الثورة نت:
2025-01-19@19:44:56 GMT

الثورة في عيدها التاسع

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

 

تطل الذكرى التاسعة لثورة الـ21 من سبتمبر، وهي تذكرنا بحركة الكينونة التي لازمتها على مدى تسعة أعوام ظلت فيها تخوض معركة وجودية لم يهدأ أوارها إلا لكي تشتعل من جديد .
تسعة أعوام من معركة الوجود تكالب فيها العالم كي يتمكن من فرض ثنائية السيطرة والخضوع ولم يتمكن، لأن اليمن كشعب وكثورة لم يساوم على مبدأ الحرية والسيادة والاستقلال، وبسبب مبدأ الحرية والسيادة والاستقلال ظلت الحرب تمارس غوايتها دماراً وحصاراً وتجويعاً وعزلة سياسية فلم تلن قناة الحرية والاستقلال والسيادة بل ظلت تقاوم حركة الفناء التي يريدها الغرب ودول الإقليم لهذا البلد .


اليوم تحتفل اليمن بالعيد التاسع وهي لا شك تتذكر أن ما حدث ويحدث لم يعق حركة الحياة من الصناعة والتجدد, فالثورة التي بزغت من بين غيوم الأزمات والوصاية الدولية والإقليمية ومن تحت ركام الصراع وانهيار النظم العامة والطبيعية ما زالت تعلن عن وجودها، لكن بعد أن شبت عن الطوق وأصبحت قادرة على فرض وجودها، وانتزاع الاعتراف بهذا الوجود، فالقوة التي كانت تعوزها في بداية تفجرها أصبحت اليوم تملكها بعد سنوات تسع من المواجهة والقتال مع قوى الاستكبار العالمي وقد دل العرض العسكري على نمو مطرد في القوات المسلحة كقوة رادعة لأحلام المستعمر .
لم تكن ثورة 21سبتمبر حركة اجتماعية أو سياسية عابرة بل جاءت من خصب وثراء ثوري كي تبدع الأخصب والأكثر ثراء ثورياً في عالم يصر على وأد كل حركة تحرر لا تعترف بقيم الاستغلال والغبن التي يمارسها النظام الرأسمالي منذ تفرد بقيادة العالم .
ومن البديهي أن كل حركة ثورية حقيقية تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل منها مركزا مهما في حركة التاريخ ويمكنها مع غيرها من صنع القرار والمبادرة والإسهام في الحضارة الكونية كندٍّ وليس كتابع، وهذا ما كانت عليه حركات التحرر في القرن الماضي قبل أن تصاب بالثبات والجمود، وقبل أن تتعرض للمؤامرات والاستهداف كالناصرية مثلا – وهي تجربة يمكن الاستفادة من تفاعلها مع حركة التاريخ في زمنها ومثل ذلك من تمام الحكمة والعقل، إذ لكل تجربة مراكز قوة ومراكز ضعف وقراءة التجارب تجعلنا أكثر تمكناً من التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل – وهذا هو الحال ذاته الذي هي عليه ثورة 21سبتمبر، وهي ثورة تسعى إلى الاستقلال الكامل، والحرية الكاملة، وتحاول أن تُحدث تقدماً تاريخياً، وهي تخوض حرباً ضروساً للوصول إلى هدفها، ولا نحبذ بعد الحروب والأزمات والنضالات والجهاد في كل الجبهات والهدر للطاقات المادية والبشرية أن نصل إلى ذات النتائج التي وصلت إليها ثورات القرن الماضي، وحتى لا نصاب بالعمه التاريخي لا بد من القراءة العميقة وسد الفراغات والاشتغال على المستويات المتعددة للوصول إلى الغايات .
ولذلك لا بد لثورة 21سبنمبر أن تحل الإشكالات الفكرية والسياسية وأن تقف أمامها بمسؤولية تاريخية وأخلاقية وتتمثل في قضايا معقدة ومتشابكة وذات تواشج، مثل كيفية القضاء على الإرث الاستعماري، وتجديد المفاهيم التي عمل المستعمر على تعويمها مثل الحرية الوطنية والاستقلال… إلخ، وعليها أن تواجه سؤال بناء الدولة الوطنية والدولة القومية، وكيف تضمن كرامة الإنسان العربي والمسلم للوصول به إلى مرتبة المواطن الفاعل والخروج إلى واقع ثقافي جديد بهوية عربية مسلمة .
فالحالة الثورية هي تعبير عن التناقضات الموجودة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهي تمثل ذروة تفاقمها.
إذن نحن بحاجة إلى التحليل والنقد وإعادة تشكيل وبناء الجسور والتواصل وإلى مقاربات سوسيولوجية علمية عقلانية، لمشكلات مجتمعنا العربي وتحدياته الثقافية والحضارية.
ومعالجة الواقع الجديد – بالنقد والتفكيك – على ضوء أبرز الأدبيات العلمية والفكرية والأكاديمية المعاصرة أصبحت ضرورة ثورية في سبيل توظيف ذلك الإنتاج الضخم ومفاتيحه النظرية لتحليل إشكالية مفهوم الثورة والهوية وتداخلهما مع ما تطرحه الرؤى الثورية التي اجتاحت مجتمعاتنا العربية في ظل مناخ ما كان يسمى الربيع العربي، فالثورة والهوية تركا في واقعنا مصفوفة من التحديات، نشهد آثارها حولنا، تشظيًا وتفككًا للمشتركات الجامعة، وتضخمًا غير مسبوق للانتماءات والولاءات الطائفية والمذهبية والإثنية.
لعل اشتغالنا على صناعة وعي جديد وواقع جديد هو من تمام الوعي الثوري، فالثورة هي أسلوب من أساليب التغيير الاجتماعي تشمل الأوضاع والبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعملية التغيير لا تتبع الوسائل المعتمدة في النظام الدستوري القديم للدولة وتكون جذرية وشاملة, تؤدي إلى انهيار النظام القائم وصعود نظام جديد ويفترض أن يكون تقدمياً قياساً بسابقه.
وحديثنا عن الثورة كحالة تبدل وتحديث لا يعني الانتقاص من قيمة المراحل – وهو فهم دأبنا عليه – ولكن يفترض أن ينزاح إلى حركة التجديد والتحديث، فالحياة في تطور مستمر والجمود هلاك وتحلل وتأسن، وهو حالة غير لائقة بالتمدن البشري في كل مراحل التاريخ، وفي المقابل الوقوف عند نقاط مضيئة في الماضي لا يعني تطوراً وثورة بل يعني الاستسلام والهزيمة لشروط الواقع وأيضاً فهماً قاصراً للحدث وتموجاته وإرهاصاته، فقدرة أي حدث تُقاس من خلال الأثر الذي تركه في البناءات وليس من خلال الموقف الوجداني والانفعالي منه.
ولا بد لنا من التأكيد على أن أهم الخصائص الأساسية للثورة وللثقافة الثورية التحولية -وهي خصائص يؤكد عليها علماء الأنثروبولوجيا والاجتماع – هي: اللغة، الخصوصية التاريخية، الاستجابة للحاجات الإنسانية، الشخصية الأساسية للثورة، ولا بد للثورة أن تركز على هذه الخصائص حتى تضمن نجاحها واستمرارها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قائمة جديدة بـ735 أسيرا مقرر تحريرهم في الصفقة.. بينهم 3 من نفق الحرية

