صحيفة الاتحاد:
2024-07-08@07:28:50 GMT

الصقر.. تراث يُحلِّق وعشقٌ يبقى

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
في عمق صحراء أبوظبي، يقضي هادي سعيد المنصوري معظم وقته في الاعتناء بالصقور، بعدما نجح في تحويل شغفه بها منذ صغره إلى عالم مليء بالتجارب الشائقة. زار أشهر البلدان التي تتميز باحتوائها على أجود الأنواع، وامتلك أول صقر قبل أن يلتحق بالمدرسة، وحالياً بحوزته أكثر من 800 صقر من أندر وأفضل السلالات ضمن معرضه الذي يستقبل يومياً عشاق الصيد بالصقور وملاكها.


أسس هادي المنصوري شركة مزادات الثمامة للطيور قبل 12 عاماً في أبوظبي، من خلال استيراد الصقور من الخارج، وإكثارها وتهجينها بأنواع محلية، وهو يمتلك اليوم خبرة كبيرة في مجال الصقور، ويتوافر على سلالات متنوعة من مختلف الأنواع التي يتطلبها السوق في الوقت الحالي، ومنها «حر خالص» و«بيور جير خالص» و«بيور قرموشة» و«شاهين» و«جير شاهين» و«جير تبع» و«جير وكري». كما يتملك أنواعاً نادرة وأصيلة، ومنها زوج من «الإلترا وايت» ناصع البياض.

شغف
قال المنصوري، إن شغف امتلاك الطيور، تطور معه منذ كان طفلاً، حيث أهداه أخوه الأكبر صقراً، ارتبط به ارتباطاً كبيراً ولازمه أكثر من 3 سنوات، إلا أن نفوق صقره نتيجة لسعة عقرب، ترك في نفسه حزناً عميقاً. ثم عاد أخوه وأهداه زوجاً من الصقور، وبات شغله الشاغل الاهتمام بهما ورعايتهما، حتى كبرت هوايته مع مرور الزمن وأصبح عاشقاً لعالم الصقور.

أخبار ذات صلة سعود بن صقر: تعزيز النمو الاقتصادي ركيزة أساسية لمواصلة مسيرة التنمية المستدامة 29.7 مليار درهم تمويلات البنوك للقطاعين التجاري والصناعي

ترفيهية تراثية
نشأ المنصوري وسط بيئة مشبعة بحب الصقور، فتعلم فنون «الصقارة» من أفراد عائلته المحيطين به، وبدأ يغذي معرفته بعالم الصقور عبر البحث والمعرفة والتعلم، مؤكداً أن هذه الرياضة الترفيهية التراثية، تجمع عشاق هذا الموروث من مختلف أنحاء الإمارات والعالم، وهي رياضة تحث على الصبر والشجاعة والعديد من المهارات الأخرى، لافتاً إلى أنه زار الكثير من البلدان وتعرف على العديد من الثقافات بسبب هذه الهواية.

مغامرات ورحلات
وقام المنصوري بعشرات المغامرات ورحلات القنص داخل الدولة وخارجها، وهو غالباً ما يذهب بعيداً للبحث عن أندر الطيور، والتعرف على ما يميز كل صقر عن صقور بلدان أخرى.
كما يحتفظ بما يجمعه من صقور بمعرض كبير في مكان خاص مُهيأ لمحاكاة البيئة المناسبة لهذه الكائنات، ويستمتع برعايتها وعلاجها وتوفير كل ما يلزمها، بإشراف طاقم متخصص في العناية بها، وهو المكان الذي يستقطب يومياً العديد من عشاق هذه الطيور ذات الارتباط الوثيق بالبيئة المحلية.
وقال المنصوري: «كنت أسافر مع أخي وأصدقائي عدداً من الدول العربية، ومنها سوريا وليبيا والمغرب، كما سافرنا إلى أميركا وكندا وبريطانيا وروسيا، بحثاً عن أجمل وأفضل الصقور، حيث تعتبر صقور روسيا من أجود الأنواع»، موضحاً أن جلب الطيور من الخارج يتطلب العديد من الإجراءات، وتوفير بيئة مناسبة خلال نقلها، حيث تحتاج هذه الطيور بعد استيرادها من موطنها الأصلي إلى فترة طويلة لكي تتأقلم على بيئتها الجديدة.

