تعرف على الدروس المستفادة من النبي محمد من ترسيخ مبدأ الشورى مع أصحابه
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
كان النبيّ لا يُبرم أمراً قبل أن يستشير أصحابه، فكثيراً ما كان يقول لهم:}أشيروا عليَّ أيها الناس وقد كان النبي (ﷺ) حريصاً على مشورة أصحابه حتى في الأمور الصغيرة، ومن ذلك ما جاء عن النبيّ (ﷺ) في صحيح البخاري:}أُتِيَ النبيُّ (ﷺ) بثِيابٍ فيها خَمِيصَةٌ سَوْداءُ صَغِيرَةٌ، فقالَ: }مَن تَرَوْنَ أنْ نَكْسُوَ هذِه؟ فَسَكَتَ القَوْمُ، قالَ: ائْتُونِي بأُمِّ خالِدٍ، فَأُتِيَ بها تُحْمَلُ، فأخَذَ الخَمِيصَةَ بيَدِهِ فألْبَسَها، وقالَ: أبْلِي وأَخْلِقِي.
فقد استشار النبيّ (ﷺ) أصحابه وسألهم لمن يُعطي هذا الثوب.
فمواقفه في استشارة أصحابه في الأمور العسكريّة وغيرها لها الأثر البالغ في مصالح الإسلام والمسلمين، حيث استشار أصحابه في جميع غزواته .
وهذه بعص صور استشارة النبي (ﷺ) لأصحابه رضي الله عنهم ..
ما وقَع يوم بدر عِندما خرَج للقاء القافلة العائدة مِن الشام فأفلتَتْ منه، وعَلم بخروج مُشركي قريش لحرْبه، فاستشار المسلمين الذين كانوا معه، فأشار عليه أبو بكر وعمر والمِقداد رضي الله عنهم ولكنَّ النبيَّ (ﷺ) كان يُريد الأنصارَ بهذه الاستِشارة؛ رغبةً منه في مَعرفة ما في نفوسهم، هل يُحارِبون معه خارج المدينة أم يُحاربون معه داخل المدينة فقط؛ تطبيقًا لما بايَعوه عليه في العقَبة؟ فتبيَّن له بعد أن فَطِنَ سيدُهم سعد بن معاذ مُرادَ النبي (ﷺ) أنهم معه في المدينة وخارجها، وأن روابط الإيمان الراسخ أقوى مِن روابط المعاهدات، وبذلك اتَّضح موقف الأنصار جليًّا للنبيِّ (ﷺ) وللمُهاجِرين الذين كانوا معه يومئذٍ، وكانت هذه الاستشارة للجَميع؛ ولكنَّها أُريد بها الأنصار.
وفي غَزوة الأحزاب، عَلِم النبيُّ (ﷺ) أن قريشًا وحلفاءها وقبائل غطفان قد خرجَتْ صَوب المدينة تُريد غزْوها واستِئصال مَن فيها، فعقد النبي (ﷺ) مَجلِسًا استِشاريًّا شاوَر فيه أصحابه حول خطَّة الدِّفاع التي يَدفعون بها هذه الجيوشَ الجرَّارة، فأشار
سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفْر الخَندق للحَيلولة دون دخول تلك الأحزاب إلى المدينة، فوافَق النبيُّ (ﷺ) على هذا الرأيِ وباشَر تطبيقه.
ومنها ما كان في غزوة تبوك، فعِندما وصَل النبيُّ (ﷺ) إلى تبوكَ وأقام بها عِشرين ليلةً ولم يَلْقَ جيش الروم، استشار مَن معه من المسلمين في التقدُّم شمالاً من تبوك، فأشار عمر بن الخطاب بعدم التقدُّم؛ لإمكان الاصطِدام بحشود الروم وحلفائهم المتفوِّقة على المسلمين بعُدَّتها وعَتادها، وأنَّ دُنوَّ النبي إلى المكان الذي وصَل إليه قد حصَل به المقصود مِن إفزاع الروم، فقَبِل النبيُّ (ﷺ) مشورة عُمر ولم يتجاوزْ تبوك.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
مجلس الشورى ينعى استشهاد المجاهد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله
الثورة نت|
نعى مجلس الشورى في الجمهورية اليمنية استشهاد القائد المجاهد الكبير امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي ارتقى شهيدا بعد حياة حافلة بالجهاد.
وأعرب المجلس في برقية العزاء عن خالص العزاء والمواساة لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، والشعب اليمني ، وقيادة وكوادر المقاومة الإسلامية في لبنان ومحور الجهاد المقاومة والأمة العربية والإسلامية في استشهاد المجاهد الكبير أمين عام حزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله.
واعتبر المجلس سماحة السيد حسن نصر الله ،أحد رموز الجهاد في مواجهة الصلف الصهيوني ومشاريعه في المنطقة ، والزعيم الكبير والقائد المحنك الذي كرس حياته من أجل قضية وطنه وشعبه وأمته .
وأكد المجلس أن الشهيد المجاهد لم يكن قائدا عاديا ستطوى صفحته بجريمة اغتياله الآثمة وانما سيصبح دمه الطاهر وقودا لكل احرار الامة لمواصلة مواجهة الصلف والمشروع الصهيوني في المنطقة.
وأشار إلى أن مثل هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمة المقاومة الإسلامية في لبنان ومحور الجهاد والمقاومة من مواصلة السير على طريق القدس حتى يتم تطهير فلسطين والأراضي المقدسة من دنس الصهاينة.
سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد العظيم بواسع رحمته، وأن يُلهم أسرته وأهله ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يبارك جهود محور الجهاد والمقاومة في مواصلة السير على درب الجهاد دفاعا عن المقدسات الاسلامية وانتصارا للمظلومين في اليمن وفلسطين ولبنان.