يحرص الكثير من المسلمين على غرس القيم الدينية والسلوكيات الإيجابية بنفوس أبنائهم في مرحلة الطفولة، من خلال تقديمهم للإمامة في الصلاة، تشجيعًا لهم، وتساءل البعض خلال عن حكم ذلك.

حكم تقديم الأطفال لإمامة الصلاة

وتسرد «الوطن» خلال السطور الأتية حكم تقديم الأطفال لإمامة الصلاة وفقا لما أعلنته دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني حيث أفادت الدار بأن الشرع الشريف حث الآباء والأمهات على حسن تربية الأولاد، وتَنْشِئَتِهِم تنشئةً قائمةً على الأخلاق الفاضلة، وعلى أداء العبادات وفعل الخيرات، وتعليمهم أمور دينهم وتدريبهم عليها، وغَرْس أمور الدين في نفوسهم لتصير جزءًا من حياتهم؛ فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، أَوْ أَحَدُكُمْ وَلَدَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ كُلَّ يَوْمٍ بِنِصْفِ صَاعٍ» رواه الإمام أحمد في "المسند"، والترمذي في "السنن"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والحاكم في "المستدرك".

ومِن أهم هذه الأمور التي أمر الشرع الشريف الوالدين بتعليمها للأبناء: الصلاة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا عَرَفَ الْغُلَامُ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمُرُوهُ بِالصَّلَاةِ» رواه ابن وهب في "جامعه"، وابن أبي شيبة في "مصنفه"، وأبو داود والبيهقي في "السنن"، وابن قانع في "معجم الصحابة"، والطبراني في "المعجم الصغير".

 وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» رواه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو داود والدارقطني والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك".

قال الإمام الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (9/ 550، ط. مكتبة دار السلام): [«مُرُوا أَوْلَادَكمْ» وجوبًا «بِالصَّلَاةِ» المفروضة «وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ»؛ لأنها سنٌّ يُدرِك فيها الصبيّ فيتمرّن على الطاعة، «وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا» على تركها، أو على فعلها إذا امتنعوا منه «وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ»؛ لأنها سِنٌّ إنْ تَركها فيها ثَقُلَ عليه فِعلُها مِن بَعدها، فضربه لأنه يتسبب إلى ترك ما يجب عليه، والأمر للأولياء.. قال الطيبي: جَمَعَ بين الأمر بالصلاة والتفريق بينهم في المضاجع في الطفولية؛ تأديبًا، ومحافظةً لأمر الله تعالى كله، وتعليمًا لهم] اهـ.

أداء الصلاة

ومن وسائل ترغيب الصغار في أداء الصلاة وتشجيعهم على الالتزام بها: تعليمهم أمرَ الإمامة في الصلاة وشروطَها، لا سيما إذا كانوا ممَّن يهتمّون بحفظ القرآن الكريم، ومن أجل هذا المعنى استحسن بعض الصحابة تقديم الصبيان لإمامتهم في الصلاة، خاصة في النوافل؛ كقيام شهر رمضان وغيره.

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كُنَّا نَأْخُذُ الصِّبْيَانَ مِنَ الْكُتَّابِ لِيَقُومُوا بِنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَنَعْمَلُ لَهُمُ الْقَلِيَّةَ والخِشْكِنَانْج» رواه البيهقي في "السنن الكبرى" و"فضائل الأوقات". والقَلِيَّة: هي ما يُقلَى مِن الطعام. والخِشْكِنَانْج: خُبزٌ يُعمَل مِن دقيق القمح ويُعجَن بزيت السمسم.

وعن عمرو بن سلمة رضي الله عنهما أنه قال: قَالَ أَبِي: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، فَقَالَ: «إذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكمْ، وَلْيَؤُمَّكمْ أَكثَرُكمْ قُرْآنًا»، قَالَ: فَنَظَرُوا، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنِّي قُرْآنًا، فَقَدَّمُونِي وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ" رواه البخاري في "صحيحه".