عناية وحماية
وللعناية بالطيور بمعرضه، يوفر المنصوري غذاءها الطبيعي، والذي يتكون من لحوم الحمام وطائر السمان والأرانب والبط، موضحاً أن الصقور تحتاج إلى عناية كبيرة وحماية من الحرارة المرتفعة التي قد تتسبب لها بمرض «الرداد»، وهو من الأمراض التي تصيب الرئة. وعن نقل الخبرة للأجيال عبر الترفيه، أوضح المنصوري أن كل الطيور مدربة على يد اختصاصيين، للحفاظ على هذا الموروث الأصيل في المجتمع الإماراتي، لافتاً إلى أن أجمل أيام السنة لديه هي التي ترتبط بفترة الصيد بالصقور، وقد تمتد لأكثر من شهرين.

مزرعتان
أكد هادي المنصوري، أنه يقوم بالعديد من النشاطات داخل الدولة وخارجها، فإلى جانب مشاركاته في معرض أبوظبي، فإنه وشريكه يمتلكان مزرعة للصقور في بريطانيا وأخرى في صربيا، ويتوفران على الكثير من العقود التي تربطهما بمزارع لإنتاج الصقور حول العالم، وأشار إلى أنه عام 2012 حقق انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ما عزز من شغفه.

أجمل الأنواع
يمتلك هادي المنصوري أنواعاً كثيرة من أجمل الصقور المتكاثرة، والتي حققت شهرة عالمية واسعة واستقطبت العديد من محبيها. ويحرص سنوياً على تقديم ما لديه من صقور في مختلف المعارض، وعلى رأسها معرض أبوظبي الدولي للصيد بالصقور، من أجل صون التراث وحمايته، وهذه المعارض تشكل حافزاً كبيراً للصقارين للحفاظ على هذه الرياضة التراثية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الصقور التراث الإماراتي الموروث الإماراتي العدید من

إقرأ أيضاً:

الإمام الأكبر لمسلمي تايلاند: التراث الإسلامي جديرٌ بأن يُوصفَ بأنه تراث الأخوة الإنسانية

نظَّم المركز الإسلامي بالعاصمة التايلاندية بانكوك، لقاءً جماهيريًّا لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بمسلمي تايلاند؛ حيث حرص آلاف المسلمين التايلانديين على الحضور من ٤٥ محافظة، بحضور فضيلة الشيخ آرون بون شؤم (محمد جلال الدين بن حسين)، رئيس هيئة كبار العلماء في مملكة تايلاند، وكبار القيادات الدينية في تايلاند، وأئمة تايلاند.

وأعرب الإمام الأكبر عن سعادته بتواجده في هذا الجمع من العلماء والمفكِّرين والأئمة التايلانديين، مشيرًا إلى أنه حينما يرى آلاف الوجوه التايلانديَّة التي درست في الأزهر الشريف، يشعر بأنه لم يخرج من أروقة الأزهر في القاهرة، معبرًا عن سعادته بأن هذه الزيارة تأتي في خضم الاحتفال بالعام الهجري الجديد؛ ليحتفل مع مسلمي تايلاند بهذه الذكرى العزيزة علينا نحن المسلمين، داعيًا المولى أن يُديمَ على الجميع نعم الأمن والأمان والتقدم والاستقرار.

وأكد أ. د/ أحمد الطيب  أن أبواب الأزهر مفتوحة لمسلمي تايلاند، مشيرًا إلى أن الأزهر يقدم ١٦٠ منحة دراسية سنويًّا لمسلمي تايلاند للالتحاق بجامعة الأزهر، وأنَّ الأزهر على استعداد لزيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء تايلاند، بما يلبي احتياجات المجتمع المسلم في تايلاند، مبينًا فضيلته أن الأزهر منذ نشأته وهو قائم على شرح وتفسير كتاب الله وسنة نبيه وتعليمها للمسلمين حول العالم؛ بل ولغير المسلمين أيضًا، وأنَّ رسالة الأزهر هي نشر رسالة الإسلام، التي ترتكزُ على السلام بين الناس جميعًا، بل السلام بين الإنسان وعالم النبات والحيوان والجمادات.

وأوضح شيخ الأزهر أن القرآن لم يقتصر على إقرار السلام بين المسلمين فحسب، بل كان صريحًا في إقرار السلام بين المسلم وغير المسلم، وأنَّ العلاقة التي تربط المسلمين بغيرهم هي العلاقة القائمة على التَّعارف والتعايش، وهو المراد بقوله تعالى {لتعارفوا} أي لتتبادل المودة والمعاملة الحسنة.

وأكَّد شيخ الأزهر أن القرآن الكريم وضع أسس العلاقة بين الحضارات والديانات المختلفة، بأنها العلاقة القائمة على التفاهم والاحترام وقبول التعددية، وقد التفت الأزهر لضرورة تطبيق هذا المفهوم بشكل عملي، فخطى الأزهر خطوات جادة لتأسيس سلام محلي، وسلام إقليمي، وسلام عالمي.

