صحيفة الاتحاد:
2024-11-27@02:09:07 GMT

الصقر.. تراث يُحلِّق وعشقٌ يبقى

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
في عمق صحراء أبوظبي، يقضي هادي سعيد المنصوري معظم وقته في الاعتناء بالصقور، بعدما نجح في تحويل شغفه بها منذ صغره إلى عالم مليء بالتجارب الشائقة. زار أشهر البلدان التي تتميز باحتوائها على أجود الأنواع، وامتلك أول صقر قبل أن يلتحق بالمدرسة، وحالياً بحوزته أكثر من 800 صقر من أندر وأفضل السلالات ضمن معرضه الذي يستقبل يومياً عشاق الصيد بالصقور وملاكها.


أسس هادي المنصوري شركة مزادات الثمامة للطيور قبل 12 عاماً في أبوظبي، من خلال استيراد الصقور من الخارج، وإكثارها وتهجينها بأنواع محلية، وهو يمتلك اليوم خبرة كبيرة في مجال الصقور، ويتوافر على سلالات متنوعة من مختلف الأنواع التي يتطلبها السوق في الوقت الحالي، ومنها «حر خالص» و«بيور جير خالص» و«بيور قرموشة» و«شاهين» و«جير شاهين» و«جير تبع» و«جير وكري». كما يتملك أنواعاً نادرة وأصيلة، ومنها زوج من «الإلترا وايت» ناصع البياض.

شغف
قال المنصوري، إن شغف امتلاك الطيور، تطور معه منذ كان طفلاً، حيث أهداه أخوه الأكبر صقراً، ارتبط به ارتباطاً كبيراً ولازمه أكثر من 3 سنوات، إلا أن نفوق صقره نتيجة لسعة عقرب، ترك في نفسه حزناً عميقاً. ثم عاد أخوه وأهداه زوجاً من الصقور، وبات شغله الشاغل الاهتمام بهما ورعايتهما، حتى كبرت هوايته مع مرور الزمن وأصبح عاشقاً لعالم الصقور.

أخبار ذات صلة سعود بن صقر: تعزيز النمو الاقتصادي ركيزة أساسية لمواصلة مسيرة التنمية المستدامة 29.7 مليار درهم تمويلات البنوك للقطاعين التجاري والصناعي

ترفيهية تراثية
نشأ المنصوري وسط بيئة مشبعة بحب الصقور، فتعلم فنون «الصقارة» من أفراد عائلته المحيطين به، وبدأ يغذي معرفته بعالم الصقور عبر البحث والمعرفة والتعلم، مؤكداً أن هذه الرياضة الترفيهية التراثية، تجمع عشاق هذا الموروث من مختلف أنحاء الإمارات والعالم، وهي رياضة تحث على الصبر والشجاعة والعديد من المهارات الأخرى، لافتاً إلى أنه زار الكثير من البلدان وتعرف على العديد من الثقافات بسبب هذه الهواية.

مغامرات ورحلات
وقام المنصوري بعشرات المغامرات ورحلات القنص داخل الدولة وخارجها، وهو غالباً ما يذهب بعيداً للبحث عن أندر الطيور، والتعرف على ما يميز كل صقر عن صقور بلدان أخرى.
كما يحتفظ بما يجمعه من صقور بمعرض كبير في مكان خاص مُهيأ لمحاكاة البيئة المناسبة لهذه الكائنات، ويستمتع برعايتها وعلاجها وتوفير كل ما يلزمها، بإشراف طاقم متخصص في العناية بها، وهو المكان الذي يستقطب يومياً العديد من عشاق هذه الطيور ذات الارتباط الوثيق بالبيئة المحلية.
وقال المنصوري: «كنت أسافر مع أخي وأصدقائي عدداً من الدول العربية، ومنها سوريا وليبيا والمغرب، كما سافرنا إلى أميركا وكندا وبريطانيا وروسيا، بحثاً عن أجمل وأفضل الصقور، حيث تعتبر صقور روسيا من أجود الأنواع»، موضحاً أن جلب الطيور من الخارج يتطلب العديد من الإجراءات، وتوفير بيئة مناسبة خلال نقلها، حيث تحتاج هذه الطيور بعد استيرادها من موطنها الأصلي إلى فترة طويلة لكي تتأقلم على بيئتها الجديدة.

