لبنان ينتظر نتائج الحفر في البلوك 9 والمسح في البلوك 8: تسريع نمط الإكتشافات
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في "الديار": جرى إطلاق أعمال الحفر في حقل "قانا" في البلوك 9، كما المسح الثلاثي الأبعاد في البلوك 8 في المياه البحرية اللبنانية في 24 آب المنصرم، على أن تظهر نتائج الحفر في الأسبوع الأول من تشرين الثاني المقبل، على ما هو متوقّع، وتُعرف نتيجة المسح بعد جمع البيانات ووضع إتحاد الشركات العالمي الذي مُنح رخصة الإستطلاع، الدراسة المتعلّقة بتفاصيله.
وإذ يسعى لبنان من خلال دورة التراخيص الثانية التي تنتهي فترة التمديد الجديدة، وربما الأخيرة لها، في 2 تشرين الأول المقبل، قبل إعلان نتيجة التنقيب والإستكشاف في البلوك 9، الى جذب الشركات الدولية لتلزيم البلوكات المتبقية، أكّدت أوساط ديبلوماسية مواكبة لملف النفط أنّ العَين حالياً على البلوك 8 من ضمن البلوكات الثمانية المتبقية. كما أنّ عملية المسح الثلاثي الأبعاء له ضرورية جدّاً اليوم، سيما وأنّ لبنان لم يُجرِ في الفترة السابقة سوى مسحاً ثنائي الأبعاد فقط.
وذكّرت الاوساط بأنّ "إسرائيل" كانت تطمع بالحصول على جزء من البلوك 8 لسبب أو لآخر، كون المسوحات الجيولوجية التي أجرتها في المياه الفلسطينية المحتلّة قد أظهرت وجود حقول نفطية فيه. وفي حال جرى اكتشاف حقول مشتركة اليوم عند خط الحدود في البلوك 9 أو 8، فلا بدّ من إبلاغ الولايات المتحدة الأميركية عبر وسيطها الأميركي لحلّ هذه المشكلة. فقد نصّت إتفاقية ترسيم الحدود البحرية في الفقرة "أ" في القسم الثالث منها بأنّه "في حال تمّ تحديد أي تراكمات أو مخزونات منفردة أخرى من الموارد الطبيعية (...) على طول خط الحدود البحرية، غير تلك الموجودة في المكمَن المحتمَل (أي حقل "قانا")، وفي حال تسبّبَ أحد الطرفين، في معرِض تطوير التراكمات أو المخزونات السابق ذكرها، بسحب جزء من تلك التابعة للطرف الآخر من خط الحدود البحرية أو استنفادها أو خفض منسوبها، فعندها يعتزم الطرفان، قبل المباشرة بالتطوير الطلب إلى الولايات المتحدة تيسير الأمور بين الطرفين بغرض التوصّل إلى تفاهم حول منح الحقوق والطريقة، التي يمكن فيها التنقيب عن أيّ تراكمات أو مخزونات وتطويرها بأعلى قدر من الفاعلية".
وأوضحت الأأوساط عينها اننا ننتظر اليوم حصول إكتشافات، فلدينا احتمال كبير لاكتشاف الغاز والنفط معاً، أي للسوائل بحجم يتراوح بين 13 الى 15 %. الأمر الذي يستوجب القيام بعملية فصل الغاز عن البترول وتخزينه في مكان معيّن الى حين شحنه لاحقاً. ويُمكن أن يُصار الى تأمين الغاز الى الأسواق، والبحث في طريقة إيصاله اليها، قبل تطويره، ما يستلزم بين سنة وسنتين من الوقت. ولا بدّ هنا، من اختيار التكنولوجيا، أي الحلّ الأنسب لإيصال الغاز الى الأسواق، فإذا كانت لبنانية محليّة، بهدف الإستفادة منها في إنتاج الكهرباء، وتطوير الصناعات وتخفيف كلفة الصناعة على الصناعي اللبناني لكي يتمكّن من المنافسة بصناعاته في دول الخارج. فإنّ كلفة السلع اليوم هي "طاقة" بنسبة 30 الى 40 %، لهذا إذا تمكّن لبنان من تخفيف هذه الكلفة، فهو يساعد الصناعي اللبناني بذلك على المنافسة.
