حزب الله يُعلي الاعتراض على إجراءات مفوضية اللاجئين: لم يعد السكوت مقبولاً
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": بدا "حزب الله" أخيرا وكأنه يهيىء المسرح استعدادا لفتح اشتباك سياسي وسجال إعلامي مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الاممية. والواضح ان عبوره المفاجىء الى دائرة هذا السجال الذي يبدو أنه سيأخذ منحى تصاعدياً، هو اتهام الحزب للمفوضية بـ"الاعتداء على السيادة اللبنانية" في موقف مكتوب له وزّعه عبر منصة "إكس" أمس.
وفي تصريح لـ"النهار" رأى النائب الموسوي انه "بات لزاما على الجميع عدم الاكتفاء بإدانة هذا الانتهاك الخطير في حق البلد وأهله، وأن المطلوب اتخاذ اجراءات فورية في حق المفوضية لردعها، وكذلك المبادرة الجدية الى قرار سيادي رسمي وطني عام لوقف تدفق النازحين (السوريين) والبدء بإعادتهم من حيث أتوا".
لم تكن خطوة المفوضية هي العامل الوحيد الذي أثار حفيظة الحزب ودفعه الى إعلاء الصوت اعتراضا واحتجاجا على هذا النحو غير المسبوق. وفي هذا الاطار يستطرد الموسوي: "ارتيابنا بطريقة مقاربة المفوضية لموضوع النزوح ليس جديدا أو مفاجئا، لكن التصرف الاحدث والاكثر رعونة والمتمثل بإعطاء تلك الافادات هو الاجراء الاكثر استفزازا، وهو يشكل قطرة الماء التي جعلت الكأس المترعة تفيض. وهو في تقديرنا ينطلق من خلفيتين:
الاولى انه التصرف الاكثر استفزازية وعدوانية للشعور الوطني. فعندما أقدمت تلك المفوضية على فعلها الاخير فانما هي تنتزع لنفسها صلاحيات مخاتير القرى والأحياء، والسلطات المحلية المعنية. ونحن نجد في هذا السلوك استهتارا ما بعده استهتار غير مسبوق للدولة ولإداراتها المعنية، فضلاً عن كونه انتهاكا صارخا لأبسط مقومات السيادة.
الخلفية الثانية هي ان هذا الفعل يقودنا الى الكلام عن معضلة اخرى اكبر، وتتجسد في الازدواجية وسياسة الوجهين المعلن والمخفي التي تتّبعها تلك الجهات الاممية المعنية وتلك الجهات الغربية وهي تقارب ملف النزوح منذ ان فرض نفسه أمراً واقعاً وثقيلاً ولحدّ اليوم. فخلال الاجتماعات المتكررة التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مع ممثلي الجهات الاممية المعنية وفي مقدمها مفوضية شؤون اللاجئين وممثلو الاتحاد الاوروبي وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، كنا حرصاء نحن وبقية الزملاء اعضاء اللجنة على ان نلقي الاضواء دوماً على ما نراه مخاطر التعامل الدولي المائع والمستهتر حينا والمنحاز حينا آخر مع ملف النزوح السوري. وكذلك كنا حرصاء على تبيان التداعيات السلبية لهذا الاداء الاممي تجاههم، وأظهرنا ايضا عواقب الرفض والعرقلة اللذين تبديهما هذه الجهات كلما طرحنا أو أثرنا موضوع العمل على اعادة النازحين الى بلادهم في الحال، خصوصا ان كل التقديرات تشير صراحة الى ان 90 بالمئة من الجغرافيا السورية باتت آمنة وخالية من اي مظاهر عنف. وقلنا لهم ايضا ان النزوح السوري تحوّل في الآونة الاخيرة الى نزوح اقتصادي – اجتماعي، ونحن مع ادراكنا لهذا الامر فإننا نكرر ان لبنان لم يعد يحتمل المزيد من النازحين في ظل امرين:
- الاستثمار السياسي لهذا الموضوع.
