اجتاحت العالم موجات حر شديدة في الآونة الأخيرة، حيث استمرت درجات الحرارة في الارتفاع بشكل مهول لتبلغ في الأسابيع القليلة الماضية معدلات غير مسبوقة. 

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها، أنه يمكن حماية المدن الأمريكية من ارتفاع درجات الحرارة عبر خطوات مدروسة، حتى لو كانت تصاميم المباني فيها تتسبب بارتفاع درجات الحرارة.

وضربت الصحيفة مثالا بمدينة سنغافورة، حيث وجدت الدولة التي تحمل نفس الاسم، أن بعض المناطق وسط العاصمة أكثر سخونة بما يزيد ﷼ 6 درجات مئوية، مقارنة بالمناطق الريفية.

وقررت المدينة إنفاق موارد ضخمة من أجل تبريد درجة الحرارة، وتقديم درس للدول والمدن الأخرى حول العالم، بحسب نيويورك تايمز.

الأزمة بدأت مثل مدن كثيرة حول العالم، بالتحرك السريع نحو التحضر وتشييد المباني الضخمة، وقطع الأشجار وإزالة النباتات التي تعمل على تبريد الجو بشكل طبيعي.

هذه النباتات والأشجار يحل محلها مساحات واسعة من الأبنية الخرسانية والأسفلت، التي تمتص الحرارة نهارا وتطلقها ليلا، كما أن ناطحات السحاب تعوق حركة الرياح وتتسبب في تكوين جيوب للحرارة المرتفعة.

هذا التحضر يشمل أيضًا انبعاثات، مثل تلك الصادرة عن عوادم السيارات ومكيفات الهواء، ليتحول يوم حار عادي إلى يوم لا يمكن تحمله.

وأشار تقرير «نيويورك تايمز» إلى أن «الحل التقليدي الناجح هو استخدام الوسائل الطبيعية لتبريد الأجواء».

وأوضح أن سنغافورة بدأت في اتخاذ خطوات لا غنى عنها، و«ستكون مهما كانت تكلفتها، أقل من خسائر ظواهر طبيعية مثل الأعاصير والفيضانات».

وبدأت سنغافورة بدمج الأشجار والنباتات في المباني، لتتدلى من على الأسطح، وبذلك وفرت الظل وقللت من درجة الحرارة التي يمتصها المبنى.

تطلق النباتات الماء في الهواء على هيئة بخار، مما يتسبب أيضًا في تبريد درجة حرارة الجو.

وقال باحثون، إن زراعة المزيد من الأشجار هي الطريقة الأكثر نجاحًا في خفض درجة حرارة أية مدينة.

كما قررت سنغافورة تشجيع المواطنين على إدماج المساحات الخضراء في المباني، عبر حوافز مادية لأصحاب الأسطح التي بها حدائق، والواجهات التي بها نباتات عمودية.

في وقت سابق، حثت اليونيسف العاملين في الخطوط الأمامية والآباء والأسر ومقدمي الرعاية والسلطات المحلية على حماية الأطفال و«التغلب على الحرارة» من خلال اتباع الخطوات التالية:

- الحماية من الإجهاد الحراري

الحذر والحماية من الإجهاد الحراري، اتخاذ التدابير الوقائية والتعرف على الإجهاد الحراري ومعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها.

- تحديد الأعراض

التعرف على أعراض الأمراض المختلفة المرتبطة بالحرارة المرتفعة تسهم في تحديد العلاج المناسب، والتي يحتاج مقدمو الرعاية والمجتمعات والعاملين في الخطوط الأمامية إلى معرفتها.

- تعلم الإسعافات الأولية

تعلم إجراءات الإسعافات الأولية التي يحتاج مقدمو الرعاية والعاملون في الخطوط الأمامية إلى اتخاذها لإعادة توازن حرارة الجسم على المدى القصير.

- الذهاب إلى المنشآت الصحية

يجب على العاملين في الخطوط الأمامية والعائلات ومقدمي الرعاية التعرف على أعراض الإجهاد الحراري على الفور، وخاصة علامات ضربة الشمس، والمساعدة في نقل الأشخاص المتضررين إلى المرافق الصحية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مواجهة ارتفاع درجات الحرارة صحيفة نيويورك تايمز سنغافورة فی الخطوط الأمامیة درجات الحرارة نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

كلما كان الشتاءُ دافئًا.. كانت كمية تخزين السهول المرتفعة للكربون أقل

إن تغير المُناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء بمعدل أسرع من درجات الحرارة في فصل الصيف، وخاصة في المناطق المرتفعة. وقد يؤدي هذا الارتفاع غير المتوازن في الحرارة إلى إحداث مشاكل للكمية الهائلة من الكربون المخزنة في التربة هناك، من خلال تغيير النشاط الميكروبي أكثر من المتوقع.

إن تربة الكوكب تـخـزن كميات من الكربون تفوق ما تخزنه أي منظومة بيئية أخرى باستثناء المحيطات، وقد تخزن كميات أكبر إذا ما أديرت على نحو أفضل. ولكن الباحثين في مجال المناخ يتوقعون أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ إلى زيادة كمية الكربون المفقود من التربة في الغلاف الجوي على هيئة غازات دفيئة، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى التغيرات في سلوك الميكروبات في التربة.

وللتحقق من مدى تأثير ذلك على الميكروبات، قام (نينج لينج) من جامعة لانزو في الصين وزملاؤه بتسخين تربة في أرض عشبية تجريبية على هضبة التبت. وقد أبقوا بعض التربة عند درجات حرارة الغرفة، وعرّضوا البعض الآخر لارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين (3.6 درجة فهرنهايت) طوال العام. وتعرضت مجموعة ثالثة لارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.5 إلى 2.8 درجة مئوية (4.5 إلى 5 درجات فهرنهايت) خلال فصل الشتاء و0.5 إلى 0.8 درجة مئوية (0.9 إلى 1.4 درجة فهرنهايت) خلال بقية العام، وهي محاكاة أكثر واقعية لأنماط الاحترار الفعلية.

بعد مرور عقد من هذه التجربة، بين عامي 2011 و2020، فحص الباحثون النشاط الميكروبي لعينات من أنواع تلك التربة المختلفة. وركزوا على مقياسين على وجه الخصوص: معدل النمو، ومؤشر كيفية استخدام الكائنات الحية للكربون المعروف باسم كفاءة استخدام الكربون. وقد ثبت أن هذا هو العامل الرئيسي الذي يحدد كمية الكربون العضوي المخزن في التربة. لقد انخفضت كفاءة استخدام الكربون الميكروبي بنسبة 81% في فصول الشتاء الدافئة.

يقول (دانييل راث) من مجلس حماية الموارد الطبيعية، وهي منظمة بيئية غير ربحية في نيويورك: «عندما يأكل الميكروب الكربون، فإنه يستطيع القيام بأحد أمرين به: إما أن يحلل الكربون للحصول على الطاقة ثم يخرجه في صورة ثاني أكسيد الكربون، أو أن يستخدمه في صنع هياكل جديدة للجسم». ويضيف أن ارتفاع معدل النمو يعني أن الميكروبات تستخدم المزيد من الكربون، وأن ارتفاع كفاءة استخدام الكربون يعني تحويل المزيد من هذا الكربون إلى هياكل للجسم، بدلاً من استنشاقه في صورة ثاني أكسيد الكربون.

ووجد لينج وزملاؤه أن كلا من نمطي الاحترار العالمي أدى إلى انخفاض كبير في النشاط الميكروبي. فقد شهدت التربة في ظل الاحترار العالمي المتساوي انخفاضاً في معدل النمو بنسبة 31%، كما انخفضت كفاءة استخدام الكربون بنسبة 22% مقارنة بالتربة المعرضة لدرجات الحرارة المحيطة.

وفي ظل الاحترار غير المتوازن، كان هذا التأثير أقوى، حيث انخفض معدل النمو بنسبة 58% وانخفضت كفاءة استخدام الكربون بنسبة 81% مقارنة بالتربة المعرضة لدرجات الحرارة المحيطة. وعزا الباحثون الاختلافات إلى عوامل من بينها تغير العناصر الغذائية المتاحة للميكروبات.

ويقول ييتشي لوه من جامعة كورنيل في نيويورك: «تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن تخزين الكربون في التربة من المرجح أن ينخفض، مما يقلل من قدرة النظم البيئية الأرضية على عزل الكربون ويقلل من فعالية التربة في إيجاد حلول قائمة على الطبيعة لتغير المناخ».

يقول راث: إن النماذج الحالية لا تأخذ في الاعتبار ظاهرة الاحتباس الحراري غير المتساوية، لذا فمن المحتمل أننا نقلل من تقدير خسائر الكربون في التربة بسبب تغير المناخ. ومع ذلك، يقول: إن النتائج قد تنطبق فقط على التربة من النظم البيئية الباردة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما تعنيه التغيرات في النشاط الميكروبي بالنسبة للكربون. على سبيل المثال، على الرغم من التغيير الكبير في النشاط الميكروبي، فإن الكمية الإجمالية من الكربون المخزنة في التربة لم تتغير أثناء التجربة.

مقالات مشابهة

  • طقس الإمارات.. ارتفاع في درجات الحرارة غداً الثلاثاء
  • هذه حالة الطقس بكل الولايات غدا الثلاثاء
  • الغابات الشجرية.. رئة جديدة لمصر
  • «نيويورك تايمز»: محادثات المناخ تنتهي أخيرًا بعد معارك مريرة بسبب خطة التمويل
  • ارتفاع درجات الحرارة في اليمن اليوم الأحد
  • ارتفاع درجة الحرارة ١,٥ مئوية ستجلب ضرراً لا يمكن اصلاحه
  • ارتفاع درجة الحرارة 1.5 مئوية ستجلب ضررًا لا يمكن إصلاحه
  • كلما كان الشتاءُ دافئًا.. كانت كمية تخزين السهول المرتفعة للكربون أقل
  • ابتعدوا عن الشواطئ.. تحذيرات من ارتفاع الأمواج إلى 5 أمتار والرياح شديدة
  • برودة وأمطار.. تقلبات جوية تبدأ غدا