الصقر.. تراث يُحلِّق وعشقٌ يبقى
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
في عمق صحراء أبوظبي، يقضي هادي سعيد المنصوري معظم وقته في الاعتناء بالصقور، بعدما نجح في تحويل شغفه بها منذ صغره إلى عالم مليء بالتجارب الشائقة. زار أشهر البلدان التي تتميز باحتوائها على أجود الأنواع، وامتلك أول صقر قبل أن يلتحق بالمدرسة، وحالياً بحوزته أكثر من 800 صقر من أندر وأفضل السلالات ضمن معرضه الذي يستقبل يومياً عشاق الصيد بالصقور وملاكها.
أسس هادي المنصوري شركة مزادات الثمامة للطيور قبل 12 عاماً في أبوظبي، من خلال استيراد الصقور من الخارج، وإكثارها وتهجينها بأنواع محلية، وهو يمتلك اليوم خبرة كبيرة في مجال الصقور، ويتوافر على سلالات متنوعة من مختلف الأنواع التي يتطلبها السوق في الوقت الحالي، ومنها «حر خالص» و«بيور جير خالص» و«بيور قرموشة» و«شاهين» و«جير شاهين» و«جير تبع» و«جير وكري». كما يتملك أنواعاً نادرة وأصيلة، ومنها زوج من «الإلترا وايت» ناصع البياض.
شغف
قال المنصوري، إن شغف امتلاك الطيور، تطور معه منذ كان طفلاً، حيث أهداه أخوه الأكبر صقراً، ارتبط به ارتباطاً كبيراً ولازمه أكثر من 3 سنوات، إلا أن نفوق صقره نتيجة لسعة عقرب، ترك في نفسه حزناً عميقاً. ثم عاد أخوه وأهداه زوجاً من الصقور، وبات شغله الشاغل الاهتمام بهما ورعايتهما، حتى كبرت هوايته مع مرور الزمن وأصبح عاشقاً لعالم الصقور. أخبار ذات صلة سعود بن صقر: تعزيز النمو الاقتصادي ركيزة أساسية لمواصلة مسيرة التنمية المستدامة 29.7 مليار درهم تمويلات البنوك للقطاعين التجاري والصناعي
ترفيهية تراثية
نشأ المنصوري وسط بيئة مشبعة بحب الصقور، فتعلم فنون «الصقارة» من أفراد عائلته المحيطين به، وبدأ يغذي معرفته بعالم الصقور عبر البحث والمعرفة والتعلم، مؤكداً أن هذه الرياضة الترفيهية التراثية، تجمع عشاق هذا الموروث من مختلف أنحاء الإمارات والعالم، وهي رياضة تحث على الصبر والشجاعة والعديد من المهارات الأخرى، لافتاً إلى أنه زار الكثير من البلدان وتعرف على العديد من الثقافات بسبب هذه الهواية.
مغامرات ورحلات
وقام المنصوري بعشرات المغامرات ورحلات القنص داخل الدولة وخارجها، وهو غالباً ما يذهب بعيداً للبحث عن أندر الطيور، والتعرف على ما يميز كل صقر عن صقور بلدان أخرى.
كما يحتفظ بما يجمعه من صقور بمعرض كبير في مكان خاص مُهيأ لمحاكاة البيئة المناسبة لهذه الكائنات، ويستمتع برعايتها وعلاجها وتوفير كل ما يلزمها، بإشراف طاقم متخصص في العناية بها، وهو المكان الذي يستقطب يومياً العديد من عشاق هذه الطيور ذات الارتباط الوثيق بالبيئة المحلية.
وقال المنصوري: «كنت أسافر مع أخي وأصدقائي عدداً من الدول العربية، ومنها سوريا وليبيا والمغرب، كما سافرنا إلى أميركا وكندا وبريطانيا وروسيا، بحثاً عن أجمل وأفضل الصقور، حيث تعتبر صقور روسيا من أجود الأنواع»، موضحاً أن جلب الطيور من الخارج يتطلب العديد من الإجراءات، وتوفير بيئة مناسبة خلال نقلها، حيث تحتاج هذه الطيور بعد استيرادها من موطنها الأصلي إلى فترة طويلة لكي تتأقلم على بيئتها الجديدة.
عناية وحماية
وللعناية بالطيور بمعرضه، يوفر المنصوري غذاءها الطبيعي، والذي يتكون من لحوم الحمام وطائر السمان والأرانب والبط، موضحاً أن الصقور تحتاج إلى عناية كبيرة وحماية من الحرارة المرتفعة التي قد تتسبب لها بمرض «الرداد»، وهو من الأمراض التي تصيب الرئة. وعن نقل الخبرة للأجيال عبر الترفيه، أوضح المنصوري أن كل الطيور مدربة على يد اختصاصيين، للحفاظ على هذا الموروث الأصيل في المجتمع الإماراتي، لافتاً إلى أن أجمل أيام السنة لديه هي التي ترتبط بفترة الصيد بالصقور، وقد تمتد لأكثر من شهرين.
مزرعتان
أكد هادي المنصوري، أنه يقوم بالعديد من النشاطات داخل الدولة وخارجها، فإلى جانب مشاركاته في معرض أبوظبي، فإنه وشريكه يمتلكان مزرعة للصقور في بريطانيا وأخرى في صربيا، ويتوفران على الكثير من العقود التي تربطهما بمزارع لإنتاج الصقور حول العالم، وأشار إلى أنه عام 2012 حقق انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ما عزز من شغفه.
أجمل الأنواع
يمتلك هادي المنصوري أنواعاً كثيرة من أجمل الصقور المتكاثرة، والتي حققت شهرة عالمية واسعة واستقطبت العديد من محبيها. ويحرص سنوياً على تقديم ما لديه من صقور في مختلف المعارض، وعلى رأسها معرض أبوظبي الدولي للصيد بالصقور، من أجل صون التراث وحمايته، وهذه المعارض تشكل حافزاً كبيراً للصقارين للحفاظ على هذه الرياضة التراثية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الصقور التراث الإماراتي الموروث الإماراتي العدید من
إقرأ أيضاً:
تعرف على الصـــقور الحـــــرة
استعرضت أعمال مبادرة المملكة” الأسبوع العربي في اليونسكو” الصقور الحرة أمام الزوار من مختلف شرائح المجتمع؛ من مثقفين ومفكرين وممثلي السلك الدبلوماسي ومسؤولي الدول المشاركة، وممثلي الوفود الدائمة للدول العربية في اليونسكو بالعاصمة باريس؛ مما يعكس هذا الموروث المتجذر في تاريخ المملكة والمعبر عن ثقافتها وتاريخها الأصيل. وتعرَّف الزوار بمختلف جنسياتهم على أنواع الصقور، التي تختلف بأشكالها وألوانها؛ فيما تتجه وفقًا لهواة الصيد بالصقور في المملكة لثلاثة أنواع رئيسة، في مقدمتها الصقر” الحر” الذي عرفه العرب قديمًا، ثم” شاهين البحر”، و” شاهين الجبل”، ويليها أنواع أخرى؛ حيث يعدّ” الحر” أفضل أنواع الصقور وأكثرها صبرًا وتحملًا للجوع ومقاومة الأمراض، وأجملها شكلًا، كما يتميز الحر بما يسمى عند الصقارين بـ”الطلعة” وهي سرعة انطلاقته التي تصل إلى 300 كم بالساعة.