- وعدم مساعدة لبنان بالشكل المطلوب لكي يكون بمقدوره تحمّل الاعباء ومتطلبات هذا النزوح.
وما قلناه في مجلس النواب ردده بطبيعة الحال رئيس حكومة تصريف الاعمال وكل الوزراء في كل لقاءاتهم في الداخل والخارج، وقلنا جميعا بلسان واحد: لم يعد بالامكان السكوت على الامر خصوصا في الاشهر الثلاثة الماضية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أحرار لبنان يشيدون بهبة الشعب اليمني لإغاثة النازحين جراء العدوان الإسرائيلي
الثورة / قضايا وناس
مثلما كان لليمنيين بصماتهم في الدعم والإسناد العسكري للشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ها هم اليوم يتركون بصماتهم الواضحة في جبهة الدعم الإنساني ويجودون بأموالهم عبر حملة ويؤثرون على أنفسهم التي وصلت ثمارها إلى النازحين في لبنان .
وما إن حطّت قوافل العطاء اليمنية رحالها في العاصمة اللبنانية حتى كانت محل إشادة من أحرار لبنان الذين ثمنوا موقف الشعب اليمني الذي هب لتقديم الدعم والمساعدة لنازحي لبنان جراء العدوان الصهيوني رغم ما يمر به من ظروف عدوان وحصار .
وفي بيروت لا تكاد المخازن تخلو من المساعدات التي يتم توزيعها تباعا على النازحين بتأكيد اللجان التي تستقبل هذه المساعدات والتي ثمنت هذا الموقف الذي يؤكد كرم وسخاء اليمنيين .
رئيس العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ خليل رزق، أكد أن قيمة هذا العطاء ليس فقط في الجانب المادي، وإنما في هذا الحصار الذي يعيشه شعب اليمن، وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني تجد أنه يقدم الخير والعطاء، ولا ينسى ولا يبخل، كما هو أعطى الدم ها هو اليوم يعطي هذه المساعدات لإخوانه النازحين في لبنان، مثمناً موقف اليمن قيادة وشعبا في وقوفه إلى جانب الشعب اللبناني وبكل إمكانياته المادية والعسكرية.
ووفق رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، فإن مجيء المساعدات الإنسانية من الدول العربية والإسلامية والصديقة للنازحين أمر طبيعي، ولكن أن تأتي مساعدات من شعب اليمن إلى الشعب اللبناني فهو موضوع استثنائي يجب التوقف عنده كثيراً بما له من رمزية وما له من أثر بين الشعبين اليمني، واللبناني، حيث يعطي الشعب المحاصر منذ عشر سنوات من رغيفه اليومي لإسناد النازحين في لبنان ويهب لمساعدتهم والوقوف معهم في محنتهم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عروبة إنسانية الشعب اليمني الذي أخذ على عاتقه اليوم مسؤولية الوقوف والدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية في الوقت التي نرى الكثير من الدول وقد تخلت عنها، وخذلت الشعب الفلسطيني، وتدثرت برداء الصمت، مؤكدا ان الشعب اللبناني لن ينسى للشعب اليمني موقفه الشجاع والإنساني في هذه المرحلة والأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان نتيجة العدوان الإسرائيلي والذي هو إمتداد للعدوان على غزة، ومحاولة لفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة .. متقدما باسم بلديات، وباسم النازحين بالشكر لشعب اليمن وقيادته على ما قدموه من إسناد في المقاومة، إضافة إلى إسناد على صعيد المواد الغذائية والتموينية لإغاثة النازحين .