عناية وحماية
وللعناية بالطيور بمعرضه، يوفر المنصوري غذاءها الطبيعي، والذي يتكون من لحوم الحمام وطائر السمان والأرانب والبط، موضحاً أن الصقور تحتاج إلى عناية كبيرة وحماية من الحرارة المرتفعة التي قد تتسبب لها بمرض «الرداد»، وهو من الأمراض التي تصيب الرئة. وعن نقل الخبرة للأجيال عبر الترفيه، أوضح المنصوري أن كل الطيور مدربة على يد اختصاصيين، للحفاظ على هذا الموروث الأصيل في المجتمع الإماراتي، لافتاً إلى أن أجمل أيام السنة لديه هي التي ترتبط بفترة الصيد بالصقور، وقد تمتد لأكثر من شهرين.

مزرعتان
أكد هادي المنصوري، أنه يقوم بالعديد من النشاطات داخل الدولة وخارجها، فإلى جانب مشاركاته في معرض أبوظبي، فإنه وشريكه يمتلكان مزرعة للصقور في بريطانيا وأخرى في صربيا، ويتوفران على الكثير من العقود التي تربطهما بمزارع لإنتاج الصقور حول العالم، وأشار إلى أنه عام 2012 حقق انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ما عزز من شغفه.

أجمل الأنواع
يمتلك هادي المنصوري أنواعاً كثيرة من أجمل الصقور المتكاثرة، والتي حققت شهرة عالمية واسعة واستقطبت العديد من محبيها. ويحرص سنوياً على تقديم ما لديه من صقور في مختلف المعارض، وعلى رأسها معرض أبوظبي الدولي للصيد بالصقور، من أجل صون التراث وحمايته، وهذه المعارض تشكل حافزاً كبيراً للصقارين للحفاظ على هذه الرياضة التراثية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الصقور التراث الإماراتي الموروث الإماراتي العدید من

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء»: تراث أفريقيا ثم أوروبا الأكثر عرضة للتأثر بتقلبات المناخ

أصدَر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول «تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي والأثري» استعرض خلاله تأثير تغير المناخ على التراث الثقافي والأثري، وذلك من خلال التطرق لكيفية تأثير الظواهر المناخية المختلفة على المعالم الأثرية، ومدى اهتمام المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بهذه القضية.

وتضمن التحليل كيفية تهديد تغير المناخ والظواهر المصاحبة له للمناطق الأثرية على الصعيد العالمي، ثم الانتقال لتجربة مصر من خلال تناول التأثيرات المختلفة المهددة للتراث الثقافي والأثري المصري المتنوع، وكيف تعاملت الدولة مع تلك التهديدات، وما المناطق الأثرية التي تأثرت، وكيف تدخلت الحكومة لإنقاذها وحمايتها من تأثيرات تغير المناخ.

الأنشطة البشرية منذ القرن الـ19 أسفرت عن حدوث تغير غير مسبوق في درجات الحرارة

وأشار التحليل إلى أن الأنشطة البشرية منذ القرن التاسع عشر أسفرت عن حدوث تغير غير مسبوق في درجات الحرارة؛ مما أدى للتأثير على أنماط الطقس والمناخ، وهو ما يعود سببه في بادئ الأمر إلى حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز)، الذي يتولد عنه انبعاثات الغازات الدفيئة (مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها من الغازات ذات الصلة)، مُسببًا ما يطلق عليه ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي يترتب عليها ارتفاع درجة حرارة الأرض على نحو غير معتاد، وما يترتب عليها من ظواهر مناخية متطرفة مثل زيادة معدل هطول الأمطار، والفيضانات، وموجات الجفاف الحادة، وظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر، وحرائق الغابات، كما أنه يؤدي إلى تسارع وتيرة الظواهر المناخية الطبيعية مثل الأعاصير والانفجارات البركانية.

ومع تفاقم أزمة المناخ، التي تؤثر على حياة الملايين من البشر والكائنات الحية، يتضح أن تأثيرها لا يقتصر على ذلك فقط، بل امتدت عواقبه إلى التراث الثقافي، وخاصة المواقع الأثرية التاريخية.

