سؤال يختبئ وراء خطابات الأمم المتحدة.. هل العالم قابل للحكم؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
لنعمل معا، اعملوا هذا وحدكم، "العالم على حافة الانهيار"، لكن المستقبل يمكنه أن يكون واعدا، هذه لقطات لما صرح به قادة العالم خلال اجتماعات الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث اختلطت الحروب والصراعات بآمال تحسين الظروف تحت سقف واحد، لكتابة الفصل القادم من "حلم مشترك"، وفق ما ذكره تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس.
ففي الأمم المتحدة، تظل "التعددية" دوما الهدف، تزامنا مع الوصول إلى حبكة مشتركة توحد الأعضاء كافة (193 عضوا) وأفكارهم، هاتان الفكرتان الأساسيتان تواجهان صعوبات بالأخص لدى اجتماع قادة الدول في سبتمبر من كل عام في الأمم المتحدة، التي تحمل في اسمها بحد ذاته كلمتين قد تصبحان متناقضتين لدى استخدامهما فرديا.
ويشير معد التقرير الصحفي، تيد أنثوني إلى أن المشاركين سواء في الساحة السياسية أو غيرها يبحثون دوما عن "الحبكة المثيرة" التي بإمكانهم من خلالها اجتذاب المستمعين ودفعهم لتنفيذ ما يودون تحقيقه، لكنه يطرح سؤالا: كيف يمكن تحقيق حبكة مفهومة لدى توجيهها إلى العديد من الدول والكثير من الأصوات "المخبوزة في فطيرة واحدة".
ويثير هذا التساؤل سؤالا آخر في كيفية إدارة الدول وتبقى جزءا من حضارة مترابطة بشكل متزايد، خاصة في ظل تعقيدات القرن الحادي والعشرين التي لا يمكن تصورها، والتي تترافق مع حالة من التشقق والتشرذم في كل مكان، فهل يمكن حتى حكم العالم؟
جيفري مارتينسون، أستاذ مشارك في العلوم السياسية في كلية ميريديث في ولاية نورث كارولينا قال لأسوشيتد برس: "نعم، يمكن ذلك، ولكن فقط بمعنى أن العالم قد تم حكمه على الإطلاق، بما في ذلك في هذا العالم ذو المؤسساتية والتنظيمية العالية، وهذا هو الحد الأدنى".
هذه الحقيقة نراها واضحة "عندما نستمع إلى خطابات القادة في اليومين الأولين في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، إذ أنها أشبه بـ "مهرجان عالمي للرغبات والاحتياجات المتنافسة والشكاوى والمطالب حول المناخ والحرب والصحة العامة وعدم المساواة".
رئيس جزيرة سيشيل، وافيل رامكالاوان، قال في كلمته: "إن العالم يقف على حافة الهاوية".
المشاعر التي عبر عنها رامكالاوان ربما تجسّد التحدي الرئيسي الذي يطفو على السطح كل عام خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، إذ يتنامى السؤال: كيف نوازن بين الأمل والواقع؟
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال في كلمته الافتتاحية، الثلاثاء: "إن عالمنا أصبح مضطربا"، وفي مؤتمر المناخ الذي عقد، الأربعاء، قال إن "البشرية فتحت أبواب الجحيم".
الرئيس السويسري، آلان بيرسيه قال: "إننا نمر بأزمة ربما هي الأكثر أهمية منذ الحرب العالمية الثانية".
رئيسية سلوفينيا، ناتاشا بيرك موسار، قالت بدورها "إننا لم نعد نثق فيما يُروى لنا"، فيما قال رئيس السلفادور، ناييب بوكيلي: "نعتقد أن العالم... يحتاج إلى أن يولد من جديد"، والرئيس البنمي، لورينتينو كورتيزو، قال: "الوقت ينفد بالنسبة لنا جميعا".
هذه التصريحات لا تعبر عن "قوة التفكير الإيجابي"، ولكنها وسيلة لجذب الانتباه، وحتى غوتيريش نفسه أكد على أن "عالما متعدد الأقطاب" هو ما تأسست عليه الأمم المتحدة.
وأضاف "أننا نتحرك بسرعة نحو عالم متعدد الأقطاب" وهذا أمر إيجابي في كثير من النواحي، وهو يجلب فرصا جديدة لتحقيق العدالة والتوازن في العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن "التعددية القطبية وحدها لا يمكنها أن تضمن السلام".
الأكاديمي المتخصص بالعلوم السياسية في جامعة تشابمان في كاليفورنيا، أندريا مولي، قال لأسوشيتد برس: "لقد ثبت أن فكرة تواجد هيئة حاكمة واحدة قادرة على فهم ومعالجة احتياجات وتطلعات كل دولة هي مجرد وهم".
وأضاف أن "إحدى بديهيات نظام العلاقات الدولية هي أن مثل هذا النظام فوضوي في جوهره".
وقد تكون الفوضى نتيجة حتمية لمحاولة الأعضاء في الأمم المتحدة الـ193 دولة تكوين عائلة واحدة والعيش معا، ولكن الرؤية المشتركة بعالم متعدد الأطراف سيبقى الهدف "الأكثر مراوغة" بالنسبة للأمم المتحدة.
ووصف تقرير الوكالة ما يحدث في الأمم المتحدة بـ"الفوضى المتسامية" إذ استطاعت الأمم المتحدة جمع عشرات قادة الدول الذي سافروا ليكونوا في نيويورك للحديث والاستماع إلى الآخرين ومحاولة حل المشاكل.
وأثبتت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه في بعض الأحيان "لا نقتل بعضنا البعض.. لنجتمع معا بكل خلافاتنا وكبريائنا.. ونحاول حل المشكلة"، وربما "هذا هو بيت القصيد"، بحسب التقرير.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الأمم المتحدة للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
بسبب إسرائيل وعصابات محلية..الأمم المتحدة: ظروف المعيشة في غزة لا يمكن تحملها
حذر المنسق الجديد للشؤون الإنسانية الطارئة التابع للأمم المتحدة، توم فليتشر، من انتشار الجريمة في قطاع غزة.
وقال فليتشر اليوم الإثنين، خلال زيارة في للشرق الأوسط: "نشهد الآن انهيار القانون والنظام والنهب المسلح المنظم لإمداداتنا من عصابات محلية". وأوضح أن من شبه المستحيل إدخال ولو جزء بسيط من المساعدات الضرورية إلى الأراضي الفلسطينية المحاصرة، قائلاً إن ظروف المعيشة في القطاع الساحلي لا يمكن تحملها. الفوضى تضرب غزة.. جوع وخوف مع انهيار النظام العام - موقع 24قالت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن قطاع غزة انزلق إلى حالة من الفوضى مع انتشار الجوع وتفشى أعمال النهب، وسط انهيار للنظام العام. ويشار إلى أن شمال قطاع غزة محاصر منذ أكثر من شهرين، وتقول الأمم المتحدة إنه مهدد بالمجاعة.وقال فليتشر، الذي يترأس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن إسرائيل رفضت منذ 6 أكتوبر (تشرين الأول) أكثر من 100 طلب للسماح بتوصيل مساعدات الأمم المتحدة.