بوابة الوفد:
2025-01-23@14:27:03 GMT

تعرف على حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

لقد كانت محبّة النبيّ (ﷺ) لأصحابه عظيمة، فكان يتعامل معهم بلطف واهتمام شديد ، فكانت البشاشة تملأ وجهه نوراً وسروراً وهو يسأل عن حالهم ويُطيّب

 خاطرهم؛ ولقد وصفَه الله تعالى بلين الجانب لأصحابه فقال: }فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ (59){ [آل عمران] فكانت الألفة بينه وبين أصحابه من أقوى ما تكون، وهو ما جعل كثيرًا من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التي جمعته بأصحابه، حتى لقد وصف ذلك أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه فقال: }ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحابِ محمدٍ محمدًا!.

 

 

ومن مظاهر محبته (ﷺ) لأصحابه تواضعه (ﷺ) معهم :

عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه في وصفه للنبي (ﷺ) قال: كان النبيُّ (ﷺ) يكثرُ الذكرَ ويقلُّ اللغوَ ويطيلُ الصلاةَ ويقصرُ الخطبةَ ولا يأنفُ أنْ يمشيَ مع الأرملةِ والمسكينِ فيقضي له الحاجةَ.

وعن سهل بن حنيف  رضي الله عنه قال :}كان رسول الله (ﷺ) يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم

وعن أنس رضي الله عنه قال : }كان رسول الله (ﷺ) يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم ، ويمسح برؤوسهم ، ويدعو لهم .

قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه }ما حَجَبَنِي رَسولُ اللهِ (ﷺ) مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إلَّا تَبَسَّمَ في وَجْهِي{.[ صحيح الترمذي] .

قال أنس بن مالك رضي الله عنه ، كان رسول الله (ﷺ) "كان إذا لقيَهُ أحدٌ مِنْ أصحابِهِ فقام معه ، قام معه فلم ينصرِفْ حتى يكونَ الرجُلُ هو الذي ينصرِفُ عنه ، وإذا لقِيَهُ أحدٌ من أصحابِهِ فتناول يَدَهُ ناوَلَهُ إيَّاها فَلَمْ ينزِعْ يَدَهُ منه حتى يكونَ الرَّجُلُ هوَ الذي ينزِعُ يدَهُ منه ، وَإذا لقِيَ أحدًا مِنْ أصحابِهِ فتناول أُذُنَهُ ، ناولَهُ إيَّاها ، ثُمَّ لم ينزِعْها حتى يكونَ الرَّجُلُ هو الذي ينزِعُها عنه".

وكان دائم البِشر، سهل الخُلق، ليّن الجانب، يقول ﷺ: }رحم الله امرئ سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى{، ليس بعيّاب ولا مدّاح، يتغافل عمّا لا يشتهي، لا يخيّب مؤمله، ترك نفسه من ثلاث: (المراء، ومما لا يعنيه، وذم الناس).

قال أبو هريرة رضي الله عنه كان رسولُ اللهِ (ﷺ) يَجْلِسُ بينَ ظهرَيْ أصحابِه، فيجيءُ الغريبُ، فلا يدري أيُّهم هو، حتى يسألَ{.[ صحيح أبي داود]

ومن مظاهر محبته(ﷺ) لأصحابه انصاف أصحابه من نفسه (ﷺ) ،ومن أجمل القصص ما حدث مع الصحابي الجليل سوادِ بن غَزِيَّةَ الأنصاريِّ يوم بدرٍ، حيث

كان النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام يتفقَّد المُقاتلين ويُسوِّي الصُّفوف، وكان سوادُ مُتقدِّماً خطوةً عن باقي الجُند، ممّا جعل الصَّف غير مستوٍ، فأرجعه النَّبيُّ (ﷺ) إلى الوراء بواسطة سهمٍ بلا نصلٍ كان يحمله ويسوِّي به الصُّفوف، فقال سواد للرَّسول إنّه أوجعه ويريد أن يقتصَّ منه ، ولم تُغضب هذه الشَّكوى رسول الله (ﷺ) ، بل على العكس قَبِل القصاص وكشف عن بطنه وأمر سواداً بأن يأخذ حقّه فيضربه بالسَّهم كما فعل له، وإذا بسوادٍ يُقبِل على النَّبيِّ (ﷺ) ويُقبِّل بطنه الشَّريفة! فعجب النَّبيُّ من فعله وسأله لِم صنع ذلك، 

وقت الحرب والقتال قد حلَّ، فأراد أن يكون آخر عهدٍ له في هذه الدنيا هو أن يمسَّ جلدُه جلدَه (ﷺ) ، فدعا له رسول الله بالخير{.وقد وردت هذه الحادثة في السنة النبوية بإسنادٍ حسنٍ.