وفي روايةٍ قال: «فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا كُنْتُ إِمَامَهُمْ وَأُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا» رواه الإمام أحمد والطيالسي في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن".

وعَنِ الْحَسَنِ البصري رضي الله عنه أنه قَالَ: «لَا بَأْسَ أَنْ يَؤُمَّ الْغُلَامُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ» رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه". ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء الصلاة فی الصلاة رضی الله ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

حكم تأخير صلاة الفجر للصباح لظروف العمل .. الإفتاء توضح

صرّح الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن تأخير صلاة الفجر عن وقتها عمداً يعد أمراً محرّماً شرعاً، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أمر بأداء الصلاة في مواقيتها، حيث قال في كتابه العزيز: "فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا". 

وأضاف أن من يتعمد تأخير الصلاة عن وقتها من دون عذر شرعي، يعد آثماً وعليه التوبة والاستغفار، مع العزم على عدم تكرار هذا الفعل.

وفيما يتعلق بتأخير صلاة الفجر تحديداً بسبب التعب الناتج عن ظروف العمل أو التكاسل عن الاستيقاظ في وقتها، أوضح الدكتور الورداني أن ذلك غير جائز شرعاً، مؤكداً أن أداء الصلاة في وقتها هو من أعظم العبادات التي أوجبها الإسلام.

كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة وطريقة تنتظم بها على أدائها.. الإفتاء توضحأذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق.. امسح ذنوبك في دقائق معدودةهل صلاة الفجر بدون سنة صحيحة؟.. الإفتاء توضح الفضل العظيم للسنن المؤكدةاحذر.. خطأ شائع في صلاة الفجر جماعة يبطل صلاة المأموم

تأخير الصلاة بسبب النوم غير المتعمد
وعن حكم من نام عن صلاة الفجر من غير تعمّد ولم يجد من يوقظه، أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه في هذه الحالة لا حرج عليه، إذ رفع الإسلام الحرج عن المسلم الذي يغلبه النوم أو الجهد الطبيعي.

 واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا"، رواه مسلم.

كما أشارت الدار إلى قصة صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- الذي اشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم من أن النوم يغلبه حتى تطلع الشمس، فقال له النبي: "فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ"، كما جاء في رواية أبي داود.

التوبة عند التقصير في أداء الصلاة
دار الإفتاء شدّدت على أهمية الانتظام في أداء الصلاة في وقتها، خاصة صلاة الفجر، التي تُعد علامة من علامات الإيمان وقرب العبد من ربه.

 وأوصت من يُقصّر في ذلك بالحرص على التوبة وكثرة الاستغفار، مع بذل الجهد لتغيير العادات التي تحول دون الالتزام بمواقيت الصلاة.


واختتمت دار الإفتاء رسالتها بالتأكيد على أن الصلاة هي عماد الدين وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وأن الانتظام عليها ينعكس إيجابياً على حياة المسلم الروحية والعملية، داعية الجميع إلى الالتزام بتعاليم الدين والسعي للقيام بها على أكمل وجه.

مقالات مشابهة

  • حكم تأخير صلاة الفجر للصباح لظروف العمل .. الإفتاء توضح
  • هل تصح صلاة الفجر «ركعتان فقط» بدون سنة؟ .. الإفتاء تجيب
  • ماذا يحدث إذا لم أقل بسم الله قبل الأكل وهل يعد فرضا؟.. الإفتاء تجيب
  • لماذا لا يقرأ بعض الأئمة البسملة مع الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج؟ الإفتاء تجيب وتوضح الشروط
  • هل يجوز صلاة المرأة بالبنطلون خارج المنزل؟ دار الإفتاء تجيب
  • الإفتاء تحدد وقت استجابة الدعاء يوم الجمعة
  • حكم زيارة المقابر يوم الجمعة.. الإفتاء تجيب
  • الإفتاء: زيارة المقابر يوم الجمعة من السنن المستحبة
  • حكم الجمع بين ثلاث صلوات في وقت واحد .. الإفتاء تجيب