحاني، ومضحية سالم المنهالي، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وطارق أحمد المرزوقي الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس، كما حضر عيسى علي البلوشي القنصل العام لدولة الإمارات في المغرب.
وأكد غباش أن دولة الإمارات ارتقت بالحوار الفكري والديني باعتباره رسالة حضارية وخياراً ثقافياً وضرورة وجودية تعزز وحدة الإنسانية في مصيرها المشترك، مشيراً إلى مبادرات إماراتية رائدة، منها وثيقة الأخوة الإنسانية وبيت العائلة الإبراهيمية.
وأضاف أن الإمارات جعلت من الحوار السياسي والدبلوماسي أداة لصياغة التفاهمات ونافذة للإرادة الحكيمة لتحقيق السلام، انطلاقاً من إيمانها بأن غاية الحوار هي بناء فضاء دولي يسوده الاحترام المتبادل والمستقبل المشترك للجميع.
كما تبنت الدولة مبكراً نهج الحوار الاقتصادي القائم على الشراكات العادلة والانفتاح المسؤول ونقل المعرفة بما يعزز التنمية المستدامة ويخدم التقدم المشترك، ورسخت مكانتها العالمية باعتبارها مركزاً للابتكار الرقمي والاقتصاد القائم على المعرفة، واحتضنت شراكات دولية في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية المتقدمة، لتؤكد أن الحوار بمختلف أبعاده يمثل فلسفة دولة وأداة حضارية لبناء عالم أكثر توازناً وازدهاراً.
وأشار إلى أن دول الجنوب بحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجياتها التنموية وبناء اقتصادات رقمية قادرة على الابتكار والمرونة والتنافسية، لتكون فاعلاً رئيسياً في معادلات ومعطيات التحول الدولي المتسارع.
وأكد أهمية الملتقى كمنصة لتبادل الخبرات ومعالجة التحديات انطلاقاً من السياق الثقافي والتنموي لدول الجنوب نفسها، مؤكداً أن برلمانات دول الجنوب تمتلك فرصة تاريخية لترسيخ «حوار الجنوب-الجنوب» وإعادة تعريف التعاون بينها على أساس تكامل استراتيجي، بإطلاق آليات مؤسسية للحوار البرلماني.
وأوضح رئيس المجلس الوطني، أن العالم يشهد خلال هذا العقد تحولات جوهرية تتجاوز إعادة ترتيب موازين القوى لتطال مفاهيم السيادة والتنمية والتعاون الدولي، مشيراً إلى أن النظام العالمي لم يعد ثابت الأطر، بل بات كياناً يتغير باستمرار تحت تأثير الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ وانتقال مراكز الثقل الاقتصادي إلى مناطق جديدة وتنامي دور الشركات الكبرى، مما أسس لمفهوم جديد في العلاقات الدولية يقوم على التعددية القطبية.
وأكد أن «حوار الجنوب ـــ الجنوب» يكتسب أهمية متزايدة في هذا السياق، ليس كبديل عن المنظومة الدولية القائمة، بل كمسار موازٍ يعزز التوازن ويعيد الاعتبار إلى مفهوم الشراكة العادلة خاصة وأن دول الجنوب تعد قوة جيوسياسية تمتلك من الموارد البشرية والطبيعية والمقومات العلمية والاقتصادية ما يجعلها فاعلة في رسم السياسات العالمية المستقبلية والتأثير فيها.
اليماحي: ضرورة دعم مسار التحول للاقتصاد الرقمي
أكد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لدعم مسار التحول إلى الاقتصاد الرقمي وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة، محذراً في الوقت ذاته من التحديات الأخلاقية التي تثيرها هذه التقنيات الحديثة.
ودعا إلى ضرورة التعامل معها عبر بناء منظومة قانونية معاصرة تضمن تحقيق التوازن بين الإبداع التقني والمسؤولية الأخلاقية وذلك لضمان الاستخدام الآمن لهذه التكنولوجيا وتوظيفها ضمن إطار أخلاقي مسؤول.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس البرلمان العربي، في النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب. (وام)

مقالات مشابهة

  • جوتيريش: حل الدولتين السبيل الوحيد للسلام.. وحان الوقت لوقف تهجير سكان غزة
  • غباش: الإمارات تبنّت نهج الحوار الشامل لتعزيز مساهمتها إقليمياً ودولياً
  • وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم
  • صقر غباش: الحوار نهج إماراتي لإرساء السلام والاستقرار
  • قوات الانتقالي تشن حملة اعتقالات في عدن
  • خبير عسكري جنوبي يهاجم الانتقالي: ” حولت حياة المواطنين إلى جحيم”
  • صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)
  • صحيفة عبرية: القنبلة التي هزت ميناء رجائي الإيراني جاءت من الصين
  • كيف أصبح الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني؟
  • محمد الفيومي: منح العقار رقما قوميا يسهم في تجاوز التحديات التي تواجهها المنظومة