تهتم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان؛ بنشر الثقافة الإسلامية، التي تبين حقوق الإنسان في الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وذلك منذ أن أنشئت بموجب المرسوم بقانون رقم (38) لسنة 2002، وأعيد تنظيمها بالمرسوم بقانون رقم (17) لسنة 2010، لتصبح شخصية معنوية ذات موازنة مستقلة، تُصنف من التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان على الصعيد الدولي في الدرجة (A)، وباشرت أعمالها في الأول من نوفمبر 2003؛ لأجل تعزيز وحماية ونشر وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة، سواءً على الصعيد الفكري أو الممارسة، ونشر الوعي والتثقيف بحقوق الإنسان وحرياته، ولهذا قامت اللجنة بتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة؛ بهدف التوعية والتثقيف بحقوق الإنسان، والنهوض بها، وتنميتها وتطويرها، ونشرها كثقافة عامة، سواءً لدى الجمهور أو في المناهج التعليمية، وتطبيق قيم العدالة الاجتماعية، والتسامح، وتعزيز المساواة وعدم التمييز.

التقريب بين الحضارات

وإيمانًا من اللجنة بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والتي كانت ذات أثر مهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، والتقريب بين الحضارات والثقافات المختلفة، واعتزازًا منها بالتراث الحضاري العربي الإسلامي الإنساني في مجال حقوق الإنسان، فقد أصدرت بالتعاون مع مركز قطر الثقافي الإسلامي كتاب «الإسلام وحقوق الإنسان»، والذي يُعدُّ كما جاء في مقدمته «الإصدار الأول من نوعه، والذي يجمع بين متعة الفكر والعين معًا...، ويخلق مجالا أوسع للحوار تعزيزًا للسلام والحق والعدالة والحرية لمختلف شعوب العالم». وفي هذا الكتاب أكدت على أهمية الخط العربي كذائقة بصرية وحضارية؛ للتعبير عن البنود التي تضمنتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مؤكدة على أنها وردت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، منذ أكثر من 1400 عام، فجمعت بين نص المادة في ميثاقها، والآية القرآنية أو الحديث الشريف، وبين الحروفية الخطية بخط الخطاط العراقي صباح الإربيلي (ولد 1977)، وضم الكتاب 27 لوحة.
وتحرص اللجنة على دعم الحوار بين الأديان، ومد جسور التفاعل بين الحضارات والثقافات؛ لإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية السامية، وفي هذا الإطار كان الكتاب الثاني بعنوان «حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية» والذي يضم، كما جاء في مقدمته، «لوحات فنية إبداعية بأنواع الخط العربي؛ تشمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية لها علاقة مباشرة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والإتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان». وتضيف في المقدمة: «إن هذا الكتاب لم يُقصد منه المقارنة بين ما جاء في الإسلام، وما جاء في المواثيق الدولية؛ بقدر ما هو محاولة حقيقية لإظهار القواسم الإنسانية المشتركة بين بني البشر جميعًا»، فحقوق الإنسان هي أسمى ما ترنو إليه نفوس البشر. والكتاب يضم 36 لوحة للخطاط العراقي صباح الإربيلي، ولكنها لم تأت كما ذُكر في مقدمة الكتاب بانواع الخط العربي، وإنما جاءت جميعها لوحات حروفية لم تكن معبرة تعبيرًا دقيقًا عن معانيها، بل إن بعض اللوحات أحيانًا كانت منفرة للذائقة البصرية، ولو أنها كتبت بأنواع الخط العربي الكلاسيكية مع تشكيلات حرفية إبداعية بالخط الكوفي مثلا؛ لكانت أفضل وأوقع، ولكنها تظل جهدًا محمودًا للهيئة واهتمامًا فريدًا بالخط العربي.

معارض عديدة

وحرصًا من اللجنة على التعريف بمبادئ الدين الإسلامي، وإبراز الثقافة الإسلامية في حقوق الإنسان، وذلك بإبراز جماليات فن الخط العربي، فقد نظمت عددًا من المعارض الخطية الحروفية في بعض العواصم الأوروبية بهدف التعريف بحقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية، ونشر الذائقة الفنية الإسلامية الفريدة في فنون الخط العربي، فنظمت في شهر فبراير 2016 معرضًا للخط العربي في جنيف بمقر الأمم المتحدة، أثناء انعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان، تضمن أكثر من 20 لوحة فنية رسمت بخط عربي حروفي لآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة، تُظهر مضامينها نماذج من حقوق الإنسان في الفكر الإسلامي. وفي شهر أبريل من نفس العام نظمت معرضًا للخط العربي في باريس، حول الثقافة الإسلامية وحقوق الإنسان، عرضت فيه العديد من اللوحات الفنية، التي تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، تحمل في مضامينها معاني لها علاقة مباشرة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وكان هذا المعرض هو الأول من نوعه، الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية، ونال استحسانًا كبيرًا، إذ أبرز الفن الراقي والذوق الرفيع في جماليات الخط العربي؛ كفن وتراث إسلامي عربي، وموروث إنساني.

