توهج شمسي يضرب مسبار فضائي.. تفاصيل
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
ضرب توهج شمسي هائل أقرب مسبار فضائي يرسله البشر إلى الشمس على الإطلاق، ما كشف عن رؤى غير مسبوقة حول انفجارات شمسية قادرة على التسبب في انقطاع التيار الكهربائي عبر القارات، وفق روسيا اليوم.
وحلقت مركبة باركر الفضائية التابعة لناسا، وهي أول مهمة على الإطلاق "تلمس الشمس"، عبر انفجار شمسي قوي يسمى الانبعاث الكتلي الإكليلي (CME).
وأشار العلماء في دراسة نشرت مؤخرا في مجلة Astrophysical Journal إلى أن الانبعاث الكتلي الإكليلي الذي عبره المسبار يعد واحدا من أقوى الانبعاثات المسجلة على الإطلاق.
ووفقا لبيان وكالة ناسا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها مسبار باركر كيفية تفاعل الانبعاث الكتلي الإكليلي مع الغبار بين الكواكب، وهي المادة الجزيئية التي تطفو عبر الفضاء.
وخلص العلماء الذين يدرسون الانبعاث الكتلي الإكليلي إلى أن القذف أزال الغبار الموجود بين الكواكب إلى نحو 9.2 مليون كم (5.7 مليون ميل) من سطح الشمس.
وكما هو الحال بالنسبة للغبار الذي يتراكم في المنازل، فقد تمت تغطية المساحة التي تم تنظيفها بواسطة الانبعاث الكتلي الإكليلي بسرعة بمزيد من الغبار بين الكواكب. ولكن للحظة، كان الفضاء مفتوحا.
وتطرد الانفجارات الشمسية مليارات الأطنان من الجسيمات المشحونة بسرعات تتراوح بين 100-3000 كم في الثانية (60-1900 ميل في الثانية). وعند توجيهها نحو الأرض، يمكنها تغيير المجال المغناطيسي للكوكب، وتوليد شفق مذهل، وكذلك تدمير إلكترونيات الأقمار الصناعية والشبكات الكهربائية على الأرض، إذا كانت قوية بما فيه الكفاية.
وقالت نور روافي، عالمة مشروع باركر في جامعة جونز هوبكنز: "الضرر المحتمل لهذا النوع من الأحداث، أي الانبعاث الكتلي الإكليلي الكبير والسريع للغاية، يمكن أن يكون هائلا. وهذا هو الأقرب إلى الشمس الذي لاحظناه على الإطلاق من الانبعاث الكتلي الإكليلي. لم نشهد قط حدثا بهذا الحجم على هذه المسافة".
وأضاف غييرمو ستينبورغ، عالم الفيزياء الفلكية في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تم وضع نظرية لهذه التفاعلات بين الانبعاث الإكليلي والغبار منذ عقدين من الزمن، ولكن لم تتم ملاحظتها حتى رأى باركر سولار بروب أن الانبعاث الإكليلي الإكليلي يعمل مثل المكنسة الكهربائية، حيث يزيل الغبار من طريقه".
وأظهرت كاميرا التصوير واسع المجال للمسبار الشمسي (WISPR) وجهة نظر المركبة الفضائية للانبعاث الكتلي الإكليلي، حيث يبدأ كمنظر سلمي للفضاء السحيق ويصبح فجأة مزدحما بالضوء الساطع. وتمر خصلات من المواد من اليسار إلى اليمين عبر وجهة نظر الكاميرا بينما يمر المسبار عبر المادة الشمسية المقذوفة والغبار.
ونُشرت الدراسة في وقت سابق من هذا الشهر، بعد عام كامل من تعرض المركبة الفضائية للعاصفة الشمسية الهائلة.
وفي هذه العملية، أمضت المركبة الفضائية نحو يومين في مراقبة العاصفة الشمسية، وكشفت عن رؤية لا مثيل لها لهذه الأحداث.
ومع مرور المسبار خلف موجة الصدمة التي أحدثها الانبعاث الكتلي الإكليلي، سجلت مجموعة أدواته تسارعا للجسيمات بما يصل إلى 1350 كيلومترا (840 ميلا) في الثانية.
وإذا كان مثل هذا الوهج موجها نحو الأرض، تشتبه الدكتورة روافي في أنه ربما كان قريبا من حجم حدث كارينغتون - وهي عاصفة شمسية حدثت عام 1859 وتعد أقوى عاصفة مسجلة تضرب الأرض.
وقال العلماء إن مثل هذا الحدث اليوم، إذا تم اكتشافه بعد فوات الأوان، قد يؤدي إلى تعطيل أنظمة الاتصالات ويؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء القارة. ومع ذلك، لم يلحق الضرر بمسبار باركر بفضل درعه الحراري ومشعاته، بينما ضمن نظام الحماية الحرارية الخاص به عدم تغير درجات الحرارة أبدا.
ويعمل العلماء حاليا على تجميع كيفية حدوث الحدث من خلال مقارنة القياسات التي جمعها المسبار داخل الانبعاث الكتلي الإكليلي مع تلك التي تم جمعها خارجه.
ومن المرجح أن ترصد المركبة الفضائية المزيد من هذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية الضخمة مع اقتراب الشمس من الحد الأقصى للطاقة الشمسية، وهي ذروة دورة نشاطها البالغة 11 عاما والمتوقعة في عام 2025.
ومن المقرر أن يتم التحليق القريب من الشمس التالي للمركبة الفضائية في 27 سبتمبر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: توهج شمسي الشمس المرکبة الفضائیة على الإطلاق
إقرأ أيضاً:
ناسا توضح حقيقة الجسم الغامض الذي مر أمام الشمس
وكالات
نشرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” لقطات مذهلة التقطها مرصد ديناميكا الشمس (SDO)، تظهر جسماً داكناً يعبر أمام قرص الشمس بسرعة لافتة، مما أثار موجة من الجدل والتكهنات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتقد البعض أن الجسم الغامض قد يكون مركبة فضائية غير معروفة.
لكن الوكالة أوضحت أن ما رُصد ليس سوى ظاهرة فلكية نادرة تُعرف بـ”العبور القمري”، حيث مرّ القمر مباشرة بين الشمس ومرصد SDO الموجود في الفضاء، وهي ظاهرة تختلف عن الكسوف الشمسي الذي يُرى من الأرض، إذ إنها مرئية فقط من خارج الغلاف الجوي.
ووثّق المرصد الحدث بدقة فائقة في يوم الأحد 27 أبريل، حيث أظهرت اللقطات تفاصيل واضحة لتضاريس القمر، بما في ذلك الجبال والوديان، أثناء مروره أمام الشمس، في عبور استمر قرابة 30 دقيقة وحجب خلاله ما يقارب 23% من قرص الشمس.
ومن المتوقع تكرار هذه الظاهرة مرتين خلال الأشهر المقبلة، الأولى في 25 مايو، والثانية في 25 يوليو، على أن يصل الحجب إلى 62% في العبور الأخير.
أما بالنسبة للكسوف الشمسي المرئي من الأرض، فأقرب موعد له سيكون في 21 سبتمبر 2025، وسيُرى فقط من مناطق نائية مثل جنوب المحيط الهادئ ونيوزيلندا وأنتاركتيكا.