«بن زيد» يواصل تعريف الجاليات بالثقافة الإسلامية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
يواصل مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقديم برامجه التثقيفية الهادفة للجاليات المقيمة على أرض قطر، التي تتضمن التعريف بالإسلام والثقافة الإسلامية وإقامة الفعاليات التوعوية والمحاضرات الدينية، إضافة إلى دورات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والتي تهدف جميعها بشكل عام لتقديم صورة متكاملة ومتوازنة عن الإسلام وثقافته وحضارته.
وأقام المركز خلال الأسبوع الماضي برنامج المجلس القطري حول موضوع الزواج التقليدي في المجتمع قطر، بحضور 36 ناطقا باللغة الروسية، حيث تعرف الحضور على تقاليد الزواج وعاداته في المجتمع القطري، والدلالات الاجتماعية والثقافية لهذه العادات والتقاليد.
وتواصلت برامج تعليم المهتدين الجدد التي استفاد منها 161 شخصا، كما بلغ عدد المستفيدين من برنامج روضة الحفاظ لتعليم المهتدين الجدد القرآن الكريم 150 مهتديا.
وعلى صعيد آخر، أقام قسم الثقافة الإسلامية برنامجا بعنوان أهمية الأدلة العقلية في مجال العقيدة الإسلامية باللغة الأردية.
كما أقام القسم النسائي عددا من البرامج المتميزة تضمنت ملتقى المهتديات بحضور نحو 250 سيدة، وزيارة المؤسسات العقابية والإصلاحية والتي استفادت منها 26 نزيلة، فيما تواصلت دورتي العقيدة والفقه للسيدات.
وتتواصل دروس الدورة المكثفة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والتي تشتمل على عدة مستويات لتعلم اللغة العربية بداية من تعلم الأبجدية، وانتهاءً بتعلم المستفيد للقراءة والكتابة، حيث تستمر الدورة طوال شهر سبتمبر الجاري، وقد شهدت الدورة منذ بدايتها حضور 308 مستفيداً من الرجال والنساء، منهم 175 من الرجال و 133 من النساء.
وتعد هذه الدورة من الدورات الهامة التي يقدمها المركز للجاليات المختلفة من الناطقين بغير العربية؛ لكونها تساهم في تعلم لغة القرآن الكريم، وتعزيز تواصل المستفيدين مع فئات المجتمع القطري وزيادة التفاعل البنّاء فيما بينهم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر
إقرأ أيضاً:
افتتاحية.. لحظة اللغة العربية الفاصلة
احتفل العالم العربي هذا الشهر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وربط الاحتفال هذا العام باستكشاف مستقبل اللغة العربية مع الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن تستفيد لغتنا من ثورة الذكاء الاصطناعي.
ورغم ما تمتلكه اللغة العربية من عذوبة في مفرداتها وفي استعاراتها البديعة وفي قدرتها على استيعاب القرآن الكريم، والشعر العربي من العصر الجاهلي إلى زمن قصيدة النثر إلا أنها اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التفاعل مع العقل الاصطناعي الذي قد يُعيد تشكيل أساليب استخدامها وتوسيع رقعة تأثيرها.
وتبدو اللغة العربية من أكثر اللغات القادرة على الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي الذي يقوم على توظيف الخوارزميات الرياضية في التفكير وإنتاج المحتوى الجديد وسبب ذلك أن اللغة العربية نفسها قائمة على المنطق الرياضي سواء في علم النحو الذي يحكمها أو في علم الصرف والأوزان الذي تشكل بنية الكلمات العربية. ولنا أن نتصور كيف مزجت اللغة العربية بين علم الرياضيات والمنطق وبين سحر كلماتها وعذوبتها لنتبين عظم هذه اللغة وعبقريتها.
وهذه اللحظة استثنائية جدا في تاريخ اللغة العربية لا بد أن تستغلها وتستثمر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتكون لغتنا العذبة في طليعة لحظة التقدم العالمية. ومن نافل القول إن أي تقدم حضاري لا يمكن أن يتم في معزل عن اللغة وأي نهضة ثقافية لا تستقيم دون لغة، ومتى ما أرادت الأمة العربية أن تحقق نهضتها وأن تلحق بركب الأمم فعليها أن تعتني بلغتها لا بلغة غيرها. والآن وأمام هذه الثورة التكنولوجية والثقافية التي حققها الذكاء الاصطناعي فإن الفرصة تبدو ذهبية أمام لغتنا لتطوير أدوات الترجمة الآلية ذات الدقة المتناهية من اللغة العربية وإليها، وتعزيز تقنيات التعرف على الصوت ومعالجة النصوص، وصولاً إلى إنشاء محتوى متقن يخدم أهداف التعريف بالعالم العربي وتاريخه.
يحتاج هذه الأمر مع وجود الإرادة والأدوات إلى رؤى مستنيرة تحافظ على أصالة اللغة وقيمها، دون أن تفقد مرونتها في التفاعل مع ما هو حديث. فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو شريك يتطلب منّا أن نمده ببيانات تعكس عمق تراثنا وجماليات لغتنا. كيف يمكن أن نجعل الذكاء الاصطناعي يتذوق جمال البديع والطباق والجناس والاستعارات؟ وكيف يمكننا أن نحمي لغتنا من التشويه وهي تعبر جسر التقنية؟
هذه الأسئلة مهمة جدا في بناء العلاقة بين اللغة العربية وبين الذكاء الاصطناعي ولكن الأمر لا يبدو أنه مجرد خيار مطروح أمامنا ولكنه ضرورة لاستمرار نبض لغتنا بالحياة في عالم متجدد تتقن أجياله لغة العصر وأدواتها. واللغة العربية قادرة عبر استثمار هذه الأدوات الجديدة والتقنيات لتكون حاضرة في السياق العالمي ومتحدثة بمفرداتها وجمالها وبالتالي بالعقلية الثقافية التي تكمن خلف ظلال كلماتها الساحرة.
لكن هذا الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة في أوقات عمل حقيقية وليس في مناسبات احتفائية ومنبرية والجهد الكبير سيكون على عاتق الجامعات العربية والمراكز البحثية والمؤسسات المتخصصة في علوم اللغة العربية كما أنه جهد جمعي يلقى بشكل عام على عاتق الأمة العربية جمعاء.. وهذا مشروع لا يحفظ الإرث والتاريخ العربي عبر تطوير اللغة ومواكبتها مع مستجدات العصر ولكنه مشروع لبناء بواباتنا نحو المستقبل.
إنها لحظة اللغة... ولحظة التقنية.. لحظة تلاقي الماضي والمستقبل في حضن الحرف العربي الخالد.