علاقة وثيقة بين استقرار التراث الثقافي والأثري والنظام البيئي

وعن تأثير تغير المناخ على التراث العالمي، فقد أوضح التحليل أن هناك علاقة وثيقة بين استقرار التراث الثقافي والأثري، والنظام البيئي، فإذا كانت البيئة مستقرة لا تتعرض لتهديدات فإن التراث الثقافي في مأمن من التأثيرات المصاحبة، ولعل تغير المناخ والظواهر المناخية الحادة التي تصاحبه، تؤدي إلى تغيرات غير طبيعة في النظام البيئي والتأثير سلبًا على اتزان النظام الإيكولوجي، وهو ما ينعكس بصورة غير إيجابية على المواقع الأثرية، سواء الثابت منها أو المنقول أو تلك المدفونة تحت سطح الأرض، وبالتالي يكمن تأثير تغير المناخ على التراث العالمي في تعرض الأماكن الأثرية المكشوفة للظواهر المناخية في البيئة المحيطة بها، واحتمالية إصابتها بالتلف نتيجة للملوثات الناجمة عن الأنشطة البشرية المختلفة، وخاصة الأنشطة الصناعية الكبيرة، مما قد يؤدي إلى تآكل القشرة الخارجية للآثار، وخاصة في المباني الحجرية والمكونات الصخرية.

يؤثر التغير في معدل هطول الأمطار ومستويات المياه الجوفية

وعلى سبيل المثال، قد يؤثر التغير في معدل هطول الأمطار ومستويات المياه الجوفية ومعدل الرطوبة والطبيعة الكيمائية للتربة على البقايا الأثرية المدفونة تحت الأرض، فضلًا عن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المناطق القطبية وتسببها في ذوبان الجليد، وهو ما قد يؤول إلى حدوث الانهيارات الأرضية بسبب عدم استقرار باطن الأرض والتسبب في تلف المناطق الأثرية في بعض الأرجاء.

كما ستتعرض المناطق الأثرية القريبة من سطح البحر لخطر فقد البيانات المحفوظة على الأثر بفعل تأثير ظاهرة ارتفاع سطح الأرض التي ينتج عنها تآكل للشواطئ أو الغمر الدائم للمناطق الأثرية الواقعة في الأراضي المنخفضة، كما أنه يتسبب في زيادة نسبة ملوحة التربة الساحلية وتشبعها بالمياه الممزوجة بالأملاح في ظل تربة خالية من الأكسجين؛ مما قد يؤدي إلى فقدان سلامة تلك المناطق الأثرية وتآكلها.

بالإضافة إلى أن الفيضانات وزيادة معدل المياه قد يضر بمواد البناء الخاصة بالأثر، والتي لا تتحمل الرطوبة لفترات طويلة، إلى جانب احتمالية تلف الأسطح المزخرفة في المباني الأثرية بسبب زيادة معدل الرطوبة، ويمكن أن تؤدي زيادة غزارة الأمطار كذلك إلى فقدان أنظمة الصرف لقدرتها على استيعاب المياه، مما قد يتسبب في حدوث خلل في أنظمة مياه الأمطار وحدوث انقسامات وتشققات في الأثر، كما يمكن للحوادث المناخية المفاجئة، مثل الزلازل والعواصف وتباين درجات الحرارة، أن تؤدي إلى انقسام وتشقق وتقشير المواد والأسطح؛ مما يؤثر على المباني الأثرية الواقعة في المدن التاريخية المختلفة ويحدث أضرارا في هيكل المباني وجوهر ارتكازها.

التغيرات المفاجئة في طبيعة التربة جراء الظواهر المصاحبة لتغير المناخ

وأفاد التحليل بأنَّ التغيرات المفاجئة في طبيعة التربة جراء الظواهر المصاحبة لتغير المناخ قد تُشكل تهديدًا كبيرًا على المعالم الأثرية المدفونة في باطن الأرض التي لم يتم اكتشافها بعد؛ نتيجة لإحداث خلل في التوازن الهيدرولوجي والكيميائي والبيولوجي للتربة التي تحفظ البقايا الأثرية لمئات وآلاف السنين، مما يتسبب في تسريع عملية التدهور والتآكل في المناطق الحساسة في الأثر.

ولفت التحليل إلى أنَّ العلاقة بين ملف تغير المناخ والإرث الثقافي والأثري حظيت باعتراف دولي موسع بسبب مخاطرها المحتملة، ففي مؤتمر الأطراف COP 25 المقام في مدينة مدريد عام 2019، تمت الإشارة لقضية تأثير تغير المناخ على الإرث الثقافي بمختلف أنواعه، وأصبح تأثيره أكثر وضوحا في مؤتمرات الأطراف التي تلته، وفي مؤتمر الأطراف COP 28 في ديسمبر 2023 ترأست دولة الإمارات العربية طاولة الحوار بشأن العمل المناخي القائم على الثقافة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، وتطرقت من خلاله إلى تناول ملف تغير المناخ من منظور واسع يتضمن التحديات الثقافية والبيئية والمالية والعلمية.