من جهته أكد الإعلامي حسين مرتضى أن الشعب اليمني المحاصر منذ أكثر من عشرة أعوام والذي يشن عليه عدوان ظالم يأبى إلا أن يقتسم رغيف خبزه مع إخوانه في لبنان وهو موقف يذكر بقول سماحة السيد حسن نصر الله إن أكثر مشهد يبكيه وقت الذي سمع اليمنيين وهم يقولون سنقتسم رغيف الخبز مع إخواننا في فلسطين ، واليوم الشعب اليمني يقتسم رغيف الخبز مع إخوانهم في لبنان، وهو تأكيد على أن اليمنيين بقيادة السيد عبدالملك الحوثي ما يزالون على نفس الوفاء، والنخوة العربية، رغم كل ما يمرون به، أبوا إلا أن يساعدوا المقاومة فيما تقوم به من عمليات عسكرية، ويساندوا الشعب اللبناني بإرسال الكثير من المساعدات الغذائية، رغم ما يمرون به من عدوان وحصار وتجويع، وهذا يؤكد أن المعركة واحدة وان المصير واحد .
ويضيف ان هذا دليل على التلاحم الكبير ما بين الشعوب رغم كل ما يعانيه الإخوة في اليمن، لكنهم في نفس الوقت لم ينسوا إخوانهم في لبنان وقاموا بهذه الحملة للتضامن مع الشعب اللبناني، ومساعدة الشعب اللبناني .
الإعلامي الكبير ناصر قنديل قال : إن موقف اليمن منذ أن تشكلت جبهة الإسناد لغزة، كان ملفتاً حيث خرج منهم القوة، والمعونة، في حين أن غيرهم من العرب الذين يمتلكون الأموال الطائلة لم يقدموا شيئاً، لا لغزة ولا للبنان، بل ووقفوا يتفرجون والعدو الإسرائيلي يذبح غزة من الوريد إلى الوريد وكأن الأمر لا يعنيهم، واكتفوا بمناشدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فقط، وهذا دليل كبير على ما وصلوا اليه من ضعف، ومن ذلة ومهانة، وارتهان لقوى الاستكبار العالمي المتمثلة بأمريكا وإسرائيل .
وأضاف: اللقمة التي قال السيد عبدالملك الحوثي – حفظه الله – إنه سوف يتقاسمها مع غزة أبكت سماحة السيد الشهيد القائد حسن نصر الله، فماذا عساها تفعل هذه المساهمات السخية التي يقدمها شعب اليمن المنكوب، والذي يحتاج قبل غيره إلى العون؟ .. متوجها بالتحية إلى اليمن وقيادته المتمثلة بالسيد عبدالملك الحوثي الذي وقف بشجاعة في وجه العدو الإسرائيلي واتخذ قرارات لم تكن في حسبان أمريكا ولا إسرائيل ولا حتى العالم خصوصا وان الشعب اليمني يمر بعدوان وحصار منذ عشر سنوات، لكن هذا العدوان لم يؤثر عليه في القيام بواجبه الديني والإنساني ومساندة المقاومة، وتقديم العون لها وهي تخوض هذه المعركة المقدسة ضد العدو الإسرائيلي المدعوم من أمريكا، وكل من يدور في فلكها ويحذو حذوها .. مشيرا إلى أن هذا العطاء يجعل الجميع يتمنوا لو أنهم يمنيون فيعودا ويتمسكون بالعروبة عساهم يصبحون يمنيين .
الإعلامي عمر ناصف أكد أن اليمن أذهل العالم كله حينما قدم الدم والدعم الناري للمقاومة رغم عشر سنوات من الحرب، وليس غريباً عليه اليوم أن يقتسم لقمة الخبز مع اخوانه اللبنانيين، وأن يرسل هذا الدعم، وهذا الإسناد، وهذا امتداد لمسار إسناده ودعمه للشعب الفلسطيني، ومحور المقاومة الذي يُعتبر اليمن اليوم هو رأس حربته، وتؤكد المؤشرات أنه سيكون له الدور الأكبر في زوال هذا الكيان الغاصب إن شاء الله .. لافتا إلى أنه لا يمكن تقديم الشكر لليمن فقط، بل التمني بأن يصبح العرب يوما من الأيام على هذا المستوى من المروءة والإقدام، ومن الاخوة، ومن العروبة ..