نشرت هيئة البث العبرية "كان" قائمة بأسماء 735 أسيرا فلسطينيا، قالت إنهم سيتحررون بموجب صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

القائمة التي ضمت عددا من أسرى المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى مجموعة من الأسيرات، كررت من خلالها مصلحة السجون الإسرائيلية أسماء عدة أسرى، أي أن العدد الفعلي أقل من 736 اسما.

وكان لافتا ورود أسماء ثلاثة من أسرى "نفق الحرية"، وهم زكريا زبيدي، ومحمود العارضة، وأيهم كممجي، وهم بالإضافة إلى يعقوب قادري، ومحمد عارضة، ومناضل نفيعات، هربوا من سجن جلبوع عبر نفق حفروه في 2021، قبل أن يعاد اعتقالهم.


وضمت القائمة أيضا عددا من أسرى المؤبدات، ومن بينهم ثابت مرداوي، الذي اعتقل في العام 2001، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 21 مرة، إضافة إلى 40 عاما من السجن، بعد إدانته بالتخطيط لعمليات أدت إلى مقتل العشرات من الإسرائيليين.

وضمت القائمة أسرى كان من المنوي الإفراج عنهم خلال الأيام والأسابيع المقبلة لانتهاء محكومياتهم، ومن بينهم الأسير شحادة الجياوي، الذي أمضى 20 عاما في السجن، وتنتهي محكوميته خلال أيام.