وأضاف التحليل أنَّ الحراك العالمي للمحافظة على الإرث الثقافي يأتي كرد فعل على الخسائر والأضرار التي تعرضت لها المعالم التراثية فعليًّا، فجدير بالملاحظة أنه يوجد نحو 24 موقعًا أثريًّا تم الاعتراف بها من جانب منظمة اليونيسكو، متأثرين بتغير المناخ في قارة أفريقيا، إذ إنها تأتي في المرتبة الأولى كأكثر القارات التي تحتوي على مواقع تراث عالمي ومعرضة للتأثر بتقلبات المناخ، وفي المرتبة الثانية تأتي قارة أوروبا بنحو 21 موقعًا، وتليها قارة آسيا بقرابة 15 موقعًا.

أهم الأمثلة على المناطق الأثرية المتضررة من تبعات المناخ

واستعرض التحليل أهم الأمثلة على المناطق الأثرية المتضررة من تبعات المناخ وذلك على النحو التالي:

- مدينة البندقية (Venice): تلك المدينة التراثية الأيقونة في شمال إيطاليا، التي تبلغ مساحتها 118، جزيرة متصلة بقنوات مائية، إذ إنها تأسست في القرن الخامس، وتتسم بأنها تحفة معمارية من القصور والمباني التاريخية، وكانت دائمًا عُرضة لارتفاع منسوب سطح البحر والتهديد بالغرق بفعل التغيرات الطبيعية في سطح الأرض، إلا أنَّ الظاهرة أصبحت أكثر تواترًا وحدة في السنوات الأخيرة بفعل تغير المناخ والظواهر المصاحبة له، مما شكل خطرًا كبيرًا على المدينة الأوروبية الشهيرة.

وقد أفادت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بأن المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر قد ارتفع بين 0.1 متر و0.2 متر خلال القرن العشرين، كما أنها تتوقع زيادة متوسط المنسوب العالمي بما يتراوح بين 0.09 و0.88 مترًا في الفترة ما بين عامي 1990 و 2100، وبالفعل تأثرت البندقية من خلال فقدان جزء من ارتفاعها جراء الفيضانات التي تحدث بالمدينة، ومن المتوقع وفقًا للسيناريوهات المعتدلة لتغير المناخ أن تفقد المدنية 54 سم من ارتفاعها جراء الغمر بالماء بفعل تلك الحوادث.

- منطقة تشان تشان (Chan Chan): التي تقع شمال بيرو والمدرجة في قائمة التراث العالمي باليونسكو عام 1982 و1983 تأثرت بالتغير في وتيرة ظاهرة النينيو الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، والتي تسببت في هطول الأمطار الغزيرة والفيضان الجزئي في المنطقة الأثرية الطينية الهشة، وألحقت الضرر بقاعدة الهياكل المعمارية الطينية بالمنطقة.

وجدير بالملاحظة أن الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن ظاهرة النينيو خلال تلك الحقبة تم تقديرها من جانب البنك الدولي بنحو 14 مليار دولار أمريكي، وكان نصيب بيرو من تلك الخسائر ما يقارب مليار دولار أمريكي.

- كهوف موجاو (Mogao Caves): تقع الكهوف المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في دونهوانج شمال غرب الصين، إذ تتعرض الأعمال والنقوش الفنية العتيقة في المنطقة لظواهر جوية متضاربة بشكل مستمر نتيجة لتغير المناخ، مثل ارتفاع الحرارة والرطوبة والأمطار الغزيرة بشكل مفاجئ وغير معتاد، مما يمثل تهديدا صريحا للمنطقة التاريخية.

مقالات مشابهة

  • تفضل العيش في عزلة.. 8 حقائق مثيرة عن «الفردوس» أجمل أنواع الطيور
  • بيت الحرفيين.. نافذة على تراث المملكة في معرض ” بنان” الدولي
  • «معلومات الوزراء»: تراث أفريقيا ثم أوروبا الأكثر عرضة للتأثر بتقلبات المناخ
  • لوران بلان يوضح موقف بنزيما من مواجهة الاتفاق
  • ”حبيبي ولا على باله” و”أجمل إحساس”: ألحان خلدت المصري محمد رحيم
  • المستهلك الأميركي يبقى انتقائيا في فترة "بلاك فرايدي"
  • ???? مدني يا أجمل خبر !!
  • المنصوري تعد بنقل التجربة المغربية في التخطيط الحضري والإسكان إلى الجارة موريتانيا
  • نساءُ العرب وعشق الخُرافات!
  • تراث وترفيه.. "ليالي المحافظات" تنطلق في شتاء جازان 2025