وبَيَّنَ الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين يستهدفان تعزيز السِّلم وتأكيد ثقافة التعايش والاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن السلام المحلي تجلى في مبادرة "بيت العائلة المصرية" التي أطلقها الأزهر بالتعاون مع الكنائس المصرية، للقضاء على الفتن الطائفية ولم شمل النسيج الوطني المصري، أما فيما يتعلق بالسلام الإقليمي فقد تبنَّى الأزهر ومجلس حكماء المسلمين نهجًا للم شمل الأمة الإسلامية من خلال حوار إسلامي إسلامي يجمع كل مدارس الفكر الإسلامي، وبخاصة السنة والشيعة، أمَّا فيما يتعلق بالسلام العالمي فقد تجلَّى في انفتاح الأزهر وحكماء المسلمين على المؤسسات الدينية والثقافية في الغرب كالفاتيكان وكنيسة كانتربري ومجلس الكنائس العالمي، وقد تُوِّجَت هذه الجهود بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الأزهر والفاتيكان عام ٢٠١٩.

وأكَّد شيخ الأزهر أن التراث الإسلامي جديرٌ بأن يوصف بأنه تراث الأخوة الإنسانية، مستشهدًا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر صلاته: "اللهم ربَّنا وربَّ كل شيء، أنا شهيد أنَّك أنت الربُّ وحدك لا شريك لك... أنا شهيد أنَّ العباد كلهم إخوة".

من جهته قال الشيخ آرون بون شؤم (محمد جلال الدين بن حسين)، رئيس هيئة كبار العلماء في مملكة تايلاند، نيابة عن مسلمي تايلاند وعلمائها وأئمتها ومراكزها الإسلامية المنتشرة شمالًا وجنوبًا، أُعرِبُ عن سعادتي الكبيرة بهذه الزيارة التاريخية لشيخ الأزهر لتايلاند، ولا نجد من الكلمات ما نعبِّر به عن امتناننا لما يقدمه الأزهر من دعم كبير وخدمات غير محدودة لمسلمي تايلاند ممثلة في المنح الدراسية، وإرسال المبتعثين الأزهريين لبلادنا، واستضافة أئمتنا للتدريب في أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ، وإنشاء فرع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في تايلاند لنشر العلم والدعوة الإسلامية في تايلاند.

وأعرب رئيس علماء تايلاند أنَّ آلاف التايلانديين تخرَّجوا في جامعة الأزهر العريقة، وتولوا مناصب مرموقة في شتى الوزارت والهيئات، مشيرًا إلى أن الأزهر يمتاز بالأصالة، وله رجال يخدمون الشريعة، وينشرون الفكر الوسطي المستنير في كل بقاع الأرض، مؤكدًا أن قيادة شيخ الأزهر لمجلس حكماء المسلمين الرشيدة، لها دورٌ بارزٌ وفعال في بسط قيم الأخوة والتعايش بين أتباع الديانات المختلفة.

وحرص شيخ الأزهر على الاستماع لمسلمي تايلاند من العلماء والأئمة الذين جاءوا من ٤٥ محافظةً للقائه والترحيب بفضيلته، والإجابة على كافة تساؤلاتهم، وتبادل الحديث معهم حول كل ما يشغلهم.

مقالات مشابهة

  • متحف الحضارة يحتفل بمرور 100 عام على أول حفلة غنائية لأم كلثوم
  • لمحبي الطيور.. طرق بسيطة لمساعدتها في التغلب على الطقس الحار «سيب مياه على الشباك»
  • الإمام الأكبر لمسلمي تايلاند: التراث الإسلامي جديرٌ بأن يُوصفَ بأنه تراث الأخوة الإنسانية
  • ماذا أكل المصريون.. ندوة بقصر الأمير طاز غدًا
  • فاطمة عيد:"لو الزوجة غلطت في زوجها يبقى الدنيا خربت"
  • إخماد حريق امتد على مساحة 40 دونماً في أرض حراجية شمال اللاذقية
  • الحصادي : المعلم المخلص المدرك لدوره المؤمن برسالته يبقى صمام الأمان في وجه الغش وأنصاره
  • مدرب قطري يقترب من الصقور ويحضر ديربي بغداد
  • إلهام شاهين تشيد بالراحلة وردة الجزائرية.. فماذا قالت؟
  • إلهام شاهين تكشف عن ذكرياتها مع وردة: أعشقها فنيا وإنسانيا