أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي رغبة بلاده بوقف النزاع الأوكراني ونية طهران لعب دور الوسيط "إن أمكن" بين روسيا وأوكرانيا، مبينا أن هناك أطرافا مستفيدة وتصلّي لاستمرار هذا النزاع.

وقال الرئيس الإيراني في لقاء خاص مع RT إن طهران قامت بالرد على كافة الاتهامات والانتقادات الموجهة إليها حول "مشاركتها" وموقفها من النزاع الأوكراني، لافتا إلى أن بلاده تريد وقفه ولعب دور الوسيط إن أمكن، "ونحن رددنا على كافة الاتهامات الموجهة إلينا في هذا الجانب وفي كافة المحافل ولم يقدموا أي دليل ضدنا وهذه عبارة عن خدع ولن تساعد من حاكها بأي شيء".

إقرأ المزيد عضو بالكونغرس يطالب باتخاذ قرار التوقف عن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا

السبب هو توسّع الناتو

وأضاف رئيسي: "نحن مقتنعون أن النزاع بين أوكرانيا وروسيا يجب أن يضع أوزاره في أقرب وقت ممكن وإذا حاولنا فهم سبب هذه الحرب فهي بسبب توسّع الناتو نحو الشرق وتوسّع نفوذه في العديد من البلدان وتثبيت وجوده وتأسيس قواعد عسكرية في أوكرانيا وفي العديد من الدول الأخرى".

وأردف في هذا الجانب: "ما نلاحظه الآن هي مساعي أوكرانيا في زيادة قدراتها بشكل جاد وذلك بفضل الولايات المتحدة وأوروبا من حيث المساعدات العسكرية التي تتلقاها في المقام الأول وهو بطبيعة الحال يساعدها على الاستمرار في الحرب الطويلة".

هناك من يصلي لإطالة أمد النزاع

وتساءل الرئيس رئيسي "عمّن يستفيدون من إطالة أمد هذه الحرب.. هل أوكرانيا أم أوروبا أم الذين يصلّون اليوم كي تستمر هذه الحرب".

وقال: "أنا متأكد أن إيران تريد وقف هذه الحرب ولعب دور الوسيط إن أمكن.. هذا هو موقفنا ونحن رددنا على كافة الاتهامات الموجّهة إلينا في هذا الجانب وفي كافة المحافل ولم يقدّموا أي دليل ضدنا وهذه خدع لن تساعدهم".

إقرأ المزيد زاخاروفا: الأحاديث عن عزل روسيا على الساحة الدولية باتت نكتة غربية سمجة

"بريكس" هامة لإيران بقدر أهميتنا لهم

وحول علاقة إيران بدول مجموعة "بريكس" وعمّا يمكنها تقديمه لتلك المجموعة بعد دعوتها للانضمام إليها، قال رئيسي "نحن نمتلك إمكانيات كبرى وتتمتع إيران بموقع جيوسياسي هام للغاية بداية وعلاقات مع دول الخليج ومن ناحية أخرى مع دول آسيا الوسطى.. فضلا عن إمكانياتها الكبيرة في مجال الطاقة والاتصالات وهي نقطة تقاطع يمكنها أن تربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.. ولكن الأهم من كل هذا هو الشعب الممتلئ بالإيمان وبالعزيمة".

"ولذلك فإن إمكانيات إيران من جهة والتي لدى دول بريكس من جهة أخرى تتوحد لتشكيل حركة قوية ونعتبر أن بريكس مهمة لإيران بقدر أهمية إيران لدول هذه المجموعة".

إقرأ المزيد هل تتمكن مجموعة "بريكس" من إيجاد بديل للدولار؟

النظام العالمي الجديد

وتطرق الرئيس الإيراني إلى قضية "النظام العالمي" الذي بدأ بالظهور موضحا أن بلاده تُعتبر لاعبا أساسيا وأن لدى إيران مكانة مهمّة في النظام العالمي الجديد وحركات المقاومة في المنطقة مرتبطة بتسمية إيران وتابع: "بفضل كل ذلك تمكّنا من تحسين وضعنا في العالم والمنطقة وأصبحنا زعماء في مقاومة الأعداء".

علاقاتنا مع روسيا تتطور يوميا

وعن آفاق العلاقات بين روسيا وإيران أكد قائلا: "لدينا إرادة سياسية لتوسيع تعاوننا وهو يتطوّر كل يوم ولاسيما في التجارة والاقتصاد ومشاركتنا في ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب".

وأكد "علاقاتنا مع روسيا استراتيجية ولا يمكن لأي تطورات على الساحة العالمية أن تغير من ذلك".

وعن الأمم المتحدة ووضعها ودورها الحالي، قال رئيسي: "أعتقد أن الأمم المتحدة وآلياتها وكافة فروعها ومجلس الأمن الدولي بحاجة إلى المراجعة كي تتمكن من تحقيق أهدافها في السلام والأمن والعدالة".

إقرأ المزيد راهر يتوقع إنشاء بديل للأمم المتحدة مقره في إحدى دول بريكس

الأمم المتحدة ستتغير ودورها يتدهور

واستدرك رئيسي: "في حال لم تقم الأمم المتحدة بذلك أعتقد أنه مع ظهور مراكز قوى جديدة ومع التحالفات العالمية والدولية فإن الدور الأممي سيتغير ويتدهور وستتقلص الأمم المتحدة يوما بعد يوم ولن تكون قادرة على القيام بدورها كما في السابق".