ومن مظاهر محبته لأصحابه مزاحه (ﷺ) مع أصحابه ،فكان النبيّ (ﷺ) بسّاماً يحبّ إدخال الفرح والضحك على قلوب من حوله، ومن ذلك  مزاحه (ﷺ) مع زاهر بن حرام رضي الله عنه، فقد جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه يروي قصّة هذا الصحابيّ فقال: "كان النَّبِيُّ (ﷺ) يُحِبُّه، وكان دَميمًا، فأَتاهُ النَّبِيُّ (ﷺ)  يَومًا، وهو يَبيعُ مَتاعَه، فاحْتَضَنَه مِن خَلفِه، وهو لا يُبصِرُه، فقال: أرسِلْني، مَن هذا؟ فالتَفَتَ، فعَرَفَ النَّبِيَّ (ﷺ) ، فجعَلَ لا يَأْلو ما ألزَقَ ظَهرَه بصَدرِ النَّبِيِّ (ﷺ)  حينَ عَرَفَه، وجعَلَ النَّبِيُّ (ﷺ) يَقولُ: مَن يَشْتَري العَبدَ؟ فقال: يا رَسولَ اللهِ، إذَنْ واللهِ تَجِدُني كاسِدًا. فقال النَّبِيُّ (ﷺ): لكِنْ عِندَ اللهِ لستَ بكاسِدٍ{.[صحيح ابن حجر العسقلاني]

وكان (ﷺ) يمزح معهم، ولا يقول إلا حقًّا.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (ﷺ) أنه قال: }إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا، قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله؟!، فقال: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا».

 

رأى النبي (ﷺ) صهيبًا وهو يأكل تمرًا وبعينه رمد، فقال له النبي (ﷺ) ممازحًا: }أَتَأْكُلُ التَّمْرَ وَبِكَ رَمَدٌ؟!! فقال صهيب: إِنَّمَا آكُلُ عَلَى شِقِّي الصَّحِيحِ لَيْسَ بِهِ رَمَدٌ!! فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ (ﷺ) { (رواه الحاكم).

 

ومزاحه (ﷺ) مع العجوز التي جاءت تطلب منه الدعاء، فقد ورد عن الحسن البصري أنه قال: }أنَّ امرأةً عجوزًا جاءتْهُ تقولُ لَهُ: يا رسولَ اللهِ، ادع اللهَ لي أنْ يدْخِلَني الجنةَ، فقال لَها: يا أمَّ فلانٍ، إِنَّ الجنَّةَ لا يدخلُها عجوزٌ، وانزعجَتِ المرأةُ وبكَتْ ظنًّا منها أنها لن تدخلَ الجنةَ، فلما رأى ذلِكَ منها؛ بيَّنَ لها غرضَهُ أنَّ العجوزَ لَنْ تدخُلَ الجنَّةَ عجوزًا، بل يُنشِئُها اللهُ خلقًا آخرَ، فتدخلُها شابَّةً بكرًا، وتَلَا عليها قولَ

 اللهِ تعالى:} إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ (35) فَجَعَلۡنَٰهُنَّ أَبۡكَارًا .

 

مزاحه مع أخي أنس بن مالك رضي الله عنه بسؤاله عن الطائر الصغير، فقد جاء عن أنس أنه قال: }كان لي أخٌ صغيرٌ، وكان له نُغَرٌ يَلعَبُ به، فمات، فدخَلَ النَّبيُّ (ﷺ) ذاتَ يَومٍ فرآه حزينًا، فقال: ما شأنُ أبي عُمَيرٍ حزينًا؟ فقالوا: مات نُغَرُه الذي

 كان يَلعَبُ به يا رسولَ اللهِ، فقال: يا أبا عُمَيْر، ما فَعَلَ النُّغَيْر؟ أبا عُمَيْر، ما فَعَلَ النُّغَيْر؟.

 

ومن مظاهر حبه لأصحابه العدل بينهم ،فكان (ﷺ)عادلا بينهم لا يحابي أحدا بغير

حق .. لما كلمه حِبه أسامة بن زيد في العفو عن المرأة المخزومية التي سرقت ، تلون وجهه (ﷺ) وقال : }أتشفع في حد من حدود الله؟ ، ثم قام فاختطب ثم قال : إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يده.

 

وكان  (ﷺ) يثني على أصحابه إظهاراً لفضلهم وعلو قدرهم ..فعن أنس بن مالك رضي الله عنه  قال : قال رسول الله (ﷺ): }أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أُبَي بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ألا وإن لكل أمة أمينا ، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.