وبرز في القائمة مجموعة من أسرى قطاع غزة، على غرار الأسير شادي حلاوة ابن مخيم جباليا، والمعتقل منذ 2005، علما بأنه محكوم بالسجن المؤبد أربع مرات، أضيف عليها 40 عاماً.

للاطلاع على القائمة (هنا)

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن من بين أبرز الأسرى الذين سيتم تحريرهم في الدفعة الأولى:

أحمد البرغوثي: مساعد مروان البرغوثي، وكان يعتبر "ضابط العمليات" في حركة فتح في رام الله، ويتهمه الاحتلال بالمشاركة في تنفيذ عملية في مطعم بتل أبيب، ما تسبب بمقتل مستوطنتين، إضافة إلى عمليات إطلاق نار في القدس المحتلة.

زيد عامر: عضو في خلية نفذت هجومًا بالرصاص قرب مستوطنة إيتمار عام 2015، حيث قُتل مستوطنين.

خلية سلوان (وائل قاسم ووسام عباسي): مسؤولون عن سلسلة عمليات أسفرت عن مقتل 35 إسرائيليًا، بما في ذلك تفجيرات في أماكن عامة.

ليلي أبو رجيلة: محكوم بالمؤبد لدوره في أسر وقتل الإسرائيلي إلياهو أشري عام 2006.

مازن القاضي: عضو في فتح، محكوم بالمؤبد لاتهامه بالضلوع في عملية مطعم "سي فود ماركت" بتل أبيب عام 2002.

مجدي زعتري: محكوم بـ23 مؤبدًا و50 عامًا إضافية لدوره في نقل منفذ عملية استشهادية في القدس عام 2003.

رمضان مشاهرة: اتهم بضلوعه في تنفيذ عملية على خط الحافلة 32A في القدس، حيث قُتل 19 شخصًا وأصيب العشرات.

رياض عرفات: محكوم بمؤبدين لضلوعه في قتل جنديين إسرائيليين في هجوم عام 2005 قرب مستوطنة تفوح.

شادي أبو شخديم: محكوم بالمؤبد لتخطيطه لعملية استشهادية في شارع يافا بالقدس عام 2002، حيث قتل شخص وأصيب 100 آخرون.

شادي عموري: محكوم بالمؤبد لتورطه في عملية استشهادية في مفترق مجيدو عام 2002، حيث قُتل 17 شخصًا.

ثابت مرادوي: أحد كبار قيادات الجهاد الإسلامي، مسؤول عن مقتل 21 شخصًا وإصابة حوالي 200 آخرين خلال الانتفاضة الثانية، حيث خطط لعدة تفجيرات.

وكانت وزارة عدل الاحتلال، نشرت عبر موقعها الرسمي، أسماء وبيانات 95 أسيرا وأسيرة، من المقرر أن يفرج عنهم من سجون الاحتلال، في اليوم الأول من عملية تبادل الأسرى، التي ستبدأ الأحد وفقا للاتفاق الذي أبرم في الدوحة.

ومن بين الأسماء التي ظهرت في الدفعة الأولى، للتبادل مع ثلاث مجندات للاحتلال بيد المقاومة، القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، إضافة إلى الصحفية الفلسطينية بشرى الطويل، وشقيقة القيادي الراحل في حركة حماس صالح العاروري. 


مقالات مشابهة

  • «التجارى الدولى» ينجح فى التوريق التاسع ل«جى بى للتأجير التمويل»
  • أسرى نفق الحرية
  • القوات المسلحة تهدى أغنية "عايشين الحياة مع بعض" للشرطة المصرية في عيدها
  • رئيس حزب الحرية النمساوي يعارض الخروج من الاتحاد الأوروبي
  • زكريا الزبيدي بين 735 أسيرا فلسطينيا سيستنشقون الحرية بالمرحلة الأولى - (أسماء)
  • 1737 أسيراً فلسطينياً بانتظار الحرية في المرحلة الأولى من اتفاق إطلاق النار في غزة
  • حزب الحرية المصري يفتتح مقرًا جديدًا لخدمة الشباب في الإسكندرية
  • كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور تُتوج أبطال «اليوم التاسع»
  • قائمة جديدة بـ735 أسيرا مقرر تحريرهم في الصفقة.. بينهم 3 من نفق الحرية
  • فواكه تُخفف أعراض الحمل في الشهر التاسع