واختتم رئيسي في رده على مجموعة من أسئلة RT: "إيران ذات حضارة غنية وشعبنا المرتبط بالقيم الإلهية والجمهورية تتابع التقدم الكبير رغم العقبات التي فرضها الأعداء وجعلنا عدونا يترنح وسنخطو مع هذا الشعب إلى المستقبل.. وعليهم أن يدركوا أن إيران دولة قوية والله معنا والثورة الإسلامية الإيرانية تتواصل بسبب آمال الشعب وهذه الأمة المتدينة ومستقبلنا مشرق للغاية".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا آسيا الوسطى أوروبا إبراهيم رئيسي الأزمة الأوكرانية الأمم المتحدة الإسلام الاقتصاد الإيراني الثورة الإيرانية الجيش الإيراني الحرس الثوري الإيراني بريكس حلف الناتو طهران غوغل Google كييف مجلس التعاون لدول الخليج العربي موسكو واشنطن الأمم المتحدة إقرأ المزید هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

فيديو.. كيف وقعت أوكرانيا على صفقة "الندم النووي"؟

 تطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوكرانيا بسداد 350 مليار دولار، وهي القيمة التي تقول واشنطن إنها تمثل المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها الإدارات الأميركية السابقة لكييف منذ بداية الحرب مع روسيا في 2022.

ومع ذلك، فإن البيانات الرسمية الأميركية تشير إلى أن المبلغ الحقيقي الذي حصلت عليه أوكرانيا كان أقل من 100 مليار دولار، حيث تم إنفاق نصفه على الأسلحة الأميركية، مما يعني أن جزءًا كبيرًا من الأموال لم يغادر الولايات المتحدة، بل ذهب مباشرة إلى الشركات المصنعة للأسلحة.

 في ظل هذه المطالبات، تواجه كييف مأزقًا تاريخيًا، إذ تجد نفسها في حرب مفتوحة ضد روسيا، دون الدعم الغربي الذي كانت تعتمد عليه، بينما يتعين عليها التعامل مع تداعيات فقدانها لردعها النووي الذي تخلت عنه بموجب مذكرة بودابست في 1994.

مطالبات واشنطن.. تفاصيل الفاتورة الأميركية

بحسب وزارة الخزانة الأميركية، تشمل المطالبة الأميركية لأوكرانيا 125 مليار دولار للمساعدات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي، و75 مليار دولار لدعم الميزانية وتعويض الخسائر الاقتصادية، و50 مليار دولار للمساعدات الإنسانية، مثل الغذاء والمأوى، إضافة إلى 100 مليار دولار كفوائد وقروض وتكاليف تشغيلية.

ورغم أن الرقم المُعلن هو 350 مليار دولار، إلا أن مسؤولين أوكرانيين أشاروا إلى أن المبلغ الفعلي الذي تلقته أوكرانيا كان أقل من ذلك بكثير، إذ تقدر بعض المصادر أن كييف لم تحصل على أكثر من 100 مليار دولار بشكل مباشر، حيث تم إنفاق معظم المساعدات في شراء معدات عسكرية أميركية أو كمساعدات عينية لم تدخل الخزينة الأوكرانية.

كيف تكشف هذه المطالبة عن "الندم النووي" الأوكراني؟

في 1994، امتلكت أوكرانيا ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم، والتي ورثتها عن الاتحاد السوفيتي المنهار. في ذلك الوقت، تعرضت كييف لضغوط غربية، لا سيما من الولايات المتحدة، للتخلي عن أسلحتها النووية في مقابل ضمانات أمنية، تم تدوينها في مذكرة بودابست، حيث تعهدت واشنطن، إلى جانب روسيا والمملكة المتحدة، باحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها.

في ذلك الوقت، وعدت الولايات المتحدة كييف بأن تخليها عن أسلحتها النووية سيعزز أمنها، لكن ما حدث بعد ثلاثة عقود من ذلك القرار يجعل الكثيرين في أوكرانيا يعتبرونه "صفقة الندم"، حيث باتت البلاد اليوم في مواجهة مفتوحة مع قوة نووية مثل روسيا، دون أي رادع استراتيجي يحميها، بينما تتراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها السابقة بل وتطالبها بسداد "فاتورة المساعدات".

 

مقالات مشابهة

  • فيديو.. كيف وقعت أوكرانيا على صفقة "الندم النووي"؟
  • ماك شرقاوي: الحوثيين مجرد عرائس تحركها إيران وفق مصالحها.. فيديو
  • بريطانيا: سنجعل روسيا تدفع ثمن هجومها على أوكرانيا
  • الأمم المتحدة تتهم روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا
  • مجموعة السبع: إيران مصدر رئيسي لعدم استقرار المنطقة
  • واشنطن تشدد العقوبات على روسيا وتعتزم تزويد أوكرانيا بـ«قنابل» بعيدة المدى
  • روسيا: مستعدون لمحادثات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا
  • خطة ترامب في أوكرانيا.. وثيقة "سرية" تكشف نية روسيا
  • روسيا تضع شروطاً فضفاضة أمام واشنطن للموافقة على إنهاء حرب أوكرانيا
  • ترامب يعترف بأن حلف “الناتو” يخوض حربا ضد روسيا في أوكرانيا