ومن مظاهر محبة النبي (ﷺ) لأصحابه ثقته بهم: لقد بلغت ثقة النبي  (ﷺ) مبلغاً عظيماً ،ولولا ذلك لما زجّ بهم إلى معارك ضاريةٍ يكون الأعداء فيها ثلاثةَ أضعافهم ، وتظهر محبّة النبيّ (ﷺ) لأصحابه ومحبّة أصحابه له في كُلّ وقت؛ سلمٍ وحربٍ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله کان رسول أصحاب ه کان الن ة النبی عن أنس

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: سيدنا النبي قال أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الوطن نعمة عظيمة يجب أن نقدرها، مشيرًا إلى أن فهم قيمة الوطن يعد من أسمى القيم التي يجب أن يتحلى بها المسلم.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: "الوطن نعمة، والنعمة يجب أن تشكر، والشكر يكون بأن نعيش متماسكين معًا في وطننا، وأن نكون مواطنين نلتزم بحقوق هذا الوطن".

ما حكم الصلاة في الأوقات المكروهة.. أمين الفتوى يجيب (فيديو) ندوة لـ”خريجي الأزهر” بنيجيريا حول تجديد الفتوى

وأضاف: "الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول: 'ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم'، هذه الآية الكريمة تساوي بين القتل والخروج من الديار، وهو ما يعكس لنا قيمة الوطن وأهمية التمسك به".

وأشار  إلى أن الوطن ليس فقط مكانًا، بل هو أمان ونجاة، وبالتالي إذا أردت أن تعرف أمان الرحمن، فانظر إلى ما أودعه الله في هذا الوطن من رزق وبركة ونور،  مؤكدا أن مصر، على سبيل المثال، تعد مثالًا حيا على هذا المفهوم، حيث بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أهلها في رباط إلى يوم القيامة.

وتابع: "رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرسل رسائل لأرض مصر، ويقول: 'إذا فتح الله عليكم مصر، فهي وطن، وأهلها في رباط إلى يوم القيامة'، و هذا الكلام يعكس أهمية الانتماء لهذا الوطن".

واستكمل: "إذا أردت أن تكون من أهل البركة والرباط المحمدي، عليك بالتمسك بالوطن والعيش فيه بتقدير واعتزاز. فالوطن هو المهد الذي يحفظ لنا الأمان والكرامة، ويجب أن نعيش فيه كأمة واحدة متماسكة".

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُربّي الصحابة والأمة على معاني عظيمة ومهمة، تُحقق المقاصد الأساسية للوجود الإنساني، ومنها العبادة، العمران، والتزكية.
وقال: "النبي صلى الله عليه وسلم علم الصحابة أن جزءًا من العبادة هو حفظ المقاصد الخمسة، التي تشمل حفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال، وهذا ليس على المستوى الفردي فقط، بل يشمل المجتمع ككل".

وأضاف  أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثالًا عمليًا للنجاة المجتمعية في حديثه عن السفية، حيث قال: "مثل القوم الذين استهموا على سفينة، فكان بعضهم في أعلاها وبعضهم في أسفلها، فجعلوا ينقضون على الماء في أسفل السفينة، فلو تركوهم لهلكوا جميعًا، لكن إذا أمسكوا بما في أيديهم، نجا الجميع"، لافتا إلى أن هذا المثال يُظهر أن النجاة تكمن في العمل الجماعي وتعاون الجميع.

وتابع: "من المفاهيم المهمة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته هي مفهوم الوطن، في تصور الكثير من الناس، قد يكون مفهوم الوطن مُستحدثًا، لكن في الحقيقة هو مفهوم أساسي في الإسلام، على سبيل المثال، عندما صبر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، كان يعتبرهم أهله، رغم ما لاقاه منهم من أذى، وكان يتعامل معهم بأخلاق عالية، لأن مفهوم الوطن يتضمن البيئة والمكان الذي يعيش فيه الإنسان، بل والناس الذين يعيشون في هذا المكان".

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما واجه المقاطعة في شعب أبي طالب، وكان هذا من أنظمة قريش، صبر وثبت على مبدأه، فتعامل مع وطنه ومجتمعه بكل احترام، واعتبر أهل مكة، رغم ما عاناه منهم، جزءًا من عائلته وأهله.
وأضاف: "هذا التعامل يجعلنا نفهم قيمة الوطن في الإسلام، وأنه لا يتعلق فقط بالمكان، بل يتصل بالناس الذين نعيش معهم والمبادئ التي نؤمن بها في هذا الوطن".

واختتم قائلاً: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا أن نحب وطننا ونحترمه، وأنه لا يجب أن ننسى فضل المكان والناس الذين يشاركوننا الحياة".
 

مقالات مشابهة

  • رحلة النبي (5): مشاهد الجنة والنار في الإسراء والمعراج
  • سبحان الذي أسرى بعبده.. القرآن لخص تفاصيل ليلة الإسراء والمعراج بهذه الآية
  • أمين الفتوى: سيدنا النبي قال أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة
  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب؟.. علي جمعة: 10 عجائب
  • عضو العالمي للفتوى: الترفق وحسن المعاملة أهم ما نحتاجه الآن
  • عضو «العالمي للفتوى»: الترفق وحسن المعاملة أهم ما نحتاجه في حياتنا اليومية
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام