الثورة نت:
2024-10-04@22:01:57 GMT

الثورة في عيدها التاسع

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

 

تطل الذكرى التاسعة لثورة الـ21 من سبتمبر، وهي تذكرنا بحركة الكينونة التي لازمتها على مدى تسعة أعوام ظلت فيها تخوض معركة وجودية لم يهدأ أوارها إلا لكي تشتعل من جديد .
تسعة أعوام من معركة الوجود تكالب فيها العالم كي يتمكن من فرض ثنائية السيطرة والخضوع ولم يتمكن، لأن اليمن كشعب وكثورة لم يساوم على مبدأ الحرية والسيادة والاستقلال، وبسبب مبدأ الحرية والسيادة والاستقلال ظلت الحرب تمارس غوايتها دماراً وحصاراً وتجويعاً وعزلة سياسية فلم تلن قناة الحرية والاستقلال والسيادة بل ظلت تقاوم حركة الفناء التي يريدها الغرب ودول الإقليم لهذا البلد .


اليوم تحتفل اليمن بالعيد التاسع وهي لا شك تتذكر أن ما حدث ويحدث لم يعق حركة الحياة من الصناعة والتجدد, فالثورة التي بزغت من بين غيوم الأزمات والوصاية الدولية والإقليمية ومن تحت ركام الصراع وانهيار النظم العامة والطبيعية ما زالت تعلن عن وجودها، لكن بعد أن شبت عن الطوق وأصبحت قادرة على فرض وجودها، وانتزاع الاعتراف بهذا الوجود، فالقوة التي كانت تعوزها في بداية تفجرها أصبحت اليوم تملكها بعد سنوات تسع من المواجهة والقتال مع قوى الاستكبار العالمي وقد دل العرض العسكري على نمو مطرد في القوات المسلحة كقوة رادعة لأحلام المستعمر .
لم تكن ثورة 21سبتمبر حركة اجتماعية أو سياسية عابرة بل جاءت من خصب وثراء ثوري كي تبدع الأخصب والأكثر ثراء ثورياً في عالم يصر على وأد كل حركة تحرر لا تعترف بقيم الاستغلال والغبن التي يمارسها النظام الرأسمالي منذ تفرد بقيادة العالم .
ومن البديهي أن كل حركة ثورية حقيقية تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل منها مركزا مهما في حركة التاريخ ويمكنها مع غيرها من صنع القرار والمبادرة والإسهام في الحضارة الكونية كندٍّ وليس كتابع، وهذا ما كانت عليه حركات التحرر في القرن الماضي قبل أن تصاب بالثبات والجمود، وقبل أن تتعرض للمؤامرات والاستهداف كالناصرية مثلا – وهي تجربة يمكن الاستفادة من تفاعلها مع حركة التاريخ في زمنها ومثل ذلك من تمام الحكمة والعقل، إذ لكل تجربة مراكز قوة ومراكز ضعف وقراءة التجارب تجعلنا أكثر تمكناً من التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل – وهذا هو الحال ذاته الذي هي عليه ثورة 21سبتمبر، وهي ثورة تسعى إلى الاستقلال الكامل، والحرية الكاملة، وتحاول أن تُحدث تقدماً تاريخياً، وهي تخوض حرباً ضروساً للوصول إلى هدفها، ولا نحبذ بعد الحروب والأزمات والنضالات والجهاد في كل الجبهات والهدر للطاقات المادية والبشرية أن نصل إلى ذات النتائج التي وصلت إليها ثورات القرن الماضي، وحتى لا نصاب بالعمه التاريخي لا بد من القراءة العميقة وسد الفراغات والاشتغال على المستويات المتعددة للوصول إلى الغايات .