فيما قال رئيس لجنة الإمام الخميني للإمداد محمد برجاوي : ان ما قدمه الشعب اليمني يؤكد ان اليمن هو يمن الخير ، يمن الصمود والمقاومة، والعطاء والعزة .. وأن هذا العطاء جاء مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” الإيمان يمان، والحكمة يمانية، حيث امتلأت ثلاثة مستودعات بالمساعدات القادمة من اليمن غير كل المستودعات الفرعية الموجودة في المناطق كافة .
الإعلامي اللبناني علي مراد والذي واكب وصول المساعدات، أكد أن هذا ما عهده الشعب اللبناني الشقيق في دعم إخوانه في قطاع غزة ولبنان، فالشعب اليمني لا يساند إخوانه فقط بالجهد العسكري في استهداف العدو الإسرائيلي، بل أيضا بتقديم المساعدات .. مشيرا إلى أن الشعب اللبناني قدم مبادرات لدعم الشعب اليمني، وها هو اليوم الشعب اليمني في هذه الأوقات العصبية يهب لمساعدة الشعب اللبناني، وهو ما يؤكد أن الشعب اليمني هو شريك في أساسي، وسيظل في المعركة ضد العدو الإسرائيلي وشريكاً في صناعة الانتصار الذي هو آت بإذن الله .
وخلال مواكبته لوصول مساعدات الحملة اليمنية الشعبية ” ويؤثرون على أنفسهم لإغاثة نازحي لبنان، أكد أحد الإعلاميين اليمنيين وأحد كوادر المسيرة ان الشعب اليمني حمل على عاتقه حالة إسناد ضمن مسار إسناد ثلاثي للشعب اللبناني، وقبل ذلك للشعب الفلسطيني .. مشيرا إلى الإسناد اليمني للشعب اللبناني والذي يأتي ضمن حملة ” ويؤثرون على أنفسهم ” وضمن قاعدة أطلقها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- لستم وحدكم ونحن معكم حتى النصر، مضيفا ان الشعب اليمني يدرك أهمية وحساسية هذه المرحلة ويدرك أهمية المسار الإسنادي بثلاثية الإسناد العسكري والإسناد الشعبي، وأيضا الإسناد المالي .
ويوضح الزبيدي أن حجم المساعدات يتجاوز ثمنه المليوني دولار التي وصلت تباعا حيث يتم شراء المواد الإسنادية وتوزيعها على النازحين .. لافتا إلى ان الشعب اليمني يعتبر هذا الإسناد ضمن مسار إنساني ومسار أخوي وضمن المعركة الكبيرة التي تجري مع العدو الإسرائيلي .. مؤكدا أن الشعب اليمني سيستمر في مساندة الشعب الفلسطيني واللبناني حتى تحقيق النصر بإذن الله .
وبالتأكيد فإن حملات الشعب اليمني التي أطلقها لمساعدة الشعبين اللبناني والفلسطيني لن تكون الأخيرة، وستتبعها حملات أخرى ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي يخوضها الشعب اليمني ضد العدو الإسرائيلي في إطار معركة طوفان الأقصى منذ أكثر من عام .
ولا يقتصر دعم الشعب اليمني على المساعدات، حيث مازال اليمن مستمراً في منع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر والعربي وصولا إلى المحيط الهندي، وعملياته في استهداف عمق الكيان المحتل مستمرة، ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وهذا ما أكده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – في خطابه الأخير، وفي كل الخطابات السابقة .
ولقد أخذ اليمن اليوم بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على عاتقه مسؤولية العرب والأمة الإسلامية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وعلى كل المستويات .
وهكذا ظهر اليمنيون في ميدان المعركة مع العدو الإسرائيلي وفي ساحاتهم المساندة وصولا إلى حملاتهم الإغاثية المستمرة لدعم نازحي لبنان وفلسطين مساندين وداعمين، ما يعكس التزامهم العميق بقضايا أمتهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.