د. علي عفيفي علي غازي يكتب: اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والخط العربي
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تهتم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان؛ بنشر الثقافة الإسلامية، التي تبين حقوق الإنسان في الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وذلك منذ أن أنشئت بموجب المرسوم بقانون رقم (38) لسنة 2002، وأعيد تنظيمها بالمرسوم بقانون رقم (17) لسنة 2010، لتصبح شخصية معنوية ذات موازنة مستقلة، تُصنف من التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان على الصعيد الدولي في الدرجة (A)، وباشرت أعمالها في الأول من نوفمبر 2003؛ لأجل تعزيز وحماية ونشر وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة، سواءً على الصعيد الفكري أو الممارسة، ونشر الوعي والتثقيف بحقوق الإنسان وحرياته، ولهذا قامت اللجنة بتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة؛ بهدف التوعية والتثقيف بحقوق الإنسان، والنهوض بها، وتنميتها وتطويرها، ونشرها كثقافة عامة، سواءً لدى الجمهور أو في المناهج التعليمية، وتطبيق قيم العدالة الاجتماعية، والتسامح، وتعزيز المساواة وعدم التمييز.
التقريب بين الحضارات
وإيمانًا من اللجنة بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والتي كانت ذات أثر مهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، والتقريب بين الحضارات والثقافات المختلفة، واعتزازًا منها بالتراث الحضاري العربي الإسلامي الإنساني في مجال حقوق الإنسان، فقد أصدرت بالتعاون مع مركز قطر الثقافي الإسلامي كتاب «الإسلام وحقوق الإنسان»، والذي يُعدُّ كما جاء في مقدمته «الإصدار الأول من نوعه، والذي يجمع بين متعة الفكر والعين معًا...، ويخلق مجالا أوسع للحوار تعزيزًا للسلام والحق والعدالة والحرية لمختلف شعوب العالم». وفي هذا الكتاب أكدت على أهمية الخط العربي كذائقة بصرية وحضارية؛ للتعبير عن البنود التي تضمنتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مؤكدة على أنها وردت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، منذ أكثر من 1400 عام، فجمعت بين نص المادة في ميثاقها، والآية القرآنية أو الحديث الشريف، وبين الحروفية الخطية بخط الخطاط العراقي صباح الإربيلي (ولد 1977)، وضم الكتاب 27 لوحة.
وتحرص اللجنة على دعم الحوار بين الأديان، ومد جسور التفاعل بين الحضارات والثقافات؛ لإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية السامية، وفي هذا الإطار كان الكتاب الثاني بعنوان «حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية» والذي يضم، كما جاء في مقدمته، «لوحات فنية إبداعية بأنواع الخط العربي؛ تشمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية لها علاقة مباشرة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والإتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان». وتضيف في المقدمة: «إن هذا الكتاب لم يُقصد منه المقارنة بين ما جاء في الإسلام، وما جاء في المواثيق الدولية؛ بقدر ما هو محاولة حقيقية لإظهار القواسم الإنسانية المشتركة بين بني البشر جميعًا»، فحقوق الإنسان هي أسمى ما ترنو إليه نفوس البشر. والكتاب يضم 36 لوحة للخطاط العراقي صباح الإربيلي، ولكنها لم تأت كما ذُكر في مقدمة الكتاب بانواع الخط العربي، وإنما جاءت جميعها لوحات حروفية لم تكن معبرة تعبيرًا دقيقًا عن معانيها، بل إن بعض اللوحات أحيانًا كانت منفرة للذائقة البصرية، ولو أنها كتبت بأنواع الخط العربي الكلاسيكية مع تشكيلات حرفية إبداعية بالخط الكوفي مثلا؛ لكانت أفضل وأوقع، ولكنها تظل جهدًا محمودًا للهيئة واهتمامًا فريدًا بالخط العربي.
معارض عديدة
وحرصًا من اللجنة على التعريف بمبادئ الدين الإسلامي، وإبراز الثقافة الإسلامية في حقوق الإنسان، وذلك بإبراز جماليات فن الخط العربي، فقد نظمت عددًا من المعارض الخطية الحروفية في بعض العواصم الأوروبية بهدف التعريف بحقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية، ونشر الذائقة الفنية الإسلامية الفريدة في فنون الخط العربي، فنظمت في شهر فبراير 2016 معرضًا للخط العربي في جنيف بمقر الأمم المتحدة، أثناء انعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان، تضمن أكثر من 20 لوحة فنية رسمت بخط عربي حروفي لآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة، تُظهر مضامينها نماذج من حقوق الإنسان في الفكر الإسلامي. وفي شهر أبريل من نفس العام نظمت معرضًا للخط العربي في باريس، حول الثقافة الإسلامية وحقوق الإنسان، عرضت فيه العديد من اللوحات الفنية، التي تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، تحمل في مضامينها معاني لها علاقة مباشرة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وكان هذا المعرض هو الأول من نوعه، الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية، ونال استحسانًا كبيرًا، إذ أبرز الفن الراقي والذوق الرفيع في جماليات الخط العربي؛ كفن وتراث إسلامي عربي، وموروث إنساني.