ولذلك لا بد لثورة 21سبنمبر أن تحل الإشكالات الفكرية والسياسية وأن تقف أمامها بمسؤولية تاريخية وأخلاقية وتتمثل في قضايا معقدة ومتشابكة وذات تواشج، مثل كيفية القضاء على الإرث الاستعماري، وتجديد المفاهيم التي عمل المستعمر على تعويمها مثل الحرية الوطنية والاستقلال… إلخ، وعليها أن تواجه سؤال بناء الدولة الوطنية والدولة القومية، وكيف تضمن كرامة الإنسان العربي والمسلم للوصول به إلى مرتبة المواطن الفاعل والخروج إلى واقع ثقافي جديد بهوية عربية مسلمة .
فالحالة الثورية هي تعبير عن التناقضات الموجودة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهي تمثل ذروة تفاقمها.
إذن نحن بحاجة إلى التحليل والنقد وإعادة تشكيل وبناء الجسور والتواصل وإلى مقاربات سوسيولوجية علمية عقلانية، لمشكلات مجتمعنا العربي وتحدياته الثقافية والحضارية.
ومعالجة الواقع الجديد – بالنقد والتفكيك – على ضوء أبرز الأدبيات العلمية والفكرية والأكاديمية المعاصرة أصبحت ضرورة ثورية في سبيل توظيف ذلك الإنتاج الضخم ومفاتيحه النظرية لتحليل إشكالية مفهوم الثورة والهوية وتداخلهما مع ما تطرحه الرؤى الثورية التي اجتاحت مجتمعاتنا العربية في ظل مناخ ما كان يسمى الربيع العربي، فالثورة والهوية تركا في واقعنا مصفوفة من التحديات، نشهد آثارها حولنا، تشظيًا وتفككًا للمشتركات الجامعة، وتضخمًا غير مسبوق للانتماءات والولاءات الطائفية والمذهبية والإثنية.
لعل اشتغالنا على صناعة وعي جديد وواقع جديد هو من تمام الوعي الثوري، فالثورة هي أسلوب من أساليب التغيير الاجتماعي تشمل الأوضاع والبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعملية التغيير لا تتبع الوسائل المعتمدة في النظام الدستوري القديم للدولة وتكون جذرية وشاملة, تؤدي إلى انهيار النظام القائم وصعود نظام جديد ويفترض أن يكون تقدمياً قياساً بسابقه.
وحديثنا عن الثورة كحالة تبدل وتحديث لا يعني الانتقاص من قيمة المراحل – وهو فهم دأبنا عليه – ولكن يفترض أن ينزاح إلى حركة التجديد والتحديث، فالحياة في تطور مستمر والجمود هلاك وتحلل وتأسن، وهو حالة غير لائقة بالتمدن البشري في كل مراحل التاريخ، وفي المقابل الوقوف عند نقاط مضيئة في الماضي لا يعني تطوراً وثورة بل يعني الاستسلام والهزيمة لشروط الواقع وأيضاً فهماً قاصراً للحدث وتموجاته وإرهاصاته، فقدرة أي حدث تُقاس من خلال الأثر الذي تركه في البناءات وليس من خلال الموقف الوجداني والانفعالي منه.
ولا بد لنا من التأكيد على أن أهم الخصائص الأساسية للثورة وللثقافة الثورية التحولية -وهي خصائص يؤكد عليها علماء الأنثروبولوجيا والاجتماع – هي: اللغة، الخصوصية التاريخية، الاستجابة للحاجات الإنسانية، الشخصية الأساسية للثورة، ولا بد للثورة أن تركز على هذه الخصائص حتى تضمن نجاحها واستمرارها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

«الحرية المصري»: كلمة الرئيس رسالة بأن إقامة دولة فلسطينية السبيل الوحيد للسلام

أكد حزب الحرية المصري أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية، تمثل تجسيدا لقوة إرادة وعزيمة الشعب المصري، فى مواجهة التحديات، وأن الوطن بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه قادر على فعل المستحيل، وأن القوات المسلحة صمام الأمن والأمان، والحصن الأمين للشعب المصري، والدرع والسيف للحفاظ على الأمن القومي المصري من جميع اتجاهاته الرئيسية.