أمّا في حال وُجدت كميّات من الممكن تصديرها الى الخارج، فإنّ الحلّ عندها يكون مختلفاً، على ما عقّبت الأوساط، من ناحية التكنولوجيا، وطريقة إيصال الغاز الى الأسواق الخارجية. وهنا لا بدّ من هندسة وتصميم وتخطيط هذه المنشأة، الأمر الذي يستلزم المزيد من الوقت، ومن ثمّ يبدأ التنفيذ. لهذا يُمكن القول بأنّ هذه المرحلة تتطلّب 5 سنوات في الحدّ الأدنى منذ بدء الإكتشاف، لأنّ الخطوات العملية تحتاج الى وقت طويل. كما بالإمكان في حال توافر كميات كبيرة من الغاز والنفط، التسريع في عملية الإنتاج، أي في عملية إنتاج مجزّأة على مراحل، لأنّه عندها يمكن اللجوء الى حلول مؤقّتة للبدء بالإنتاج السريع، لأنّ الكلفة مبرّرة بحجم الإكتشافات.
وعن فقدان اهتمام الشركات بدورة التراخيص الثانية، تقول الاوساط بأنّ 53 شركة أبدت اهتمامها بدورة التراخيص الأولى، واليوم ثمّة 3 شركات فقط مهتمّة بدورة التراخيص الثانية. غير أنّ تمديد المهلة قد يجذب شركات أخرى، خصوصاً مع بدء عملية التنقيب في البلوك 9، وإجراء المسح في البلوك 8 والإهتمام الذي أظهره "كونسورتيوم" الشركات بالبلوكات اللبنانية، وإمكانية حصول إكتشافات واعِدة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحدود البحریة فی البلوک 9 البلوک 8 فی حال
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يبحث مع نائبة المبعوث الأمريكي التصعيد الإسرائيلي والتطورات الحدودية
بحث الرئيس اللبناني جوزاف عون، مع نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، الأوضاع في جنوب لبنان، والانسحاب الإسرائيلي، والتطورات على الحدود مع سوريا.
وجاء ذلك خلال لقائهما في قصر بعبدا الرئاسي بالعاصمة بيروت، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء اللبنانية.
تأتي هذه المباحثات في إطار زيارة غير محددة المدة بدأتها أورتاغوس الجمعة، والتي تشمل لقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين، ويرافقها وفد يضم نتاشا فرانشيسكا، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا، ومسؤولين أمريكيين آخرين، إضافة إلى سفيرة الولايات المتحدة في بيروت، ليزا جونسون.
وتمحور اللقاء حول عدد من القضايا الرئيسية، أبرزها التطورات في الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي لا تزال تحت سيطرته.
وناقش الطرفان الأوضاع على الحدود اللبنانية-السورية، والتنسيق القائم بين البلدين في ظل المتغيرات السياسية والأمنية في سوريا.
وتطرق الاجتماع إلى الإصلاحات المالية والاقتصادية التي تنفذها الحكومة اللبنانية، إلى جانب الجهود المبذولة لمكافحة الفساد، وهي ملفات تحظى باهتمام أمريكي ودولي.
ومنذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، تعمل الحكومة السورية الجديدة على فرض الاستقرار الأمني في البلاد، وضبط حدودها مع الدول المجاورة، بما في ذلك لبنان، مع تكثيف الجهود لمكافحة تهريب المخدرات وتعقب فلول النظام السابق الذين يتسببون في اضطرابات أمنية.
وفي هذا السياق، شهدت الحدود اللبنانية-السورية توترًا منتصف آذار/ مارس الماضي، عندما اتهمت وزارة الدفاع السورية "حزب الله" باختطاف وقتل ثلاثة من عناصرها، وهو ما نفاه الحزب.
ويأتي اللقاء وسط تصاعد التوتر بين لبنان و"إسرائيل"، حيث لم تلتزم الأخيرة باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وبالرغم من الاتفاق، لم ينسحب جيش الاحتلال من جميع النقاط اللبنانية التي يحتلها، ولا يزال يشن ضربات جوية، في انتهاك واضح للاتفاق.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن مصدر سياسي رفيع – لم تسمه – أن موقف لبنان الرسمي الذي سيتم إبلاغه لأورتاغوس، يتمثل في المطالبة بالتنفيذ الكامل للاتفاق، ووقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وثّقت الجهات اللبنانية الرسمية 1384 خرقًا إسرائيليًا، أسفرت عن استشهاد 117 شخصًا وإصابة 366 آخرين، وفق إحصاءات وكالة الأناضول استنادًا إلى مصادر رسمية.
يُذكر أنه في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان، تحول لاحقًا إلى حرب شاملة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين، إضافة إلى نزوح حوالي 1.4 مليون شخص.