النص المتسامي
ونظمت اللجنة معرضًا فنيًا في برلين في مايو 2017؛ بعنوان «الخط العربي حول حقوق الإنسان»، بهدف أن توصل من خلاله رسالة مضمونها أن للثقافة الإسلامية إسهامًا كبيرًا في بلورة وحماية حقوق الإنسان، كما نظمت في الفترة ما بين سبتمبر 2020 ويوليو 2021 معرضًا للخط العربي عن حقوق الإنسان في العاصمة الأمريكية واشنطن، بعنوان «النص المتسامي.. وحدة الإنسانية.. استكشاف القيم العالمية من خلال الخط العربي الإسلامي»؛ بالتعاون مع مركز قطر أمريكا للثقافة، وتضمن لوحات للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على حقوق الإنسان منذ مئات السنين، وقبل أن تدون في الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وكذلك نظمت في إطار فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021 معرضًا للخط العربي بمطار حمد الدولي، حول حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية العلوم والثقافة (إيسيسكو)، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وكانت اللوحات المشاركة في هذه المعارض من خطوط وحروفية الخطاط العراقي صباح الإربيلي، والخطاط الحروفي القطري أحمد المعاضيد.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر حقوق الإنسان الوطنية لحقوق الإنسان الثقافة الإسلامية الخط العربي الدولیة لحقوق الإنسان الثقافة الإسلامیة حقوق الإنسان فی الخط العربی ما جاء فی
إقرأ أيضاً:
الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة عن البناء الحضاري في التراث الإسلامي
ألقى الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، محاضرة هامة في كلية التمريض في جمهورية داغستان حول موضوع "البناء الحضاري في التراث الإسلامي في مهنة الطب من خلال الرؤية التجديدية لوزارة الأوقاف المصرية"، وتناولت المحاضرة دور الطب في التراث الإسلامي باعتباره أحد أبعاد الحضارة الإسلامية التي تجمع بين العلم الديني والعلمي، كما قدم البيومي رؤية حديثة حول كيفية تطوير مهنة الطب في ضوء المبادئ التجديدية التى تتبناها وزارة الأوقاف المصرية حيث نبعت من الريادة الطبية فى الحضارة الإسلامية، وكذلك الأخلاق المهنية فى الجانب الطبى والتى تناولتها النصوص التراثية التى واكبت النهضة الطبية فى الحضارة الإسلامية.
الاثنين.. انطلاق المؤتمر الدولي الثالث للعلوم الأساسية بكلية العلوم جامعة الأزهر فريق قسم المسالك بطب بالقاهرة جامعة الأزهر يفوز بالمركز الأول على مستوى الجمهوريةكذلك عرض البيومي في محاضرته نماذج من لجنة الطب التابعة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والتي تعمل على تطوير مفاهيم الطب في ضوء القيم الإسلامية الأصيلة، وأكد أن لجنة الطب لا تقتصر على نشر المعرفة الطبية الحديثة، بل تسعى أيضًا إلى إعادة إحياء التراث الطبي الإسلامي، الذي كان له دور محوري في تطور الطب في العصور الوسطى. وأضاف أن الوزارة تبذل جهودًا حثيثة لتوفير التدريب والتعليم المتخصص في الطب، مما يعزز من تطوير هذا المجال ويعود بالنفع على المجتمع.
ناقش البيومي أهمية الربط بين التراث الطبي الإسلامي والطب الحديث، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية ساهمت بشكل كبير في تقدم مهنة الطب من خلال العناية بالصحة العامة، وتطوير الأدوات الطبية، وتقديم أسس علمية مبنية على التوازن بين الجسد والروح، وأوضح أن وزارة الأوقاف المصرية تسعى إلى تجديد هذا التراث من خلال تنظيم برامج تدريبية وورش عمل تهدف إلى تعزيز الوعي لدى الشباب حول أهمية الطب في بناء المجتمع وحفظ الصحة وفقًا للرؤية الإسلامية التي تركز على الحفاظ على كرامة الإنسان.
اختتم البيومي محاضرته بالتأكيد على أن البناء الحضاري في مهنة الطب لا يتوقف عند دراسة العلوم الطبية فقط، بل يشمل أيضًا تعزيز القيم الإنسانية والإسلامية التي تضع الإنسان في قلب الاهتمام، وأوضح أن هذه المحاضرات تأتي في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف المصرية لتعزيز التكامل بين العلوم الدينية والعلمية في مجالات مختلفة، بما في ذلك الطب، بما يساهم في بناء مجتمع صحي ومتوازن قادر على مواجهة التحديات الحديثة.