لا معركة ولا تسوية: رئيس لأي لبنان؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
كتب رفيق خوري في" نداء الوطن": السؤال اليوم ليس أي رئيس لبنان وما هي المحطة الإجبارية على الطريق الى قصر بعبدا بمقدار ما هو رئيس لأي لبنان. ذلك ان الأخطر من كل الأزمات التي تضرب البلد هو ان لبنان صار في مكان آخر. أما اللبنانيون، فإنهم صاروا يعيشون ويموتون في زمنين مختلفين. والمعارك تدور فوق أرض تنهار تحت أثقال الأزمات المالية والإقتصادية والإجتماعية في ظل أزمة وطنية وسياسية.
من السهل اللعب بالعصبيات والنزول الى مرتبة ما دون الطائفية في بلد من 18 طائفة بدل الإرتقاء من المذهبية والطائفية الى الدولة المدنية حسب الباب الذي فتحه إتفاق الطائف. لكن من الوهم تجاهل ما حل بلبنان واللبنانيين. فالوطن الصغير دفع ثمن حرب طويلة تصورت أطرافها المحلية أنها تلعب الأدوار التي لا تستطيع رفضها، في حين كانت القوى الإقليمية والدولية تلعب بها. ويدفع اليوم ثمن مشروع إقليمي أكبر منه ومن بلاد عربية عدة، ولا يحظى الا بالقليل من المساعدات والإهتمامات العربية. فضلاً عن انه يدفع ثمن تضييع ثورتين: ثورة الأرز في 14 آذار 2005، وثورة التغيير في 17 تشرين الأول 2019. وفي ضياع ثورتين عوامل وأسباب يعود بعضها الى اندفاع المافيا الحاكمة والمتحكمة في حماية مصالحها بما هو اكثر من قمع الثوار، ويعود بعضها الآخر الى الحسابات الشخصية والفئوية والسياسات الخاطئة للقوى التغييرية والسيادية.وهذا الوضع، في المنطق البسيط، يفرض المسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية من دون حاجة الى أدوار وحوارات. أدوار المتبرعين بها الذين لهم الشكر، وفي طليعتهم فرنسا التي لو لم تكن موجودة لكان على اللبنانيين إيجادها. وحوارات الذين يتصرفون كأن الحوار سلاح في أيديهم بعد سلاح آخر جرى استخدامه على مدى عام هو إفقاد نصاب الجلسة الإنتخابية بعد الدورة الأولى. فالباب الطبيعي للإنتخاب هو معركة ديمقراطية أو تسوية. وما حدث ويحدث حتى إشعار آخر، هو لا معركة ديمقراطية ولا تسوية. طريق المعركة مغلق من طرف واحد. وطريق التسوية مغلق عملياً من الطرفين، لأن التسوية التي يريدها الطرف المعطل هي الموافقة على ما يريد.يقول الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس: «القول إنه سيكون عندك غداً ما يكفي من الوقت هو حكمة كاذبة». ورأس هذه الحكمة عندنا هو الرهان على الوقت.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
طارق فهمي: تسوية الحرب في لبنان ستكون أسرع من تسويتها في غزة
كشف الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، آخر تطورات الأوضاع في المنطقة والحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة ولبنان.
طارق فهمي: المنطقة تشهد توترا .. وإدارة ترامب ليس لديها رؤيةوأضاف الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، في حوار مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، مقدمة برنامج صالة التحرير، المذاع عبر قناة صدى البلد، مساء اليوم الثلاثاء، أن مصر كانت حريصة على عرض قضية غزة في قمة العشرين، متابعا أن مصر تقدم جهودا كبيرة من أجل إحلال السلام في المنطقة وقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان.
وتابع الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن تسوية الحرب في لبنان سيكون أسرع من تسويتها في قطاع غزة، مستدركا أن لا يوجد ما يسمى بصفة القرن.
https://youtu.be/-7qvAqmrF-0?si=JbWYhuTSjwUGOEEA