النص المتسامي

ونظمت اللجنة معرضًا فنيًا في برلين في مايو 2017؛ بعنوان «الخط العربي حول حقوق الإنسان»، بهدف أن توصل من خلاله رسالة مضمونها أن للثقافة الإسلامية إسهامًا كبيرًا في بلورة وحماية حقوق الإنسان، كما نظمت في الفترة ما بين سبتمبر 2020 ويوليو 2021 معرضًا للخط العربي عن حقوق الإنسان في العاصمة الأمريكية واشنطن، بعنوان «النص المتسامي.. وحدة الإنسانية.. استكشاف القيم العالمية من خلال الخط العربي الإسلامي»؛ بالتعاون مع مركز قطر أمريكا للثقافة، وتضمن لوحات للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على حقوق الإنسان منذ مئات السنين، وقبل أن تدون في الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وكذلك نظمت في إطار فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021 معرضًا للخط العربي بمطار حمد الدولي، حول حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية العلوم والثقافة (إيسيسكو)، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وكانت اللوحات المشاركة في هذه المعارض من خطوط وحروفية الخطاط العراقي صباح الإربيلي، والخطاط الحروفي القطري أحمد المعاضيد.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر حقوق الإنسان الوطنية لحقوق الإنسان الثقافة الإسلامية الخط العربي الدولیة لحقوق الإنسان الثقافة الإسلامیة حقوق الإنسان فی الخط العربی ما جاء فی

إقرأ أيضاً:

اعتماد اللائحة المالية للجنة أخلاقيات البحث العلمي بصيدلة أسيوط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، أنه خلال اجتماع مجلس الجامعة المنعقد في 26 مارس 2025، تم اعتماد اللائحة المالية الخاصة بلجنة أخلاقيات البحث العلمي بكلية الصيدلة، والتي تم تسجيلها كأول لجنة على مستوى الجامعة بالمجلس الأعلى لمراجعة أخلاقيات البحوث الطبية الإكلينيكية، بعد استيفاء جميع المتطلبات والشروط العلمية. وأكد أن هذا الإنجاز يعكس ريادة الجامعة في مجال البحث العلمي وحرصها على الالتزام بالمعايير الأخلاقية الدولية.

 وتعمل اللجنة تحت إشراف الدكتور جمال بدر، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة جيهان نبيل فتيح، عميدة كلية الصيدلة، والدكتورة تهاني حسن الفحام، الأستاذ بقسم الصيدلانيات ومقررة اللجنة.

 وأشاد الدكتور المنشاوي بجهود كلية الصيدلة في تطوير منظومة البحث العلمي وضبط الجوانب الأخلاقية للأبحاث، بما يتوافق مع المعايير الأكاديمية الدولية. وأكد أهمية دور اللجنة في تنظيم آليات إجراء الأبحاث والمشروعات البحثية.

 يُذكر أن لجنة أخلاقيات البحث العلمي بكلية الصيدلة تأسست وفقًا لقرار مجلس الكلية في جلسته رقم 714 بتاريخ 22 أبريل 2022، وتم تسجيلها رسميًا بالمجلس الأعلى لأخلاقيات البحوث الإكلينيكية التابع لمجلس الوزراء في 2 يناير 2025، لتصبح الأولى من نوعها بجامعة أسيوط التي تحظى بهذا التسجيل والاعتماد.

 وتهدف اللجنة إلى تعزيز النزاهة والمصداقية في الأبحاث العلمية بالكلية، وزيادة الوعي بالمعايير الأخلاقية بين الباحثين، وضمان حماية حقوق المرضى والمشاركين في الدراسات العلمية. كما تسعى إلى تطبيق القواعد الأخلاقية في رعاية واستخدام الحيوانات في البحث العلمي والتعليم، بالإضافة إلى مراجعة واعتماد خطط البحوث والرسائل العلمية وفق معايير النزاهة البحثية والمواثيق الدولية.

 وفي إطار سعي الجامعة لتعزيز جودة البحث العلمي وخدمه المجتمع، تقوم اللجنة بمراجعة إجراءات النزاهة البحثية في المعامل والمختبرات بالكلية، ورفع التوصيات لمجلس الكلية، ومتابعة تنفيذ قرارات اللجنة المركزية، بالإضافة إلى توثيق حقوق جميع أطراف العملية البحثية، بما يشمل حماية الملكية الفكرية وترتيب الباحثين في الأوراق العلمية المنشورة.

 كما تعمل اللجنة على ضمان حقوق الباحثين الجدد وحمايتهم، فضلًا عن احترام حقوق الملكية الفكرية للبيانات والمعلومات العلمية والصناعية والإحصائية الخاصة بالجهات الحكومية والخاصة، وفقًا للضوابط المتفق عليها.
 

مقالات مشابهة

  • مفوض حقوق الإنسان يدين الهجوم الإسرائيلي على سيارات إسعاف في غزة
  • المصرية لحقوق الإنسان ترحب بالعفو عن 2777 من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان»: منظومة متكاملة لتحقيق أحلام ذوي التوحد في الإمارات
  • السعودية تقدم بيانا مشتركا في مجلس حقوق الإنسان حول حماية الأطفال في الفضاء السيبراني
  • المملكة تقدِّم بيانًا مشتركًا باسم 75 دولة في مجلس حقوق الإنسان حول حماية الأطفال في الفضاء السيبراني
  • رمز السلام والتسامح.. السفيرة مشيرة خطاب تنعى الأنبا باخوميوس
  • بكين وروسيا تعززان العلاقات.. ورسالة قوية إلى واشنطن
  • الكتاب الأبيض يرصد إنجازات بارزة في حقوق الإنسان بمنطقة شيتسانغ الصينية
  • الجبهة الوطنية يشيد باصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية رفضًا لتهجير الفلسطينيين
  • اعتماد اللائحة المالية للجنة أخلاقيات البحث العلمي بصيدلة أسيوط