طغى حادث إطلاق النار على مدخل السفارة الأميركية في بيروت ليل الأربعاء - الخميس، على ما عداه، متجاوزاً عملية ارسال الرسائل الى ما هو أبعد، في خضم تداخل المحلي بالاقليمي، وتصاعد المواجهات من الأراضي الفلسطينية بمواجهة الاحتلال الاسرائيلي .
وكتبت" النهار": اخطر في دلالات اطلاق الرصاص في ساعة متقدمة من ليل الأربعاء الماضي على مدخل السفارة الأميركية، بعدما كانت السفيرة دوروثي شيا وطاقم السفارة احيا ذكرى تفجير 1984 انه استحضر زمن الرسائل الإرهابية والأمنية من دون قدرة طبعا لدى السلطة على الحد فورا من الاجتهادات والتقديرات والتكهنات التي أثيرت وتثار حيال الجهات المشبوهة التي قد تقف وراء الاعتداء وأهدافه ولا احتمالات استدراجه لزمن الرسائل الإرهابية بفعل عدم التمكن من القبض عن الفاعل ومن يقف وراءه.

ذلك ان ما يثير احتمال ان يكون الاعتداء نذير هذا السيناريو، أي سيناريو العودة الى الرسائل الإرهابية، ان الحادث يصعب حصره بهدف محدد بل يمكن ان يكون "حمال أوجه" في اتجاهات عديدة سواء ما يتصل منها بعداء "تقليدي" للاميركيين، وهو يفتح الباب على قائمة طويلة من الجهات المشبوهة داخليا وإقليميا، سواء ما يتصل بخصوم واعداء الولايات المتحدة في لبنان وسوريا والجوار ، وسواء ما يمكن ان يكون محصورا بالمناسبة التي تزامنت مع الاعتداء، كأن ثمة من يهول ويرسل الرسالة بان تكرار التفجير امر وارد وممكن. ولذا سيأخذ الحادث مدى واسعا في الاجتهادات حتى ان البعض ذهب الى تبسيط يتصل بربطه بالمسار الرئاسي عبر اخفاق اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك قبل يومين وتحميل واشنطن تبعة الإخفاق !

وكتبت" اللواء": بصرف النظر عن المعلومات الوضعية للحادث، كاستخدام كلاشينكوف في العملية، مع سيارة سوداء داكنة من دون لوحات، وإبقاء مشطين فارغين على الأرض، فإن الحدث الأمني، يأتي في ظل، وضع تزايد فيه «التدخل الأميركي» سواء في ما خصَّ اشتباكات المخيمات الأخيرة، الى التدخل في أصغر القضايا في الوضع الداخلي اللبناني، بمعزل عن الاشتباك الدبلوماسي الذي حصل على هامش اجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في نيويورك، على خلفية تناغم بين فرنسا وفريق داخلي لبناني.
وتزامن حادث اطلاق النار، الذي وصفت رصاصته بأنها غير طائشة، وتصب في اطار رسالة بالغة الوضوح، التقت زمانياً مع احتفال السفارة بالذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير مبناها في منطقة جلّ البحر في بيروت.
والسؤال المحوري: هل بدأ توجيه الرسائل السياسية بالرصاص الى السياسة الاميركية في لبنان سواء على مستوى الموقف من الاستحقاق الرئاسي المختلف عن باقي اعضاء مجموعة الدول الخمس، او على مستوى العقوبات التي تفرضها على الدولة اللبنانية بحجب الدعم الاقتصادي وممارسة الحصار الكهربائي عبر عقوبات قانون قيصر، وعلى شخصيات وقوى لبنانية لا تدور في الفلك الاميركي؟ ام ان هناك اسباباً اخرى غير لبنانية تتعلق بعلاقات ومواقف الادارة الاميركية في المنطقة والعالم؟.  وذكرت نداء الوطن" أنه لم يسبق للسفارة الأميركية في لبنان أن تعرضت لإطلاق نار مباشر منذ استقرت في بلدة عوكر عام 1984. ونقلت ما قاله مصدر أمني لـ "وكالة فرانس برس" من إنّ "التحقيقات الأولية تفيد بأنّ الجاني راقب المكان مسبقاً واختار التوقيت المناسب لإطلاق 15 رصاصة في اتجاه السفارة، طال عدد منها بوابتها الحديد واستقر بعضها في الجدران الخرسانية المحيطة بها". وأضاف أن "الجاني ترك خلفه حقيبة فيها خزانا رصاص لبندقية كلاشنيكوف".

وأشارت "نداء الوطن" إلى أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية أوقفت عدداً من الأشخاص. أما مطلق النار فاستطاع التخفي عن كاميرات المراقبة التي لم تلتقط وجهه على رغم أنه سار على قدميه كي ينفذ الهجوم. ومن بين الموقوفين سوريون مشتبه فيهم، وكذلك لبنانيون على أساس أنهم شهود.
وقد بدأ القضاء العسكري اللبناني تحقيقاً في الحادثة. وقال مسؤول قضائي إنه يتم التعامل مع الحادثة "على أساس أنها جريمة خطيرة طالت سفارة دولة كبرى على الأراضي اللبنانية، وعرّضت أمن موظفيها للخطر".

واعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه تابع حادث اطلاق النار على مدخل السفارة الاميركية، فأجرى سلسلة اتصالات بقادة الاجهزة الامنية للاطلاع على المعطيات المتوافرة عن الحادث وطلب التشدد في ملاحقة القضية وجلاء ملابساتها. وشدد على "أن حماية البعثات الديبلوماسية في لبنان أمر لا تهاون فيه على الاطلاق، ومن غير المسموح لاي كان بالعودة الى انماط قديمة في توجيه الرسائل السياسية التي عانى اللبنانيون الكثير بسببها". وقال" ان الاجهزة الامنية مستنفرة لجلاء ملابسات هذا الحادث المدان وتوقيف الفاعلين".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

جوتيريش يحث إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف عملياتها العسكرية داخل لبنان.

وخلال زيارته اليوم الجمعة لمقر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل، قال جوتيريش "ينبغي أن تتوقف العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية داخل لبنان منذ دخول الهدنة التي استمرت 60 يوما حيز التنفيذ في 27 نوفمبر".

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله التي استمرت 14 شهرا.

وفقا لما أوردته وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية. وأكد جوتيريش أن قوات الحكومة اللبنانية وكذلك قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هي الجهات الوحيدة التي يجب أن يكون لها وجود مسلح جنوب نهر الليطاني بالقرب من الحدود مع إسرائيل.. وقال "إن وجود قوات أخرى يقوض استقرار لبنان".
 

مقالات مشابهة

  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: قوة إسرائيلية تتوغل بين بلدتي يارون والدبش في قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان
  • باكستان تحث إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية والسورية
  • غوتيريش: هناك أهمية لدعم القوات اللبنانية
  • جوتيريش: هناك أهمية لدعم القوات المسلحة اللبنانية ومدها بالمعدات لتوفير الحماية للبنانيين
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • جوتيريش يحث إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية
  • خلال زيارة رسمية لبيروت.. ماكرون وميقاتي يبحثان سبل دعم لبنان ومواجهة التحديات
  • ماكرون وميقاتي يبحثان التحديات الراهنة وسبل دعم لبنان
  • نجيب ميقاتي: الرئيس الفرنسي وعد بدعم الحكومة اللبنانية الجديدة
  • ماكرون يصل لبنان وميقاتي يستقبله في مطار بيروت