تزامن تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية مع انتصارات أكتوبر 

وقال الدكتور ممدوح محمد محمود رئيس حزب الحرية المصري، إن تزامن تخريج دفعة جديدة من طلاب الكليات العسكرية مع انتصارات أكتوبر المجيدة، يضفي على الاحتفال طابعا وطنيا وتاريخيا، بما يعزز شعور الانتماء لدى الخريجين الجدد الذين ينضمون إلى ساحات الشرف والبطولة، ففى هذا اليوم حققت مصر انتصارا عظيما، سيظل خالدا أبد الدهر في ذاكره الوطن، وشاهدا على قوة إرادة الشعب المصري، وكفاءة قواته المسلحة، وتلاحم المصريين، وقدرتهم على التخطيط والتنفيذ.

أهمية الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات 

وأضاف أن الرئيس أشار فى كلمته إلى الظروف الدقيقة التى تمر بها المنطقة، وبما يعكس أهمية الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات، واليقظة والتأهب المستمر لحماية الوطن، من أية تهديدات أو تداعيات على الأمن القومى بمفهومه الشامل.

وأكد رئيس حزب الحرية المصري، أن موقف مصر ثابت وداعم للقضية الفلسطينية، وهو ما شدد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو، وعاصمتها القدس الشريف، هى السبيل الوحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة، وأن السلام العادل هو الحل الوحيد لضمان التعايش الآمن والمستدام للشعوب.

وأوضح أن الرئيس يحرص فى كل مناسبة على توجيه التحية لشهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن، ليؤكد أن مصر لا تنسى شهداءها الذين قدموا ثمنا غاليا ليعيش الوطن عزيزا كريما مطمئنا.

سائل عن قوة وجاهزية الجيش المصري

من جهته، قال النائب أحمد مهني، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام للحزب وعضو مجلس النواب، إن حفل تخرج دفعة جديدة من الكليات العسكرية بمقر الأكاديمية بالعاصمة الجديدة رائعا ويليق بالجمهورية الجديدة ومقر القيادة الاستراتيجية الجديد الذى يعلن بوضوح مدى جاهزية قواتنا المسلحة فى التغلب على كل التحديات التى تواجه الوطن.

وأضاف مهني، في بيان له أن الرئيس السيسي وجه في كلمته عدة رسائل للشعب المصري من أبرزها أن شهر أكتوبر يحمل نسائم المجد ونستحضر فيه ذكرى انتصاراتنا المجيدة وان مصر حققت فيه نصرا منذ 51 عاما سيبقى حاضرا في ذاكرة الوطن.

وأوضح مهني، أن الرسالة الثانية بدت في أن روح أكتوبر كامنة في جوهر الشعب المصري وتظهر عند الشدائد وأن صموده وتضحيات أبنائه وحرصه على الوحدة وراء التغلب على التحديات والحفاظ على سلامته، وحرص الرئيس فى الرسالة الثالثة على التأكيد أن احتفالات أكتوبر هذا العام تأتي في ظرف بالغ الدقة في ظل تصعيد إقليمي. مشددا على أن المنطقة تموج بتحديات كبيرة لتذكرنا بأهمية التماسك للحفاظ على سلامة الوطن.

 

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة يشارك في اجتماعات مجموعة العمل الخاصة بالتحولات في مجال الطاقة ضمن مجموعة العشرين والاجتماع الوزاري الخامس عشر للطاقة النظيفة والاجتماع الوزاري التاسع لمبادرة مهمة الابتكار
  • «الحرية المصري»: كلمة الرئيس رسالة بأن إقامة دولة فلسطينية السبيل الوحيد للسلام
  • «الحرية المصري»: الرئيس السيسي حريص على تعزيز قدرات الدولة لمواجهة التحديات
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • بيان للجبهة الديمقراطية يتوعد بمحاصرة «الحرية والتغيير»
  • الأوبرا تقدم احتفالية فنية ضخمة في عيدها الـ 36
  • الساعدي: على كل من ذاق طعم الحرية الوقوف ضد إنشاء المحكمة الدستورية في بنغازي
  • انطلاق المؤتمر والمعرض التاسع والعشرين “النفط والغاز في تركمانستان” (OGT 2024) 23 أكتوبر الجاري
  • عقب انتشار الملاريا بالجزائر.. بلدية غدامس: لدينا مخاوف من حركة الهجرة غير القانونية التي قد تنقل المرض
  • تعرض المراهق للتنمر يؤثر على نظرته للمستقبل